الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في جذور الكارثة وتفكك الدولة والانفجار البعثستاني (3)

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 10 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يمكن بالمطلق إنكار وجود عوامل جيو-سياسية وخارجية وفروض استراتيجية والتشاكل الإيديولوجي والعقائدي مع مفرزات سايكس بيكو وبالأخص منها الكيان الإسرائيلي، وهنا، واستطراداً، لا يمكن النظر لما تسمى بالقضية المركزية إلا كصراع ديني طائفي يمكن حله بواسطة مرجعيات دينية، كالأزهر والفاتيكان، والحاخامية الدولية، باعتباره محض صراع ديني على "شوية" جدران وحجارة ومصليات وأماكن عبادة، ولا ينفك رموز "الصراع المقاوم" عن تذكيرنا بأن الغاية من كل هذا الخراب والدمار والدم الزكي هو لمجرد تحقيق رغبتهم بالسجود للحجارة هناك، ومن هنا فالأنظمة السياسية، صاحبة الأجندات الوطنية العامة، من المفترض ألا تتدخل في صراعات دينية، وألا يكون لها، أساساً، أية هوية أو توجهات دينية، ومن هنا يبدو هذا النمط من الصراع أو ما يسمونه بـ"القضية المركزية"، التي تغلف مجمل السياسات البعثستانية وتستهلك جهودها ومواردها، كأحط وأحقر أنواع الصراعات ولذا لا قيمة وطنية ولا نضالية ولا أخلاقية له، مع الاعتراف بالأبعاد الكارثية والإنسانية التي أفرزها كالصراع كقضية اللاجئين والمشردين الفلسطينيين والممارسات الجائرة واللا إنسانية لسلطات الكيان الإسرائيلي وإدانة كل انتهاكاتها ضد السكان العزل، وفوق ذلك ارتباطات وتعقيدات إقليمية للأزمة البعثستانية المركبة لكن لا نستطيع بالمقابل تجاهل عوامل داخلية أقوى كان لها الأثر والسبب الأساس في انفجار الداخل البعثستاني ووصوله لمنزلقات خطيرة قد يصعب معها الرجوع به إلى الوراء أي لحالته الطبيعية ولما كان عليه بسالف العصر القريب والأوان.

فكان مثلا لمطاردة الشرفاء والوطنيين والأحرار ومحو الطبقة الوسطى وإلغائها من الوجود وشطبها نهائيا وتهجير التكنوقراط، وانتهاج سياسات التجويع والإفقار والإذلال والحرمان رسميا، والتحالف مع القوى الظلامية والإخوانية والتيارات البعثستانية الرجعية وتنصيبها وتسليطها على رقاب السوريين، وانعدام أي شكل من الشفافية وغياب أي نمط من العدالة الاجتماعية والقضاء الحر النزيه أو توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل فيما بين المواطنين وقمع الحريات العامة ورفع الحثالات والجهلة والأمعات (كهمروجات منظمات العمال والفلاحين الشكلية وصغار الكسبة "البروليتاريا الرثة" والجهلة الأميين غير المؤهلين لإدارة قن دجاج بحجة أنهم مقاومون ومناضلون وممثلون لطبقات كادحة، ورجاء ممنوع الضحك ووصل لمراكز قيادية بالبعثستان شخصيات بالكاد تفك الخط ومكثت وجثمت بالواجهات لعقود)، وممارسة كل أنواع التمييز فيما بين المواطنين على أسس شتى ووفق اعتبارات عدة مخجلة لا يفسح الحيز بذكرها ها هنا، وعدم الاعتراف بأي ة حقوق وامتيازات ونشاط ووجود لقوى المجتمع الحية واعتماد نهج التنكيل والقمع والفاشية والوصائية والتعسف والإقصاء والتهميش والمطاردة الأمنية وحرمان الفقراء من برامج الضمان والرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم والغذاء ورفع الدعم الحكومي المتدرج والخبيث والصامت عن المواد الأساسية أدى لخروج شرائح عريضة عن الصف الوطني وتضعضع الثقة بـ"الدولة" (النظام)، وعجزه عن تأمين أبسط المتطلبات البسيطة للمواطن من وقود وخبز وكهرباء بوجود مصفوفة متماهية ونسق موحد من المسؤولين الذين لا علاقة لهم بكل ما يحصل غير التغطية على الكوارث الاجتماعية بخطاب وردي زاه رومانسي وإلباس حالة الاستعصاء عباءة المقاومة التي تشفع لهم تجويع وقهر وإذلال وإهانة المواطنين والتنكيل بهم ونهبهم جهاراً نهاراً في رابعة الظهيرة، وتفكك المجتمع وبالتالي انهيار سمعة بعثستان دوليا وسحب الاعتراف الرسمي بها من مجموعة كبيرة من دول العالم ما أدى لعزلة خانقة تعيشها رسمياً وشعبياً(لا يستطيع المواطن البعثستاني ومحظور من دخول دول قريبة كلبنان والأردن وزنجبار وجزر القمر)، وفقدان مصداقيتها على مختلف الصعد وهروب الاستثمارات ورؤوس الأموال وانتفاء المشاريع وتعطل وشلل المصانع والأعمال وتوقف التجارة وازدهار الرشوة والمحسوبية والمحاباة والفساد والانحطاط العام وغياب الرادع الأخلاقي وبسبب الفقر الجماعي وانعدام الطمأنينة والأمن الاقتصادي والحياتي حدثت أكبر عملية تهجير وترانسفير وهجرة وهروب متدرج جماعي وفردي بالعصر الحديث ويشكل اللاجؤون البعثستانيون اليوم النسبة الأكبر من اللاجئين والفارين والمهجرين والمهاجرين بالعالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهاجرون البعصيون
ماجدة منصور ( 2019 / 10 / 4 - 03:06 )
يار جل.....هؤلاء المهاجرون البعصيون ما زالوا على حطة ايدك...الله وكيلك0
منهم أختي الصغرى مريومة....فهي ما زالت تهتف هتاف البعصيون رغم تشردها مع أطفالها السبعة حيث أني قد أتيت بها الى مصر أولا....ثم بعد ذلك سهلت لها سفرها الى ألمانيا0
مازالت تردد نشيد البعث الذي حفظته عن ظهر قلب حينما دخلت المدرسة الإبتدائية0
الله وكيلك....الشعب السوري بيخلي شعر الراس أبيض قبل الأوان0
لقد قتل الأخ أخاه....في ظل القيادة الحكيمة للرفيق المناضل أبو حافظ حفظته عشتار من كل ردي0
رايحة أنام.....أنا مدودخة
رايحة أنام....بلكي برتاح من عذابي
تحياتي استاذ

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن