الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمهيد لمذكراتي مع التاريخ - الثالث والأخير-على جدار الثورة رقم - 234

جريس الهامس

2019 / 10 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


والآن بعدكل هذه السنين العجاف من حكم الطاغوت العسكري النازي الطائفي والعنصري وماعاناه شعبنا البطل الصبورعلى الضيم والظلم والجوع والقهر والحرمان أكثر من طيور القطب ....
وبعد أن أصبح وطني حقيبة سفر أحملها أنى ّ إرتحلت ..أوحنيناً وأملاً وحلماً أضمه بين ضلوعي خشيةخطفه من لصوص السلطان المنتشرين كالوباء في كل مكان في الليل والنهار كل هذه السنين العجاف ... العجماء أو البكماء التي ترفض النطق بالعربية وبحضارة الإنسان والحرية في مشرقنا المنكوب ..
بعد كل هذه السنين , وأنا أحاول أن أشكل دمشق الحبيبة ومعها صيدنايا من جديد ..أحاول أن أجعلها تتنفس هواءً آخر .. هواءًنقياً صحياً كهواء جبالنا السمراء.. الغير ملوثة بهواء الإستبداد والفساد والطائفية العنصرية القذرة .أحاول إبعاد رئتيها عن هباب دخان قطارسلطة المماليك الهرم . ووريثه الأكثر وحشية من الأحتلال التركي الذي لوث وطننا وأباد الزرع والضرع خلال أربعة قرون من الإحتلال الأسود...حاولت حمايتها من دكاكين أحزاب المعارضة الكسيحة والمشخصنة ,,الإنتهازية والممزقة, والملغومة مع الأسف ..
حاولت طويلاً ومازلت حتى النفس الأخير .أن تكتسب دمشق وسورية كلها رئة أخرى سليمة ملتصقة ومرتبطة بشرايين الطبقات الكادحة المسحوقة وسائر القوى الوطنية الديمقراطية التي تمثل الأكثرية العظمى من شعبنا المستعبَد ..وصاحبة المصلحة الحياتية في الثورة والتغييرالديمقراطي,, والتحرروالعمل الجاد المخلص للإنتاج الوطني ..وبناء الجمهورية العربية السورية الثانية.وفق مبادئ " العقد الإجتماعي - و فصل السلطات - وفصل الدين عن الدولة _ والإحتكام لصندوق الإقتراع الحر والنزيه في بناء الدولة والمواطنة المتساوية دون أي تمييز- وإستقلال القضاء - وحماية المجتمع المدني , والحريات العامة وكل مؤسساتها الديمقراطية ..دون أي تمييز عنصري أو عرقي أو ديني أو فكري ضمن دستور جمهوري علماني ديمقراطي حديث ...تضعه سلطة تشريعية سورية منتخبة من الشعب السوري وليس من المحتلين المعتدين الغاصبين .
حاولت بكل ما تبقى لجيلنا الوطني الثوري من صداقات قليلة مخلصة من جيلنا الوطني المجّرب القديم الذي أعطى كل عمره لعزة الوطن وإستقلاله وتقدمه ..التحذير من تجار الدين والمثقفين البورجوازيين الذين تصدروا المعارضة الإصلاحية الترقيعية... لنظام نازي ديكتاتوري طائفي متغوِّل ومتكالب على السلطة بأنياابه ومخالبه وجيش مخابراته .. بوحشية تجاوزت غرائز الحيوان..لكن دون جدوى . بعد أن حوّل النظام الطائفي رئة الوطن السليمة ..إلى رئة متدرنة مريضة منهكة بالقمع والإرهاب والرعب والشعارات الكاذبة والفسادوالنفاق والتضليل وخيانة عاظ السلاطين...
ودعونا في كل كتاباتنا وحضورنا لفتح كل المنافذ المسدودة منذ أربعين عاماً ونيف تحت كابوس القمع والإرهاب والقوانين والمحاكم الفاشية الإستثنائية ...
لتصدح موسيقا الأناشيد الوطنية بطعمها الثوري الجديد القديم .. ولتصدح ألحان العتابا والميجانا ..والزجل الشعبي وكل أغاني شعبنامع رقصات الشباب والصبايامع الثوار الأحرار قبل الثورة بسنوات مع كل تراث المجتمع السوري المدني الحضاري ....
بقيت صيدنايا التي تعلمت منها الدرس الأول, ودمشقالتي باركت حبي الأول أيقونة ..
بقيت كل مدينة وقرية في سورية الحبيبة التي نشأت وناضلتُ بين أهلها وفي ربوعها وتعلمتُ من شعبها دروس المحبة والفداء والتمرد على الظلم والطغيان والخطأ ...مع العطاء والمحبة والغيرية .. وقول لا قبل نعم. .تلك الدروس الثوريةالتي تعلمها كل مناضل حقيقي من جيلنا بقي ملتصقاً بأرضه وشعبه ....بقي كل هذاأمانةفي عنقي ومسوراً في معصمي أصونهاوأحفظها منذ عقود.. أزرعها وأبثها بوجل ,وألم هنا وهناك في كل كتاباتي وكتبي ..علّي أحقق طرد صمت الموت والتخلف السائد في ربوع وطني المغتصَب وأحطم قيود الإستسلام المزمنة ... لعلي أراها تنبت معافاة سليمة.. في مذكراتي مع التاريخ -
- كتبت في لاهاي - أيار - 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي