الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخدير أم تحديث الشخصية الليبية في عهد العقيد معمر القذافي؟

أسماء عبدالواحد الكامل

2019 / 10 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أصبح البعد الاجتماعي له الدور الأساسي في عملية التنمية الشاملة، فالإنسان بعد أن كان عنصرا ثانويا أصبح يشكل المحور الرئيسي فيها، ولا شك أن الحاجة إلى المقاربة السوسيولوجية التي تقتضي الوقوف على فهم وتحليل البنية التي تشكل المجتمع وتطبع هويته المميزة أمرا حتميا، بحيث بات التفكير في سياق تنموي ما يتطلب الدراسة المعمقة لقيم ومعايير المجتمع المعني، حديث يلبي عمق استراتيجية التنمية المحلية والمتتبع لمراحل تطور المجتمع الأوربي والتي كان لها الأثر على التحول الشامل للمجتمع، عملية تحول شارك فيها جميع فئات المجتمع مما أدى إلى تغير في الفعل الاجتماعي وفي سلوك الأفراد ثم نمط عيش المجتمع وبالتالي ظهرت سلوكات لم تكن موجودة قبلا كالادخار والاعتماد على الذات، أثرت كذلك على النماط الثقافية والتقاليد والقيم،فانخفضت شدة تمسك الأفراد ببعض هذه القيم، وارتفعت شدة التمسك بقيم أخرى، انقلبت معه عملية التفضيل في في هذه القيم ، فمثلا في حالة المجتمعات الأوربية شكلت القيم المكتسبة دافعا وحافزا قويا لإحداث التنمية، بينما يمكننا استنتاج العكس مع حالة من حالات المجتمعات العربية كالمجتمع الليبي بحيث شكلت القيم عاملا للتخلف، وشكلت كابحا للتنمية، فبرغم من عملية التحديث التي عرفها المجتمع الليبي،" في فترة نظام القذافي والمراحل المتقدمة للتجهيزات العامة والمؤسسات الصناعية، جودة الطرق والنقل، تجهيز المستشفيات والمصحات، تنفيد منظم للمخططات التنموية، الطاقة الكهربائية ذات الجودة العالية، وانتشار المدارس المجهزة حسب تقرير منظمة التنمية البشرية الدولية، التي دلت على أشواط مهمة قطعها المجتمع الليبي، إلى أنها لم تحدث أي تغير في الشخصية الليبية، بل بالعكس كان لها الأثر السلبي "أوبما يسمى نمط الحداثة المشوهة"*، الذي زرعها النظام السياسي في النسق القيمي والثقافي الليبي،فأصبح الخوف مكونا من مكوناتها،حتى اتسمت سلوكات الشخصية الليبية بالتكرار والإلتفاف نحو العقيد وتجنب الاندفاع ليصبح التقليد بديلا للابتكار والتعصب للرأي بديلا لتبادل الرأي،لم تكن هذه المقارنة إلا لتبيان دور القيم وأهميتها بالنسبة للتنمية، بحيث أدى الارتقاء بالقيم بالإضافة إلى العامل الاقتصادي في المرة الأولى إلى الدفع بالمجتمع الأوربي إلى أبعد الحدود، مثلها في ذلك مثل المجتمعات الآسيوية والتي من الرغم من فقرها مقارنة ببعض الدول العربية إلا أنها استطاعت بناء قوانين واستراتيجيات تتماشى مع قيم مجتمعاتها، بينما شكلت الدور السلبي في النموذج الثاني، وشكلت عاملا لذوبان الفرد في القبيلة ولاء منع الفرد من اكتساب خصائص الشخصية الحديثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو