الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذب الاسلامويون من ايران الى العراق

ماجد فيادي

2006 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من عادة العراقيين التعلم من المرة العاشرة, أو حتى بعد فوات الأوان, وما جرى بعد سقوط النظام الدكتاتوري على يد قوات الاحتلال, من انتخابات ودستور يشير الى عدم فهم العراقيين لمعنى إعطاء الصوت لجهة معينة, أو القبول بدستور لا إنساني, لهو دليل صارخ على عدم انتباه العراقيات والعراقيين الى ما جرى ويجري في ايران الدولة الإسلامية, ولعل من أهم الأسباب الجانبية لذلك والمساهمة في إبقاء الغمامة على أعينهم, هو الإعلام الديني الموجه عبر الفضائيات الجديدة, وعبر الإعلام الديني من خلال الجوامع والحسينيات, التي تمارس دورا يبتعد عن الواجب الديني ليصب في التخلف الديني, ولا ننسى الواقع الحقير الذي خلفه الدكتاتور كحمل ثقيل تنوء به الجبال من جهل وفقر وهدر لكرامة المواطنة والمواطن العراقي وفهم خطئ لمعاني احترام حقوق الإنسان والديمقراطية, وليس اقل أهمية ما ينتجه الارهابيين من واقع صعب بالقتل لأغراض القتل, يتيح الفرصة للمتسلقين من بعض السياسيين الجدد في ترسيخ المحاصصة الطائفية والفساد الإداري, ولا ننسى الحاجة النابعة من انتشار البطالة التي تبقي العراقيات والعراقيين في دائرة العوز والحاجة, هذه الحالة التي طالما استغلها الدكتاتور القابع في زنزانته, بإذلال الشعب وإبقائه يدور في فلكه المقيت, كل هذا وذاك يعيق العراقيات والعراقيين من التعلم من المرة الأولى ولنا عودة لهذا الموضوع.
منذ أيام وبدون ترتيب مسبق أعيد نشر رسالة السيد سكرتير حزب توده الإيراني ( الحزب الشيوعي الإيراني) في عدة مواقع الكترونية عراقية, وجهها الى السيد آية الله خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية, بمناسبة العيد الحادي عشر للثورة الإسلامية في ايران, والتي أوضح بها حجم انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها الشيوعيون الإيرانيون الذين ساهموا بالثورة ودافعوا عنها, وتعارض سلوك أجهزة الأمن الإيراني مع التعاليم الإسلامية, وحجم تفوق الإسلاميون الإيرانيون على ظلم الشاه مقارنة بين سجون الشاه وسجون الجمهورية الإسلامية الجديدة. في نفس الوقت أثارت قناة الفيحاء الفضائية قضية قائمة بأسماء عدد من المثقفين العراقيين المسجلين رسميا في اتحاد الأدباء العراقيين والبالغ عددهم ( 461), هذه القائمة تمثل محاولة لإرهاب المثقفين وتحت مسميات مختلفة, والهدف الثاني هو تشويه سمعة عدد من الأدباء الذين انظموا الى قائمة معينة, بزج أسمائهم مع مداحي النظام المقبور في محاولة لسحق العظام, وتقليل تأثيرهم في المجتمع العراقي الجديد.
المهم بالنسبة لي هو عدم اعتقاد العديد من الإسلاميين بصدق هذه القائمة وعدم تخيلهم أن رجال الدين فيهم من يكذب و يبرر و يخلط الأوراق ومن يخالف الدين الإسلامي سعيا وراء مصالح شخصية, ويتناسون في زحمة الأحداث ما جرى على يد رجال الدين في ايران والعراق والجزائر ومصر والسعودية وأفغانستان واندنوسيا ولبنان واليمن, فها هي الرسالة التي وجهها سكرتير حزب توده الى آية الله خامنئي والتي تكشف بشاعة المسلم عندما يستلم السلطة, ولأنه يستخدم الاسلام سياسيا فهو أبشع من غيره من الدكتاتوريات في انتهاك حقوق الإنسان, لما لسلطته من مبررات دينية تنسب الى الدين, ويجد في بعض الآيات القرآنية المنتقاة والمتناقضات بين بعض الآيات مخرجا لذر الرماد في عيون المسلمين, ولمن لا يصدق أعطيه الأمثلة التالية, ففي مدينة البصرة قام نفر من حاملي راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضرب عدد من الطالبات والطلبة الجامعيين, عندما قاموا بسفرة الى متنزه عام, قتل عدد من الشيوعيين العراقيين في مناطق السيطرة الشيعية كما يسمونها, تعذيب عدد من المعتقلين في سجون سرية تابعة لوزارة الداخلية في عهد الوزير الحالي السيد صولاغ, القتال الدائر بين جيش المهدي وفيلق بدر في عدد من المدن الشيعية, هجوم عدد من المليشيات المسلحة في البصرة على مراكز الشرطة ومديرية الأمن, القتل والتعذيب الذي مارسه جيش المهدي في مرقد الإمام علي (رض) عندما قاتلوا ضد الحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء السابق أياد علاوي, التزوير في نتائج الانتخابات والإرهاب الذي مارسته القوى الدينية من اجل الحصول على اكبر نسبة من الأصوات, حرق عدد من مقرات الاحزاب العلمانية ولأسباب مخترعة, التدخل الإيراني في الشأن العراقي بشكل سافر وبالتعاون مع سوريا لقتل العديد من بنات وأبناء الشعب العراقي, قيام المجرم أبو مصعب ألزرقاوي بقتل العراقيين على الهوية, أتباع الزرقاوي الذين مارسوا التمثيل بجثث الأمريكان الأربعة بعد قتلهم, تكفير الوهابيين للشيعة, التفجيرات في وسط المدينة لغرض القتل وترهيب المواطنين, الجثث الملقاة في الشوارع دون التعرف على هوياتها, المليشيات التي تقتل وتذبح دون رقيب, استغلال الوزارات لأغراض حزبية وشخصية, الحريق المفتعل في وزارة النفط لطمس الحقيقة, تقرير المفتش المختص بقضية تهريب النفط واتهامه المباشر بضلوع حكومة السيد الجعفري وقوى دينية حزبية, قطعة الأرض التي أهداها السيد الجعفري للسيد الحكيم في مدينة النجف وبسعر رمزي كما جاء في وثيقة مجلس الوزراء, أخيرا لمن يريد المزيد فبإمكانه البحث بنفسه لمعرفة الحقيقة الكاملة.
في عودة لمقدمة الموضوع, يظهر جليا لنا ما هي سياسة الاحزاب الدينية وكيف تتلون كي تصل الى السلطة ومن ثم تفعل ما يفوق أي دكتاتورية أخرى, ومن الشواهد الأخرى التي لم يتسنى للعديد من العراقيات والعراقيين التعرف عليها, الأمسية التي قدمها السيد كامل زومايا السجين السياسي في عهد الدكتاتور المقبور في غرفة ينابيع على برنامج البالتالك, للطريقة التي تعامل بها الإسلاميين مع الشيوعيين والأكراد بعد حرب الخليج الثانية, في سجن أبي غريب عندما أوكلت للسجناء السياسيين إدارة شؤنهم بنفسهم, من هنا لا يوجد مبرر لأي من العراقيات والعراقيين الادعاء في قلة المعلومات أو أنهم لم يشاهدوا الحقيقة أو انشغالهم بالعيش ومصاعب الحياة, أو الواقع الأمني السيئ وتبعاته على قرار الفرد, أو الجري وراء ادعاءات رجال الدين بأن العلمانية كفر والحاد كما أطلقها الشهيد الصدر الأول, والذي يحيرنا هنا أن أي من رجال الدين والمرجعيات لم يحرم الحرب العراقية الإيرانية أو يفتي بتكفير حزب البعث ألصدامي ليومنا هذا؟؟؟
من لا يتعلم من المرة الأولى تذهب عليه الفرصة, ومن لا يتعلم من الثانية يفشل, وفي الثالثة يسقط, وفي الرابعة لا ينهض, وفي الخامسة تختلط الأمور لدرجة التعقيد, هكذا كلما فقدنا فرصة اتجهنا نحو الهاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان