الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة خرجوا من القبعة الامريکية

نزار جاف

2006 / 5 / 17
القضية الكردية


تلک النصائح و التحذيرات و"الادانات المبطنة" التي صدرت عن السيد"مقتدى الصدر" و"هيئة العلماء المسلمين"بخصوص تصريحات صادرة عن السيد رئيس إقليم کوردستان مسعود البارزاني بخصوص العلاقات مع إسرائيل، ذهبت بعيدا جدا وعبرت الحدود المسموحة لها حتى غدت عبارة عن تهديد ضمني للقادة الکورد من عبور"خطوط حمراء"معينة.
السيد البارزاني الذي کان يتحدث بشکل "إفتراضي" و"إحتمالي"عن العلاقة مع إسرائيل و ربطها بشرط"عراقي"، لم يأت بجديد في موقفه هذا بل هو موقف سبق وأن أبداه الزعيم الکوردي مرارا حتى صار بمثابة إحدى الثوابت التي يتم تداولها عنه، لکن التفسير الاخير الذي طرحه کل من السيد مقتدى الصدر و هيئة العلماء المسلمين، حرصتا على تأويله وفق سياقات تخدم الخطوط و المسارات السياسية المتباينة المعادية للکورد في العراق و المنطقة.
والحق لم يتملکني العجب لإتفاق فصيلين سياسيين ـ طائفيين بهذا الشکل الغريب، ذلک إن کلاهما يسيران وفق خط علني عام معلن عنه، لکنهما وفي سريهما و حقيقة أمريهما يکادان يکونان مناقضان تماما لعموم ذلک الخط.
وليس هناک من لايدري أن مجمل حوادث العنف الطائفي من خطف و قتل و تهجير و سطو، هي من تحت عباءة هذين الفصيلين الذين يتباکيان اليوم على العراق من"شر العلاقة مع إسرائيل"، و يوهمان الناس بأن مجئ إسرائيل يعني مجئ الشقاق و النفاق و التدهور الامني الذي هو موجود على الارض فعليا و بإرادة منهما تحديدا، من لايذکر العملية الاخيرة للجيش الامريکي الذي کان يطارد مجموعة من الارهابيين وإنتهى الامر بهم الى الإحتماء في إحدى"الحسينيات"الصدرية في مدينة الصدر؟ أم من لايدري کل تلک الصفقات التي تتم لتحرير الرهائن من تحت عمائم قادة هيئة علماء المسلمين؟
هؤلاء الذين يحاولون أن ينصحوا الشعب الکوردي، ليعلموا جيدا، أن مرجعية الشعب الکوردي هي مرجعية سياسية ـ قومية متفق عليها من قبل کافة أوساط الشعب، وإن الکورد ليسوا بحاجة لمن ينصحهم في"أمور دينهم"، فهم الشعب الوحيد في العالم الاسلامي الذي لم يستغل الاسلام لبناء دولته القومية، کما إنه الشعب الوحيد الذي عانى الامرين من فتاوي وعاظ السلاطين و"المجتهدين الجدد"، وإن مثل هکذا خطاب "سقيم" و "غير سوي" الاجدر بهما أن يوجهانه الى تلک الدول و الشعوب التي يعنيها الامر.
إن رجلا مثل السيد مقتدى الصدر و تياره و جهة مثل هيئة علماء المسلمين و أنصارهم، لم يکن لهما وجود يذکر قبل 9 نيسان2003، وإن سقوط صنم بغداد بأيدي أمريکية کان بمثابة إيذان بظهورهما على الساحة السياسية في العراق، الاول مستغلا للظرف و لتراث جهادي ورثه"ولم يقم به"والثاني مستغلا لتلک الحالة التي أوجدها الاول بعزفه على الاوتار الطائفية، وهکذا"وافق شن طبقه"و إتفقا على عدو ليجمعهما بعد کل ذلک"السباب"الضمني و"القتل"السري و"الخطف"المبرمج، ولم يکن هناک کالعادة سوى الکورد!
إن القادة الذين جاءوا ببرکة المحررين الامريکان ولم يکن لهم وجود يذکر قبل ذلک، ليعلموا جيدا أن الحرکة التحررية الکوردية کانت دوما رقما صعبا على الارض وکما کان الدخول الامريکي لأفغانستان ممکنا عن طريق"تحالف الشمال"، فکذلک الامر بالنسبة للعراق، فقد کان الکورد هم بمثابة"تحالف الشمال"العراقي الذي خدم الاستراتيجية العسکرية الامريکية، لکنهم"أي الکورد"لم يلعبوا على"أکثر من حبل" ولم يغمزوا لأکثر من"جهة" و "إتجاه"ليعودوا في نهاية المطاف الى تحت قبعة"العم السام"ويحتميان بدفئه لينشئان ميليشيات يقارنونها فيما بعد ظلما مع حرکات تحرر.
إسرائيل التي غدت بمثابة علکة يمضغها هؤلاء ليل نهار و ينسبون کل جرائمهم التي يقترفونها لها يذکرونني بطريفة ذلک الإعرابي الذي هاجت به الشهوة ولم يکن أمامه سوى ناقته، فيقوم بربط عصا بين قدميها الخلفيتين ومن ثم يواقعها، وبعد أن يکمل نزوته يقول نادما: لعنة الله عليک أيها الشيطان! وفجأة يتجلى له الشيطان ويزجره قائلا: بل لعنة الله عليک أنت، والله لو بقيت سنينا لما خطرت لي فکرتک هذه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون