الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوكب الدموي وليس المائي ( مذبحة ماسبيرو )

شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )

2019 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قتل حوالي ألفي مسلم في هجوم ضد المسلمين قادة المتطرفين الهندوس في لاوية ( جوجرات ) بالهند في فبراير ومارس 2002 . واستمرت أعمال العنف الوحشية ثلاثة أيام متواصلة واستمرت عدة أسابيع متفرقة . وفي خضم هذه الثورة هاجم العامة وسلبوا وحرقوا العديد من منازل المسلمين وأماكن عبادتهم . وأصبح الآلاف بلا مأوي وأضطر عشرات الآلاف للهرب من الغوغاء . يبدو أن هذا العنف كان نتيجة رد فعل منظم لحريق قطار ادعي البعض أن المسلمين هم من أضرموه لكن لم يتم الفصل في الأمر بوضوح وتمت عرقلة الجهود الحكومية لوقف العنف بسبب القادة المنحازين للمتطرفين الهندوس . وأقر عدة شهود بأن ضباط الشرطة المحلية ألقوا بالناس في طريق الجموع الثائرة بدلا من تأمينهم .وقدمت بلاغات ضد محافظ ( جوجرات ) تتهمه بإعطاء أوامر للشرطة بعدم منع هجمات الهندوس علي المسلمين .هناك هجوم عنيف علي الأقليات الدينية وسيطرة حكومية صارمة علي المعتقدات في بعض المجتمعات أكثر مما تظن . ويظهر الاضطهاد الديني في أشكال مختلفة ويعقبه ممارسات مثل التمييز المنظم والجماعي والسجن ، والعنف المادي والنفسي والقتل ففي ديسمبر 2011 . هاجم موظفون حكوميون مسجداً بالقرب من " دوشانب – طاجكستان " أثناء صلاة الجمعة وتم توقيع غرامات علي أثنين من المصليين واحتجاز تسعة آخرين لمدة عشرة أيام دون محاكمة .وفي يوم الجمعة العظيمة عام 2011 . ) Ed Brown ,Kristin Storaker, Lisa Winther ,2015,P15) وأوضح ( معتز سيد عبدالله ) أنه ينتشر التعصب الديني في بعض البلدان العربية التي يسكنها المسلمون والمسيحيون مثل مصر ، حيث يتبدي ذلك في صورة بعض أشكال التعصب المهمة في الوقت الحاضر.(معتز سيد عبد الله ، 1989، ص 16 -17 ) وبالنسبة لوطني مصر فهناك العديد من الهجمات علي الكنائس التي قتل فيها الكثيرين من المسيحيين منها أحداث الخانكة 1972 ، الزاوية الحمراء 1981 ، الكشح 1999 ، الاسكندرية 2006 ، العمرانية 2010 ، القديسين 2011 ، اطفيح 2011 ، مذبحة ماسبيرو 2011 ، البطرسية 2016 ، كنيسة ماري جرجس طنطا 2017 ، مسطرد 2018 وغيرها من الأحداث .
وهناك بعض الدول التي تحاول جاهدة في التعامل مع تلك المشكلة من خلال وضع قائمة بالأديان المعروفة بالدولة ووضع المعايير الخاصة بتلك الأديان لمعرفتها. إلا أن تلك الطريقة تسبب الكثير من المشكلات والصعوبات التي تواجه الاديان الجديدة على الدولة فيما يتعلق بتحديد هويتها. (Paul Weller,2010 ,pp7-8)
• السؤال هنا لماذا تحاول الدول حل هذه الظاهرة ظاهرة انتشار التعصب التي تقود نحو الارهاب ؟
- باختصار لأن تلك الدول تبحث عن السلام والتنمية وأما الدول التي لا تخلق حلا لظاهرة التعصب ستمزقها النزاعات .
لأنه تسود معظم المجتمعات الانسانية حالة من التنوع في تركيبتها العرقية ، فهناك اختلافات ليس بين المجتمعات المختلفة فحسب بل هناك تنوعات داخل المجتمع الواحد علي أسس قومية أو دينية – مذهبية أو سلالية ، مما كان ولا يزال يضع تلك المجتمعات علي محك الاختبار لبيان مدي قدرتها علي التعاطي الايجابي مع ظاهرة التنوع والاختلاف .وتشير التجارب البشرية ، بشكل عام ، إلي وجود نمطين من التفاعل والعلاقة بين المكونات العرقية المختلفة للمجتمعات : النمط الاول هو ذلك الشكل من التفاعل السلبي المتمثل بسيادة التعصب ، والذي تجسدت مظاهره في عمليات الصراع والصدام والحروب التي دارت بين الشعوب ، أو بين أتباع الديانات المختلفة ، أو حتي بين المنتمين إلي مذاهب مختلفة في دين واحد. فالصراعات هذه كبدت تلك المجتمعات خساثر فادحة ، فهناك ملايين من التخلف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، وباختصار فانها أخفقت في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل . أما النمط الثاني من التفاعل فكان أيجابيا وقائما علي أساس التسامح والتعايش بين المختلفين فكريا وعرقيا . فلم يجلب التعايش السلمي لهذه المجتمعات سوي التقدم والرخاء ونشر لقيم احترام التنوع وحماية حقوق الانسان فيها . وأوضح مثال علي هذه التجارب هو ( الاتحاد الاوروبي ) الذي صار مظلة تجمع تحتها العديد من القوميات الاوروبية وشكل لها تنظيما سياسيا وتكتلا اقتصاديا ضخما أسهم في تحقيق مكاسب جسيمة لتلك المجتمعات .(هيوا حاجي ديلوبي ، 2008 ، ص 7- 8 ) وهذا ما أوضحه أيضا( معتز سيد عبدالله ) وإذا وصل التعصب إلي درجة معينة من الحدة يصبح عاملاً من عوامل تقويض وحدة المجتمع ، وينم عن إضطراب في ميزان الصحة النفسية الاجتماعية مما يفسد المجتمع ويهدد كيانه . (معتز سيد عبد الله ، 1989 ،ص 13 ) ولكن إذا سادت اتجاهات التسامح Tolerance والمودة والتعاون ( التعصب الإيجابي ) بين أعضاء الجماعات في مجتمعات معينة ، من دون تمييز ولا تفضيل ، فسنجد أن الاستقرار النفسي الاجتماعي هو السمة المميزة لهذه المجتمعات مما ينعكس في نهاية الأمر علي الصحة النفسية لأبنائها ، ويتيح فرصاً أكبر للتقدم والازدهار . علي أن المسألة ليست دائما بهذه السهولة ، إذ تؤدي متغيرات عديدة دورها في نشأة أشكال مختلفة من التحيز Biases والكراهية والعداوة . (معتز سيد عبد الله ، 1989، ص 13 )
• بعد عرض بعض الاحداث الارهابية في أكثر من دولة ، وبعد عرض نتائج عملية اهتمت بذلك ماذا أٌريد ؟
1- دراسات نفسية وأبحاث علمية لظاهرة التعصب .
2- برامج علاجية وقائية .
3- القصاص حتى الآن لم يعاقب احدا علي هذه الجرائم .
4- اريد المشاركة في بحث علمي عن ظاهرة التعصب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحلة ما بعد الجنون
هاني شاكر ( 2019 / 10 / 6 - 21:27 )

مرحلة ما بعد الجنون
______

شكرا علي المقال و التحليل و تقديم المقترحات

لكننا في مصر تجاوزنا كل العتبات ) we have crossed all thresholds ( ،

و دخلنا في مرحلة ما بعد الجنون

دليلي علي ذللك ؟ لا توجد في مصر الان أية جهة يمكن التوجه اليها بتقديم أي افكار او مقترحات ، نروح فين يعني ؟ رئاسة السيسي المهلهل ، ام برلمان علي عبد العال المتيم بهتلر؟ صحافة الندامة ام تليفزيون احمد موسي و عمر أديب

ام نذهب الي خلاصة عقل مصر وهم إما في القبور الان او المعتقلات او المنفي؟

حتي الكنيسة المصرية اليوم لم تعد الصرح الهادئ الشامخ ، اوتوبيسات ام سندوتشات؟

هذا ليس كلامي بل هو ما تعلنه علي الملأ صفحات النيويورك تايمز و الواشنطون بوست ، و الكثير الكثير من تعليقات التويتر و فيديوهات اليو تيوب

و اهم من كل هذا غضب 60 مليون فقير معظمهم في سن الشباب

ما كان معقولا او ممكنا منذ 6 سنوات او حتي 6 أسابيع لم يعد متاحًا او ممكنا بعد ان غلب الجنون دولة صمدت آلاف السنين

....

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية