الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوى العنف داخل المجتمع

سميرة غانمي

2019 / 9 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


عدوى العنف داخل المجتمع ..



إنها ظاهرة آخذة في التفاقم حتى أضحت تشكل خطورة تهدد سلامة الأفراد و كيان المجتمع .
فالعنف هو القسوة و الشدة. يلحق الأذى بالآخرين جسديا و نفسيا ، تحكمه دوافع شتى منها إظهار القوة و الرغبة في التسلط أو لأسباب أخرى كالاختلال النفسي و يعرفه [دوبايكي ] "إنه تسلسل يبدأ بضعف وازع الحياء و احترام الذات ينتج سلوكات تخريبية أو أنماطا من التهديد و العراك "و قد يخرج العنف عن مفهومه الضيق أي بين الأفراد إلى عنف موجه إلى المؤسسات و محتوياتها فنزعة الهدم و التخريب تتنامى بشكل لافت للنظر .
كما يمكن الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ليست وليدة الصدفة و لا هي معزولة عن سياقها العالمي و المحلي و التاريخي فالانفتاح على الآخر في إطار العولمة ولد تدافعا بين المحلي
و الكوني , و تمزقا بين الخصوصية المجتمعية و الدينية و العالمي بتنوعه إضافة إلى ضخامة أدوات الانهيار الأخلاقي فالإعلام في بعض وسائله , يؤسس لثقافة الفتنة والشتات
و القبح من خلال اختيارات غير صائبة عبر بث برامج لا تعير أهمية في الغالب إلى المعايير الأخلاقية و تسقط في ضرب الجمال و الذوق و القيم.و كان أولى بها أن تكون معاول بناء لا هدم .
كما أن الوسائل التكنولوجية الحديثة لعبت هي الأخرى دورا هاما في تدهورأخلاق الناشئة،فكثير منها يكرس نزعة العنف , فكم من ألعاب انتشرت تؤسس لحب الغلبة و القتال و القضاء على الآخر و كم من مقاطع تابعة لمقاتلي الدولة الإسلامية روجت تصور عمليات ذبح و تقتيل و كم من أخبار سمعت عن قتل حماة الديار بزرع الألغام و تدبير الكمائن و كم من أحاديث تناقلها الناس عن عمليات تشفّ و تنكيل سلطت ضد من خالفوا النظام السياسي
و ضد كل من كانوا مع النظام بعد الثورة و كأن بنية الأحداث دائرية تبدأ بعنف للتركيع
و الترويض و الإضعاف لتنتهي بعنف الانتقام و الثأر أليس التاريخ في جزء من أحداثه دمويا.
أليس أغلب الساسة الآن يروجون لثقافة العنف عبر المنابر الإعلامية و المواقع الالكترونية ؟ فحتى لغة الحوار تقطعت بها السبل في حضورهم فراح أغلبهم يتوسل في الرد بأبشع الألفاظ و أقذعها بل أن الأمر قد يصل إلى التصفية الجسدية....فأي قدوة لأطفالنا ؟
و لن نكون هنا منصفين عادلين إذا ما رمينا أوزار ظاهرة العنف على عاتق التاريخ
و الانفتاح العالمي و المجتمع. فالموضوعية تحتم علينا تحميل المسؤولية للأسرة كما للمدرسة التي أخفقت في الاهتمام بالتربية فالوظيفة التعليمية و المعرفية لا تشفع لها تخليها عن تكريس الجانب القيمي و الأخلاقي فمن واجب المدرسة تربية الناشئة على الفضائل
و السمو بمكارم الأخلاق كما نص على ذلك ديننا الحنيف فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فما نفع جيل متعلم شوهت أخلاقه يورث المهالك و يفسد المجتمع و يهدد السلم..
و هكذا وجب تنمية الاتجاهات السلوكية البناءة و إشاعة كل ماهو إيحابي بين الأفراد لينصلح حال المجتمع و تعتبر المدرسة أهم دعامة للقيم السليمة و توجيه السلوك إلى كل ماهو مقبول و أخلاقي و تأصيل المبادئ الإنسانية و الأخلاق القويمة من محبة و خير
و تسامح و تعاون و نبذ العنف و إعلاء لكلمة الحق و حب العمل و إتقانه.
فالتربية و الأخلاق هما سندا التعليم و التكوين وبناء على ذلك وحب وضع خطة علاجية
و وقائية لما هو أخطر في قادم الأيام......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟