الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير كردستان مرتبط بتحرير الإنسان الكردي.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 9 / 10
القضية الكردية


عندما تريد أن تسقط مجتمعاً أو شخصاً فإن أول ما عليك القيام به هو أن تفقده ثقته بنفسه وكيانه ودوره وشخصيته الحضارية في حالة الدول والمجتمعات ولذلك يمكننا القول؛ بأن تحرير كردستان مرتبط بتحرير الإنسان أولاً -وهنا نقصد الشخصية الكردية- حيث من دون تحرير تلك الشخصية لن تكون هناك تحرير لكردستان وبالتالي ولكي يكون شعبنا قادر على بناء كياناته السياسية الوطنية، لا بد من بناء الشخصية الكردية التي تعتز بكينونتها ودورها ووجودها التاريخي الحضاري وبأنها على مساواة مع غيرها من الأمم والحضارات التي تتجاورها وبالتالي تتخلص من حالة العبودية التي صبغت التاريخ الكردي عبر الالحاق والاستعباد الطويل من قبل الآخرين وبالتأكيد فإن هذه تبقى مهمة مثقفي ومتنوري شعبنا من مفكريها وقادتها وساساتها وذلك من خلال العمل الجاد في نسف ما لحق بهذه الأمة من قيم وأفكار رسخت في الشخصية الكردية نوع من السكينة والخنوع والذيلية للآخرين -بالمناسبة مصطلح Ez beni؛ والترجمة الحرفية هو أنا عبدك أو مايقابله بالعربي "سيدي"- لم يأت من فراغ فهو تلخيص لواقع تاريخي حضاري لشعب لا نريد القول بأنه "أمتهن الاستعباد"، لكن فرض عليه جبراً فأصبح واقعاً راسخاً في الذهنية والشخصية الكردية وللعلم ليس أدل على ذلك من حوار بين شخصين أو أكثر حول أي موضوع حيث تجد الكردي وعموماً يريد استرضاء المحاور الآخر حتى وإن كان ذاك الآخر وقحاً يوجه له ولشعبه كل السخافات والإهانات وأعتقد الكثيرين منكم كره متابعة القنوات التلفزيونية من وراء تلك الشخصيات الكردية الضعيفة الذليلة.

وبالتالي فبدون إعادة الاعتبار أولاً؛ للشخصية الكردية والشعور بعزة النفس والكرامة، فلا يمكن الحديث عن حرية كردستان والتي لها -أي حرية كردستان- عوامل أخرى خارجية وداخلية طبعاً، لكن الأهم تبقى حرية وكرامة الإنسان الكردي وقد ساهمت الحركات الكردية وبالأخص المنظومة العمالية الكردستانية في رسم ملامح جديدة للشخصية الكردية تتميز بالعنف والثورية والإعتزاز بالذات والهوية الحضارية ولذلك تجد بأن هذه الشخصية هي شخصية مقتحمة غير مترددة، بل تكون هي التي تفرض وجوده المادي والمعنوي في المشهد السياسي عموماً وذاك ما جعلها وبقناعتي -أو على الأقل أحد أهم العوامل- في تسيد الموقف بالواقع الكردي في روجآفا وشرق الفرات، طبعاً مع قدرة المنظومة على قراءة المشهد السياسي والمناورة في تلك المساحات المتاحة وذلك بحسب الإمكانيات المتوفرة، مما مهد لهم ليصبحوا جزء من المعادلات السياسية، بل وكأحد أهم الأطراف وذلك بعكس المعارضة السورية -الإئتلاف الوطني السوري وبالأخص المجلس الوطني الكردي- التي خسرت الكثير الكثير من إمتيازاتها ودورها وفاعليتها وذلك نتيجة ضعف وذيلية وإرتزاقية قادتها وساستها وخاصةً بعد التبعية المطلقة لمشروع أردوغان الإخواني حيث وبعد أن كان المجلس قد رفض إعطاء ثلث الأصوات في "المرجعية الكردية" التي تشكلت مع بدايات الحراك الثوري السوري لحزب الاتحاد الديمقراطي، ها هو يطالب بالفيفتي من الإدارة الذاتية ولن يحصل عليها، بل سيرضى بالثلث أيضاً ولاحظوا المفارقة بعد ما كان هو الذي يقرر ويرفض بات الآخر هو الذي يقرر ويرفض.

طبعاً أدرك بأن البعض سيحاول القول؛ "طبيعي أن تدافع عمن أنت تواليهم" رغم تأكيدي الدائم بأن لا تهمني أسماء أحزابنا ومن يحقق بعض الممجزات، بل يهمني ما يتحقق على الأرض لشعبنا حيث من يقدم بعض المنجزات سنقف معه ونؤيده مهما كانت أسمائهم وأسماء برامجهم السياسية وكذلك بالرغم من أن الواقع على الأرض يؤكد قراءتي السابقة؛ بأن حركة المجتمع الديمقراطي حققت الكثير في حين أن المجلس خسر الكثير، لكن وللأسف فإن البعض يتعامى عن رؤية الواقع فقط ليؤكد؛ بأن الخصم السياسي لم يحقق هو الآخر شيئاً يذكر وذلك على مبدأ "إن لم ألحق بك سأحاول أن ألحقك بي" مع أن الجميع يدرك تماماً؛ بأن الحقائق على الأرض تختلف عن تهويماته المخادعة له وحده دون غيره من الناس .. خلاصة القول: حرية شعبنا مرتبط بحرية أفرادنا حيث الفرد المستعبد لا يمكن أن يحقق وطناً حراً فذاك "القائد والزعيم" السياسي الذي يجبن من الرد على صعلوك ومرتزق يشتمه ويشتم شعبه، بل ويقول مخاطباً إياه "سيدي" في حوار تلفزيوني وذلك فقط لأن ذاك الآخر على كتفه بعض النياشين التي وضعها عليه نظام مستبد ديكتاتوري غاصب لهويته وتاريخه فبالتأكيد إن ذاك "القائد والزعيم" السياسي المستعبد لن يكون قادراً على المطالبة ببعض الحقوق، فكيف له أن يحرر وطنن وشعباً يرزح تحت ظلم العبودية من أحقاب وعقود طويلة حيث من يحتاج للحرية لا يقدر أن يحرر الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحرير كردستان مرتبط بتثقيف الإنسان الكردي.
أريان بوتاني ( 2019 / 9 / 11 - 14:05 )
تحرير كردستان مرتبط بتثقيف الإنسان الكردي.
تحية وإحترام للأخ بير رستم. عزيزي ان تحرير اي شعب يبداء في تثقيف ووعي وتوحيد كلمته. على سبيل المثال..
الاكراد لايتجاوز عددهم عن اكثر من ٥-;-٠-;- مليون!! ولكن هنالك مشكلة كبيرة بالتفاهم والكلام مابين بعضهم وبلغة موحدة مفهومة للجميع. اللغة الإنكليزية على سبيل المثال يتكلمها اكثر من ٥-;-٠-;-٠-;- مليون في جميع انحاء العالم وتواصلهم وكيانهم راسخ كلجبال ويفهم بعضم البعض بكل سهولة لذلك هم قادة العالم . انا كردي من العراق ولاأفهم اللهجة الكردية الثانية الموجودة في العراق وكذلك الحال في بقية اقسام كردستان. لنكن واقعيين ونحاول إصلاح وتثقيف وتوحيد وفهم بعضاً الاخر، ثم بعد ذلك سنصبح دولة وقوة كيان. املي هو على جميع المثقفين معالجة مشاكلنا الداخلية قبل وضع اللؤم على الاخرين.
رحم الله عزيز علي منلوج كردي غنى باللغة العربية وفي احدى منلوجاته يقول( منا منا كلها منا مصائبنا وبلاوينا كلها منا)

اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت