الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور عبدالحسين شعبان والطروحات أحادية المنحى. (الأخيرة)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2019 / 9 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أولا-ورد في ص 29-30 من كتاب ثمينة ناجي ونزار خالد(سلام عادل سيرة مناضل ج1) الطبعة الثانية، الذي يعول عليه الدكتور عبدالحسين شعبان، حد الحماس المفرط، وإيمان معظم الكتاب المحسوبين على الحركة الشيوعية، بكل ما جاء في الكتاب بجزئيه بشكل مطلق وغير قابل للنقاش، دون التحقق موضوعياً حول جميع ما ورد فيه من روايات غير مدعومة بأسانيد معتبرة، حسب زعمي، ما يلي:
(عرف أبناء مدينة الديوانية سلام عادل عام 1946 باعتباره شيوعياً. كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ووقتها اصبح بهجت العطية مديرا لشرطة مدينة الديوانية.....ارسل اخي نجيب ليطلب منه المجئ الى بيتنا جلس والدي معه وتحدث اليه طويلا(اخبرني سلام عن هذا الحديث فيا بعد...
قال له والدي: وصلت تقارير خطيرة عنك واعتقد ان عليك تخفيف نشاطك الحزبي...استمع سلام عادل الى ابي، وأجابه بأسلوب مهذب ومقنع.....بينما البلاد ترزح تحت حكم الأجنبي ويعمها الفساد ولا أمل في المستقبل. وقال:" فإذا فكرت أنا براتبي وفعل الآخرون مثلي فمن الذي سينهض لإيقاف هذا التدهور...." وأضاف سلام عادل:" ان القضية تطرح بهذا الشكل، أما ننهض للدفاع عن وطننا او نستكين، فما هو رأيك؟" صمت والدي لحظات، ثم قال له هل انتم جادون بهذه القضية؟ وهل هناك خطة واضحة ؟ وأمل بالنجاح؟ أجابه سلام عادل: نعم دون شك.......وأنا منذ اليوم الأول في الحركة وضعت أسوأ الاحتمالات التي تنتظرني.
قال له والدي بعد أن تنهد : لولا الحمل العائلي الثقيل على كاهلي كان يمكن ان أشارككم هذا النضال، وليس لدي شئ أقوله لك سوى ان سيروا على بركة الله، ولكن احتاطوا، والزموا الحذر لان العدو شرس جداً)
وفي ص40-41 ورد في الكتاب مايلي :
(وعن تلك الفترة يقول الرفيق كريم أحمد مايلي:
"سجن سلام عادل في بداية عام 1949 ليواجه فيه مع رفاقة ظروفا صعبة. وبعد خروجه من السجن في عام 1953 أرسل للأبعاد، فكتبت له رسالة باسم اللجنة المركزية اطلب منه الالتحاق بالحزب، وبعديومين وهرب من الأبعاد والتحق بنا"
ويستمر كريم أحمد:
"كلفت اللجنة المركزية سلام بالسفر الى البصرة لقيادة منظمة الحزب في المنطقة الجنوبية عام 1954 وواجهتنا مشكلة تدبير عائلة يسكن عندها في البصرة. ولما اخبرنا بان لديه خطيبة يمكن ان يتزوجها وهي حزبية ومناضلة معروفة ساهمت في انتفاضة عام 1952 واختفت وعانت كثيراً، فأرسلنا لها رسالة باسم الحزب نسألها عن رأيها بالزواج من الرفيق سلام وهي عائلة ديمقراطية معروفة والشيوعية الوحيدة فيها، وأبوها من الديمقراطيين المعروفين وكان يشغل منصب مدير معارف لواء (محافظة) الديوانية، وهو محبوب من الناس وموضع احترامهم. ويبدو ان ثمينة نجحت في إقناع ابيها ناجي يوسف بالزواج من سلام عادل)-هامش2- حديث مسجل مع الرفيق كريم احمد.

ثانيا- لمعرفة المزيد عن شخصية ناجي يوسف نقتبس مقطعاً من الحلقة الموسومة-معلم في القرية/11- من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي (1913 – 1996) الذي قام بنشرها إبنه"محمد علي الشبيبي" في الحوار المتمدن*:
(قمنا بسفرة إلى لواء الديوانية، زرنا "لم يُذكر تآريخ الزيارة في المقال-خسرو"، نحن النجفيين الأربعة، مدير المعارف الأستاذ "ناجي يوسف" [السيد ناجي يوسف، نجفي من عائلة معروفة تدعى آلبو ريحه، وغلب عليهم نسب "الطالقاني" العائلة الشهيرة في النجف بسبب المصاهرة. عرفت السيد ناجي منذ كان تلميذا في المدرسة الأميرية الابتدائية. كان ذكياً وتقدم في أول زيارة** لفيصل فألقى كلمة، وعلم الملك إنه معدم فخصص له راتباً ظل -كما يقال- يتسلمه إلى أن انتهى العهد الملكي. عين السيد مدير معارف في الديوانية وعين قائم مقام في قضاء المسيب، في الوقت الذي عين فيه السيد حسن الجواد قائم مقام لأبي صخير ثم النجف. والظاهر أن تعينهما جلب نقداً إذ أنهما ليسا حقوقيين فأعيدا إلى وظائفهما في المعارف. لكن السيد ناجي دخل الحقوق وتخرج فترك وظيفته وأشتغل بمهنة المحاماة ونجح فيها.
 ولا يفوتني أن أذكر إنه حين نقل أخي حسين" حسين الشبيبي- صارم الذي أُعدم مع فهد وزكي بسيم- خسرو" إلى العمارة عام 1943 كان السيد ناجي مديراً لمعارفها وكان السيد سعد صالح متصرفاً للواء العمارة. وكثرت التقارير ضد حسين فأصدر السيد ناجي نقله إلى المشرح. فدخل عليه حسين محتجاً وبشدة قال له: "إلى هذا الحد؟! أترى عائلتي دون مستوى عائلتك، فتعيش أنت بمركز اللواء، وأمي وأخواتي إلى المشرح؟!". فأجابه:
أنا لا أضحي بخبز عائلتي من أجلك، وأنت لا تكف عن العمل الممنوع في السياسة. ماذا ترى إني أستطيع؟ 
---وهكذا ترك حسين الوظيفة دون تقديم استقالته، وأنذر بعد مدة في الجرائد وأعتبر مستقيلاً. ولكن السيد ناجي بعد ثورة تموز 1958 شارك في حركة أنصار السلام ولجنة العدالة وفي الواقع إنه كان مثالاً في النزاهة والنشاط. وقد خلف نقيب المحامين "عبد الوهاب محمود" فرأس نقابة المحامين ولكنه توفى بعد ذلك بفترة]، وبعد عرض للمشاكل القائمة في مدرستنا، طلبنا منه أن يعين صاحبنا صالح مكان السيد عبد المجيد إبراهيم.)
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=228269&r=0*
** عن زيارات الملك فيصل الأول للنجف: كانت زيارته الاُولى سنة 1339هـ(~1921م) وقد زاره مراراً وكانت آخر زيارة له عام 1351هـ (1932م)
https://almerja.com/aklam/indexv.php?id=915411

ثالثاً- وعن إدارة المعارف في لواء الديوانية 1921-1958 نشرت كلية التربية في جامعة القادسية بحثاًـ من 24 صفحة- عن الموضوع وفيه يبدو أن " ناجي يوسف" والد "ثمينة ـ زوجة حسين أحمد الرضي " لم يكن مديراً للتربية في لواء الديوانية خلال الفترة 1921-1958 مطلقاً بخلاف ما ورد في رواية كريم أحمد وثمينة ناجي يوسف. لمزيد من المعلومات ننقل، فيما يلي، بعض فقرات البحث الذي يمكن قراءته في الشبكة العنكبوتية:
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة القادسية-كلية التربية
فسم التاريخ
بحث عن إدارة المعارف في لواء الديوانية 1921-1958
إعداد : أ.د حسن عبدالله السماك و م.م محمد عبد الكريم حجيل
1439هـ / 2017 م
ص3
المقدمة: إن المتابع لمعظم الدراسات التاريخية الأكاديمية منها للباحثين عموما في العراق يتبين له انها تركزت على دراسة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدأت من الدائرة الكبيرة ثم بدأت تضيق هذه الدائرة، وإذا اعتبرنا الدراسات السابقة أفقية ثم انتقلت الى الدراسات العمودية ولا سيما بدا الاهتمام بالتاريخ المحلي لكل منطقة من مناطق العراق والديوانية واحدة منها، فقد كتب في تاريخ الديوانية وبمختلف المجالات، أما تاريخها التعليمي لم تصدر دراسة متخصصة في ذلك وبمنهج احصائي، م هنا جاء إختيار الموضوع، ففي المدة مابين 1921- 1932 انتقلت إدارة معارف لواء الديوانية، من منطقة معارف بغداد ثم الـي إدارة معارف منطقة البصرة، وفي المدة ما بين 1932 -1944 كانت الديوانية تنتقل من مديرية معارف مستقلة او تابعة الى منطقة معارف الحلة ومن ثم أصبحت منطقة معارف بذاتها ثم مديرية تابعة الى منطقة معارف الفرات في الحلة، أما المدة ما بين 1945-1958 أصبحت الديوانية مديرية معارف مستقلة.
ص 17-18
المدراء الذين تعاقبوا على إدارة معارف لواء الديوانية 1921-1958:
أ-المنطقة او اللواء/ب-اسم المدير/ج-التولد/د- الدخول الى الخدمة/هـ-مدة توليه المنصب
1-أ، منطقة معارف بغداد/ب، يوسف عزالدين إسماعيل/ ج؛1883/ د؛ 1918/هـ؛ 1921-1924
2-أ؛ منطقة معارف الفرات/ ب؛ احمد أمين أفندي / ج؛ 1898/ د؛ 1918/هـ؛ 1924-1925
3-أ؛ منطقة معارف البصرة/ ب؛ عبد الرزاق أفندي / ج؛ 1884/ د؛ 1915 /هـ؛ 1925-1933
4-أ؛مديرية معارف لواء الديوانية/ ب؛ محمد حسن الصباغ/ ج؛ 1906/ د؛ 1930/ هـ؛ 1933-1935
5-أ؛ منطقة معارف الحلة/ ب؛ ابراهيم إسماعيل / ج؛ 1907 / د؛ 1924 / هـ؛ 1935-1937
6-أ؛منطقة معارف الديوانية/ ب؛ جليل جواد / ج؛ 1909 / د؛ 1930 / هـ؛ 1937- 1941
7- أ؛منطقة معارف الديوانية/ ب؛ عبود مهدي زلزلة / ج؛ 1909/ د؛ 1929/ هـ؛ 1941-1942
8-أ؛ منطقة معارف الديوانية / ب؛ جليل جواد/ ج؛ 1909/ د؛ 1930/ هـ؛ 1942-1943
9-أ؛مديرية معارف لواء الديوانية/ ب؛ عبود مهدي زلزلة/ ج؛ 1909/ د؛ 1929/ هـ؛ 1943-1946
10-أ؛مديرية معارف الديوانية/ ب؛ عبدالحميد راضي الجرجفجي/ج؛1910/د؛1931/هـ؛1946-1950
11-أ؛ مديرية معارف لواء الديوانية/ ب؛ حسن عجينة/ج؛ 1915/د؛1951/ هـ؛ 1951-1953
12-أ؛ مديرية معارف لواء الديوانية/ب؛عبدالقادر محمد نوري/ج؛1906/د؛1929/هـ-1953-1954
13-أ ؛مديرية معارف لواء الديوانية/ب؛ علي الطرفي/ ج؛1914/ د؛ 1935 / هـ؛ 1954-1958
14-أ؛ مديرية معارف لواء الديوانية/ب؛ محمد زكي عبدالرزاق /ج؛-/د؛-/هـ؛ 1958-1958

رابعاً-إذا كان الدكتور عبد الحسين شعبان يُعَوِلُ على روايات ثمينة ناجي يوسف حد "الحماس المفرط" كما أزعم. لكنني، ومن حسن الحظ وبطريق الصدفة، إكتشفت أثناء إعدادي لكتابة هذه الحلقة، نتيجة لملاحظة من صديق عزيز، وجود مَنْ يؤمن بهذه الروايات، غير المحبوكة بشكل متقن، الى حدِ هلوسة الدراويش، عندما قرأت في "المثقف" ضمن بحث من 11حلقة ما يلي:
(والتيار الثاني سبيكة من المؤامرة والجبن والخيانة المعجونة بمراهقة سياسية وطفولة حزبية وجهل معرفي وشبه أمية ثقافية. وقد كان هؤلاء في أغلبهم من الأكراد مثل حميد عثمان وبهاءالدين نوري وعزيز محمد وكريم أحمد( بجملة واحدة- خسرو). "قادة" حزبيون يفتقرون لأبسط المؤهلات القيادية، وعاجزون عن ادراك وحل المشكلات الكبرى التي يواجهها الحزب. وبالتالي، فإن ضعف الحزب الشيوعي العراقي وتعرضه الى خسائر بشرية هائلة وهزائم سياسية كبرى ينبع أولا وقبل كل شئ من ضعف قياداته.
فمن الناحية الفعلية افتقدت أغلب هذه القيادات السياسية الى الكفاءة النظرية والعملية. فقد كان كل من حميد عثمان وبهاءالدين نوري يفتقدون لأبسط مقومات القدرة الفكرية والسياسية والتنظيمية لسد الفراغ الذي أنتجه فهد. وفي الوقت نفسه كان التطور الاجتماعي والثقافي في العراق يفوق إمكانياتهم بدرجة يصعب وصفها )
يُخيل لي بآن هذه الآفكار الفجة، ذاتها، كانت تدور في مخيلة الدكتور عبدالحسين شعبان عندما كان يكتب مأثرته الموسومة" سلام عادل... الدال والمدلول وما يمكث وما يزول"، ولكنه عبّر عنها على لسان حنا بطاطو الذي نقلها من أضابير الشرطة السرية العراقية حرفيا . إن الإسترشاد بما كتبه حنا بطاطو بطريقة مبتورة دون الاشارة الى المصادر التي أُسْتُقىَ منها هذه التقييمات، رغم ذكرها في الهوامش، لويٌ، خالي من الأمانة العلمية وتقاليدها، لعنق الحقيقة والتأريخ: ( جدير بالذكر أن سلوك حميد عثمان اتّسم بالتهور، وعلى حد تعبير حنّا بطاطو كان يمتاز بـ " حماسة كبيرة وحكمة ضئيلة" وقد ورط الحزب الشيوعي بمواجهات مكلّفة ولا معنى لها مع الشرطة، حيث دعا للإضراب السياسي العام ثم رفع شعار الكفاح المسلح وبناء "جيش شعبي ثوري" واعتبار الريف "قلاعاً ثورية"، ويبدو أنه تأثر بالمسيرة الكبرى التي قادها ماوتسي تونغ وبالثورة الصينية.
---------------هكذا بدّد قوى الحزب وفرط برفاقه( كل هذه التكاليف حدثت خلال مدة أقل من سنة من حزيران 1954 الى حزيران1955، يبدو ان الصور المنشورة لشهداء الحزب الشيوعي الذي نشره خالد حسين سلطان في قناديل شيوعية تعود لتلك الفترة -خسرو) ورفع شعارات لم يكن الحزب قادراً على تنفيذها، فضلاً عن قراراته الفردية وأوامره الهستيرية ومبادراته المغامرة ومعاركه الانتحارية" خلال أقل من سنة- خسرو"، ولهذه الأسباب أزيح من موقعه وهو ما ورد في مقتبسات من كتاب حنّا بطاطو (ج2 ص 343، وج3 ، ص 13 وما بعدها).
كان حرياً بالدكتور عبدالحسين شعبان قراءة مذكرات بهاءالدين نوري جيداً قبل أن يكتب لكي لا يُتهم...: (كما انضمت كتلة داوود الصائغ "رابطة الشيوعيين " لاحقاً إلى الحزب، واعترف الجميع بأخطائهم في لحظة تطّهر غير مسبوقة، بما فيها التنظيم الأصلي (القاعدة) الذي اعترف أن القيادة التي اتّخذت قرارات الفصل كانت جاهلة والمقصود بذلك قيادة حميد عثمان الذي جرت محاولات لمحاسبته وتجميده فيما بعد، وكان قد هرب من السجن ليصبح المسؤول الأول "لمدة أقل من سنة قبل طرده- خسرو"، لكنه تصرف بفوقية وبيروقراطية، ونشر بيانا باسمه، فتقرّر مساءلته وتجميد عضويته بمبادرة شجاعة من سلام عادل "حسين أحمد الرضي - مختار " ساهم في تنفيذها ناصر عبود "وفي خاصرته مسدس رفاقي ،وهو يتجول في أزقة كركوك و الموصل، مبعث مفخرة و اعتزاز الدكتور عبد الحسين شعبان- خسرو" وشارك فيها حكمت كوتاني مسؤول محلية الموصل .) ليتيقن بأن بهاءالدين نوري هو الذي فصل الكتلة المنشقة عندما كان حميد عثمان سجيناً في نقرة السلمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية