الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهجية كمال الحيدري في نقده الموروث الشيعي

داود السلمان

2019 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منهجية كمال الحيدري في نقده الموروث الشيعي
مقدمة:
يكاد، السيد كمال الحيدري، أن ينفرد بمنهجية خاصة به في نقد الموروث الشيعي، مطلقا عنان بحثه في الغور بأمهات المصادر المعتبرة، بهدف الاصلاح والمعالجة، اذ وجد كم هائل من المرويات هي قطعا غير صادرة عن المعصوم.
هذه النهجية، تقوم – كذلك - على الشكية الديكارتية، متخذاً – الحيدري- من منهجيته، المنطق الارسطي وواقع المسلمين الراهن، مُحكما العقل كمعيار اساسي يقيس به مبناه، لتخليص هذا الموروث من الشوائب والادران التي عُلقت به، بحسب معتقد الحيدري. لأنه رأى أن هناك كثير من الاحاديث المروية عن النبي(ص) واهل بيته(ع) اكثرها موضوعة، اذ يبان عليها يد الوضع، لكونها: تخالف المنطق القرآني، والاحاديث النبوية الصحيحة المعتبرة التي لا غبار عليها، ولا تخدش حياء المنهجية الصحيحة المبنية على واقع المسلمين اليوم، وما يمرون به من عصف في علاقة بعضهم ببعض، فضلا عن علاقتهم ببقية الطوائف والاديان الاخرى، والتي تشاركهم احيانا في نفس الوطن. وكذلك فأن الاخلاق النبوية العظيمة، والسيرة العطرة التي سار عليها النبي الاعظم(ص)، ومن بعده اهل بيته الكرام(ع)، نراها تحث على وحدة المسلين وشد ازرهم، وعدم اشاعة ما يكدر صفو وحدتهم، بل الافضل لهم: هو الاعتصام بحبل الله تعالى، وهذا الاعتصام هو الذي سيقوّي شوكتهم، ويضعف شوكة اعدائهم. {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. المسلمون ابتعدوا عن فلسفة هذه الآية الكريمة، ولم يطبقوا منهجيتها، كقانون اخلاقي رغم أن الآية واضحة المعنى ولا التباس فيها.
الحيدري، وهو الظاهر، بل الاكيد، رأى أنه من واجبه الشرعي والعلمي، وعلى اعتبار أنه تصدى للخوض في هذا المعترك الشائك، وهم يعلم، فيما بعد، أنه سيلاقي الصدود والجفاء والنقد اللاذع من اقرانه ومن سواهم. ومع ذلك لم يعبه بما ستقف في طريقه هذه الامواج العاتية، فسارت سفينة عزمة تشق العباب، غير ملتفة بالنتائج المعاكسة، طالما أن الحيدري كان متيقنا أن الطريق الذي يسير به طريق لاحب بالنسبة له، طالما فيه منفعة عامة للمسلمين، وبالخصوص الشيعة.
والحقيقة، أن الحيدري يُعد العالم الشيعي الاوحد، الذي خاض هذه التجربة الصعبة، وبهذا الحجم، وبهذه العلمية، وبموضوعية منقطعة النظير، لكون الادوات العقلية والذهنية التي يحملها، تحفزه لخوض مثل هذا الغمار الصعب، صعب من جميع الجوانب، علاوة على الثقة بالنفس، وهذه وحدها هي جانب كبير ومعنوي. وبالتالي أنه اسس مدرسة نقدية، حاولت وتحاول، تصحيح مسار التراث الشيعي، لما علق به من غبار شوه الصحيح منه، بحيث اصبح العقل الشيعي لا يميز الغث من السمين، الصحيح من السقيم، فاختلطت على الكثير منهم الاوراق، ولبس الحق الباطل. وثمة كثير من خطباء المنبر الحسيني يخرجون من ذلك السقيم، قصصا وروايات ويتقبلونها من دون تمحيص، ومن ثم يصلونها الى مسامع العامة من الناس، فلاقت بالتالي انتقادات كثيرة، واخذها البعض محط سخرية، خصوصا في كثير من المواقع الاخبارية والالكترونية.
ملاحظ/ هذا المقال موجه الى فئة بعينها، لا تعني قراء (الحوار المتمدن) من قريب، وقد تعنيهم من بعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لدعاة التنوير
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 9 / 26 - 12:51 )
نحيي كمال الحيدي على خوضه غمار هذه التجربة ولا ننسى ان نحيي طيبين الذكر الذين سبقوه وهم السيد البرقعي القمي وحيدر علي قلمداران وغيرهم كما لا ننسى المفكر والكاتب الاسلامي احمد الكاتب والسيد القبنجي والشيخ راغب الركابي. تحية لكل من يمشي على دربهم والحق احق ان يتبع.

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال