الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الحرة قراءة في محرم

فلاح عبدالله سلمان

2019 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دائما ماتلجأ المجتمعات التي تعاني من ارتفاع نسبة الجهل وقلة الوعي الى البحث عن من يغنيها عن عناء ذلك فتذهب الى اختيار شخصيات تفكر عنها وتخطط لها ، وتخضع المجتمعات ازاء ذلك خضوعا تاما لكل ماتقوله وتفعله تلك الرموز، بل تتعدى ذلك فهي تصحح كل اخطائها ، وان ثبت خطأ ما على رمز منهم تنسحب فورا وتدعي جهلها وقلة معرفتها ببواطن ماتفكر به تلك الرموز ، وهذه العلاقة تتناسب بشكل طردي مع الجهل " فكلما زاد جهل المجتمعات زاد تقديس تلك الرموز وتقديمها في كل شيء" وهذا بدوره مايصنع للرمز حاجزاً كونكريتياً يقيه من اي اختراق مجتمعي ولو بسؤال ، وتبقى مطالبات الناس العقلاء بإلغاء تلك القدسية والتعامل بشكل عملي مع كل شخص كتأثير قطرة ماء على حريق غابات الامازون..
قناة الحرة كمؤسسة اعلامية حاولت من خلال برنامجها (الحرة تتحرى.. اقانيم الفساد المقدس في العراق) ان تخترق بصورة جادة وبجرأة غير معهودة ذلك الجدار، ولم تات بشيء بعيد عن الواقع فقد طرحت اسئلة مدعمة بالوثائق وكانت تبحث فعليا عن إجابات وافية وقد اتضحت تلك الفاعلية من خلال مخاطبتها الجهات الوارد اسمها في التقرير لبيان الحقيقة ولم تتلقى اي رد ( ولازال بابها مفتوحاً لذلك).
طرق ذلك الباب والخوض في محرماته فتح الكثير من التساؤلات وسيفتح اكثر ويمنح الجرأة لأكثر ، من هذه التساؤلات :
1- ثبت بما لايقبل الشك ان سلطة رجال الدين لاتقابلها اي سلطة اخرى بحيث استطاعت وبإشارة بسيطة غلق مكتب قناة الحرة ( الامريكية) وعليه، هل لايزالوا غير مشمولين بدمار البلد وتخلفه؟.
2-الجميع يعلم ان العتبات المقدسة هي مورد مهم من موارد الدول ويجب ان تخضع الى ماتخضع اليه باقي الموارد كالنفط مثلا ويجب كذلك ان يتمتع الشعب بكامله بعائدات تلك الموارد فلماذا تكون عتبات العراق المقدسة حكرا بيد جهة معينة؟
3- اذا كانت (المرجعية العليا) هي من تعيين المتولي الشرعي فهل يحق لذلك المتولي ان يعين صهره مديراً عاماً لكل المشاريع؟
4- اذا كانت مشاريع العتبات مستقيمة ويبتغى من ورائها رضى الله فلماذا لاتتمتع بالشفافية والافصاح عن كل تحركاتها ولماذا تمتنع عن الاجابة عن هكذا اسئلة؟
5- هل يعلم السيد السيستاني بهذه المشاريع وكيف يمكن لنا ان نتأكد من ذلك اذا كان الختم واصدار البيانات بيد نجله محمد رضا؟.
6- ماهو هدف متولوا العتبات والى اين يريدون الوصول وماهي هي مخططاتهم ؟.
7- السؤال التقليدي، وهو اين تذهب عوائد تلك المشاريع واضف له ان جميع انفاقاتكم لاتساوي 10% من عوائد المشاريع.
اللافت للنظر ان ردة الفعل جائت موحدة من قبل جميع المنضوين تحت المظلة الاسلامية رغم اختلاف او تناقض بعض ايديولوجياتهم مع بعضها الاخر ممايوحي للوهلة الاولى ان هناك مبدأ متفق عليه ولايمكن لاحدهم التنازل عنه ، الا أن حقيقة الامر تكمن في ان طرق مثل هكذا ابواب ستضر مصالحهم وتسحب البساط من تحت ارجلهم .
وعليه لابد من رفع القبعة للحرة والدفع باتجاه الخوض في مثل هكذا تقارير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي