الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل الدين عن الدولة في اليونان ضروري

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2019 / 9 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حرية – مساواة – أخوة



لم أقرأ في البيان الصادر عن الحزب الشيوعي اليوناني (الذي ينبذ الدين) بعد نتائج الإنتخابات أي إشارة لدور الكنيسة الغامض و ممتلكاتها التي هي في الواقع ممتلكات الشعب و شبكتها اللإعلامية و غير ذلك. و لا للامتيازات التي تتمتع بها من خزينة الدولة و التي تجعلها اقوى من الدولة في بعض الحالات أو كدولة داخل الدولة بحيث يمكنها تنظيم مظاهرات ضد بعض قرارات السياسيين الذين يريدون النأي بالمواطن اليوناني نحو العلمانية و فصل الكنيسة عن الدولة و تأميم ممتلكاتها لتعود للشعب ..هل بعض الادوار التاريخية للكنيسة هي شيك على بياض لرجال الدين الى الابد ؟؟ و هل يعقل ان يصير بلد العقلانية و الفلاسفة بلدا للخرافات الدينية؟


إن إرتباط الدين بالدولة هو أكبر عرقلة للعقل و الإبداع و التقدم و النمو و الإزدهار و الحرية.


و عكس سلفه أليكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا اليساري الذي أدى اليمين الدستوري على الدستور فإن الوزير الأول الحالي كِرياكوس ميتسوتاكيس قد أدى اليمين الدستوري على الكتاب المقدس لأنه طلب دعم الكنيسة في إنتخابات 7 يوليوز 2019 التي جاءت به للحكم ديموقراطيا..


و هذا يُظهر مدى تدخل الكنيسة في الشأن السياسي اليوناني . بل الأدهى من ذلك فقد سبق للكنيسة أن دعت لمظاهرات بسبب قرار الحكومة إلغاء خانة الديانة من بطاقات التعريف الشخصية لليونانيين ...


إذا كان رجال الدين في اليونان يونانيين فعلا و وطنيين فعليهم أن يتنازلوا من أجل اليونان و الشعب اليوناني على الامتيازات التي يتمتعون بها و على الاملاك التي في حوزتهم لصالح الشعب .لأنهم كقطاع مستهلك فحسب يتغذى على ضرائب اليونانيين و يأخذون كل شيء من الخزينة العامة للدولة دون مقابل .مما ينعكس سلبا على حياة المواطنين...إن إرجاع ممتلكات الدولة و إيقاف الإعتمادات التي تأخذها اليوم الكنيسة سيؤدي لعقلنة ميزانية الدولة و إرجاع اموال الشعب لجيب اليونانيين و دحر الحاجة و الفقر إلى الأبد .


أما القول بأن الكنيسة لعبت دورا في التاريخ فهو يُنسي الحقيقة و هي أن الذين قاموا بالدفاع عن اليونان هم يونانيون وولدوا كذلك و لم يولدوا مسيحيين و لا عرفوا أي شيء قبل تلقينها لهم ...و حتى لو لم تكن الكنيسة لقاموا بما قاموا به بحسهم الوطني كمنتمين لأرض كانت سباقة تاريخيا للحضارة و نشرها في الشرق الأوسط و حتى إيران و غيرها سباقة للفلسفة و إستعمال العقل و سباقة لبناء لبنات العلم الحديث و إن بطريقة مبتدئة و لا زالت بعض الأسئلة التي طرحها أولئك الفلاسفة العظام مفتوحة إلى اليوم رغم الإجابات التي حصلت عليها .و إذن إذا كانت الكنيسة تريد أن تلعب دورا تاريخيا آخر فهو هذا أن تتنازل عن إمتيازاتها لصالح الشعب ..


و إذا كنا ندعو للعلمانية كضامن وحيد للسلم الإجتماعي و لحيادية الدولة و إشاعة حرية العقيدة و محاربة الإرهاب في شمال إفريقيا، فكيف يمكن تصور بلد أوروبي هو اليونان كان سباقا للديموقراطية و سباقا في تحديد المواطنة و مفهوم الدولة و سباقا لتأسيس البرلمان (البنيكس) و للتنوع العقائدي قرونا عديدة قبل الميلاد ، أن يكون فيه الدين مسيطرا على الدولة ؟؟



شيء غير معقول ...و حال دول أوروبية قريبة من اليونان تنتمي للإتحاد الأوروبي و دساتيرها هو عكس ذلك تماما ...


و لذلك و من أجل المستقبل و الرخاء و العقلنة في الفعل السياسي و الإقتصادي و عقلنة سلوك المواطنين تجاه بعضهم و تجاه الآخرين و تجاه الدولة فعلى اليونانيين أن يسعوا لتفعيل إتفاق 2014 لرئيس الوزراء السابق أليكسس تشيبراس مع الكنيسة من أجل فصل الدين عن الدولة في اليونان مرة و إلى الأبد ...


مع تحياتي من المغرب للشعب الهيليني البطل .

المجد للجمهورية الهيلينية العظيمة و لشعبها .

أفتخر بكون أصلي منها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah