الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد مواطنون ب”المواطنة وليس الأصالة”!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 10 / 13
القضية الكردية


أرسل لي السيد رأفت رافع أبو راس مقالة له تحت عنوان؛ ((موقفنا من الاكراد)) مع بطاقة تعريفية له تقول بأنه؛ مستشار الرئاسة الروحية للشؤون الخارجية ولدى مراجعة صفحته الفيسبوكية وجدت بأن المقالة المشار إليها والمرسلة لي منشورة هناك ويعرف نفسه من خلال صفحته بأنه؛ مستشار رئاسة الطائفة الدرزية للشؤون الخارجية .. والآن وبعد المقدمة السابقة والتعريف الذي وجدته ضرورياً إليكم المقالة التي أرسلها السيد رأفت: “انني متاكد تماما ان بيوتنا في السويداء مفتوحة لاهلنا الاكراد بمختلف تسمياتهم فهم مواطنين سوريين ونحن لم ولن ننسى موقفهم اتجاه ابناء السويداء عندما وضعوا كامل امكانياتهم تحت تصرف ابناء السويداء وعرضوا تسليم دواعش معتقلين لديهم من اجل تحرير المخطوفين من ابناء طائفتنا الكريمة حيث انهم قاتلوا وهزموا الدواعش في كل مكان .فالاكراد سوريين والعملية العسكرية التركية على الارض السورية هي اعتداء واضح وصريح على السيادة السورية وهم اليوم اجانب يحتلون ارضنا السورية بقوة السلاح فأهم الواجبات الوطنية اليوم هي مقاومة الاجنبي التركي وسحقه”.

ويضيف كذلك فيقول: “ويبقى الخلاف السياسي والعسكري ضد مايسمى قسد قائما والشعب السوري برمته يعلم ان الأكراد في سورية هم سوريون بالمواطنه لا بالاصالة ولا يحق لهم المطالبة بأي شبر من الاراضي السورية بقصد الانفصال ونحن ضدهم كسوريين فنحن نعلم جيدا ان (( المواطنون الاكراد )) خدموا في الجيش العربي السوري واكتسبو الجنسية العربية السورية علما انهم يشكلون نسبة لا تتعدى 2% من مجمل سكان سورية، الا بعد الإنتفاضة التي قادها الكردي سعيد بيران في تركيا ضد حكم أتاتورك هرب 300 ألف كردي الى شمال سوريا تحديداً الى منطقة الجزيرة عين العرب وعفرين، فاستقبلهم السوريون بكل ود ومحبة. فارتفعت نسبة الأكراد الى 10% من إجمالي سكان سورية.عمليا دخول الجيش لتركي الى الاراضي السورية هو اعتداء واحتلال اجنبي على سيادة دولتنا يجب الرد فورا داخل تركيا من قبل الجيش العربي السورية”. والآن إليكم ما كتبت له رداً وتحت عنوان ملاحظات سريعة:

شكراً لك ولكرم الضيافة والتي هي صفة لإخوتنا أهل الجبل -بالمناسبة هي صفة أهل الجبال عموماً وفي مختلف بقاع الأرض- أما بخصوص رأيك وقناعتك بخصوص شعبنا وتواجده التاريخي والذي بنيت عليه قناعاتك السياسية فدعني أصحح لك جملة من المغالطات وهي:

أولاً- ليس صحيحاً بأن الكرد سوريين ب”المواطنة وليس الأصالة” وذلك لسبب جد رئيسي وهي أن سوريا الحالية هي بالأساس إقليم سياسي تشكل وفق إتفاقات إستعمارية وليس وفق إرادة مكوناته العرقية والدينية حيث المصالح الإستعمارية الغربية في تقسيم وتوريث الدولة العثمانية جعلت قسم من الجغرافيا التي يقطنها الكرد كأغلبية عرقية، تصبح جزء من الدولة السورية الحديثة وبالتالي فالجغرافيا السورية ليست جغرافيا متجانسة أقوامياً بالأساس، بل جغرافيا متشكلة وفق إرادة القوى الإستعمارية كما سبق وأشرت إليها ولذلك فإن الأصالة ب"المواطنة السورية" بالنسبة للكرد ملغية تاريخياً وذلك بحكم جغرافية كردستان هي ليست جزء من جغرافية سوريا بالأساس.

ثانياً- بخصوص النسبة السكانية للكرد وبأن نسبة الكرد كانت (لا تتعدى 2% من مجمل سكان سورية، الا بعد الإنتفاضة التي قادها الكردي سعيد بيران في تركيا ضد حكم أتاتورك هرب 300 ألف كردي الى شمال سوريا تحديداً الى منطقة الجزيرة عين العرب وعفرين، فاستقبلهم السوريون بكل ود ومحبة. فارتفعت نسبة الأكراد الى 10% من إجمالي سكان سورية) فدعني أقول لك؛ بأن هذه ليست صحيحة بالاطلاق حيث الذين هربوا من شمال كردستان في تلك المرحلة لم يتعدوا المئات وليس الألوف ومئات الألوف، كما تقول، وفقط للتأكيد على مغالطتك التاريخية فأنا ابن عفرين وكانت نسبة الكرد قبل الغزو والاحتلال التركي الأخير يشكل بين 95 و 98% من سكانها مع بعض الأخوة العرب الذين جاؤوا على مرحلتين؛ عند سلب لواء اسكندرون والمرحلة الثانية مع مشروع البعث وقضية ما سمي ب”الاصلاح الزراعي” ليسلب الأراضي من أغوات الكرد وبدل توزيعها على أبناء المنطقة من الفقراء جلب بعض العوائل العربية من ريفي حلب والرقة وتم توزيع الأراضي عليهم وزيادةً على التوضيح أقول؛ إنني ابن قرية من قرى عفرين كانت تسكنها عدد من العوائل وتاريخ كل عائلة تمتد لقبل التاريخ الذي تقول بأن الكرد هجروا فيها -أي تاريخ ثورة شيخ سعيد بيران 1925- لما لا يقل عن مائة وخمسون عاماً .. وللعلم ليست فقط قريتي، بل كل قرى وعوائل منطقة عفرين يمكن أن تقدم الوثائق التي تثبت زيف الإدعاء الذي يقول: بأن الكرد جاؤوا من خارج المنطقة.

ثالثاً- أين هي الوثائق التاريخية التي تؤكد على هجرة الكرد من شمال كردستان (تركيا) لهذه المناطق التي تنفي عنها إنها مناطق كردية حيث لم تشر لها حتى وثائق دولة البعث، ناهيك عن الوثائق العثمانية التي كانت تسمى منطقة عفرين ب”كرداغ” والتي ترجمت فيما بعد أن تأسس الدولة السورية ب”جبل الأكراد” وهي الترجمة الحرفية -إن كانت العربية وسابقتها التركية- عن المسمى المحلي والشعبي للمنطقة والمعروفة باسم جياي كرمنج وهو مصطلح كردي بحت كما ترى، فكيف كانت منطقة غير كردية وتحمل إسماً كردياً ترجمها الأتراك والعرب وأبقوا على اللاحقة الكردية إن لم يكن سكانها كرداً، كما نقول جبل الدروز أو العلويين .. ثم عندما يهاجر شعب وملة ويأتي ليستوطن في جغرافيا ما فيجب أن يهجر سكانها الأصليين، فهل يمكنك أن تخبرنا أين هم سكان المناطق الكردية الثلاث (الأصلاء) الذين هجرناهم وسكن الكرد مكانهم.

وأخيراً وبخصوص قسد أو الإدارة الذاتية والخلاف السياسي وما يشاع بأن الكرد يعملون على “قطع وفصل جزء من أراضي الدولة السورية”، كما كانت محاكم أمن الدولة تحاكمنا، فدعني أوضحها لك وللأخوة القراء؛ بأن تلك كذبة فاضحة حيث كل الحركة الوطنية الكردية -وليس فقط الإدارة الذاتية- لم تدعو يوماً للانفصال ولا تتضمن برامجها قضية الانفصال، رغم أن ذلك حق شرعي لشعبنا وذلك كما تنص عليها المواثيق الدولية وأرجو وبحكم إنك تعمل في الهيئات الدولية أن تعود لتلك الوثائق .. وبالأخير نأمل ورغم كل مآسي بلدنا وشعبنا وما لاقاه ويلاقيه من كوارث ومآسي على يد من يجب أن يكونوا أخوة وشركاء بالوطن؛ بأن نصل حقاً لتفاهمات سياسية ونؤسس بلداً يكون لكل مواطنيه دون تمييز ديني مذهبي أو عرقي ثقافي، وطناً حراً ديمقراطياً تشاركياً يحقق الحرية والعدالة والمساواة والكرامة لكل مواطنيها السوريين بمختلف تكويناتها المجتمعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت