الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان … و خرافة استاذية العالم !!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في غفلة من غفلات الزمن و نذالته احتل العرب نصف الكرة الارضية تقريبا بداعي فريضة الجهاد في سبيل اللة ، وتحويل دار الكفر او الحرب الى دار السلام او الايمان ، واعتبروه فتحا مبينا بشرت به السماء ، وحقا مقدسا جاد به الدين الجديد الذي جاء لكل البشر ويجب على كل شعوب الارض التمتع بنعمة اعتناقه ان شاءت او ابت ! واعتبرته شعوب البلدان المحتلة استعمارا همجيا توجب مقاومته والتخلص منه ، ومن هنا بدات الحكاية … فقد بدأت الشعوب المستعبَّدة نهضتها بوجه اقوام متخلفة قادمة من اقاصي الارض لا تحسن شئ الا القتال والحرب والسبي مسنودة بصك الاهي ، و وعد مقدس بان يسودوا الارض ومن عليها ، مبررين غزو هذه الشعوب وقهرها واذلالها وطمس هويتها وحضارتها ونهب خيراتها بانه رحمة و مشيئة الاهيه اراد اللة بها تكريمها بالاسلام ! و عندما طردوهم وعملوا فيهم مجازر يشهد عليها التاريخ ، وانحسروا خائبين مدحورين لم يستسلموا للواقع ويعترفوا بحق الناس في العيش في اوطانهم احرارا ويعتنقوا ما يريدون من دين ، ولا يريدون دينا يقطع رؤوسهم ان لم يعتنقوه ، او يدفعوا جزية عن يد وهم صاغرون ! بل انكفأوا على انفسهم يمضغون حلم العودة الى امجاد الماضي و يستطيبون مذاقه و لكن في مخيلاتهم المريضة ، وحولوه الى رؤيا حالمة وعقدة استوطنت عقولهم وكل مفاصلهم . وفي العصر الحديث ، عصر نهضة الانسان و حصوله على كامل حرياته ياتينا القائد حسن البنا و بجرة قلم يسطر من وحي خياله المريض انه يجب على الاخوان ان يضعوا في سلة اهدافهم الوصول الى استاذية العالم اي السيطرة عليه ، وان يتخذوها منهجا في طريق نضالهم من اجل استعادة امجاد المسلمين الاوائل من السلف الصالح دون ان يذكر كيف ، هل على طريقة الاسلاف بالسيف والرمح والفرس ؟ ام باستعمال القنبلة الذرية التي صنعها علماء الذرة الاخوان وابادة غير المسلمين الكفرة ليرث الاخوان الارض ومن عليها ويكونوا اساتذة العالم بحق ؟! وبعد التحولات الدراماتيكية التي حصلت في العالم واتساع البون بين الحضارة العربية المتخلفة والتي تزداد تخلفا وبين الحضارة الغربية التي تثب في قفزات سريعة في طريق التقدم والعلم والحضارة ، ادرك الاخوان ان ما جاء به البنا ماهو الاحلم من احلام الطيور ، فبدءوا يبحثون في كتبهم الصفراء عن مخرج من زلة القلم هذه ، فقال احد منظريهم بما معناه بان الاستاذية لاتعني بالضرورة التمكين من الارض وانما اينما نكون واينما تكون افكارنا فالارض لنا ! … يعرف فرويد الحلم : ( بانه وسيلة تلجأ اليها النفس لاشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون اشباعها صعبا في الواقع )… تبقى الامة المسكينة المبتلاة بهؤلاء الحالمين وغيرهم من بائعي الاوهام والخرافات ، غارقة في معاشرة احلامها و هزائمها في وقت تتراجع فيه في كل شئ ، وارضها وحتى سمائها محتلة ومستباحة وشعوبها يفتك بها الفقر والجهل والمرض والتخلف بفضل هكذا اوهام غبية وغيرها يزرعونها في ادمغة وذاكرة المغيبين والمخدوعين بالشعارات التي تدغدغ مخيلة السذج من العوام ، دون ايقاظهم من خرافة العالمية هذه وغيرها وعدم تضييع الوقت في الدعاء لتفتح لهم السماء ابوابها بالخيرات وهم نيام ! و التخلي عن ثقافة الاقصاء وأن الاسلام ينسخ ما قبله من اديان اخرى وكأن الارض خالية الا من المسلمين او هكذا يجب ان تكون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض