الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف المجتمعي

عبدالله عطية

2019 / 9 / 10
المجتمع المدني


اريد الدخول مباشرة في الموضوع من دون مقدمات، فالظاهرة التي اكتب عنها الان هي من نتاجات عسكرة المجتمع، وفي ظل الديموقراطية المطاطية التي اعتقد ان أغلب العراقيين لم يعرفوا عنها ولن يجربوا معرفتها، فعلى الاغلب كشعب يمكن تم تسجيلنا في كتاب غينس للارقام القياسية كأكثر شعب خاض حروباً خلال الخمسين سنة الماضية ولا يزال يبحث الغالبية العظمى عن الحروب، هذا ليس الموضوع الذي اود طرحة، فقط ما كتب أعلاه هو فكرة تقديمية للعنف المجتمعي.
أمس كنتُ قد خرجت الى المواكب الحسينية بعد الحاح اصدقائي مع اني ضد هذه الفكرة نهائياً، لستُ ضد هذا الطقس او الممارسة، بالاخير تندرج ضمن الحريات الفردية التي يعتنقها غالب المجتمع، لكن انا من النوع الذي لا يحُب الاماكن المزدحمة، واشعر بالضيق حينما ادخلها اضف الى الضوضاء واصوات مكبرات الصوت التي توقظ الميت وتصم أذان الحي، على العموم خرجت وياليتني لم اخرج بسبب ما شاهدته من مناظر لا اعرف كيف اصفها، فكل المواكب التي رأيتها تجاوزت فكرت الزنجيل(السلاسل) الى فكرة طبر الرأس من الأعلى( التطبير) مع الثياب باللون الابيض والدماء في كل مكان، وسيارات الإسعاف تنقلهم، انا هنا بدأت اتوتر وفقدت السيطرة على أعصابي بطريقة هستيرية، لأن بشاعة الموقف اكبر من يسيطر معها الانسان على اعصابة.
سبق وذكرت انا لست ضد هذا الطقوس والان اقول ضدها في الوقت نفسه، انا معها لانها من ضمن حريات الافراد وممارساتهم وعقائدهم، اما ضده لأنه بشع للغاية ولا أعتقد اي شخص من الاشخاص الاصحاء نفسياً يتقبله، دماء تسيل ويعمدون لبس البياض لتبدوا اكثر وحشية وعنف، ثم تأتي النساء يأخذنه بهذا الدم للتبرك والثواب، حينما تتكلم وتقول ان المشافي تحتاج للكثير من اصناف الدم، وبدل نزيف هذا الدم وهدره لابد من التبرع به فهو نوع من انواع التكافل الاجتماعي وتقليل كمية العنف والمشاهد الدموية من جانب، ونقل ثورة الحسين ومبادئها بشكل اكثر حضارة من جانب اخر، الاكثر وحشية هو ممارسة هذا الطقس للاطفال، وما يجعل الموضوع انتهاكاً لحقوق الانسان، كون هذا يقع ضمن اطار التعنيف والاذى الجسدي للطفل، ويجب ان يعاقب عليه القانون لكل مرتكبي هذا العمل.
ربما يتبادر سؤال في كل مرة تقع حادثة مأساوية تهز المجتمع وتنتشر في التواصل الاجتماعي من أين يأتي العنف؟ تفضل عزيزي وانظر من أين يأتي العنف اذا الاطفال والكبار تسبح في دمائها وتضرب رؤسها بالسيوف، بعدها تنزف وتفتخر بهذا الموضوع، طيب هذا النتاج يا سادة اذا كان طفلاً ويرى هذه المنظر فماذا يصبح حينما يكبر بياع ورد؟ ام موسيقي؟ بالتأكيد قاتل وسيما فيما يخص المواضيع العقائدية والدينية، لانها تربى في بيئة تحرض على الموضوع وتدعمه فكيف السببل الى تغييره حينما يكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه