الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي

دولة دينية أم دولة مدينية -3

انطلاق الرحبي

2006 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

لآإكراه فى ٱلدّين قد تبين ٱلرُّشد من ٱلغىّ فمن يكفر بالطَّٰـغوت ويؤمن بالله فقد
ٱستمسك بالعروة ٱلوثقى لاٱنفصام لها, وٱلله سميع عليم 256 ٱلبقرة
وقل ٱلحق من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر.
وأمرت لأعدل بينكم.
يآأيها ٱلذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهدآء لله ولو علىٰٓ أنفسكم أو ٱلوالدين وٱلأقربين.
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى.
وإذا حكمتم بين ٱلنّاس أن تحكموا بالعدل.
إن ٱلله يأمر بالعدل وٱلإحسان وإيتآء ذى ٱلقربى وينهى عن ٱلفحشآء وٱلمنكر وٱلبغىّ.
ولاتجد لسنتنا تحويلا .
ولن تجد لسنة ٱلله تبديلا .
ٱلذين ءامنوا ولم يلبسوٓا إيمانهم بظلم.
وقل جآء ٱلحق وزهق ٱلباطل إنَّ ٱلباطل كان زهوقا.
خلق ٱلسموات وٱلأرض بالحق.
أختم ٱلبحث بالجزء ٱلثالث وٱلأخيرعن مفهوم ٱلدولة ٱلمدينية ( ٱلدولة ٱلتى يرأسها ٱلنبىّ) فى ٱلقرءان. من خلال حركته ٱلإجتماعية ٱلتغيرية ٱلكبرىٓ. أنظر فى مفهوم ٱلعدل كما جآء فى ٱلقرءان حيث ٱعتبره ٱلعامل ٱلأساس ٱلتى يرتكز عليه حكم ٱلرسول بين ٱلناس وهو ٱلوظيفة ٱلأساس للرسالة ومفهوم ٱلحق وٱلذى يمثل ٱلمنهاج الألهى للخلق فالقرءان وكَّد على علاقة ٱلتلازم بينهما فالعدل يمثل ظهور ٱلمنهاج وتميزه معرفيا وٱجتماعيا فى قلب ٱلإنسان وحياته ٱلإجتماعية . ممّا يؤسس لمجتمع إنسانىّ حر متطور فى حركة تطورية بنور وهدى ٱلسنة وٱلجعل نحو ٱلمستقبل شرط أن يدرك ٱلإنسان هذه ٱلعلاقة حيث نفهم من قوله ( ولن تجد لسنة ٱلله تحويلا) بأن ٱلقرءان ينفى ٱلحركة ٱلدآئرية ٱلمغلقة لسنن ٱلحى وٱلميت فدليل ٱلسنة فى ٱلبلاغ ٱلعربى ٱلمبين ٱلجرى وٱلسير وٱلحركة . أمّا ٱلتحويل فدليله من حول ٱلحركة بهيئة دآئرة مغلقة وليس كما ٱعتقد ٱلمفسرون أصحاب ٱلمنهاج ٱلدآئرى ٱلمغلق ٱلسلفى بمعنى ٱلثبوت ممّآ أدىٓ إلى توقف ٱلتّطور فى ٱلبنية ٱلإجتماعية ودخولها فى دآئرة مغلقة ومن ثمَّ موتها وٱلعيش على ٱلماضى ٱلذى لم يكن لنآ أى دور فيه " تلك أمّة قد خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ولاتسـئـلون عمَّا كانوا يعملون " . ٱلسؤال هو: ماهو كسبنا نحن ٱليوم؟.أو بمعنىٓ أوضح ماهو إبداعنا ٱلمعرفىّ وٱلمادىّ؟ هل عندنا شىء نقدمه للنّاس ينتفعون به؟!.
وهـٰذا قرء لّلمفاهيم ٱلمعرفية فى ٱلقرءان :
"لآإكراه فى ٱلدّين قد تبين ٱلرُّشد من ٱلغىّ "256 ٱلبقرة. ماذا يؤسس هذا ٱلقول فى ٱلواقع ٱلمعرفىّ للإنسان؟.
إنه ليس من حق أحد أن يكره ٱلناس ويحملهم على ٱلإيمان بشىءٍ لايؤمنون به (= حرية ٱلفكر)
وهنا يعقل(يربط) القرءان ٱلعلاقة بين ٱلرُّشد وٱلغىّ من جهة وٱلله وٱلطٰـغوت من جهة أخرى, فالرُّشد يؤدىٓ إلى ٱلكفر بالطٰـغوت وٱلإيمان بالله على ٱلعكس من ٱلغىّ فإنه يؤدىٓ إلى ٱلإيمان بالطٰـغوت وٱلكفر بالله وٱلنتيجة ٱلعملية لذلك فى ٱلواقع ٱلإجتماعى هو ٱلظلم .وهو ماوكَّد عليه ٱلقرءان في مكان ءاخر حين قال "ٱلذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" أىٓ أشراط ٱلإيمان بالله هو رفض ٱلظلم وإلَّا فلآ إيمان. فالظلم مرتبط بالغىّ وهو بدوره مرتبط بالطٰـغوت . إنها ٱلحرية ٱلإنسانيِّة بأجلى معانيهآ أن تكون حرًا أمام ٱلطٰـغوت , أىٓ أن ترفض أن تكون عبدًا لأحد . بل ٱلإنسان حر فى خياره حتى مع ٱلله جلَّت عظمته فإنه لايريدك عابدًا له بالإكراه بل منحك حرية ٱلخيار فى ذلك "وقل ٱلحق من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر". إقرأ بتدبر معنى (وقل ٱلحق من ربِّكم) قول يؤسس للحرية ٱلإنسانية فى مسئلة ٱلإيمان وٱلكفر. باعتبارها حق وجودى غير خاضع للتصويت أو ٱلإلغآء . نحن ٱلمؤمنون بالله علينآ أن نؤمن بأن( ٱلكفرحق) كما ( ٱلإيمان حق) على حدٍ سوآء وهو هو عطآء ٱلله ٱلأكبر للإنسان فلا نمنع ٱلنّاس ما ٱعطاهمُ ٱلله إيّاه. إن ٱلذى علينآ أن نرفضه ونقاومه هو تحول (ٱلكفرإلى ظلم إجتماعىٓ أو معرفىٓ أو إقتصادىٓ أو سياسىٓ) (إكراه وطاغوت) . وتلك كانت حركة ٱلمعلم ٱلأول( نوح) ومواجهته للملأ ٱلمترفين وحلفآئهم ٱلكهنة من قومه ٱلذى ٱستعبدوا(ٱلأراذل) من ٱلنّاس على حد تعبيرهم . وكانت هى هى حركة ٱلأنبيآء(ٱلمعلمين) من بعده. ٱقرأ حوارهم مع طواغيت وقتهم لتفهم كيف كانوا يواجهون ٱلكفر فى تحوله إلى ظلمٍ فى ٱلحياة ٱلإجتماعية للناس. فلن تجد فى ٱلقرءان رفضًا للكفر إلّآ إذا ٱرتبط بالظلم . بل ٱلقرءان يدعوٓا إلى ٱلحوار ٱلمعرفىّ ٱلذى يوصل إلى كشف ٱلأيات ٱلوجودية وهذا مانقرأه فى ٱلأية24 من سورة سبإ:
(وإنّآ أو إيّاكم لعلىٰ هدًى أو فى ضلـٰل مّبين). ٱلله ٱلله ٱلطرفان متساويان فى ٱلهدىٓ أو ٱلضلال. ٱلمسئلة إذن هو ٱلبحث عن ٱلأية ٱلوجودية وللناس ٱلحرية فيما يختارون من منهاج وسلوك معرفىّ وٱسلوب عيشٍ علىٓ أن يرفضوا ٱلظلم وٱلظالمين. وهو هو ٱلمشترك ٱلإجتماعى ٱلأساس بين ٱلنّاس لبنآء مجتمع ٱلحرية وٱلعدل على ٱختلاف ألسنتهم وألوانهم بميثاقٍ وعهدٍ يضمن لهم حقوقهم جميعًا.
أن ترفض ٱلظلم فى حياة ٱلنّاس وتواجهه بكل ماتملك من إمكانيات. وهذا هومعنى (ٱدخلوا فى ٱلسلم كافة). أىٓ أن تعمل للسلم ٱلإجتماعى ضد من يعمل للحرب ٱلإجتماعى ( معرفيًا وٱقتصاديًا وسياسيًا) .وهذا هو ٱلمنهاج ٱلعملى للتغييرٱلإجتماعى ٱلذىٓ أتى به ٱلأنبيآء بالضد من سلطة ٱلطّٰـغوت( ٱلدولة ٱلدّينية) ٱلمبنية علىٰٓ أساس ٱلإكراه معرفيًا وسياسيًا وٱقتصاديًا (ٱلغىّ أو ٱلبغىّ) بلسان ٱلقرءان. أى ٱستعباد ٱلنّاس وجعلهم أعدادًا تسير وفق مشيئة ٱلطَّاغية وإرادته. وهو هو ( موت ٱلمجتمع ٱلإنسانىّ وتحوله إلى مجتمع من ٱلبهآئم ) إقرأ مايقوله ٱلقرءان "إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضل سبيلا". " إنآ أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأضلونا ٱلسبيلا". "وأضل فرعون قومه وما هدى" . وٱلسبب فى تحوله إلى مجتمع من ٱلأنعام كما يقول ٱلقرءان هو خضوع ٱلناس للطاغية بدلاً من مواجهته. أى ٱلقبول بالظلم ٱلإجتماعى تدبر قول ٱلمعلم على ٱبن أبى طالب (إثنان مسئولان عن ٱلظلم ٱلظالم وٱلأخذ بالظلم). وعلى هذا فدولة ٱلنبىّ تؤسس للحرية وٱلعدل بين ٱلنّاس من خلال إختيار ٱلنّاس ٱلحر لما ينفعهم ( يحقق مصالحهم فى ٱلحياة) كما يقول ٱلقرءان "ماينفع ٱلنّاس يمكث فى ٱلأرض أما ٱلزبد (وهو عدل ٱلظلم) فيذهب جفآء". وهنا مسئلة معرفية خطيرة وهىٓ أن هيئة وبنآء ٱلدولة وٱلحكم خاضعة لاتفاق ٱلنّاس وليس لما يسمى (بالفقهآء من رجال ٱلدين) = ( ٱلكهنوت) ٱلذين لايفقهون من سنن ٱلحياة ٱلمتغيرة وٱلمتطورة شيئًا. فلا تنتظروا منهم قولاً حول ٱلدولة وهيئة ٱلنظم ٱلمعاصرة من مجالس نيابية تشريعية (برلمانات). وكيفية إختيار ٱلحاكم وٱلحكومة فهذا شىء لايفقهون منه شيئًا. بل قولهم قول ٱلحاكم ٱلطٰـغوت. فهو يُملى عليهم ما عليهم نشره بين ٱلناس من مفاهيم للحكم وٱلدولة لدوام صيطرته عليها. ودوام خضوع ٱلناس لتلك ٱلصيطرة دون ٱحتجاج ومعارضة .ولأنَّ ٱلقرءان وضع مسئولية ذلك على ٱلنّاس أنفسهم وٱعطاهم ٱلمنهاج ٱلمعرفىّ ٱلذى يمكنهم من تحقيق ٱلحرية وٱلعدل فى ٱلمجتمع من خلال أحزابهم ٱلمختلفة ومؤسساتهم ٱلمتخصصة .وهؤلآء هم (ٱلمفكرين وٱلعلمآء)( ٱلمؤلفة قلوبهم) ٱلورثة ٱلمخلصين للنبوَّة وٱلأنبيآء فى منهاجهم وسلوكهم فى علوم ٱلحياة ٱلإجتماعية .علم ٱلسياسة وعلم ٱلكسب والحرث( الإقتصاد) وعلم ٱلتّشريع( ٱلقانون) وعلم ٱلإجتماع وعلوم ٱلفيزيآء وٱلبيولوجيا وٱلكيميآء وٱلمقدار وٱلإحصآء وغيرها من ٱلعلوم ٱلمعاصرة. فهل نأخذ بسنن ٱللَّه فى ٱلخلق (ولن تجد لسنة ٱلله تحويلا. ولن تجد لسنة ٱلله تبديلا) ونحمل للنّاس ماينفعهم ونحقق معهم( ٱدخلوا فى ٱلسلم كافة)؟!.

التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط

.. 102-Al-Baqarah

.. 103-Al-Baqarah

.. 104-Al-Baqarah

الحوار المتمدن - موبايل الموقع الرئيسي (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); دولة دينية أم دولة مدينية -3

انطلاق الرحبي

الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي

دولة دينية أم دولة مدينية -3