الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان العراق

طه معروف

2006 / 5 / 18
القضية الكردية


مرة اخرى عادت انباء علاقة الاحزاب القومية الكردية بأسرائيل لتشغل حيزا واسعا في الصحف ووسائل الاعلام الأقليمية والعراقية عقب زيارة مسعود البرزاني الأخيرة الى الكويت حيث ردت التيارات الشوفينية العربية العراقية والحركات الاسلامية بشقيها السني والشيعي بانتقادات وتهديدات على ما جاء في تصريحات البرزاني بهذا الصدد.
المهم في الأمر ليس انتقاد ونية هذه الحركات الرجعية الذي تفوق جرائمها ؛ القتل والذبح والاغتيالات والتهجير القسري لجماهير العراق ،جرائم اسرائيل تجاه الجماهير الفلسطينية عشرات المرات ،وإنما هو تشويه وتحريف القضية العادلة لجماهير كردستان وحقها في الاستقلال و تحويلها الى حليفة دولة محتلة تهظم حقوق الجماهير الفلسطينية وتمارس تجاهها سياسة وحشية ، رغم برائتها من مثل تلك العلاقات و رغم كونها ،على مر التأريخ، ضحية لسياسات وعلاقات الاحزاب القومية الكردية ، فجرائم الانفال والقصف الكيمياوي التي ارتكبها النظام البعثي بحق جماهير كردستان جاءت في سياق تحالفات وعلاقات هذه الاحزاب القومية مع النظام الاسلامي الفاشي الايراني الذي اتخذ منها النظام البعثي تبريرا لعملياتها الاجرامية للشروع بالأبادة الجماعية للجماهير الكردية ولدينا امثلة كثيرة على مثل تلك العلاقات "الكردية" مع الاطراف الدولية والأقليمية التي انعكست دائما بصورة سلبية وكارثية على الجماهير.عشية الحرب الأمريكية على العراق التي جوبهت بالأعتراضات المليونية للجماهير المحبة للحرية والسلام كان للأحزاب القومية الكردية دور آخر و فور دخول القوات الامريكية الى العراق استقبلتها بالتصفيق والورود دون مراعاة هذه الاصوات الذي تحتاجها الجماهير في كردستان لنيل حقوقها في الاستقلال(وحتى الاحزاب الشيعية ؛ المستفيدة الاولى من الاحتلال لم ترشق الجيش الامريكي بالورود وانما بدأت بالزحف الاسود والوحشي على الجماهير لاقامة مملكتها الدينية الاسلامية الرجعية) .ان سلوك الاحزاب القومية الكردية في هذه الظروف محفوفة بالمخاطر ولها نتائج وخيمة على مستقبل الجماهير في كردستان وقضيتها العادلة العالقة حتى الآن و في ذمة تلاعب هذه الأحزاب التي حولتها الى وسيلة للتلاعب والمساومة ضمن العلاقات والتحالفات المنفعوية الحزبية المعادية للجماهير .ان الشوفينية القومية العربية والحركات الاسلامية تستغل هذه الفرصة لحشد القوى ضد حقوق جماهير كردستان و تتخذ من سلوك الاحزاب القومية الكردية ذريعة للتهاجم عليها ووصفها" باسرائيل ثانية "في المنطقة محاولة بذلك انكار الحقوق الاساسية لجماهير كردستان و ترسيخ نهجها الشوفيني في اوساط الجماهير العربية .
علاقات الأحزاب القومية الكردية مع امريكا او مع اسرائيل لا تخدم مصلحة الجماهير في كردستان وانما تصب في مصلحة الاحزاب القومية الكردية على حساب منفعة وحقوق الجماهير ومثلما كان تحالف وعلاقات منظمة حماس مع النظام الايراني ضد مصالح القضية الفلسطينية و زادتها تعقيدا وتحجب عنها الدعم الدولي و الجماهيري الخارجي ناهيك عن التسبب بالإقتتال الداخلي،فان علاقة الاحزاب القومية الكردية مع اسرائيل في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة لن تخدم قضية الجماهير في كردستان ايضا بل تحرمها من الدعم الدولي والجماهيري وقواها الثورية، ولذا علينا ان ندين هذه العلاقات والتحالفات المتناقضة مع مصالح الحركات الجماهيرية في كردستان المطالبة بالاستقلال ، يضاف الى ذلك ان طبيعة هذه التوجهات السياسية للاحزاب القومية الكردية ،تطرح بالضرورة مرة اخرى العودة الى إرادة الجماهير ومشاركتها السياسية الفعلية لحسم الامور في كردستان بمنأى عن تسلط وتهديد الاحزاب المذكورة و عبر استفتاء جماهيري لاقرار استقلال كردستان لتجنب المشاريع الرجعية للاسلاميين والشوفينيين في العراق الذين ينتظرون الفرصة للتهاجم عليها بحجة اسرائيل الثانية في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين


.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه




.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار


.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ




.. كيف رد إسرائيل على طلب الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغال