الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ المشروبات والمرطبات في بنغازي..

عبد السلام الزغيبي

2019 / 9 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المشروبات الغازية في أي بلد تقع ضمن ثقافة الاكل والشراب التي تحمل دلالات اجتماعية باعتبار هذه المشروبات راسخة في ذاكرتنا ووجودها في إحتفالتنا وأعيادنا ومناساباتنا المختلفة.

قبل إنتشار المشروبات الغازية بشكل كبير وفي فصل الصيف الحار كان الباعة يجوبون شوارع المدينة يحملون في ايديهم سطل مصنوع من النحاس او الالومنيوم مملوء بـا الشربات وقطع الثلج والليمون ويحملون معهم ايضا مغرف او ساقم ليغرف بها الشربات ويضعه في الطاسات الاكواب والزبون يدفع نص قرش..

وقدام السينمات كان هناك باعة امامهم سطل به اسطمبة ثلج وشيش( زجاجات) القازوزة ماركة (السينالكو بومدين – الاناناس الدنيني – البرتيللو المحرصي).. وكان هناك مشروب قازوزة (شويرب) شويرب المالطيب قرش ونصف، القازوزة ماركة الاهلي والكازوزة ماركة الهلال والنجمة.

وفي داخل سينما النهضة والحرية كنا نشاهد الباعة يبيعون زجاجات القازوزة وهم يحملون صطل به ثلج، ينادون على بضاعتهم بالقول" قز.. قز.."..قازوزة.. وكنا صغارا نلعب بـ " مغاطي القازوزة ".. ولمغاطي القازوزة قصة مع عائلتنا.. فقد كان والدي" محمد الزغيبي" الوكيل التجاري الوحيد في برقة، لعدة مصانع ومعامل وماركات راديوهات ودرجات هوائية ومعدات مخابز ومطاحن قهوة وغيرها، وكان من ضمن نشاطه التجاري، توريد" مغاطي" المشروبات الزجاجية، لكل معامل بنغازي، اذ كان يستوردها من ايطاليا لصالح اصحاب مصانع ومعمل القازوزة في بنغازي..

ولم يخلوا عيد ميلاد او حفل نجاح في المدرسة من حضور قازوزة الدنيني بمختلف انواعها البرتقال واللوز والاناناس...وكان سعر صندوق سيناليكو 24 شيشة ب48 قرش..

ابان العهد الايطالي كان مصنع واحد للمشروبات الغازية في بنغازي وكان صاحبه المالطي اشويرب وكان ينتج مشروب وحيد اطلق عايه اسم محلي عن الايطالية " القازوزه"، واستمر هذا الوضع حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية ووتولى العنصر الوطني حكم البلاد وبدء بعض المواطنين في استيراد المعامل المتخصصة في صناعة المشروبات الغازية ومن اولها مصنع بومدين في حي البركة ومصنع الدنيني في شارع شمسه، ومعمل المحرصي وقازوزه الهلال بشارع المستشفى ومصنع الشويهدي بشارع باله، ومصنع الشمالي ومحمود الطرابلسي وقازوزه النجمة بشارع الضراط..

ومن درنه،كانت تصل الى بنغازي، قازوزة إسمها " فيري قود" لكن اشهر قازوزه وصلت من درنه الى بنغازي، كانت قازوزه اسمها " صداقة"، لصاحبها رجل الاعمال حسن صداقه..

وكانت زجاجة قازوزة أناناس (صداقة)، تحمل شعار النخلة المميز. وكان مصنع صداقة العائلي الذي أسسه الحاج حسن صداقة، هو أحد معالم مدينة درنة، وكان طعمها مميز لذيذ، خاصة مشروب البرتقال..

وحسب ما ذكر لي اخي " سعد الزغيبي" الذي كانت تربطه علاقة شخصية وتجارية مع السيد " حسن صداقة" فان شهرة مشروب صداقة اللذيذ، قد تجازوت الحدود الليبية الى خارج البلاد، فان القاعدة البريطانية في طبرق، كانت تبعث شاحناتها الى مصنع صداقة في درنه لشحن صناديق المشروب من هناك الى طبرق ومن هناك ترسل الكميات الى القاعدة البريطانية في قبرص ومن هناك توزع لكل القواعد البريطانية في كافة انحاء العالم.

وقبل ان نصل الى انتشار المشروب الامريكي الشهير " بيبسي كولا" في بنغازي، وسيطرته على السوق المحلي في مدينة بنغازي بمشروباته المميزة التي لاقت رواجا كبيرا بين المستهلكين" بيبسي كولا، ميرندا ، سفن أب"، وبعد الانفتاح الذي حصل في البلاد في نهاية الستينات والسبعينات، بدأ استيراد جميع انواع المشروبات الغازية مما جعل المعامل الوطنية الضغيرى تخفض في انتاجها وتتوقف نشاطها.

دعونا نقوم بجولة ننتبع طريق انشاء المصانع والمعامل الوطنية للمشروبات الغازية في بنغازي..

حكاية السينالكو...

والبداية من معمل بومدين للمشروبات الغازية، وكان واحدا من اقدم معامل القازوزه في بنغازي، وربما من أقدم المصانع في ليبيا، في ليبيا ايضا.. واسسه الحاج مفتاح بومدين ،الذي تحصل على توكيل سينالكو في منتصف اﻷربعينيات من المانيا الغربية ، وأقام المصنع بجانب سكنه في البركة ، وكان يقوم بالعمل فيه مجموعة من الليبيين معظمهم من البركة ، والمنطقة المحيطة ، وكان رئيس العمال المرحوم عبدالله الملقب ( بيشكلاطينة ) ، وكانت في البدأية آلة الغسيل يدوية ، والغاز يستورد من إيطاليا ، ثم طور المصنع وألحق به الغاز وآلة غسيل آلية ،
في عام 1956م قام المرحوم مفتاح بومدين بأفتتاح فرع لسينالكو في منطقة الظهرة بطرابلس ، وفي منتصف الستينيات أفتتح المهندس أبن المرحوم مفتاح بومدين مصنع الغاز ، ثم ألحق به مصنع لتصنيع أغطية ( مغاطي ) زجاجات المشروب ، وهكذا أكتمل المشروع ، وكان هناك مشروب أخر يسمي ( برتيلو ) ، وقد كانت قازوزة بومدين فاخرة ، ولا تختلف عن ما يشرب في المانيا ، وقد تحصل علي العديد من شهادات التكريم ، وكرم في المصنع اﻷم بحضور المدير العام لسينالكو وعمدة البلدية ، وكان المشروب يرسل إلي كل من درنه و أجدابيا وبعض مناطق الجنوب ، ناهيك عن ضواحي بنغازي.


مصنع الدنيني للمشروبات الغازية:

افتتح في اوئل سنة 1956م

اصحاب المصنع

محمد احمد الدنيني

حسن احمد الدنيني

سليمان احمد الدنيني

وأنواع المشروبات كانت:

أناناس

لوز

برتيسا

ليمون غازي

ليمون ابيض

برتقال

المواد الاولية كانت تستورد في معظمها من ايطاليا و البعض منها من بريطانيا.

وأستمر المعمل في العمل حتى شهر مايو من عام 1968م

في شهر 6 عام 1968م تغير المصنع إلى مشروب "سينالكو" وبدأ ينتج انواع المشروبات:

سينالكو كولا

سينالكو برتقال

سينالكو ليمون

يقول الكاتب محمد العمامي ان مصنع الدنيني، الذي أسسه الأخوة: حسن وسليمان ومحمد الدنيني في منزلهم بشارع شمسه الملاصق لشارع نبوس، كان يعمل به صبية الشارع، آنذاك منهم خليفة عثمان العمامي، وفرج عمران التاورغي. محمد عوض الدنيني. عياد حموده. كانت مهمتهم إلصاق بيان وعلامة الزجاجة مقابل نص قرش في اليوم، كان ذلك في مطلع أواخرخمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي..


... حكاية البيبسي كولا

البيبسي كولا التي حصل على توكيلها اخوان قزح، وأشتهرت وأنتشرت حتى سمي شارع في منطقة الفويهات بإسمها( شارع البيبسي) نسبة الى المصنع الذي كان متواجدا هناك.. وكان ينتج الى جانب مشروب البيبسي كولا ، مشروبات، الميرندا البرتقال، والسفن اب..

شركة البيبسي كولا في البداية كانت توكيل من الشركة الام في امريكا لصالح اخوان قزح ، وكان ذلك في السبعينات ،وكان شريكهم في فترة من الفترات يوناني كان مقيما في ليبيا هو السيد ( مايك ) الذي أفتتح عدة مشاريع تجارية بعد عودته لليونان.. وأستمر مشروب البيبسي كولا في ليبيا حتى تأميم المصنع عام 1979 وتحويله الى شركة عامة تحت إسم" الشركة الوطنية العامة للمشروبات، ضمت اليها مصنع اخوان قزح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة