الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام !!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام في بداياته كان ضعيفا يتكون من قلة قليلة من الفقراء والعبيد وكان دين دعوة ومهادنة ، لم تكن جزءً متأصلاً فيه بقدر ما كانت خوفا من بطش اهل مكة من عبدة الاوثان ، وبعد تتابع سلسلة الاحداث الدرامية التي انتهت به في المدينة هارباً مهاجراً ، ثم مكوناً جيشاً قوياً من الشراذم وقطاع الطرق ، الذي استأسد به على بقية العرب في الجزيرة وحولهم بحد السيف الى الاسلام عن طريق الغزوات التي كانت ولا تزال ثقافة الاسلام التي حولته قديما الى امبراطورية مترامية الاطراف ، وحديثا حاولت القاعدة ومن بعدها داعش بعث الروح فيها ! ولا ننسى غزوة مانهاتن وتدمير برجي التجارة في امريكا ، وغزوة الموصل وما تلتها من غزوات ومآسي في العراق وسوريا وليبيا …الخ ! وبقيتْ حلماً بانتظار التحقيق !
الحقيقة لم يدخل العرب في البداية الى الدين الجديد عن قناعة تامة كما تصور لنا المرويات الاسلامية وانما طمعا في الغنائم و بالخصوص النساء من السبايا ، وحتى لايلعب المسلم الجديد بذيله ويغادر الاسلام متى شاء ، وينفرط عقد الاسلام جاء حد الردة كعقاب مقدس رادع لمعالجة هذه الحالة التي تحولت فيما بعد الى ظاهرة بعد وفاة النبي ، ولولا حروب الردة التي خاضها ابو بكر وخالد بن الوليد لتحولت الى ظاهرة عامة ، وانتهى الاسلام في مهده !
فالاسلام في حقيقته لم ينتشر فقط بالسيف وانما بقائه حياً لحد الان هو بفضل هذا السيف وهذا الحد !! فلولا حد الردة لما عرفنا الان شئ اسمه اسلام ولبقي محصورا في الجزيرة العربية على الاقل ، اذا لم يكن قد انتهى غريبا كما جاء !! … وهذا ما اكده القرضاوي حين قال : ( لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام . كان انتهى الاسلام منذ وفاة الرسول ) … فهو الحد المرعب الوحيد الذي اثمر ولازال يشكل هاجسا للكثير ممن يريدون ترك هذا الدين ! فبقية الحدود على فضاعتها لم تقضي على الفعل الذي جاءت من اجله ، فحد الزنا مثلا لم يوقف الزنا ولا حد السرقة ايضا استطاع ان يحد من السرقة حتى في المجتمعات الاسلامية التي تطبق الشريعة ، لانها ببساطة نزعات بشرية متاصلة في النفس الانسانية لا يستطيع العقاب مهما كان قاسيا ايقافها ، حتى القوانين الوضعية في مجتمعاتنا الحديثة على صرامتها لم تستطع ايقافها وستستمر مع وجود الانسان على هذا الكوكب … ويعطي القرآن تفسيراً الاهياً لذلك بالقول ان النفس أمارة بالسوء !
يدعي الكثيرون من الشيوخ كذباً بان الاسلام انتشر لانه دين سلام وانسانية وعدل رباني ، او عن طريق التجار المسلمين في صدق تعاملهم مع الشعوب التي كانوا يقيمون معها تجارتهم ، و عليه تزاحم الناس افواجا وتدافعوا من اجل الدخول فيه … وكأنه مثلا حرر العبيد وحرَّم الرق والعبودية ونشر الحب والسلام والرحمة والتسامح بين الناس واعطاهم كامل الحرية في اعتناقه او تركه لذلك دخلته واعتنقتة الشعوب التي وصل اليها بجيوشه الجرارة بقيادة ضباع الصحراء من قادة هذه الجيوش من امثال خالد بن الوليد وعمر بن العاص وطارق بن زياد والقائمة تطول ، وفرضوا انفسهم وكأنهم اسياد هذه الارض ! ولا كأنه أجبر الناس بحد السيف والبطش والقهر على الدخول فيه او الجزية او الموت ! … انه الدين الوحيد على هذا الكوكب الذي يعاقب تاركيه بالقتل !!
وفي عصرنا الحديث دفع استيقاظ اكثرية المسلمين من سبات اهل الكهف الى اللحاق بركب الحضارة الانسانية ، وبمساعدة القوانين والقيم الراقية التي وضعها الانسان ومجتمعاته المدنية استطاعوا تطويع هذا الحد ، والحد من فعاليته نوعا ما ، على الاقل في المجتمعات الخاضعة لسلطة الدولة ، باستثناء السعودية والتنظيمات الارهابية التي تعيش خارج اطار الزمن ! لكن كل هذا لم يمنع مجرمي التكفير وفتاواهم الجاهزة والتي لا تعير التفاتا لقدسية الحياة الى ازهاق ارواح الكثيرين من ضحايا هذا الحد قديما وحديثا …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حد الردة حد سياسي
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 28 - 12:53 )
حد الردة حد سياسي وليس حدديني
اولا لم يرد في التراث الديني ان رسول الاسلام طبق او نفذ حد الردة
وفي زمنه كثر تركوا الاسلام
ولم يردفي القرآن الكريم اية اية تشير الى حد الردة
وبدا العمل بحد الردة في الزمن الخليفة الاول
بما سمي بحروب الردة
اما لولا حد الردة لما كان هناك اسلام ينفيه بقاء المسلمين على دينهم في بلاد لايطبق فيهاحد الردة والمقصودفي هذه البلاد البلاد الغربية
ففي امريكا الشمالية ستة ملاين مسلم لم يتركوا الاسلام
وفي اوروبا 44 مليون مسلم
وفي امريكا الاتينية 4 ملاين مسلم
و28 مليون مسلم في روسيا
وفي الصين ثلاثين مليون مسلم
وكلها بلاد ليس في عمل او تطبيق لحد الردة


2 - حدد الردة كما عرفه وزراء العدل العرب
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 28 - 13:11 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=499163&r=0
المادة 162 - المرتد هو المسلم الراجح عن دين الإسلام ذكرا كان أم أنثي بقول صريح أو فعل قاطع الدلالة أو سبب الله أو رسله أو الدين الإسلامي أو حرف القرآن عن قصد
يعني من يرتد عن الاسلام دون ان يسب الله او رسله ودون ان يعادي الاسلام او المسلمين بالقول او بالفعل لايقام عليه حدة الردة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592224&r=0