الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الكردي والحمل -أو الحلم- القومي الكاذب.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 9 / 17
القضية الكردية


انتهت الجورة -وليست القمة؛ كون لا تليق بهؤلاء القمة- الثلاثية التي جمعت كل من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" والروسي "فلاديمير بوتين" والإيراني "حسن روحاني" والتي جرت في العاصمة التركية أنقرة يوم أمس الاثنين وقد تركزت المباحثات على الوضع في سوريا، وكالعادة ورغم التباينات بين الدول الثلاث وأجنداتهم بالمنطقة إلا أن الحامل أو العامل المشترك الذي يجمع الثلاث هو الدور الأمريكي ووجوده بالمنطقة وبالتالي استهدافه من خلال ضرب الدور الكردي على الأرض وقد كانت هذه جوهر سياسات تركيا على الدوام تشاركها إيران طبعاً وذلك بحكم اغتصاب الدولتين للمساحة العظمى من كردستان ومؤخراً فقد ذاك هو المطلب التركي الوحيد في سوريا وذلك بعد سنوات من الإستثمار السياسي في الملف السوري وما تسمى بالمعارضة السورية وقد قالها أردوغان خلال الاجتماع الثلاثي المشار إليه وذلك عندما صرح بالقول: إننا "نحمّل حزب العمال الكردستاني PKK وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD جميع مشاكل المنطقة" وذلك بعد أن "وصفهم بأنهم الخطر الحقيقي على سوريا ووحدة ترابها" مدعياً بأن؛ "الحزب يسلك كل أنواع الاضطهاد"!

وبأن؛ "أكبر تهديد لمستقبل سوريا هو حزب العمال الكردستاني والموالون له من YPG /و PYD"، مضيفاً؛"طالما استمر حزب العمال الكردستاني -في إشارة الى حزب الاتحاد الديمقراطي- في الوجود في هذا البلد ، فلن تكون سوريا أو منطقتنا في سلام" وقد ختم أردوغان حديثه بسلسلة تهديداته كالعادة حيث صرح قائلاً أيضاً؛"الهدف النهائي هو إنشاء ممر السلام" ومذكراً الجميع (لن نسمح "بوحدات حماية الشعب" على الحدود السورية) وبأن (بلاده ستنفذ عملية عسكرية خلال أسبوعين في حال لو لم تتفق مع أمريكا قائلا: "إذا لم نتفق مع الولايات المتحدة حول ممر السلام خلال أسبوعين ، فسننفذ خطة عمل خاصة بنا") رغم إدراكه بأن دون توافق مع الأمريكان لا يقدر أن يحرك جندياً تركياً واحداً، لكن ذاك موضوع آخر كتبنا فيه الكثير .. وبالأخير أدعى الرئيس التركي؛ بأن الهدف من العملية العسكرية هو "منع تقسيم البلاد" وجعل "الشرق من نهر الفرات ملجأً محميًا للاجئين" بحسب وصفه وبحيث يتم توطين ما لا يقل عن (2)مليون سوري فيها من خلال "بناء مستوطنات جديدة للسوريين الذين سيعودون" والتعبير الأخير لأردوغان وليس لنا! وبالتأكيد لا تحتاج لقراءات جيوإستراتيجية لندرك بأن هدف تركيا هو القضاء على التركيبة الديموغرافيا للمنطقة بحيق لا يشكل الكرد الأغلبية السكانية وبالتالي إعادة كارثة عفرين، ناهيك عن القضاء على الدور والنفوذ السياسي للكرد في شرق الفرات وسوريا مستقبلاً.

طبعاً لا جديد في مقولات وتهديدات أردوغان للكرد والإدارة الذاتية، لكن الجديد هو الوضوح بالتخلي عن أي تغيير في سوريا أو دعمها للمعارضة السورية لتكون هي البديل عن نظام دمشق كما كان أردوغان والمعارضة تدعي في مقولاتها السياسية خلال تسع سنوات من عمر الأزمة السورية ومقولة أردوغان بأنه "سوف يصلي بالجامع الأموي معروفة لنا جميعاً"، بينما اليوم لا شيء من ذاك القبيل، بل لا ذكر البتة لأي استهداف للنظام وأركانه ومؤسساته، بل كل خطابه كان موجهاً للإدارة الذاتية بمكوناتها المختلفة وعلى رأسهم -أو لنكون صريحين أكثر- للكرد وحدهم دون غيرهم من مكونات شرق الفرات وسوريا عموماً وهذه ليست بغريبة علينا حيث أكدنا وفي أكثر من مقال وموقع بأن تركيا تستهدف الكرد في وجودهم وتتاريخهم وهويتهم وحضارتهم حيث وإن كانت الدول الأخرى الغاصبة لكردستان تستهدف الكرد حفاظاً على الحدود والجغرافيات السياسية التي رسمتها القوى الغربية دون إرادة شعوبنا، فإن تركيا تستهدف شعبنا وجودياً وليس فقط حدودياً ولذلك أكدنا دائماً على خطورة ووحشية المشروع التركي بالنسبة للقضية الكردية وعلى ضوء ذلك أقمنا تقيّمنا للحركة الكردية وأطرافها وأحزابها السياسية.

لكن التقييم في المرحلة الماضية كان شيء وبعد أن تكشفت النوايا الحقيقية لتركيا -رغم أن تلك النوايا كانت واضحة منذ اللحظات الأولى للتدخل التركي في الملف السوري لكل ذي بصيرة- إلا أن وبعد التأكيدات والتصريحات التي تتالت على ألسنة قادة وزعماء تركيا ابتداءً من رئيسها أردوغان ومنتهياً بأصغر قيادي في جسد الدولة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فقد بات كل من يقف إلى جانبها من كيانات سياسية وأحزاب وشخصيات هو جزء من ذاك الحلف المعادي لكل طموح كردي بالمنطقة وبالتالي من الضروري أخذ المواقف الحاسمة منه .. وأعتقد بأن هذه الرسالة كافية لندرك؛ بأن بقاء المجلس الوطني الكردي ضمن ذاك الحلف يعني بالمختصر الوقوف إلى جانب أعداء شعبنا وبالتالي على القواعد الحزبية لتلك الأطراف المنضوية بالمجلس مع قياداتها بالداخل التحرك الحقيقي خلال هذه المرحلة وإلا فعلاً فإن مصيرها سيكون مصير الأحزاب الكلاسيكية في باكوري كردستان بحيث سيكون الفناء التام وعندها لا تحمّلوا مسؤولية موتكم واضمحلالكم على الآخرين، بل تكون المسؤولية الوحيدة تعود لكم ولسياساتكم الفاشلة خلال المرحلة الماضية وذلك على غرار أحزاب باكوري كردستان.

ولذلك يمكننا القول: بأن أردوغان قد جهّز لكم "رصاصة الرحمة" -أو الرصاصة الأخيرة- لكم ولكن أنتم من ستطلقونها على رأس جسدكم السياسي وذلك إن بقتيم على ما أنتم عليه من مواقف سياسية تخدم تركيا وحلفها المعادي لكل طموح سياسي كردي وبالتالي فإن كل إدعاءاتكم "القوموية" و"الكردبرورية" لن تنقذكم من مصيركم المؤكد، كون بات الجميع يدرك؛ بأن حلمكم -أو بالأحرى- حملكم القومي والكردستاني هو حمل كاذب تماماً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت