الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنسان في العراق حطام و حرية و تيه

عامر الأمير

2006 / 5 / 19
المجتمع المدني


بعد غيبة طويلة أمتدت 12 سنة عن العراق .. عدت الى أرض الوطن .. صدمتني حالة الخراب و الفوضى التي لا مثيل لها سوى في أفغانستان أو الصومال !!!
المدن تعبت من الحروب و الحصارات و التفجيرات !!! مدن خربة و بيوتات هي أقرب الى الزرائب منها الى المساكن ... القمامة تنتشر في كل مكان ...
فوضى عارمة !!! في كل شيء !!!
لكن ... هنالك هامش من الحرية هي أقرب الى الفوضى .. أو هكذا فهمها العراقيون ... لا أدري !!!
ما يهمني هو : الأنسان قبل المكان !!!
وجدت الأنسان العراقي تائها محطما ينتظر غدا أفضل !!! بصبر كبير ... ينظر الى المستقبل بأمل قد يأتي أو لا يأتي ...
قلت أنها : سنة التغيير و لابد من دفع الثمن !!!
لكن : الثمن كان باهضا جدا مع الأسف الشديد !!!
المشكلة في العراق معقدة جدا و متشعبة : منها أن الشعب العراقي يتكون من أعراق و أطياف و أديان و مذاهب و ملل و نحل متعددة .. و كل من هذه الأطياف لها مصالح متضاربة تتخذ من الوطنية شعارا لها ... و منها ان العراقيين لم يعرفوامن قبل( الحرية ) الغريب عليهم .. ولم يتعلموا أو يستوعبوا بعد معنى الحرية فهم يتصرفون معها و كأنها تعني الفوضى أو أمر أقرب الى الفوضى ... ونحن نعلم ان الحرية مسؤولية كبيرة و ليست فوضى عارمة ... و منها طبيعة الشعب العراقي الذي وصفه عالم الأجتماع العراقي الكبير د . علي الوردي بأنه مجتمع متناشز أي يعيش حالة التناقض بين مبدأي البداوة و الحضارة .. ( لمزيد من المعلومات أرجو مطالعة كتاب طبيعة المجتمع العراقي للدكتور الوردي) ... و منها أيضا الأرهاب الأسلامي السلفبعثي الوهابي -الصدامي المتحد فكرا و عقيدة و سلوكا دمويا اجراميا ... فهؤلاء قوم مجرمون محترفون لايحترمون الحياة الأنسانية .. و لا يفهمون من دينهم و دنياهم سوى قتل البشر و نشر الخراب و الدمار وليس هنالك حد ما لجرائمهم : يذبحون الأطفال و يغتصبون النساء ثم يقتلوهن .. ويفجرون أنفسهم أو مفخخاتهم بين الأبرياء دون أي شعور بالرحمة أو الرأفة أو الذنب أطلاقا... و منها أيضا ان العراق هو ساحة الحرب الرئيسية على الأرهاب كما هو معروف ... فتجد الجماعات المتصارعة من أميركان و قاعديين و زرقاويين و بعثيين و صداميين و صدريين و أيرانيين في حالة حرب مصيرية ستغير نتيجتها معالم المنطقة و ربما العالم أيضا ... و منها ايضا حالة الخراب الشامل التي خلفتها الحروب الثلاث الكبرى في العراق و الحصارات و الحرب الرابعة التي تدور رحاها حاليا على أرض الرافدين ... و منها سيطرة التيارات الدينية شيعية كانت ام سنية على عقول الناس تسيرهم كالبهائم ... فالعمائم تقود قطيع البهائم الى حيثما تريد و ترغب !!! العلمانيون و الليبراليون مغيبون في الشارع العراقي و نسبتهم ليست بالقليلة لكنهم يخشون على أنفسهم و عوائلهم من القتل و التصفية ان هم تجرأوا و صرحوا بأفكارهم علنا ... العلمانية كافرة كما يزعم مشايخ الأسلام و أتباعهم من قطيع البهائم .. لكنني متأكد انها ستنتصر في نهاية المطاف بعد ان تكتوي الناس بنار الأسلام السياسي ... هنالك في العراق تحسن كبير في مستوى المعيشة و دخل الفرد ... و قد لا أبالغ اذا قلت ان العراقيين أصبحوا من الأغنياء الى حد ما ... مثال : محل خرب لا ديكور له و لاهم يحزنون يمتلكه قريب لي يبيع الملابس في ناحية من نواحي العراق دخله الشهري 3000 دولار ... زميلي مهندس معماري يعمل في المقاولات يمتلك ما لايقل عن 5 ملايين دولار و قد استدعى اخويه من أميركا ليعملوا معه بمرتب 2000 دولار شهريا و هو نفس اجرهم في اميركا مع فارق سهولة و رخص المعيشة في العراق ... فيلا في السماوة وصل سعرها الى مليون دولار و لا يريد صاحبها ان يبيع ... العقارات تضاعفت اسعارها بشكل جنوني ... العراقيون يستخدمون احدث الموبايلات على الطريقة الاماراتية ... و لهم مسميات لها : ابو الدمعة - شيخ زايد - اياد علاوي - دبدوب ... الخ ....
كما قلت بداية : العراق يعيش في حالة من الفوضى العارمة ... و العراقي ينتظر و لا يمل من الأنتظار .... فهل مصير العراقي دائما : الأنتظار ؟؟؟ .... لا أدري !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما


.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش


.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر




.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..