الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفق الحدث

يحيى نوح مجذاب

2019 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أُفق الحَدَث

كم هي مُرعبة آفاق الأكوان المنبعثة نحو ملكوت الإله الأعظم.
أكوان تتحرك في أنساق هائمة تشق حُجب المجهول في أرحال لاـ زمنية لا تعرفها دقات الساعات ولا حركات البندول الأكبر، تسير خارج أنطقةِ المُدرك والمعلوم لعقولٍ وأنفسَ متقوقعة في بؤر الذوات المخفية.
مسار الضوء الخاطف للأبصار، وما تتمخض عنه تحولات الأجسام اللامرئية، وتلك الكتل العملاقة المُهَيمنة على الأفلاك ينبعث بتعجيلٍ محسوب تترجمه لغة الأرقام.
أرقامٌ أعجزت المخ البشري فيما قبل الصفر وما بعد اللامتناهي. فالعقل ليس تلافيف وأنسجة مرئية محسوسة، والمُدرك والمعلوم والمُستشعر تغوص في حيثيات لا تفسرها الذرات وموجات الكون، فماكنة تحريك الأشياء هي أكبر من كل الموجودات؛ مكتشفات بشرية، نظريات عوالم مخفية؛ هي روحٌ بقالبها الديني وطاقة قصوى عند البشر الماديين، لكنها في أعرافٍ أخرى ليست هذه ولا تلك بل هي كلمة عظمى أوجزتها القدرة القصوى بهذا الضوء المتلألئ المبهر لأولي الألباب:
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار في بعد إنساني خارج حدود اللاهوت.
وأنا الفرد الواحد؛ الوجود الواحد؛ الذات الواحدة؛ هل أدركتُ ماهية الوجود الأكبر إدراك العقل الأعلى المنبثقة عنه تراكيب الإحساس الغارقة في بحر الروح المخفية، تلك العصية عن التفسير الرقمي الرياضي الفيزيقي.
أنا هذا الكائن المتناهي الصغر، الرقم الصفر، الجُسيم اللامرئي لست سوى رقم خافت في لانهائية الأرقام المنبثقة في الغبار الكوني. حدثٌ لحظي لا محسوس في عالم لا مُدرك إلاّ بحواس معرّضة للعطب الأكبر، وتاريخ سيزول ويتلاشى عند النسر الواقع أو عند أحضان الأندروميدا، ويبتلعه الضوء المحبوس في سجن الثقب الأسود الذي تتلاشى عنده كل قوانين الكون المحسوس، وما صنعته السببية وميكانيكا الكم، فلا زمان ولا مكان ولا طاقة في سدرة الأفق الأعلى، أفق الحدث.
في الدنيا الأرضية ولدت بتاريخ قمري أو شمسي أو رومي أو عبري في لحظة زمن تسجلها الأقوام بثقافات تقاويم وروزنامات معلَّقة على الحيطان، فالسببية أوجدت مخاليق الأفراد العليا والدنيا في رحلة غامضة لا مُدركة، مطموسة الأهداف.
كنت لا أعي شيئاً قبل شهقة الحياة الأولى فالعالم كله كان قبلي مخلوقاً ضبابي الأهداف وأنا الوافد الجديد الملقى في أتون الوجود الذي لم تُستجلى خفاياه. فهمي كان محدود الأذرع، نمت جمجمتي ونمت انسجتي وخلاياي وبها أدركت بعض مظاهر ما حولي فاستوعبت بعض خفايا العالم، هو كبير وعظيم ومترامي في التيرا والنانو فحتى رأس الدبوس هو أعظم مني بمليارات المرات بجانب أكبر جرم علوي.
ماذا لو لم أعي كينونتي الموصدة على الداخل وأدرك شساعة ما حولي.
إنه الواجد الأعظم لكون هائل خارج تغطية الذات الصغرى
ماذا نفعل هنا؟ في كون مبني على فرضيات واستقراءات عقلية وتجارب معامل تقريبية ومضاهاة، فالبصمات لا تتشابه أبداً وما تعلمناه ليس سوى تقريب التقريب. وجود معظمه غامض اما ما كشفه العقل البشري فلا يمثل شيئا أمام جبروت العلم المطلق.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي