الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعب الكبار

الهيموت عبدالسلام

2019 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


البنكيون الكبار و الدولة ورجال الإعلام ، كلهم في علاقة صداقة وثيقة أبدية ، لأنه لو سقط طرف من هذه الأطراف يسقط النظام بكامله ، لذلك لا يُسمح لشيئ كيفما كان أن يخرب هذه الصداقة حتى وإن تغير رجال الدولة وتغير رجال الإعلام، والدولة التي لا تسيطر على الإعلام يُسقطها الإعلام.

لا تظن أن الإعلاميين أصدقاء النظام تُؤنبهم ضمائرهم ، لا إطلاقا ، هم يعتبرون أنفسهم وطنيين جدا أكثر من أي شخص في الدولة ،لأن ولاءهم للدولة وللحكومة ، وهم يعرفون أنهم أهم ذراع من أدرع الدولة إن لم يكونوا أهم ذراع على الإطلاق.
لا يسمح بعرض أي خبر أو جملة لا تعجب الحكومة ،ولو أُفلت خبر أو جملة أو تعبير ينتقد الحكومة أو يسفه أعمالها فإن هذا الصحافي يتم طرده فورا من القناة بأمر من صاحب القناة ، يطرد فورا لأن صاحب القناة صديق للحكومة.
البنكيون في القمة ثم الدولة ثم الإعلاميون ، لايُسمح بترتيب غير هذا ، لأن الدولة التي تحاول أن تسيطر على البنوك لتكون هي في القمة يُسقطها البنكيون ،والدولة التي تهمل السيطرة على الإعلام وتعطيه الكثير من الحرية يُسقطها الإعلام ،هذا النظام العتيد هو نظام عالمي الآن ، هؤلاء الكبار الثلاثة : البنكيون ورجال الدولة والإعلاميون هم أوغاد وأصدقاء ،ولو صلُح واحد منهم أكله الآخرون.

حين ترى بعض القنوات تجري مقابلات مع الشعب لتسألهم عن شيئ معين ، اعلم أن هناك شيئا خطيرا حصل في الدولة ،اعلم أن هذه المقابلات مفبركة ترسلها الحكومة للقنوات ، هذه المقابلات سواء تمحورت حول الاقتصاد أو النظام السياسي أو حتى على أسعار البصل تفبركها الحكومة وترسلها للقنوات وبالطبع تدفع الحكومة للقنوات أموالا طائلة لعرض هذه التقارير.
أي متحدث يظهر على هذه القنوات ...تحت أي اسم كان ، خبير في كذا ، محلل لكذا ، استشاري في كذا ، كل هؤلاء لا يقولون إلا الآراء التي تتماشى مع توجه الحكومة ،هم يقولون ما تريد أن تٌقنعك به الحكومة ،
بل وهناك شركات عالمية مثل شركة " مورسون باستلر" وهي شركة تصنع كوارث عالمية وكبيرة ولها فروع في 35 دولة ، وشركة "كريسيس كاست" لو دخلت موقعهم ستجد لديهم فريقا كاملا من الممثلين والصحافيين والاستشاريين والمنتجين حيث يُصممون لك كارثة ويقنعونك بأنها حقيقية ،وهي فقط شركة من مئات الشركات المختصة في تغيير آراء الناس وتوجيه سلوكهم بما يخدم سياسات الحكومات على الصعيد العالمي.
هناك تكتيك إعلامي يستخدمونه كثيرا ... أحيانا تجدهم يعبرون لك بعبارات عائمة أثناء حكايتهم لخبر ما، تعبيرات مثل "بعض الناس يقولون كذا"، "قال أحدهم كدا" ، "قال مصدر مقرب أو مطلع كذا" ، حينما يحيلونك إلى شيء مجهول اعلم أنهم يقولون رأي الحكومة التي تدفع لهم بكل سخاء.

ما المشكلة إذن ؟ المشكلة أن الحكومة تستعين بمثل هذه الشركات في عمل كوارث معينة وتصويرها ، ويغطيها الإعلام تغطية بروباجاندا كبيرة، وذلك لأجل إقناع الشعب بشيء ما أو ذريعة لإصدار قانون ما أو لاتهام أشخاص تكرههم الحكومة أو فقط لتلهي الناس على طريقة "انظر العصفورة"...

مثلا حَدثُ إسقاط تمثال صدام في العراق كان مدبرا، ومن أسقطه هو فريق تابع للمارينزالأمريكي ، فريق العمليات النفسية هو اسمه الحقيقي ، كل هؤلاء كانوا ممثلين وكل هذا كان مزيفا ، الجندي الذي تسلق ليضع العلم الأمريكي على وجه التمثال ، ضرب التمثال بالفأس ، شد التمثال بالحبال ، الناس التي تتقافز على وجه التمثال بعدما سقط ، كل هذا كان مدبرا لتصدير صورة نفسية إلى العالم مفادها أن العراقيين يريدون لأمريكا أن تحررهم وأنهم فرحون جدا ،

بالطبع ليس معنى هذا أن تظن أن كل الأحداث الدموية التي ربما تسمع عنها هي أحداث مفبركة ، لا طبعا ، استخدم عقلك في كل الحوادث واقرأ للباحثين النابهين الذين شُغلهم الشاغل هو فضح هذه الألاعيب حتى لاتنطلي عليك ما تنتجه يوميا البروباباكاندا لتوجيه الرأي العام .


* من أرض السافلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يلتقي بايدن في البيت الأبيض ويؤكد أن عملية انتقال السل


.. فرنسا: الادعاء يطلب حبس مارين لوبن وحرمانها من المناصب العام




.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا للفلسطينيين وسط قطا


.. معروف بدعمه -الشديد- لإسرائيل.. ترمب يرشح ماركو روبيو لمنصب




.. الطائرات الحربية الإسرائيلية تجدد قصفها على الضاحية الجنوبية