الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمهيد لمذكراتي مع التاريخ - الجزء الثاني - على جدار الثورة السورية رقم- 233

جريس الهامس

2019 / 10 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان صديقي وجاري في القرية ( فارس الخوري ) الذي إفتقدناه شاباً في الخمسين من عمره..كان يعيرني الكتب الأدبية الهامة في طفولتنا من مكتبة جده الخوري ( أندراوس ) الذي كان مع الخوري ( نقولا قوزما ) من أوائل المربين والمعلمين في أول مدرسة إبتدائية تابعة لدير القرية بنيت في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً...
وأذكرعندما بلغت الصف الخامس إبتدائي , كنت ٌقد قرأت بنهم كتب جبران خليل جبران , والمنفلوطي ومجاني الأدب لإبراهيم اليازجي و وقصائد خليل مطران والمتنبي , والمعري ..وقدّم لي جارنا وقريبناالمرحوم( كامل رزق ) ما في مكتبته الصغيرة من كتب قيّمة .....
أنا الآن على بعد آلاف الأميال..وأربعة عقود من التهجير الطويل الطويل تفصلني عن وطني ومسقط رأسي في هذه الغربة الطويلة المريرة...وأنا أكتب عن صيدنايا التي تعيش في صدورنا أنىّ إرتحلنا ؟ ربما يختلط عندي الوهم مع الواقع . .. وأحاول جاهداًالإبتعاد عن الخيال والإلتصاق بالواقع . بعد إستنطاق الذاكرة رأسمالي الثمين التي بقيت صامدة ومبدئية أمينة ...لذلك كتبتُ باٌزميل على الورق . كما كان والدي النحّات والبناّءيحمل لنا الخبز من حدِّ إزميله ...
كتبت الوقائع كما هي . مادام الثابت عندي الإلتزام الحياتي والمبدئي بحياة الوطن الصغير والكبير ..كماعشته منذ فتحت عيوني على الحياة , ودرجت بين ربوعه وأهله ,, وحملت همومه وأمانيه ..منذ أصبحت يافعاً أنهل العلم والتجارب الوطنية من ربوعه .زمن دمشق ومعاهدها ومكتباتها وجامعتها التي كانت كلها مفتوحة أمام جيلنا .والتي نشأت بين ربوعها,,وقضيت بينها وبين صيدنايا ثلثي عمري حتى عام تهجيرنا وحل نقابتنا ..نقابة الحرية. نقابة المحامين بدمشق عام 1980 وملاحقتنا , وإحتلال وسرقة منزلنا,و مكتبتنا بدمشق ..
ورغم كل المحن في مملكة الإستبداد والطائفية العنصرية والخيانة الوطنية الأسدية السافرة...من واجبي أن أعيد تشكيل صيدنايا ودمشق التي شوهها الطاغوت ولّوث تاريخها الناصع ..بل كل قرى ومدن سورية الحبيبة التي عرفتها ...أعيد تشكيلهاحجرا حجراً وزقاقاٌ زقاقاً وآبدةً آبدة مع كل الوطنيين المخلصين الأوفياء . وذكريات حلوة ومرّةمترابطة كعقد لؤلؤأرجواني في جيد .. حسناء ..ملهمة ..بعد أن فشلت كل محاولات هربها من بين أصابعي ..
ولم تبدُلي صيدنايا أو دمشق أو سورية كلها معشوقة دون ملامح أو معشوقة
يمكن أن يغتصبها الطغاة والقراصنة مني ويبحروا بها بعيداً بعيداُ في محيط الجريمة والخيانة لئلا أراها ثانيةً....دون أن يعلموا أن نوارس بحر البلطيق في مدينة غدانسك - التي كانت ملجأنا يوماً ...كانت تحمل لنا رسائلها السريّة من خلف قصور غاصبيها وجيوش بصّاصيهمَ....وما زالت نوارس بحر الشمال اليوم في - لاهاي - تحوم حول منزلنا لتؤدي الرسالة نفسها ..في كل الفصول هازئة بعقول الطغاة القاصرة ,والمحتلين الغاصبين معهم.. الذين جاؤو لحماية الطاغوت وقتل شعبنا وتدمير حضارتنا وكل ما بناه إنساننا الحر ونهب ثروات وطننا ..وجحافل بصّاصيهم المصابة بالرمد المزمن وعمى الألوان المزمن والضمير الميت ..يتبع................
1 / 10 - لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي