الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهديدات أردوغان الأخيرة ولعبة -الروليت الروسي- أو لعبة الموت.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 10 / 3
القضية الكردية


أردوغان لم يقف يوماً عن تهديد المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية -أو حتى لإقليم كردستان- وقد كانت وما زالت تنطلق من الذهنية العنصرية التي أسس لها "كمال أتاتورك" وجماعة "تركيا الفتاة" ضد العنصر الكردي، هو صحيح تغيرت الكثير من سياسات تركيا مع مجيء حزب العدالة والتنمية وفي عدد من الملفات الداخلية والخارجية ولكن بقيت سياساتها بخصوص المسألة الكردية "مخلصة" لسياسات مؤسس الجمهورية التركية الحديثة -ونقصد أتاتورك- وهكذا يمكننا القول؛ بأن الثابت في السياسات التركية بعلمانييهم وإسلامييهم هو معاداة كل مكسب سياسي كردي بحيث يمكننا التأكيد دائماً؛ بأن إذا كان الآخرين من الحكومات والدول الغاصبة لكردستان ضد تغيير الحدود، فإن تركيا هي ضد الوجود وليس فقط الحدود ولو عملنا مراجعة لسياساتها خلال قرن كامل لوجدنا يأنها قامت بتدمير ديموغرافية الكثير من المناطق الكردستانية وذلك قبل تدميرها لعفرين وبالتالي أي مراهنة على تركيا ومن قبل أي فريق سياسي كردستاني يعتبر الرهان على الحصان الخاسر أو بالأحرى تشبه المراهنة على "عشيق الزوجة" بالحفاظ على شرف الرجل وأعتقد هذه كانت المقتل بالنسبة للمجلس الوطني الكردي وذلك حينما وضع نفسه تحت تصرف أسوأ نظام سياسي يمكن أن يعادي القضايا الكردية حيث لم يخسر -ونقصد المجلس- دوره ومكانته السياسية، بل حتى سمعته الوطنية.

لكن ما الجديد في التهديدات الأخيرة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية وهو الذي لم يتوقف يوماً عن التهديد والوعيد، بل مارسه بكل عنجهية في فترة الاستفتاء ضد إقليم كردستان وبكارثة عفرين .. بقناعتي الجديد في هذه التهديدات هو ما أسميته بلعبة الموت أو "الروليت الروسية" والتي تعرف بوضع رصاصة في المسدس من نوع البكرة ليتم تدويرها وكل مرة يطلق شخص تلك الرصاصة على نفسه ويبقى للحظ دوره في الحفاظ على حياة الشخص أو يكون نصيبه الموت دون أن يتحمل الآخر وزر موته، بل ربما هي المواجهة على الطريقة الأمريكية والمعروفة بأفلام الكاوبوي عن الغرب الأمريكي حيث المواجهة المباشرة بالمسدسات، بكل الأحوال تلك هي حالة تركيا أو حزب العدالة والتنمية ورئيسها وخاصةً بعد خروج ما يقارب المليون منها مع الحزبين الجديدين لكل من "أحمد داوود أغلو" و"علي باباجان" والذي جعل حزب الشعب الجمهوري التركي؛ الحزب الذي أسسه أتاتورك يقترب بشعبيته للعدالة والتنمية ولأول مرة بعد فوز الأخير بالسلطة في تركيا، مما يدفع الأخير للجوء إلى هذه اللعبة الخطرة عليه وعلى الآخرين حيث للجوء إليه يعني واحدة من الاحتمالين؛ إما الموت أو الفوز فلا احتمالات أخرى.

ولذلك علينا أخذ التهديدات التركية بخصوص الاجتياح لشرق الفرات بنوع من الجدية حيث يدرك أردوغان بأن دون ضوء أخضر أمريكي له يعني نهايته ونهاية حكم حزب العدالة والتنمية ورغم ذلك قد يلجأ له كونه يدرك تماماً بأن فريقه السياسي قد يخسر في الانتخابات القادمة أي سلطة في البلاد وخاصةً إذا استطاعت قوى المعارضة تشكيل تحالف بين حزب الشعب وأي من الأطراف والقوى السياسية الأخرى وبالتالي ليس مستبعداً من رجل محنك مثل أردوغان أن يقلب الطاولة على الجميع ومثلما يقال؛ "ليكن علي وعلى أعدائي" وبتلك اللعبة قد يعيد بعد شعبيته ويبقى محافظاً على السلطة أو ينتهي به وبتركيا الوقوع في كارثة دول المنطقة من حالة الفوضى والصراعات .. بكل الأحوال مطلوب من الإدارة الذاتية تحقيق أمرين: أولاً- تمتين الصف الداخلي من خلال مشاركة كل القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ومكوناتها المختلفة في إدارة المنطقة. تالياً- التنسيق أكثر مع القوى والأطراف الدولية والإقليمية وأخذ بعض الضمانات ولو باللجوء إلى الحوار مع عدد من الأطراف المتنازعة على الجغرافيا السورية وبالأخص الأمريكان والأوربيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت