الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب المجتمع المدني : دراسة نقدية 1

ندى أسامة ملكاني

2019 / 10 / 15
المجتمع المدني


عزمي بشارة، مفكر وأكاديمي وأديب فلسطيني، حاصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة، مدير عام المركز العربي للأبحاث، صدر كتابه "المجتمع المدني: دراسة نقدية" في عام 2012 على إثر أحداث ما سمي بالربيع العربي، عدد صفحاته 400 ، وهو كتاب فلسفي سياسي.
لا شك أن دراسة المجتمع المدني ليست حديثة وطارئة في الوطن العربي، فلدينا 3 خطابات للمجتمع المدني أولهما ذلك الذي تناول الموضوع من خلال دراسة المواطنة ومفاهيم الغرب عن الوطن والوطنية والانتماء وأعاد إنتاجها بعد عودة المثقف العربي من الغرب وهو ما سمي بعصر النهضة في الوطن العربي، ومنهم رفاعة رافع الطهطاوي الذي درس الفكر التنويري الغربي، والخطاب الثاني بدأ منذ ثمانينيات القرن العشرين وانتشر مع انهيار الاتحاد السوفياتي وتشعب المؤلفات العربية والغربية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني جزء لا يتجزأ بطبيعة الحال من هذه المواضيع. الخطاب الثالث بدأ منذ 2011 وحتى الآن، الخطاب الأخير بدأ بالحديث عن الاحتجاجات كثمرة صراع من أجل الديمقراطية وانتهى إلى الحديث عن خيبة الأمل في مدنية المجتمع المدني ذاته اي مدى التزام أفراد ومنظمات المجتمع المدني أنفسهم بالقيم المدنية.
عزمي بشارة ينتمي إلى طائفة المفكرين الذين رفضوا اختزال مفهوم المجتمع المدني بالحديث عن تعريفاته الوصفية أي الحديث عن منظمات غير حكومية، غير نفعية، طوعية، بل يرى أن الحديث عن المجتمع المدني من دون سياسة وخارج النضال في سبيل الديمقراطية هو إجهاض للمعنى التاريخي للمجتمع المدني.
فالمجتمع المدني لم يتبلور بمعناه كقطاع ثالث وجملة من المنظمات غير الربحية في الغرب إلا بعد بناء الدولة الوطنية وترسيخ قيم المواطنة وحرية الفرد، فبرأي المفكر عزمي بشارة، المجتمع المدني ليس فقط بتطبيقه بل في تحليله التاريخي والقيمي .
بعد أن يستعرض لنا المؤلف الكيفية التي تطور فيها المجتمع المدني في الوطن العربي إثر الأحداث السياسية التي شهدها العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وانسحاب الكثير من المثقفين العرب من السياسة ، ثم اجتزاء المجتمع المدني في مفهوم " المنظمات غير الحكومية" إلى اندلاع ما سمي بالثورات العربية ، كل ذلك يلقي الضوء على أهمية النظر إلى المجتمع المدني كمجتمع ديناميكي العلاقات بعيدا عن مفهوم الجماعات الوشائجية العضوية من جهة، والنظر إلى دوره في عملية التغيير من جهة أخرى.
وللتأصيل النظري والواقعي لمفهوم المجتمع المدني في الوطن العربي؛ يقوم المؤلف باستعراض تاريخ هذا المفهوم في أوروبا، ويرجع أولى مراحل ظهوره إلى القرن السابع عشر مع نمو الاقتصاد واستقلالية شخصية الفرد.
قبل تلك الفترة كما يؤكد الباحث لم يكن هناك تمييز بين فكرة الجماعة التي ينتمي إليها الأفراد عضويا وبين فكرة المجتمع كمصطلح حديث نسبيا ...
مع نشوء اقتصاد رأسمالي قوي ينشأ نظاما قادرا على إنتاج نفسه خارج عملية القسر التي تقوم بها الدولة لذلك ارتبط فهم المجتمع بظهوره الأول كمفهوم شبه واضح بالمجتمع الرأسمالي وترادف مع المجتمع المدني
صحيح أن الجذور الأولى لفكرة المجتمع المدني تعود للفكر اليوناني ولكنها كانت مترادفة مع الدولة ذاتها عكس حالة التوحش والصراعات الدموية ...والمواطنة لم تكن متاحة للجميع ...في التجربة الغربية
ولكن بعد ذلك أصبحت المواطنة والانتخابات والمشاركة المدنية جزءا لا يتجزأ من حراك المجتمع المدني
إذن المرحلة الأولى لنشأة المجتمع المدني هي الجماعة العضوية التي تجسد الحكم ذاته لتخرج الفرد من حالة التوحش والاعتداء على الافراد ثم المجتمع الرأسمالي....أما المرحلة الثالثة أصبح هناك مجتمع مدني تتضمنه الأحزاب السياسية و الاتحادات الطوعية والنقابات
في المرحلة الرابعة انسحب الحزب السياسي من فهم المجتمع المدني، فالحزب بغايته هو الوصول للسلطة بينما المجتمع المدني هدفه ليس السلطة إنما تنظيم شأن الأفراد والشراكة او الصراع مع السلطة لحماية الفرد المواطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف