الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الحارات وصولا الى انقسام العائلات في المزرعة الشرقية ( الحلقة التاسعه )

محمود الشيخ

2019 / 9 / 10
المجتمع المدني



عندما تبحث في التاريخ تجد ان العرب منذ الأزل منقسمون على انفسهم،والفتنة
والصراع قائم بينهما،لا لشي فقط على الزعامة والوجاهة والسلطة،وليس من مصالح الشعوب وخدمتها،( فقيس ويمن ) موجودة هذه التقسيمات قبل نشوء الإسلام،اذ اطلقت تسمية قيسي على عرب الشمال،ويمن على عرب الجنوب،واشتد الصراع بينهما عندما ظهرت الفتنة بين بني اميه وابن الزبير،فقد ايد القيسين ابن الزبيروايد اليمنيين بني اميه،رغم ان طرفي الخلاف بني اميه وابن اتلزبير من الحجاز،الا ان بني اميه صاهروا اليمنيين كي يكون لهم انصار،وان اليمينيين هاجروا الى بلاد الشام واستطونوا فيها قبل الإسلام،بوقت طويل لكن بعد الفتح شهدت بلاد الشام تغيرات ديمغرافيه،بعد ان استوطن فيها قبائل من الحجاز،شاركوا اليمنين الإستيطان في بلاد الشام،عرفوا حينها بإسم العدنانيين ثم النزاريين ثم غلب عليهم اسم القيسين،وقد عم استيطان الطرفين بلاد الشام،بما في ذلك فلسطين والأردن،وكان اليمنيين يتباهوا بأنهم سادة الجزيرة العربيه،وكان الخزاعيين حكام مكه واصلهم من اليمن،قبل قريش،وكان الأوس والخزرج ايضا من اليمن،بينما كان القيسين يتباهون انهم هداة البلاد.
فكان لهذه التباهي والمفاخرة،دور في اشتداد الصراع بينمها وتعميق التعصب القبلي بينمها،ولكل طرف رايه فراية اليمنيين بيضاء وراية القيسين خضراء،وفي فلسطين كان ابو غوش يمني واسرة ال الخالدي قيسيه،وقعت بينمها معركتين في البيره واحده وفي ارض الوسطيه على اراضي سلواد واقعة اخرى بفعل صراع الطرفين على قرى (رمون وديرجير وكفرمالك ) كانت قيادة القيسين في راس كرر بعد ان انتزع ال سمحان القيادة من ال البرغوثي،وتعني كرر ان ال سمحان كانوا يدحرحون حجارتها من اعلى التل الى اسل الوادي وتطلق صوتا ورنينا وتستمر في الدحرجة حتى اخر المسافة ولذلك اسموها راس كركر،ودحرجة الحجاره من ال سمحان على كل من تسول له نفسه مهاجمتهم.
واما قرى منطقة رام الله مقسمه هكذا بين يمني وقيسي ( كانت القرى مقسمة الى فزعتين فزعة قيس وفزعة يمن، والقرى التالية تتبع لفزعة قيس: سلواد وابوشخيدم وابوقش وام صفا وجفنا ودورا القرع ودير السودان وسردا وعطارة وقراوة بني زيد واغلب عائلات كوبر والمزرعة القبلية والبيرة والمزرعة الشرقية ومركز القيسية راس كركر بينما كان في رام الله اربع حمايل قيسية وحمولة الشقرة يمنية ومن القرى التي كانت تتبع الى فزعة يمن قرى: برهام والنبي صالح وعائلة بدوان من كوبر وبيتونيا ورافات ومركزها ابوغوش ) هكذا قسمت البلاد بين يمني وقيسي ثم انتقلت بلدتنا المزرعة الشرقية الى بني مره وقرى اخرى من حولنا ايضا كانت بني مره،وهي نسبة الى (بني مره ) كان ذلك في العام 1956 وبني مرة نسبة إلى أصول سكانها ،حيث يرجعهم مصطفى الدباغ في كتابه إلى مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) جد الرسول "صلى الله عليه وسلم"،وبني مرة قبيلة عربية استقرت منذ أمد بعيد في قرى سلواد والمزرعة الشرقية وعين يبرود- يبرود، سنجل- وترمسعيا - وكانت المزرعة لفترة طويلة " هي كرسي بني مرة "، أي مركز حكم قرى بني مرة ،وكان أحمد أبو عبد الله من البلدة شيخا على كرسي بني مرة وعين عبد العزيز العينسوية (من أجداد آل عبد العزيز) كشيخ لناحية بني مرة وعين من آل مبارك في سلواد شيخا عليها وأصبحت قرية سلواد كرسيا منفصلا فيما يعد عن بني مرة وفي العام 1881 ذكرت باسم المزرعة الشرقية في كتاب (مسح فلسطين الغربية) إلى جانب مزرعة بني مرة.ثم انتقلنا في المزرعة الشرقية الى حارات يفصلنا عن بعضنا المسجد هو الخط الفاصل بين شرقي وغربي فمن يقع بيته غرب المسجد هو غربي ومن يقع بيته شرقي المسجد فهو شرقي،وبما اننا معتادين على النزاعات بين يمني وقيسي اصلا فليس مستبعدا ان نشكل سببا للفتنة والصراع،فأوجدوا من عاشوا في تلك الفتره السبب.
ولم يكن صعبا على احد افتعال ( طوشه ) بين العائلات في البلد او بين الحارات،يكفي ان تمازح فلان من ابناء الحارة الأخرى فتخلق مشكلة تتطور الى طوشه،ويبدأ ضرب الحجارة المجمعه سلفا على اسطح البيوت ثم تبدأ النساء (بنثر او الأصح عفر الرماد او سكن الطوابين ) لتعيق الرؤيا عند الطرف الأخر للتغلب عليه عند فقدانه البصر والرؤيا.
ان كلمة ( الله الله ) لصبية تعثرت ثم وقعت ارضا كانت كقيله بوقوع طوتين متتاليتين ادت الى وقوع شرخ في احدى العائلات ،لكن كلمة (الله ) تعني ان يساعدها الله على تدعثرها انما عند الطرف الأخر مفهومها غزلي، فأدت الى طوشه وانقسام.ثم وقعت طوشه اخرى في زفاف احد الشباب وسميت الطوشه بإسمه.
ثم كان قطع كرم عنب (الشجر ) من عروقه ليس لسبب ما بل من اجل قبضنه لخسارة صاحب الكرم سواء كان عنب او تين،وما اكثر الشجر الذى قص بحجج كثيره،ثم ان عمليات القتل التى وقعت اسبابها ليست وجيهه،لكن كان هناك عقلاء من الرجال يقفون في وجه المتقاتلين ويمنعوا استمرار الطوشه من هؤلاء (محمد عبد القادر حميده لقوة جسمه) وعند وجوده تنتهي اكبر طوشه،ويتمكن من وقف الشجار فهو صاحب جسم قوي ومخيف عندما يرفع يديه تتوقف الحجاره،ثم هناك رجل اخر العنب لم يخلو من بيته (حرامي ) قيلت عنه ابياتا من الشعر او الزجل ( قويدر ظهر معطوف....شاطر في قطع القطوف....هاذى مدوره من صوف....وهاذى عقده ما ابتنحل.....قويدر زامم سل...والعسعس وراه بختل....هاذى من فل....وهاذي عقده ما ابتنحل)
في البدايات كانت العائلات منضويه تحت اسم واحد عند قدومها واقامتها في البلد مثلا دار ابحميده ودار عبد العزيزعندما قدموا من واد موسى الى المزرعة الشرقية كانوا منضويين تحت اسم (فرج ) ديوانهم واحد،في بيت السيد عبد الغني عبد العزيزوالد ابو الشايب بعد ان تزوج محمد عبد الحفيظ وانجب سبعة شباب واثنان عمي من اولاد واولاده هم غير فاقدي البصر ( عبد المجيد حميده وعبد الحفيظ حميده وسليمان وعيسى ويوسف ومحمود وحسيده ) ودار ابحميده اربع فخدات ( محمد و"محمد شراري وابوسعيد" وعبد الله وحسين ) بعد ان اصبحوا شبابا انقسم محمد واولاده عن دار عبد العزيز وخرجوا من ديوانهم واشادوا ديوانهم واستقلوا كعائله،ودار عبد العزيو عائله منفصله،.ثم ان دار فرج يقسموا الى ثلاثة افخاد ( حميده وعبد العزيز وعبد الباقي ) اما عبد الباقي يقولوا دار ابو عجاق انهم كانو جزءا من دار عجاق ثم جمعوا انفسهم وفتحوا لهم ديوان في بيت المرحوم خميس الهطل بالقرب من المسجد البيت الذى اقام فيه فيما بعد محمود خميس الهطل،ثم انضم دار ابذان عمر ذان وسيد هيثم من العائلات المنضويه تحت اسم حميده هم ( دار ابوادي ودار اسليم،دار النداف او الشيخ عيسى بعد وقوع مشكله على حدود (سنسله ) جزء منها عن دار ابحميده وانضموا الى دار عبد العزي،واما دار الحاج تركي وعبد الله ابو الشيخ علي وفهد ابراهيم الشيخ علي ثلاثة اخوه يقولون عنهم دار المصري، اتوا من مصر،ودار ابو امدوره وهناك دار ابو الجراس هم دار الشيخ حسين،ثم دار ابغاليه ودار ابو ابديوي انضموا لدار ابحميده،وايضا دار ابحبش انضووا تحت دار ابحميده،وانضم اليهم ايضا محمد عابد وجار مصطفى عيشه الا انهم خرجوا وعادوا الى عائلاتهم.
بعد وقوع طوشه في البلد ادت الى مقتل اثنان منها جلى دار عبد العزيز عن البلد كانت المختره لهم سحب الختم منهم واصبح مع دار ابحميده واصبح المختار هو عبد الحفيظ حميده ثم تنازل عنه للمرحوم احمد حميده ابن عمه،وبعد وفاة احمد حميده طالب دار عبد العزيز بعودة المختره لهم،الا انها بقيت مع دار ابحميده ليكون المرحوم عزيز حميده مختار بعد ابيه.
لكن قلنا اثناء جلاء دار عبد العزيز وقف احدهم وهو سعيد عبد العزيز وقال
يا دارنا لا اتخافيش......حنا حماتك وسورك...بسيوفنا لا نحنيك....عمر الفشل ما اطولك)
حاول العديد من دار ابحميده التعدي على بيوتهم الا ان المرحوم عبد الله احمد حميده وهو اخ احد القتلى وقف في وجه محاولات التعدي والزمهم بالعودة الى بيوتهم واعتبر بيوت دار عبد العزيز امانة بين ايديهم.
هناك تسميات دخلت على العائلات مثلا دار ( عبد القادر ) دار ابو اليبروديه سبب التسميه اثناء مرور مرور عبد القادر ابو قويدر من قرية يبرود شاهد صبية جميلة القوام عيونها ساحره تلوح بيديها متبختره ومتباهية في جمالها،كأنها تقولها (يا ارض اشتدي ما عليك حد قدي ) انبهر عبد القادر بجمالها وعلى الفور استدل على بيت والدها وطلبها منه ووافق الأب على الشاب فجاء الى المزرعة اخذ معه جاهة كبيرة ليطلبها ويأتي بها (فارده) اثناء ذلك اعترض اهالي يبرود معتبرينها ابنتهم وهم اولى بها فما كان من عبد القادر الا ان اشهر سلاحه بوجههم فإرتدوا ولم يعترضوا بعد ذلك،كان ذلك في اواخر القرن التاسع عشر،ولأن زوجته فاطمه الشيخ موسى من يبرود اطلق عليه ابو اليبروديه.
واما اخر طوشه شهدتها البلد كانت في العام 1956 بين طلاب المدرسة تواعدوا بعد انتهاء الدوام المدرسي الإلتقاء كما كان معروف حينها عند ( السلطاني الحمر) في منطقة الوعر اليوم،وهناك شهدت طوشه كبيره كان فيها كافة طلاب المدرسة،الا ان كبار السن في البلد ومنهم شوكت رشيد سجل اسماء المتهاوشين وفي اليوم التالي ذهب بالقائمه الى مدير المدرسه سعيد سمور وهناك بدأت فلكات على اقدامهم الى ان تابوا عن اشعال طوش اخرى بين حارتين،صحيح ان اثارها لا تزال لليوم بين الناس فالبعض لا زال يفرق مثلا في الصلاة بين مسجد فاطة الزهراء والمسجد القديم،وهذا جزء من التخلف الذى كان سائدا وحتى اليوم بين الناس مما يساهم في فرقة الناس وابتعادهم عن بعض،وحتما الصراع الذى دار في انتخابات البلدية الأخيره جرت على هذه الخلفيه مما ادى الى صراع عائلي خفي اساسه من الغالب في الوصول الى مسك البلدية من رأسها.
وفي العام 1978 وعلى خلفية التباهي والتفاخر والصراع عبدت ساحات البلد جميعها في مختلف الحارات والأزقه،مثلما وضعت اعمدة كهرباء امام بيوتا لا يجب ان تنار ساحات بيوتهم على حساب البلد بل على حسابهم تنار انما لأن هناك تنافس غير مبرر بين غربي وشرقي وضعت اعمده وعبدت حارات وساحات بفعل ذلك،
في نفس الوقت كانت البلد اثناء ثورة 1936 منقسمه بين نشاشيبي وحسيني البلد مجتمعه كانت حسينيه وقسم كبير من دار ابحميده كانوا نشائيبي،يعني ان الإنقسام في البلد منذ نشأت وليس حديثا انما رويدا رويدا بدأ يتلاشى نأمل ان يزول حتى تتمكن البلد من تطوير نفسها بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار