الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيلمة رحمن اليمامة... وما أدراك ما الرحمن !. الجزء الثالث

مصطفى حجي
(Mustafa Hajee)

2019 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(الجزء الثالث - قرآن مسيلمة، انتشاره وتأثيره)

مَن قال أنّ قرآن محمّد لا يمكن الإتيان بمثله أو بأفضل مِنه ؟
من قال أنه لا يمكن لأي سجع أن يجذب أتباعاً يؤمنون به سِوى سجع محمد ؟
من قال أنّ القرآن فيه مِن البلاغة ما ليس في غيره مِن النصوص ؟
من قال أنّ مِن معجزات القرآن أنه الكتاب الوحيد الذي آمنت به العرب مِن مجرَّد سماعه، وهذا ما لا يمكن لأي سجع آخر أو شخص آخر بخلاف محمّد أن يفعله ؟...

روى لنا التاريخ أنّ نبيّنا وحبيبنا وقُرَّة أعيننا "مسيلمة" صلَّ الرحمن عليه وسلَّم قد أُوحِيَ إليه قرآناً مُعجزاً آمَنَ به جمعٌ كثيرٌ مِن العرب، ولعلَّ أوضح دليل يُثبِتُ أن قرآن مسيلمة قد صدَّقه الكثير هو ما نُقِلَ إلينا عن تعداد من كان في صفوف جيش مسيلمة الذين كانوا يَستميتون في الدفاع عنه، قد ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية ج6) أن تعداد جيش مسيلمة كان 40 ألف مقاتل، وفي خبر آخر جاء العدد 100 ألف في جيش مسيلمة.
نستطيع أن نستنتج من هذا العدد المهول (مِن 40 إلى 100 ألف مُقاتِل) وهو عدد كبير جداً بالنسبة لذلك الزمن، نستطيع أن نستنتج أنَّ غالبيّة سكّان شرق الجزيرة العربية كانوا يؤمنون بمسيلمة، فهذا العدد هو فقط للرجال المقاتلين، وبالتأكيد إن حسبنا ذَويهم مِن النساء والشيوخ والأطفال فنجد أن عدد من يدينون بدين مسيلمة حينها كان يتجاوز المئة ألف على أقل تقدير، وهذا ما يدعم ما ذكرتُه في الجزء السابق على أن دين مسيلمة كان منتشراً انتشاراً كبيراً وكان يُشكِّل تهديداً على الإسلام وعلى -سُلطة قريش- بالتحديد.

هذا العدد الكبير كان يُشكِّل تهديداً للمسلمين، وفي أوّل لقاء بين جيش مسيلمة وجيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد قد خسر المسلمون المعركة، فقد قُتِل الكثير منهم وانسحبوا، وقد قُتِل كثير مِن حَفَظَة القرآن لدرجة أن المسلمين خافوا مِن ضياع القرآن ونسيانه (ونتيجة لتلك الحادثة أمر أبو بكر أن يُكتب القرآن على الجلود والأوراق "وقد كانت أوّل عمليّة جمع فعليّة للقرآن" ققد كان قبلها متشتِّتاً في أذهان الكثير مِن الصحابة فكان الحفظ هو الوسيلة الوحيدة لبقاء ذِكر القرآن")...

يتوَضَّح لنا مِن السابق حجم إخلاص أتباع مسيلمة ممَّن يدينون بدينه، وهذا الإخلاص ناتجٌ عن إيمانهم العميق بمسيلمة النبي "صلَّ الرحمن عليه وسلّم".

طمس المؤسسة الإسلاميّة لقرآن مسيلمة

اِمتاز مسلمة الحنفي عن باقي الأحناف الأوائل بأنه امتلك كتاباً خاصاً به سمّاه الجيل الأول من المسلمين بـ "قرآن مسيلمة" أو سجع مسيلمة، وقد جاء في كتاب "نشوة الطرب" نقلاً عن كتاب "المنتظم" من قرآن مسيلمة: والشاة السوداء واللبن الأبيض * إنّه لعجب محض. (نشوة الطرب 2/631)، وفي هامش الصفحة جاء تعليق على هذا النص يقول: "لعلَّه ممّا لم يُنشر من المنتظم". هذه الجملة تكشف -دون قصد- عمليّة "التغييب" المتعمّد التي مورِسَت على غالبيّة ما يتعلّق بمسيلمة وقرآنه.

وبما أنّ ما تبقّى من ذِكر لقرآن مسيلمة قد وصل إلينا من خلال مؤسسة المؤرخين المسلمين "المؤسسة الضد" فيجب علينا ألا نتأمّل شيئاً خالياً من التحريف والتشويه مما نقرؤه، أيضاً يوجد من المنسوب إلى مسيلمة ما هو متفاوت في القيمة والبلاغة و هذا ما يثير الشك.

السؤال الذي يحب أن نطرحه هنا، لقد ذكر بعض المؤرخين أن قرآن مسيلمة قد كان يضاهي قرآن محمد فنصوصه كثيرة وفيها بعض السجع البليغ، لكن أين هو هذا القرآن ؟ لماذا لم ينقلوا لنا آياته ونصوصه ؟ كل ما أوردوه لنا هي بعض النصوص القصيرة "كالفيل والضفدع" وغيرها، لماذا طمسوا قرآن مسيلمة ولم ينقلوه إلينا كما نقلوا أشعار الجاهلية مثلاً؟!

ربما سبب الطمس والتغييب الذي تعمَّده المسلمون كان كي لا نكتشف أوجه التشابه ربّما بين قرآن محمد وقرآن مسيلمة، أو ربما لأن قرآن مسيلمة يملك من البلاغة ما يضاهي قرآن محمد فخافوا على المسلمين الذين سيقرؤون سيرة مسيلمة فيما بعد من أن يصدِّقوا مسيلمة وقرآنه ويتّبعوه، ربّما!.

قد يقول قائل : المسلمون نقلوا لنا بالفعل بعض آيات مسيلمة ويسردها لنا، لكن يبقى السؤال: لماذا لم ينقلوا إلينا إلّا القليل والقليل جداً عن مسيلمة، ثم حتّى وإن كانت هذه النصوص "كالضفدع يابن الضفدعين والفيل له خرطوم طويل" حتى وإن كانت ضمن ما نقله المسلمون فلربّما تكون مِن تزييف ووضع المسلمين أنفسهم لكي يشوِّهوا صورة مسيلمة ويضعونه موضِع السخريّة...

ينبغي أن نذكر أن أتباع مسيلمة أُبيدوا مِن قِبَل المسلمين سواءً كانت إبادتهم أثناء وقوفهم إلى جانب مسيلمة في حروبه ضد المسلمين، أو بعد مقتله، قد قُتِل مَن قُتِل منهم أثناء هذه المعارك، ومن بَقي منهم قد نُفِيَ وقد دخل هؤلاء البقيّة المنفيّون في الإسلام تحت سُلطة السيف، أي أنَّ الفرض لا التأثير هو الذي جعلهم يدخلون -ظاهريّاً- في الإسلام، لكنهم ظلّوا يُبطِنون إيمانهم بدينهم الأوّل "دين مسيلمة" لكن بعضهم قد جَهَروا باعتقادهم بدين مسيلمة هذا حتّى بعد أن سيطر المسلمون على جزيرة العرب والعراق وبلاد الشام، فقد ورد أنّ جماعة كثيرة في الكوفة على عهد عثمان بن عفّان كانت تقول "أن مسيلمة كان على حق" (مختصر سيرة الرسول/27).

وَرد في (مصنَّف ابن أبي شيبة/ج7/ص 597) أنّه في عهد عثمان مَرَّ رجلٌ بمسجدٍ في الكوفة وكان يأتي بنو حنيفة المنفيّون مِن اليمامة للصلاة فيه فكانوا يقرؤون في صلاتهم من قرآن مسيلمة "والطاحنات طحنا والعاجنات عجنا" فأفشى هذا الرجل ما رآه لعثمان ثم أرسل عثمان لهم سريّة مِن المسلمين فتمّ قتلهم دون استتابة، وكما ذكر البلاذري أنَّ مِن بين المقتولين في الكوفة كان عبادة بن الحارث بن النواحة الذي قتله عبد الله بن مسعود وكان ابن النواحة مؤذِّن مسيلمة. (فتوح البلدان/59).

وقد وردت رواية أخرى لهذه الحادثة، وتقول هذه الرواية:
جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ: إنّي مررت ببعض مساجد بني حنيفة وهم يقرؤون قراءةً ما أنزلها اللَّه: "الطَّاحِنات طَحْنًا، والعاجنات عَجْنًا، والخابزات خَبْزًا، والثَّاردات ثَرْدًا، واللاقمات لَقْمًا". فأرسل إليهم عَبْد اللَّه فأتى بهم، وهم سبعون رجلًا ورَأسُهم ابْن النَّوَّاحَة. قَالَ: فأمَر بِهِ عَبْد اللَّه فقُتل. ثمّ قَالَ: "ما كنّا بمُحْرِزِين الشَّيْطان من هَؤُلَاءِ، ولكنّا نَحْدُرهم إلى الشّأْم لعلّ اللَّه أنَّ يَكْفِيَنَاهُمْ". (تاريخ الإسلام ت تدمري 2/685).

هنالك أيضاً خبر مُعتم جاء في كتاب (تقييد العلم: 55) يتكلّم هذا الخبر عن حادثة حصلت في الكوفة أثناء خلافة عثمان، يقول نص الخبر : (عن أشعث بن سليم عن أبيه، قال: كنت أجالس أناساً في المسجد، فأتيتهم ذات يوم، فإذا عندهم صحيفة يقرأوها، فيها ذكر وحمد وثناء على الله، فأعجبتني، فقلت لصاحبها أعطنيها فأنسخها قال: "فإني وعدت بها رجلاً فأعد صحفك، فإذا فرغ منها، دفعتها إليك" فأعددت صحفي، فدخلت المسجد ذات يوم، فإذا غلام يتخطى الخلق، يقول: أجيبوا عبد الله بن مسعود في داره، فانطلق الناس، فذهبت معهم، فإذا تلك الصحيفة بيده. وقال "ألا إن ما في هذه الصحيفة فتنة وضلالة وبدعة؛ وإنما هلك من كان قبلكم من أهل الكتب باتباعهم الكتب، وتركهم كتاب الله. وإني أحرج على رجل يعلم منها شيئاً إلا دلني عليه. فوالذي نفس عبد الله بيده، لو أعلم منها صحيفة بدير هند لأتيتها، ولو مشياً على رجلي؛ فدعا بماء، فغسل تلك الصحيفة).

هذه الصحيفة التي استحوذَت على الحضور حتى أنها أفزعت عبد الله بن مسعود ومن معه من المسلمين لم تكن إلّا ذكر لله وحمد وثناء عليه، لماذا مَثَّلت تهديداً هائلاً دفعت بابن مسعود إلى أن يُقسِم بأن يمحوها ويستأصلها ولو كانت بدير هند؟!
إن الأمر لا يتعلَّق بمضمون الصحيفة وأسلوبها بقدر ما يتعلّق بمنبعها ومصدرها. وقد جاء الخبر دون ذِكر منبع هذه الصحيفة، إلا أنّ منبعها يمكننا أستنتاجه وهو مسيلمة وأن مضمونها كان بعضاً من آياته.وأعيد وأكرر -هذا الخبر وما فيه حدث في عهد عثمان وفي الكوفة بالعراق-.

قرآن محمد أم قرآن مسيلمة ؟

كما ذكرتُ في الجزأين السابقين فإنّ نبوَّة مسيلمة كانت قبل نبوّة محمد وأنه -أقصد مسيلمة- كان يسجع منذ بداية تنبُّئِه، وأحد الأدلّة التي تُثبت هذا هو ما وَرَد في كتاب "الزهري": أنَّ محمداً عندما قال "بسم الله الرحمن الرحيم" لأوَّل مرَّة، قالت قريش لمحمد: "دُقّ فوك" (أي بمعنى شُلَّ فَمُكَ) دُقَّ فُوكَ إنّما تَذكُر مسيلمة "رحمن اليمامة"، وقد عايروه بأنّه أخذها من قرآن مسيلمة، فأحسَّ محمد بأنّه تورّط فتراجع قليلاً وقال لا تجهروا بها وكذالك عندما قال محمد "اسجدوا للرحمن" غضب القوم وزادهم نفوراً؛ لأن الرحمن كما تعرفه قريش هو رحمن اليمامة مسيلمة.
وهذا أحد الإثباتات التي تؤَكِّد أنَّ ادّعاء مسيلمة للنبوة كان قبل ادّعاء محمد.

الآن... بالرغم مِن أن المسلمين قد طمسوا غالبيّة ما يتعلّق بمسيلة وأحرقوا كُتُبه وكُتُب أتباعه ومسحوها مِن الوجود في محاولة مِنهم لتجنَّب كشف الناس لأسرار نبوّة مسيلمة بالتالي تجنُّب معرفة الناس التشابه الكثير بين دعوة مسيلمة ودعوة محمد، إلّا أنّ كُتُب الأخبار قد نَقَلَتْ إلينا بعضاً من آيات مسيلمة والتي نجَت مِن الطمس، والمُلفِت للنظر أنّ أغلبها تتشابه في سجعها مع آيات محمد، وربما يؤكِّد هذا التشابه أنّ محمداً كان يُقلِّد مسيلمة في قرآنه، وقد كشقتُ سابقاً ووضَّحتُ أن مسيلمة تنبّأ قبل محمّد -كي لا يقول قائل أنّ مسيلمة سرق من محمد فالواقع يدلُّ على العكس-.

وإذا صدقت الأخبار التي تنقُل لنا بعضاً مِن آيات مسيلمة وكانت فِعلاً مِن قول مسيلمة فسنلاحظ بأشد الوضوح ونجد أنّ مسيلمة يُقْسِم بما في بيئته مِن حوله في آياته وكذا محمد يُقسِم، ونجد أنّ مسيلمة قد حلَّل لنفسه ولأتباعه الاستمتاع بالنساء حيث تهب النساء أنفسهن له؛ وقد وهبَتْ سجاح نفسها لمسيلمة (ثمار القلوب: 315) وكذلك نجد محمد (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (الأحزاب 50).
وقد أغضب هذا عائشة فقالت لمحمد عندما نزلت هذه الآية (ما أرى ربّك إلّا يُسارِع في هواك)...

وقد كان لمسيلمة صلاة يُقرأ فيها مِن قرآنه فعن حارثة بن مضر قال خَرج رجل يَطرُق فَرساً له فمَرَّ بمسجد بني حنيفة في اليمامة فصلّى فيه، فقرأ بهم إمامهم بكلام مسيلمة الكذّاب. (مُصنَّف ابن أبي شيبة، كتاب الجهاد، باب ما قالوا في الرجل يُسلم ثمّ يَرتَد ما يُصنع به، حديث رقم 17).
وهنا نُلاحظ أنّ مسيلمة حينها كان لديه أئمّة يؤُمُّون بالمصلّين وله صلوات تُقام في مساجده، وسنُلاحظ تالياً تطابق السجع في قرآن مسيلمة مع قرآن محمد؛ فمثلاً عندما ذهَبَت سجاح إلى مسيلمة سألته ماذا أوحي إليكَ؟ فقال:
(ألم تَرَ كيف فعل ربّك بالحبلى * أَخرج منها نسمة تسعى * من بين كلّ صِفاقٍ وحشَا * إنّ الله خلق النساء أفواجا * وجعل الرجال لهن أزواجا * فنولج فيهن قَعسا إيلاجا * ثم نخرجها إذا شئنا إخراجا * فينتجن لنا سِخالا نِتاجا). فقالت سجاح: أشهد أنّك نبي. (معرفة أنساب العرب:4/12) و (تاريخ الطبري:2/270).
وقال محمّد:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}.

أيضاً قال مسيلمة :
(والمُبذرات زرعًا * والحاصدات حصدًا * والذاريات قمحًا * والطاحنات طحنًا * والعاجنات عجنًا * والخابزات خبزًا * والثاردات ثردًا * واللاقمات لقمًا * إهالة وسمنا * لقد فُضِّلتم على أهل الوبر * وما سبقكم أهل المدر * ضيفكم فامنعوه * والمعتر فآووه * والباغي فناوئوه). (تاريخ الكبري: 2/279).
وقال محمد:
{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) سورة المرسلات}.

قال مسيلمة:
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْجَوَاهِرْ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَهَاجِرْ، إِنَّ مُبْغِضَكَ رَجُلٌ كَافِرْ). (آثار البلاد: 91).
وقال محمد:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) سورة الكوثر}.

قال مسيلمة:
(وَالشَّمْس وَضُحَاهَا * في ضوئها ومنجلاها * وَاللَّيْل إِذا عَداهَا * يطْلبهَا ليغشاها * فأدركها حَتَّى أَتَاهَا * وأطفأ نورها فمحاها).
وقال محمّد:
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) سورة الشمس}.

قال مسيلمة:
(سبّح اسم رَبّك الْأَعلَى * الذي يَسَّر على الحبلى * فَأخرج مِنهَا نسمَةً تسْعى * من بَين أحشاء ومعى * فَمنهم من يموت ويُدسُّ في الثَّرى * وَمِنهم من يعِيش وَيبقى إِلَى أجل ومنتهى * وَالله يعلم السر وأخفى * وَلَا تخفى عَلَيهِ الآخِرَة وَالأولَى).(ثمار القلوب:147).
وقال محمد:
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سورة الأعلى}.

أيضاً مِن آيات مسيلمة:
(قد سمع الله لمن سمع * وأطعمه بالخير إذا طمع * ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع * رآكم ربكم فحياكم * ومن وحشة خلاكم * ويوم دينه أنجاكم فأحياكم * علينا من الصلوات معشر أبرار * لا أشقياء ولا فجار * يقومون الليل ويصومون النهار * لربكم الكبار * رب الغيوم والأمطار). (السيرة الحلبيّة)

وإذا لاحظتم فإنّ رجال الدين المسلمين عندما يتحدّثون عن مسيلمة لا يذكرون مِن آياته إلّا سورة "الْفِيلُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلُ، لَهُ زَلُّومٌ طَوِيلٌ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا الْجَلِيلِ" وسورة "يَا ضِفْدَعُ ابنة ضفدع، نِقِّي مَا تَنِقِّينَ، أَعْلَاكِ فِي المَاءِ وَأَسْفَلُكِ فِي الطِّينِ، لَا الشَّارِبَ تَمْنَعِينَ، وَلَا الْمَاءَ تُكَدِّرِينَ"، لن ترى مشايخ المسلمين يتحدّثون عن آيات مسيلمة سِوى هذه الآيات؛ لأنها مِن أسخف النصوص، وكما قلتُ سابقاً لربّما تكون الأخيرة مِن تزييف وتأليف ووضع المسلمين أنفسهم لكي يشوِّهوا صورة مسيلمة ليضعوه موضِع السخريّة... لكن حتّى وإن قالها مسيلمة نفسه فيمكننا ملاحظة أنّ محمّداً قد استنبط منها "ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر".
وصدِّقوني؛ آيات -الضفدع والفيل ما الفيل- لو افترضنا أنّ قائلها هو محمّد وأنها مكتوبة في قرآن المسلمين؛ لوجدنا شيوخ الإسلام ودعاة الإعجاز لوجدناهم يصنعون منها إعجازاً علميّاً وبلاغيّاً، لكنها لمسيلمة "كما يقولون" بالتالي هي هراءٌ في هراء، بعكس الإعجاز البلاغي والعلمي الكبير في آيات "ليس على الأعمى حرج، والبغال والحمير لتركبوها".

#يُتبع...

تحيّاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني