الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فليرحل أمير المؤمنين ، فليرحل الفاسد بلا رجعه

عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)

2019 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل ألزمت القوانين الكونية أن يغادر حكام مصر عبر التاريخ عروش ملكهم بالقوة والفرض ، إما بالموت او القتل او الإطاحة بهم ، أليس من حق المصريين أن يكونوا مثل غيرهم من دول العالم ، التي تقرر فيها الشعوب من يتولي حكمهم ، وإدارة شئونهم داخليا وخارجيا ، و تمثيلهم أمام المحافل الدولية والعالم ، لا أريد أن اغوص في أعماق التاريخ لأبين لكم كيف أن مصر منذ القدم وهي تحت حكم الملوك ، سواء الفراعنة ، او البطالمة ، أو الرومان مرورا بالعصر الاسلامي ، ثم مجئ محمد علي باشا ، و تولي سلالته الحكم من أبناء وأحفاد ، حتي كان اخرهم ( فعليا ) الملك فاروق الاول ، الذي انقلب عليه ضباط من الجيش المصري عام 1952 ، لتبدأ بعدها المسكينة مصر عهدها مع الديكتاتوريين الجهلة ، وبعد ان كان اسمها المملكة المصرية ، تكون جمهورية مصر العسكرية ، ومنذ عهد الهالك ( جمال عبدالناصر ) ونحن من سئ إلي أسوأ ، مرورا بالسادات ، و الرجل المتبلد ( مبارك ) ، إلي أن رفض المصريون أخيرا هذا النظام العسكري الغاشم و انتخبوا رجلا كان يعمل استاذا للهندسة ، الدكتور محمد مرسي ، بغض النظر عن دينه وأفكاره وجماعته إلا أن التاريخ سيظل يذكر هذا الرجل بأنه أول رئيس مصري مدني منتخب بإرادة شعبية حقيقية ، إلا أنه سرعان ما انقلب عليه رجال العسكر ، في تحد صارخ لكل القوانين والأنظمة و الدساتير و الأعراف ، و عادت من جديد هذه القوة الغاشمة لتحكم من جديد ، إلا أن هذه المرة قد أحكمت قبضتها ، بقيادة أمير المؤمنين ( عبد الفتاح السيسي ) ، الذي يطل علينا دائمآ بابتسامته البلهاء مفتتحا مشاريعه التي يسميها اصلاحية والتي لا تمت الي الاصلاح بأي صلة ، يبني القصور لنفسه وحاشيته ، ينفق ذات اليمين و ذات الشمال ، دون وعي و دون دراسات جدوى ،ودون رجوع للشعب المغلوب على أمره أصلا ، ينفق من جيبي ، و يمتص دمي ، ولسان حاله يقول ، ما اريكم إلا ما أري ، وما اهديكم إلا سبيل الرشاد ، ولسان حاله يقول ، ما علمت لكم من إله غيري ،
سيذكر التاريخ أن ما تشهده مصر هذه الفترة هو الأسوأ في تاريخها ، اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا و حقوقيا ،
ارتفعت نسبة البطالة ، و بالتالي ازداد العنف في المجتمع ، و زادت نسبة التضخم المالي بمعدلات لم يسبق لها في التاريخ ، وبالتالي ارتفعت أسعار السلع الأساسية علي الأقل ثلاثة اضعاف ، في مصر لا يوجد تعليم بمعني الكلمة ، فالمدارس الحكومية تضم اكثر من مائة طالب للفصل الواحد ، و ربما حتي لا توجد بها دورات مياه ادمية ، و إذا أردت تعليم ابنك تعليما حقيقيا معترفا به ، فعليك بالمدارس الخاصه والدولية والتي تقدر تكلفتها بعشرات الالاف من الجنيهات للطالب الواحد في السنة الواحدة ، و إذا مرضت في مصر نصيحة مني ، من الأفضل لك ان تذهب إلى الجحيم ، فالمستشفيات الحكومية تستقبل المرضي علي أنهم فئران التجارب ، هذا اذا وجدت سريرا تتلقي فيه العلاج أصلا ،
و إذا أردت ان تتلقي علاجك في مستشفي خاص فمن الأفضل لك أيضأ ان تتعفن في الجحيم، فالليلة الواحدة هناك تكلفك الآلاف ، لا يوجد وسائل نقل او مواصلات آدمية ، إذا ذهبت إلي مركز للشرطة لتقديم شكوي في أمر ما لا تعدم ان يقابلك هذا الرجل الثقيل السمج الذي يسمي بأمين الشرطة والذي لن يدعك تمر إلا إذا أعطيت له بعض المال ، قس علي ذلك في كل الجهات الحكومية ، و كل المؤسسات وكل المصالح ، أما آن لنا ان نكون مثل بقية البشر ، نحن نستحق حياة أفضل من هذا بكثير !!!
كل ما ذكرت و أمير المؤمنين في عالم مغاير تماما لما نعيشه ، يبني القصور ، و يشيد المدن الجديدة التي لن يسكن فيها إلا حاشيته و طبقة معينة لا تتجاوز ال 15 % من الشعب الذي يأكل حاليا من صناديق القمامة ،
في الأيام القليلة الماضية بدأ الناس يجتمعون ويرتبون أمرا للخروج علي هذا الطاغية فقد طفح بهم الكيل ولم يعد لديهم ما يخسرون إلا أن القبضة الأمنية لهذا الرجل ألجمتهم ، و ألزمتهم مساكنهم ، و بدأ النظام في سلسلة اعتقالات جديدة لكل من له رأي أو قلم يكتب به بالرغم من أن السجون قد امتلأت عن بكرة أبيها ، و حشد الطاغية رجاله ليسيروا في الشوارع مهللين باسمه في مشهد درامي عتيق أكل الزمان عليه و شرب ، فقد سئمنا من هذه المناظر التي اعتدنا رؤيتها ، من موظفين مأجورين أو مجبرين علي التأييد ، و إعلاميين فقدوا كل مصداقيتهم عند الشعب فصاروا أمامهم كالعرايا ، و فنانين خرجوا علينا ليهتفوا باسم الرئيس وأنهم مع الجيش والرئيس مثل فلان وفلانة والكثير ممن أنأي بنفسي أن أدنس قلمي بكتابة أسمائهم ، هؤلاء الفنانون الذين كانوا يحتفلون بمهرجان الجونة السينمائي و يلتقطون الصور علي السجادة الحمراء ويرتدون الفساتين من مصممي الأزياء العالميين ، تزامنا مع احتجاجات الشعب الطيب المسكين ، الذي فعلا لم يجد من يحنو عليه او يرفق به او يفهمه ، هؤلاء الفنانون هم هم الذين استعان بهم الهالك (عبد الناصر ) لتلميع صورته و صنع أسطورته المزيفة ، بالطبع تحت اشراف و مباركة المجرم (صلاح نصر ) رئيس جهاز المخابرات حينها .
و مثقفين أو من يطلق عليهم لفظ النخبة ، الذين يراودهم هاجس الإخوان في منامهم و يقظتهم ، مدعين أن هذه الاحتجاجات تحركها أياد قطرية تركية إخوانية أصولية ، كم أنت محظوظ أيها السيسي ، وجدت من تعلق عليه فشلك الذريع ، وإرهابك و إجرامك ، وطبعا لن أنس رجال الدين سواء الاسلامي أو المسيحي الذين لم نجد منهم إلا النفاق كالعادة طبعا ، كهذا الشيخ الذي وقف للسيسي حينما وصل عائدا من الولايات المتحدة مرددا الآيات التي وردت في سورة الرعد « فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » ، وكأن هذا المجرم السيسي هو ما ينفع الناس ، نفاق و مداهنة ، فصار كعاهرة عجوز ، جاوزت التسعين ، دميمة المنظر ، يعاف الكلب الأجرب أن يري وجهها ، ثم هي مع ذلك لا تري سبيلا لكسب العيش إلا البغاء ، ذكّرني هذا المشهد بعام 1995 ،حينما نجا مبارك من محاولة اغتيال في أديس أبابا ، وكان في انتظار عودته واستقباله جمع من المشايخ والكهنة مثل الشعراوي والغزالي و البابا شنودة ، والكل صار ينافق و يداهن الرئيس المفدّي ، حتي كان من كلام الشعراوي : لقد تبين لنا صدق مراد الله بما جاء من الأحداث ، وإلا فكيف كنا لنفسر قول الله ، ويمكرون ويمكر الله ، وقوله ، إنهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا .
علم مبارك وكل الحكام الطغاة أثر الدين في قلوب الناس ، وكيف يستميلون قلوبهم بهذا الكلام المعسول ، ليصوروا لنا الحاكم و كأنه إرادة الله في الأرض
غاب عن المشهد تماما بابا الإسكندرية ، الذي لم ينصر المصريين ، ولم يقف في صفهم ، مع أن ظلم هذا الطاغية (السيسي ) واضح بين لكل ذي عقل ،
سيدي يا صاحب العمامة السوداء ، لقد كانت الفرصة أمامك لتطهر يديك من الدماء التي تلطخت بها يوم أن وضعت يديك في يدي هذا القاتل المجرم ،
سيدي شيخ الأزهر ،بغض النظر أني إلي هذه اللحظة لا أعرف تحديدا ما هي أهميتك ، و ما هي وظيفتك في الحياة أساسا ، إلا إني اعتبرك صامتا عن الحق ، ولم تقف في صف المظلومين ، أنت خائن لعين يا سيدي
ياسر برهامي، أيها الرجل الضال المضل ، لا أعرف حقيقة أين كان عقلي حينما كنت أحضر ندواتك و محاضراتك ، إلا أن ما أعرفه جيدا ان التاريخ سيذكرك بأنك لم تكن سوي مطية للحاكم يمتطيها وقت اللزوم ، أنت خائن لعين أيضا يا سيدي !!!
السيدات والسادة
لكل بعيد عن المشهد ، لم تتضح له الرؤية بعد ، نحن شعب مصر نتعرض لاحتلال داخلي من أناس هم منا و يتكلمون بألسنتنا ، لا نريد اعجازا ، ولا نريد السفر عبر الزمن ، ولسنا من هواة اكتشاف الفضاء الخارجي ، أحلامنا أبسط من هذا بكثير ،،،،
لا نريد عاصمة إدارية جديدة ولا قديمة حتي ، لا نريد مشاريع وهمية لا طائل من ورائها ، لا نريد أن نعيش في قصور ، فالكل إلي زوال ، و يكفيك من الزاد ما بلغك المحل .
نريد ان نمشي في شوارعنا بكرامة ، لا نقبل إهانة من شرطي او عسكري أو حتي رئيس ، نريد معاملة كريمة في مصالحنا و مؤسساتنا ، نريد للرشوة أن تنتهي ، والفساد أن يزول ، نريد شيئا من التكافؤ في الفرص لكل الناس ، نريد إعلاما حرا محايدا غير موجَه ، و نريد حرية في إبداء الرأي والفكر ، نريد تعليما حقيقيا لأبنائنا ، و رعاية صحية آمنة ،
نريد استصلاحا حقيقيا لتلك الصحراء الشاسعه ، و لكن نريدها لأبناء الشعب الكادح ، لا أن تكون حكرا علي أبناء السلطة ، وجمعية المنتفعين المحيطة بهم ، نريد مدنا جديدة هروبا من هذا التكدس الرهيب الذي أصابنا في الآونة الأخيرة ، لا أنكر ذلك ، ولكن في متناول الجميع ، لا أن يكون متوسط سعر المسكن أربعة ملايين من الجنيهات ، نريد مناخا جاذبا للاستثمار ، لأبناء الوطن حتي علي الاقل ، لا تعقيدات ، ولا اجراءات روتينية ، ولا نظم حكومية بيروقراطية فرّخ عليها الزمان و باض ، نريد فنا راقيا ، و عروضا للأوبرا ، نريد علما و تعليما ، ثقافة و تنويرا لكل الفئات الطبقية ، نريد أشجارا في شوارعنا ، و مساحات من اللون الأخضر ترتاح إليه انظارنا و تطمئن إليه قلوبنا .
نريد تداولا سلميا للحكم ، مثل بقية البشر ، ليس هناك أي داعي للحاكم المصري أن يترك منصبه مسموما أو مقتولا أو مخلوعا ، لماذا لا يمشي هكذا بكل بساطة .
إذا كنا قد قمنا بما يسمي بثورة الثلاثين من يونيو علي الرئيس الشرعي المدني المنتخب من الشعب ، فمن باب أولى و أحري أن نخرج على هذا الفاسد ، علي الأقل كان نظام مرسي شرعيا مستمدا من إرادة حقيقية للشعب ، أما نظام السيسي فلا ظهير شعبي يسانده ، ولا حق قانوني دستوري يدعمه ، الأمر الذي يجعلني اقولها بكل ثقة أننا نعيش في دولة الغاب ، حيث القانون السائد هو البقاء للأقوى ،،،
نريد ثورة ليست سياسية بقدر ما هي أخلاقية فكرية ، نريد ثورة جذرية ، أيها الناس ثوروا علي أنظمتكم ، و ثوروا علي الطغاة المجرمين ، ثوروا علي أفكاركم ، ثوروا علي آلهتكم، ثوروا علي أديانكم ، ثوروا علي عاداتكم و تقاليدكم و أعرافكم ، ثوروا ، و أبدعوا. و تمردوا ، ولا تستمعوا لهذا الشيخ الدجال الذي يخبرنا بطاعة ولي الأمر وغير هذا من الكلام السفيه ، الحياة سنعيشها مرة واحدة، ليس هناك حياة أخري يأخذ فيها المظلوم حقه ، ليس هناك حياة أخري ترد فيها المظالم إلي أهلها ، الحساب هنا ، و الثواب والعقاب هنا
أما بالنسبة لهذا المجرم الطاغية ، أمير المؤمنين ( عبد الفتاح السيسي ) فإن التاريخ يخبرنا بأن الظلم مهما علا صوته و سطع نوره ، و كبر حجمه فإن مصيره إلي زوال ،
إنها السنن الكونية التي لا تقبل المحاباة ولا المجاملة .
أحرق نيرون روما ، بقيت روما ، وتعفن نيرون في مزابل التاريخ ،
الكل إلي زوال ، الظالم والمظلوم ، من يكتب هذه الكلمات ومن يقرؤها ، و سيحكم التاريخ علينا ، من كان منا علي حق
فليسقط أمير المؤمنين ، فليسقط بلا رجعه
تحياتي لكم كثيرا
عمر النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تمنيات
على سالم ( 2019 / 9 / 29 - 04:30 )
بالتأكيد هذه تمنيات صعبه التحقيق فى زمن صعب وهباب , زى اغنيه ام كلثوم ( اهو ده اللى مش ممكن ابدا ) بالتأكيد المجرم السيسى التنبل هو واجهه المشاكل والكوارث والفواجع , المشكله اكثر تعقيدا من هذا السيسى الابله ذو السحنه المنفره , المشكله تكمن اساسا فى الدوله العسكريه العميقه الفاسده الساديه المتجذره فى مصر منذ ان تم تأسيسها بعد ثوره يوليو المشؤومه السوداء على يد عصابه الضباط الاحرار الحراميه الانجاس والمرضى النفسيين , مصر تقع تحت احتلال عسكرى مصرى همجى بربرى مزمن بشع منذ مايقرب من سبعين عام , هذه هى المعضله الصعبه

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah