الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موتى و مرضى التراث..يقتلون الحياة في أمتنا..

حمزة بلحاج صالح

2019 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" موتى و مرضى التراث..يقتلون الحياة في أمتنا..."

لا تدعوهم يرسخون فيكم عقدة التصاغر بعقولهم التصنيفية الباركة العقيمة و غي الإسلامية إلا بالإسم...

يخيرونكم بين أن تكونوا جامدين فارغين مثلهم فعندها يعتبرونكم من حماة الإسلام و الدين و الحق...

أو إن رفضتم ماضويتهم و عقمهم يعتبرونكم متغربين متأثرين بالحضارة الغربية و يتهمونكم بأسوأ النعوت ..

الدين دين الله للناس كافة ...

ارفعوا راية الإسلام الإنساني الكوني المنفتح على افاق المنجز الإنساني العالمي الكوني العقلاني ...

و كافحوا التراثيين الماضويين و أفضحوهم و اخلغوا عنهم قداسة الدين فهم أتفه طرح يسيء إلى الدين ...

و كافحوا العلمنة أو التغريب و الكهنوت الديني باعتبارهما طريقان مستقيلان عن واقعنا و نظامنا المعرفي و فضاءنا الفكري ...

مرة أخرى التراث ليس محطة للمكوث و البقاء و الموت و التحنط و التدوير و التراوح و الجمود و التعصب و الإغتراب و الإستلاب ...

التراث محطة للمرور و العبور و الإقلاع و بناء تراث اللحظة و الراهن و التفاعل مع اللحظة و الزمن و إستشراف الغد ...

و التراث ليس دينا من عند الله و لا وحيا و لا مطلقا متعاليا و لا نبوءة و لا ملحقا للقران و لا الرسالة و أفعال و أقوال النبي و دوره و مهمته السماوية على الأرض بين الناس ...

و لا ينبغي أن يحصل هنا أي إلتباس بتعليل إستمرارية الدور من خلال الفهم الايديولوجي و اللاهوتي المنغلق و اللامقاصدي و التبعيضي للأثر " العلماء ورثة الأنبياء " ...الخ ...

التراث الذي سكن قرونا ميتا بلا حياة و بلا تحيين لم تقم أمته بواحب إحياءه فعلا لا شكلا و صورة و مساحيقا و للأسف راحت تلوك ألسنتها به كالبقر تلوك ألسنتها الحشائش ...

لقد أماتته و إغتالته و لم تطوره خيانة و جهلا و تعصبا و تخلفا و إنكفاءا على الذات و إنغلاقا و ضحالة معرفة ...

و لم يعد يجيب كبنية و نسق و محتوى و منهج و أدوات و لا إشكالاته تستجيب لتحديات راهن و واقع مأزوم محليا و عربيا و إسلاميا و يتحدانا عالميا و كونيا ...

التراث الذي يمكث فيه الأساتذة و الدكاترة المزعومين متخصصين و متخصصات إنما يستلبهم و يغرقون في وحل إشكالاته ...

التراث ليس قرانا و لا وحيا من عند الله و لا ملزما لنا إلزام الوحي ...

تتم العودة إلى تراثنا ليكون إطارا عاما تاريخيا يلهمنا لما تكون له مشروعية الإلهام الواضحة ...

و لقد كنت واضحا لكن بعض الماضويين المهترئين و من يعشقون المكوث لا يهمهم مما أكتب إلا توهم دور الحارس و الوصي و ما أهون بيوت العنكبوت ...

كم أشفق على المزايدين على دين الله الذين عطلوا التمكين لدينه كونيا و شوهوا صورته عند الاخر يضعون من سقدم قراءات متأصلة لكنها كونية و انسانية النزوع ..

إنهم يوحوا للناس تلاعبا بعواطفهم و مشاعرهم الدينية كأنهم وكلاء عن الله بأن كل من يختلف مع الشق البشري الفهمي لهذا التراث مارق من الدين مغترب و مستلب ...

مثيرة للشفقة هذه العقول المريضة و المتخلفة و الأفاق المحدودة و النفوس الجامدة ...

لا تتقي الله في أمتها تنتدب نفسها وصية و متكلمة باسم الله...

إن الله لم يمنح وكالة لأحد و قال له بأنه نزل التراث وحيا اخر أو ملحقا للوحي و أوكله مهمة الدفاع عنه و استمرار تدويره حرفيا بيننا ..

التراث عمل العقول البشرية في النصوص و الوحي الإلهي في سياقات محددة ...

التراث منجز بشري و فهم بشري للدين...

لا حاجة لله بمثل هذا التدين الذي جفت أرضه و باتت بورا جدباء على أيديكم...

لقد أحرقتم الأرض و هي بور...دعوا دين الله يتألق في الأفاق ...

أو طردتكم سنن الله الكونية و مكنت غيركم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب