الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن أسرى موتى التاريخ !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 10 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قوم عاشوا قبل مئات مئات السنين ، نزل عليهم دينا على مقاس عقولهم وثقافتهم البدوية البدائية البسيطة ، واخذوه منهجا لغزو الدنيا وتغيير انفسهم والعالم وقد نجحوا في ذلك ايما نجاح حتى وصلوا الينا واسقطوا دولنا والغوا ثقافة اجدادنا ، وفرضوا قيمهم الجديدة بالقوة وبحد السيف وانتهى الامر لهم ولدولتهم الجديدة ، ثم إنتقل الينا هذا الدين بالعدوى أب عن جد . ثم تتابعت الاحداث ومرت السنين والقرون وتغيرت العقول وكبرت ، وغزت الدنيا نظريات ونظريات وافكار وفلسفات وذابت حضارات واستخلفتها اخرى ، وتارجح هذا الدين بين الايمان والتكذيب وما بينهما ، وتغير شكل العالم الى الاجمل والارقى والاسهل ، من البعير الى البي ام ومن الخيمة الى الفلل والقصور ومن بغل البراق الى الاير باص ومن القصعة الى الكافيار ومن بول البعير الى احدث المضادات الحيوية وغيرها لاتعد ولاتحصى … .
واخيراً دخلنا عصرا جديدا حديثا مستندا الى العلم والعقل كعقائد واقعية للحياة ، و ودَّعنا به مرحلة البداوة وما افرزته من عقائد وقيم متحجرة لا تقبل الموائمة مع مستجدات الحياة الجديدة فأعتبروها حسب القياس الجديد لعقول البشر متخلفة وضررها اكثر من نفعها ! ولكننا لانزال بجهلتنا وبالكثير من متعلمينا وحتى مثقفينا متمسكين بعناد طفولي بهذا الارث الذي مات ابطاله منذ قرون … العتب على من يعيش في القرن الواحد والعشرون ولايزال رأسه وما بداخله متطابق كوبي مع ما كان عليه اولائك القوم وكأن الزمن ثابت عند نقطة الشروع لايتحرك ، وكأن التغيير والتقدم الى امام ليس من سنن الحياة ولا قوانينها !! كما قال احد شيوخ هذا الزمان : ( كيف فهموا نفهم وكيف طبقوا نطبق ) اي كيف فهم السلف الدين وحدوده وعقده والحياة ونمطها البدوي المتخلف ، وكيف جسدوا هذا الفهم على ارض الواقع بالذبح والتقطيع والتسميل الى اخر القائمة ، نحن على خطاهم نلتزم بما فهموه وما طبقوه لانحيد قيد انملة . يريد هذا المتخلف ان تبقى الناس ثابتة عند هذا الفهم ، لاغيا كل ما جاءت به البشرية من انجازات مادية ومعرفية عظيمة ! ماذا يمكن ان يقال مع هذا النوع من البشر ، وما اكثرهم !
هل يعقل ان فينا اناس لايصدقون بديهة حركة الارض ؟ بل يؤمنون بانها مستوية ، ثابتة وان الشمس هي من تدور حولها وان عدم الايمان بما يؤمنون به هذا هو كفر صريح بعالم الغيب وبالنتيجة فهو كفر بالدين ، ولا ادري متى او كم من القرون نحتاج بعد ، حتى نقنع انصاف العقول هذه بحقائق تجاوزها تلميذ المرحلة الابتدائية ! ولايؤمنون ايضا بصعود الانسان الى القمر وبأن هذا عندهم محظ كذب وبإن الامريكان والروس يصورون مناظر القمر والنزول عليه في استوديوهاتهم في هوليوود او غيرها ، لكنهم يصدقون بمعجزة النبي في انشقاق القمر ويقدمون اثبات على ذلك بان البعض رأوا القمر انشق في الصين ! ويصدقون بل يؤمنون بالسحر والجن والعفاريت وغيرها من الغيبيات السخيفة .
اما الاقمار الاصطناعية ماهي الا وسائل اخترعها الغرب الكافر للتجسس على المسلمين وجيوشهم وعلى معادنهم تحت الارض وخاصة النفط منها ليستولوا عليها ، ولا كأننا كنا نبول على هذه المعادن عندما كانت تحت الارض ولم ندري بوجودها حتى جاء الكفار واخرجوها لنا ثروة هائلة لم نحسن استخدامها ! … ولا كأننا نشتري سلاح جيوشنا وعتادها منهم فما الداعي ان يكلفوا انفسهم ويتجسسوا على شئ هم ادرى به وبكل تفاصيله ! ولكن المأساة مأساة عقول ورؤوس مصرة على ان تبقى تحمل عقول بدو وعلى قياس الرعيل الاول !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض