الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة انسانية ........ في ذكرى الشهيدة عميدة عذبي

كامل الشطري

2006 / 5 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


طقس مشمس و جميل من ايام فصل الربيع ، تغريد وعطر وحياة بعد موجة برد من شتاء المنافي الباردة الطويل، كان اليوم....استراحتي من آلة العمل الطاحنة . انة ..... يوم التحرير من النازية. جلست امام التلفزيون اشاهد و اسمع أخبار الوطن الجريح و ما آلت الية الاحداث ، احداث العراق المذبوح لمغدورالذي يقاتل الاعداء بسيف معثوث منخور و كعادتي بعد الاستماع الى نشرة الاخبارأعود الى حالة الكآبة و الانزواء و الاحباط التي لازمتي منذ فترة طويلة متخبطآ شاردآ ، تساورني الافكار و الهواجس و الشكوك، تمتد بداخل اعماقي ذكريات الماضي البعيد اعود معها الى سنين العمر الذي فات في منافي الغربة والضياع انتابني شعورغريب و حزن عميق اتسائل عن رحيق العمر الذي فقد شذاة و هجرتة الفراشات دون وداع وأحلام الشباب لآمال اصبحت سراب وضرب من الخيال، شدني الشوق والحنين الى امي ، الوطن، شهرزاد الاهل و الاصدقاء. يشدني بقوة كالام التي تنتظر عودة وحيدها المقاتل،عيناها شاخصتان نحو الطريق تردد مع نفسها عَلّهُ يعود و لم تدري ان المنايا سبقتها و القدر المحتوم ، احسست بشىء يضغط على صدري يكتم انفاسي، فكرت سريعآ بعمل ما صعدت الى شرفة الدار تنفست هواءآ نقيآ متجددآ لا زفير فية عادت اليّ انفاسي ، جلست على الكرسي للراحة بعد أن احسست برائحة الموت تطرق بابي ، نزلت الى الصالة ثانية لإحضارشيء ما تدفعني الرغبة الية وجدت فية علاجآ للروح في سهر الليالي ، سلوة لضعفي وتخفيف آلامي اخذت شيئآ باردآ ، صعدت الى شرفة الدار، جلست وحيدآ اتأمل حركة السفن واعيدُ شريط الذكريات ، مع الوقت شعرت بشيء ما يدغدغني ، يدب في جسدي يحفزني ، يدفعني ,بعده هزني الشوق الى ايام الصبا و الشباب ، الى الاهوار و بساتين النخيل , الى الفقراء و الكادحين الى طيبة العراقيين و نسائم رائحة العنبر و هيل الدواوين و الى داخل حسن وصوته الملائكي " زاد روحي في غربتي واحزاني" قلت مع نفسي، ها قد اكتملت عناصر ضعفي واسأبدأ انة........ يوم راحتي والنسيان يوم تخفيف الآلام ,ارخيت لروحي العنان استمع باصغاء الى صوت داخل حسن ( الغيبه طالت يسعد يبوية ) كان صوته يمزق القلب و يُقَطّع الاحشاء يعود بيّ الى زمن الزعيم و الثورة و الثوار و الاهوار و الانصار ومذابح الاحرار، بقيت على هذه الحالة في شرفتي مع داخل حسن و شيء بارد حتّى الغروب ، عانقتْ الشمسُ البحرَ ترسم لوحة ميخائيلية رائعة الجمال ، امتد خيالي بعيدآ اراقب حركة ألسفن و الصيادين و صفارات الانذار و مناراة المراقبة و قلعة قديمة على رأس جبل تحكي قصص القراصنة وغزوات الحروب القديمة بدأ الليل يرخي سدوله و الشمس تغيب و تبتعد في الافق رويدآ رويدآ حتى نقطة التلاشي . استفزني غروب الشمس ومشهدها الجميل ، فكرت كثيرآ، في شروقها و غروبها. في النهارو ضجيجه والليل و ظلامه و سكونه. بقيت في الشرفة جالس اعيد شريط ذلك المنظرالذي سلبَ مني دوران رأسي نظرت بدهشة وانبهار الى غروب الشمس الليل يزاحمني و يضايقني بظلامة، يحجب عني كل شيء جميل لكني تمسكت بسلوة ضعفي و تخفيف آلامي..... داخل حسن وشيء بارد ، قاومت اندفاع الليل و سكونه، سألت نفسي عن سر وجودي ها هُنا منسيآ في شرفتي هذه غريب وحيد لاجليس و لانديم، احدث نفسي اعاتبها و اتسائل بعد ان زاد الدبيب في جسدي وعجزت اطرافي عن حمله اردد مع نفسي هل فعلا تحولت من س ....الى......فيلسوف في سرمدية الحياة وسر الوجود ام هذا مجرد هذيان بعد انكشاف الليل ليس لة وجود. صدقت نفسي اني اطلقت العنان لروحي و اجنحتي طرت محلقآ في اعالي السماء ، تذكرتها شهرزاد جميلةُ الجميلات خيالها عني لايغيب, نويت الرحيل لملمتُ اشيائي، حملت امتعتي بحثآ عنها على امل اللقاء، تذكرت ايامها احلامها كانت مهرجامح يسابق الريح تحمل بين كفيها هموم الوطن الجريح و معاناة شعب على الظلم و الذل لايستريح ، كانت بعمر الزهور تحلم احلام النساء ترفض الذل و مساومات الجناة، تطالب بالمساواة للجميع.قتلوها .... اوباش العصر في منتصف الطريق رحلت شهرزاد غابت شمس الشموس دون لقاء لاتملك من زينة النساء غير بندقية للوطن و وردة حمراء للعمال و الفقراء واغاني للناس و الشهداء.


* عميدة عذبي مهندسة زراعية،عراقية مندائية كانت بعمر الزهور تحلم بوطن حر وشعب سعيد
لبت نداء الوطن وحزبها الشيوعي العراقي و التحقت بحركة الانصارالشيوعيين سقطت شهيدة غدرآ
في موقعة بشتاشان في اقليم كوردستان-العراق في 1-5- 1983








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاحمر والاسود
نخيلة ( 2012 / 7 / 2 - 20:30 )
ايها الكاتب انها قضية ازلية ومعاناة لاتنتهي مادام الظلام لازال يخيم على عالمنا .عالم يلبس وشاح اسود وظلمة يختبأ في ثناياه العابثين بمصائر الشعوب وسراقي قوت الكادحين وهناك الاحمر الذي لامكان له في هذا العالم الذي بات قراراته بيد الظلاميون ورؤس كبيرة لها القدرة على التحكم بالعالم .وانا وانت وشعوبنا المنكوبة في المنافي نعاني الغربة والوحدة وعذاب فراق الاحبة. والحزب الشيوعي العراقي كان ولازال يصارع الظلام ويحاول الاصلاح ولكن يقدم قوافل من الشهداء دون جدوى لان ليس له مكان في هذا العالم الجديد.ا
استمع الى صوت داخل حسن وشئ بارد ولا تنسى بان المستقبل يحمل معه مفاجئات من يدري جائز يحدث معجزة وتنهض الشعوب النائمة من السبات والاجيال القادمة يكون حضها احسن منا
واعذرني لصيغة اليأس في تعليقي ولكن هذا هو الواقع اوشهرزاد لاتنسى هي وغيرها والاحمر يبقى يناضل لانه لايستطيع ان يغض النظر عن معناة الشعب
مع حبي وتقديري
نخيلة

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة