الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)

داود السلمان

2019 / 9 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


راحت جميع المخلوقات تترصد موعد اللقاء المرتقب، لقاء القمة، بنوع من التخوّف والحذر الشديدين، والبغض منهم أخذ يحلل النتائج المرتقبة تحليلاً فلسفيًا، وبات يضرب أخماسًا بأسداس، وبعضهم تصدى تحليل القضية بنقاش حاد ومن حوله مجموعة كبيرة على شكل حلقات، وكل منهم راح يدلو بدلوه، ويصرح برأيه، يتفقون أحياناً ويختلفون أحيان آخر، وكل ذلك مجرد تحليل لا يستند الى رأي علمي رصين، ونستطيع أن نقول كل ما قالوا به هو رجمًا في الغيب.
الانظار كلها صارت متجهة صوب الموعد المرتقب، ينتظرون بفارغ الصبر، والذي لم يبق عليه الا أيام قصيرة، حتى يثمر اللقاء عن نتائج تنهي ما قيل وما قال وتضع الامور في نصابها المرسوم لها من الاله.
وكان الأكثر تحمسًا - من سواه - الى اللقاء هو رئيس الأبالسة، والمعني الاول بالقضية. فراح يعد الاسئلة التي من المؤمل أن يطرحها على الاله، ليحظى بالأجوبة الشافية، فعدَّ أكثر من خمسين سؤال، ثم رأى أن الخمسين سؤالاً كثيرة، فأختصرها الى خمسة وعشرين، ثم أختصرها أكثر لتصبح عشرة أسئلة أعتبرها – الرئيس - مهمة وواقعية، وأكثر عقلانية في نفس الوقت، ولم يكتبها على ورق بل حفظها عن ظهر قلب.
ومرّت عدة أيام، لكنها كانت أثقل ما مرّت على تلك المخلوقات، منذ لحظة الانفجار العظيم الى تلك الساعة.
وجاء لقاء القمة وكان الرئيس مرتديًا أفضل ما يمتلك من هندام، وهيئ نفسه، فسرح شعره الطويل، وقلم أضفاره، وعطرّ لحيته الكثة بأفخر وأثمن ما يمتلك من عطر، حتى ملأ رذاذ ذلك العطر جميع مسامات الكواكب والنجوم، وكيف لا يفعل ذلك وهو على موعد مقابلة هامة جدًا، مع سيد مبجل كل الكائنات طوع أمره، فلو أراد محوها لمحاها بكلمة واحدة منه، ولو شاء لأستبدلها بطرفة عين بغير هذه الكواكب والنجوم والمجرات، أو لأعاد الكون الى أوله، ذرات غير متماسكة تسبح بالفضاء.
الملائكة المحيطون بالعرش هيئوا الأجواء على أتم وجه، إذ أمروا النجوم لتنير المكان، وأحضروا كاميرات النقل المباشر. وما هي إلا لحظات حتى ظهر رئيس الملائكة المحيطين بالعرش، من على الشاشة، وطالب باسترعاء الانتباه على أنه بعد دقائق سُينقل المؤتمر الأول المهم بين قمتين، وسيثمر اللقاء عن نتائج وحدث له صلة بتغيير واقع لابد منه، حدثاً سيغيّر خارطة الوجود برمتها، حيث سيرفع عباد ويحط بآخرين، وكان ذلك أمرًا مقضيًا.
كان السيد المبجّل جالسًا على كرسي مصنوع من الذهب الخالص، الكرسي موضوع داخل سور العرش، وتحيط بالعرش أفواج من الملائكة، لهم أول وليس لهم آخر، وكلهم طوع أمر السيد المبجل ولا يعصونه طرفة عين، فرفعت الغشاوة وظهر نور خرّت له جميع الملائكة سجداً، وبعد هنيهة رفعت الرؤوس، وبدأ التهليل والتصفيق وراحت الحناجر تطلق الاناشيد، والشعراء تقرأ القصائد العصماء الحماسية، حتى ظهرت يد من خلال النور: أنْ انصتوا!، فأنصتوا، كأن على رؤوسهم الطير. واذا بخطى وصوت دبيب أقدام من خلف العرش، أنه مجيء سيد الابالسة، فالتفت الجميع باتجاه الصوت واذا القادم هو بعينه، ومعه من سرب من الملائكة، من الذين رشحهم لحضور هذا اللقاء.
يتبع... بدء الحوار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة