الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/2

وديع العبيدي

2019 / 10 / 4
التربية والتعليم والبحث العلمي


وديع العبيدي
الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/2
(5)
أيّها الْمَوجودُ رَغْمَاً* عَنكَ
أيّها الْمَولودُ رَغْمَاً عَنكَ
أيّها الْمَخدوعُ رَغْمَاً عَنكَ
أيّها الْمَنسوبُ رَغْمَاً عَنكَ
أيّها الْمَدْعُوّ بِاسْمِهِ رَغْمَاً عَنهُ
أيّها الْمَقدورُ رَغْمَاً عَنكَ
أيّها الْمَحْظوظُ/ الّلامَحظوظُ
رَغْمَاً عَنكَ
أيّها الْمَقتولُ في حينِهِ رَغْمَاً عَنْهُ
أيّها الْمَلعونُ بِظَرْفِهِ وَقَدَرِهِ رَغْمَاً عَنهُ
هَلْ سَألْتَ وَالِدتَكَ الْوَلّادَةَ
هَلْ سَألْتَ وَالِدَكَ سُؤالاً عَصِيّاً
هَلْ أنْتَ فَخورٌ بِوَالِدِكَ
لِأنّكَ عَاجِزٌ عَنْ وَعِي وُجُودِكَ
هَلْ تُحِبّ وَالِدَتَكَ
لِعَجْزِهَا عَنْ تَبريرِ وِلادَتِكَ
لَا تُشْفِقْ عَلَى وَالِدضتِكَ أوْ وَالِدِكَ
لِأنّ الشّفَقَةَ احْتِقَارٌ
الْمَولودُ لَيْسَ أحْسَنَ مِنْ وَالِدِهِ
وَالتّلميذُ لَيْسَ أفْضَلَ مِنْ مُعَلّمِهِ
لَا تُشْفِقْ عَلى نَفْسِكَ حَتّى الْمَوْتِ
اخْرُجْ مِنْ جِلْدِكَ وَمِنْ قَدَرِكَ
لَا تَكُنْ في مُؤَخّرَةِ القَطيعِ
وَلَكِنْ وَاجِهْ نَفْسَكَ
انْظُرْ في عَينيكَ بِاسْتِقَامَةٍ
انْظُرْ.. انْظُرْ.. انْظُرْ
حَتّى تَخْتَرقَ الْمِرْآةَ
حَتّى تَحْترقَ الْمِرْآةَ
اعْلَمْ انّك لَا تَأخُذُ مَعَكَ شَيْئاً
وَلَا تَتْرُكُ لِلنّاسِ شَيئاً
وَأنّ النّارَ وَالنّورَ
مِنْ أصْلٍ وَاحِدٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* رَغْم/ رُغْم = من (رُغَام)= يعنى (تراب/أدم).
(6)
مِنَ النّورِ جِئْتَ
مَحْضَ نُورٍ
ذَرّةَ نُورٍ زُرِعَتْ في مَادّةٍ
وَالْمَادّةُ فَسَادٌ
زَنَحٌ وَرَائِحَةٌ وَصَدَأٌ
قَيْءٌ وَنَجَاسَةٌ وَقَمَأٌ
تَدُورُ في رَحِمِ أمّكَ
وَهْيَ لَا تَدْري
كُلّ ثَلاثَةِ أشْهُر
تَتّخِذُ أشْكَالاً وَطَبَائَِ شَتّى
وَفي ثَالِثَةِ الأثافي تَكْرَهُ نَفْسَكَ
تَضِيقُ بِرحْمِكَ
تَتَمَرّدُ وَتَخْرُجُ مَلفوفاً بِحَبْلِ إعْدَامِكَ
مَغْسُولاً بِالدّمِ وَالفَسَادِ
الّلونِ الْأحْمَرِ وَاللّوْنِ الْأسْوَدِ
تَبْدو مَيّتا.. مُلْتفّا كَالقُنفُذِ..
خائفاً مِنَ الضّوءِ.. مَرْعُوباً مِنَ الْعَالَمِ
خَرَجْتَ مِنَ رَحِمٍ
تَبْحَثُ عَنْ رَحْمَةٍ
وَعِنْدَما تَكْبُرُ
سَوْفَ تَنْسَى الرّحْمَةَ
وَلِكَيْ تُوَاجِهَ قَدَرَكَ
وَتَتَحَرّرَ مِنْ صَدْمَتِكَ
وَتَتّحِدَ بِالْمَرْغُومِ
تُلْقَي في حُضْنِ وَالِدَتِكَ
تُفْغَمُ حَوَاسُكَ بِرَائِحَتِهَا
يُلْقَمُ فَمُكَ بِحليبِهَا رُغْماً عَنكَ
أكثَرَ مِنْ مَرّةٍ أشَحْتَ بِفَمِكَ عَنهَا
وَمِثلَ فَرْخِ عَنْزَةٍ
امْسَكَتْ يَدٌ كَبيرَةٌ بِرَأسِكَ
وَضَغَطَتْكَ بِوَحْشِيّةٍ
عَلَى ابْرةِ الثّدِي
رَضْعَةٌ وَرَضْعَتَانِ مَغْصُوبَتانِ
وَامْتَلأتْ أحْشاؤكَ بِحَليبٍ زَنَخٍ
رَائِحَةٌ مُثيرَةٌ لِلْغَثَيانِ
أنْتَ تُسَمّيها الآنَ حَليبَ الْحَنَانِ
رَائحَةِ الْحَميميّةِ
ذَلِكَ الْحَليبُ الّذي إنْ لَمْ يَنْبجسْ خَارِجَاً
يَتَخَثّرُ في الصّدْرِ
وَيَتَحَوّلُ إلَى سَرَطانٍ
لِمَاذا تُسَمّى الْأشْيَاءَ السّيّئةَ بِنَقيضِهَا
الْمَوْتَ وِلادَةً
وَالْمَرَضَ حَنَاناً
وَاللّعْنَةَ بَرَكاتٍ
هَلْ أنْتَ مِنْ
أمْ بَيْنَ بَيْنَ
أمْ خَرَجْتَ وَلَنْ تَعُودَ.
(7)
النّهْرُ الصّغيرً أفضَلُ مِنَ النّهْرِ الْكَبيرِ
وَالْبُحَيْرةُ أجْدَى مِنَ الْبَحْرِ الْوَاسِعِ
الْمَاءُ الْكَثيرُ يَقْتلُ الزّرْعَ
وَالْخيْرُ الْقَليلُ يُعَلّمُ الْحِكْمةَ
كِثْرَةُ الْغِذاءِ تُورِثُ الأسْقامَ
وَالْخَيْرُ الْكَثيرُ دَالّةُ الْفَسَادِ
الجّوعُ الْعَارمُ يُعَلّمُ الجّريمَةَ
وَالْقِرْشُ الْمَعْدُومُ يَنْزَعُ الْأخْلاقَ
لَا تَرْكُضْ مَعَ الجّيَاعِ
وَلَا تُشاكِلِ الْأغْنِياءَ
فَلَا ثرْوةٌ بِلا جُوعٍ
وَلَا سَعادةٌ بِلا ألَمٍ
وَلَا سَادةٌ بِلا عَبيدٍ
كُلّ هَاتِهِ تُرَهَاتٌ وَأكاذيبٌ
لَا كَذِبٌ مِنْ غَيرِ مَخْدُوعٍ
وَلَا نَصْبٌ مِنْ غَيرِ مَنْصُوبٍ
وَالْإثنانِ في الحُفْرَةِ
الْغَبَاءُ مَطِيّةُ الْظّلْمِ
وَالظّلْمُ مِفتاحُ الْإسْتِبدادِ
الضّعيفُ مَادّةُ السّلوقيّ
وَالْطَيّبُ ضَحَيّةُ الْوَقِحِ
عَالَمٌ بِلا أخْلَاقٍ
وَحَيَاةٌ بِلا قِيَمٍ
وَعَقائِدُ نِفاقٍ وَافْتِرَاءٍ
الْكُلّ يَكذِبُ وَيَنْصُبُ
مِنْ اجْلِ الْمَالِ
وَالسّلْطَةِ وَالجّاهِ الْمُزَيّفِ
الْحَيَاةُ غَابَةٌ
تَشَابَكَتْ أغْصَانُهَا
أنْتَ هُوَ الْعَدُوّ وَالضّحِيّةُ
أنتَ عَدُوُّ نَفْسِكَ
أنتَ ضَحِيَّةُ نَفْسِكَ
وَحْدَكَ أمَامَ المَآفيا الْمُتّحِدَةُ
لَا تُصَدِّقْ أحَدَاً
وَلَا تَتّبِعْ أحَدَاً
وَأقرَبُ النّاسِ إلَيكَ
أخوكَ وَزَوْجَتُكَ
يُقَايضُونَكَ بِدُرَيْهِمَاتٍ
لَا تَضْعُفْ وَلَا تُسَاوِمْ
إذَا ضَعُفْتَ مَرّةً
فَسَوْفَ تَضيعُ إلى الْأبَدِ
اصْعَدْ عَلى جَبَلٍ عَالٍ
في بَرِيَّةٍ بَعيدَةِ جِدّاً
لَا تَلْتَفِتْ إلَى الْخَلْفِ
اجْعَلْ الْمَجْهولَ قِبْلَتكَ
الْمَجْهولُ الّذي وَرَاءَ الّمَادّةِ
وَالْوُجُودِ
وَاتْرُكِ الأبَالِسَةَ يَفْتَرِسُونَ بَعْضَهُمْ
مَنْ يَعْرِفِ الْحِكْمَةَ يُطَبّقُهَا
مَنْ لَدَيهِ عَقلٌ يَقودُهُ
وَمَنْ يَطْمَعْ في الّتفَاهَاتِ
اترُكْهُ يَمُوتُ فيها اخْتِناقاً
وَمَنْ يَترَدّدْ أوْ يَخَفْ
يُؤخَذْ بِجَريرَتِهِ.
خَلّصْ نَفْسَكَ
وَاتْرُكْ أبْنَاءَ الْعَالَمِ
يَتّبِعُونَ رَئيسَ الْعَالَمِ
الْعَالَمُ مَمْلَكةُ إبْليس
يُفْسِدُ فيها وَيَسْفِكُ الدّمَاءَ
وَمَا لَمْ يُنقِذْ أمْسِ
فَلَنْ يُنْقِذْهُ الْغَدُ.
(8)
الرّبّ خَلَقَ الْفَرْدَ
وَابْليسُ صَنَعَ الْقَطيعَ
الرّبّ خَلَقَ الْعَقْلَ
وَابْليسُ أوْرَثَهْمُ الْغَريزَةَ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة