الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الختان والصهيونية

عمر سلام
(Omar Sallam)

2019 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الأسطورة التوراتية التي كتبها كتبة التوراة ، ان يعقوب وزوجتيه وبنيه قد نصب خيمة ليرعى مواشيه بالقرب من مدينة نابلس ، حيث كانوا عبارة عن بدو رحل يرحلون من مكان الى اخر يطلبون المراعي . بينما كانت نابلس كباقي المدن الفلسطينية في ذلك الزمن مدينة حضارية متكاملة لدرجة ان كاتب التوراة وصف ملكها حمور بانه رئيس الأرض .
كان لملك نابلس ابنا يدعى شكيم .
وكان ليعقوب ابنة تدعى دينة .
احب شكيم ديمة ، ومارس معها الحب ، كما يفعل المحبين .
ثم اسر لابيه بحبه لها ، وانه يريد الزواج منها ، فسر الاب لذلك و ذهب هو وابنه الى يعقوب لطلب يد دينة ، وانهم على استعداد لدفع المهر الذي يطلبونه .
8 وتكلم حمور معهم قائلا: «شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم. اعطوه اياها زوجة 9 وصاهرونا. تعطوننا بناتكم، وتاخذون لكم بناتنا. 10 وتسكنون معنا، وتكون الارض قدامكم. اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها». 11 ثم قال شكيم لابيها ولاخوتها: «دعوني اجد نعمة في اعينكم. فالذي تقولون لي اعطي. 12 كثروا علي جدا مهرا وعطية، فاعطي كما تقولون لي. واعطوني الفتاة زوجة».
هنا مكر أبناء يعقوب وقالوا بانهم لن يزوجوا دينة لرجل اغلف ( غير مختون) .
قال ملك نابلس لابنه ، ان هؤلاء قوم طيبون ، فطالما انك أحببت البنت علينا بالختان فنختتن ونختن كل ذكور المدينة .
وفعلا كلن ذلك ، فختن كل ذكور المدينة ، واصابهم من الوجع ما اصابهم ، واصبح كل الرجال منهكين من الألم .
استغل ابنا يعقوب ذبك الوضع فهجموا على المدينة ، وقتلوا كل رجال المدينة ، وسلبوا ونهبوا كل أملاك المدينة ، واخذوا نساءها واطفالها .
فحسب قول التوراة
25 فحدث في اليوم الثالث اذ كانوا متوجعين ان ابني يعقوب، شمعون ولاوي اخوي دينة، اخذا كل واحد سيفه واتيا على المدينة بامن وقتلا كل ذكر. 26 وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف، واخذا دينة من بيت شكيم وخرجا. 27 ثم اتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة، لانهم نجسوا اختهم. 28 غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل اخذوه. 29 وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل اطفالهم، ونساءهم وكل ما في البيوت.
هنا تنتهي هذه القصة والتي هي موجودة في التوراة التي هي جزء من الكتاب المقدس ، ومذكورة في الاصحاح 34 من سفر التكوين .
لن أتكلم عن شطحات خيال كاتب التوراة في هذه القصة ، ولكنها تصلح مصدر دعوي قوي للافكار الصهيونية الحالية ، وان كاتب هذا الجزء من الكتاب المقدس لا يخجل من ذكر هذه الطريقة الفاشية والسادية والهمجية في التعامل مع قوم احسنوا اليهم وطلبوا التقرب منهم .
وهذه القصة تصلح عبرة لمن يريد ان يتقرب من الصهاينة ، لانهم لن يكونوا سوى مطية ،وينتظر الصهاينة اللحظة المناسبة للانقضاض على من لا يريد ان يخدم مصالحهم .
ربما قديما استعمل كاتبوا التوراة فكرة الختان لاضعاف الطرف الاخر ( بافتراض صدق القصة التوراتية ) الى ان الصهيونية حديثا تستعمل فكرة ختان العقل للطرف الاخر لتحقيق ما تؤيد .
وليس هناك اقوى من قوة التعبئة الدينية للصهيونية فهي التعبئة المقدسة التي سيمارس ممارسة عمياء من يؤمن بها ، وهي التي تؤسس لفكرة الارهاب والانقيد الاعمى لممارسة الارهاب لانه يصبح عندئذ ارهاب مقدس مبارك من السماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال