الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجاهد السيد نور الياسري والشيخ ضاري والعلاقة بينها في ثورة 1920.

عادل الياسري
مؤرخ

(Adel Alyasiry)

2019 / 10 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحلقــــــــة الثانيـــــــــــة.
لقد طرحت تساؤلا في الإعلان عن هذه الحلقة لماذا كتبت جريدة الاستقلال النجفية وهي صحيفة الثورة ((لم يتقابل السيد نور الياسري مع الشيخ ضاري الزوبعي؟))
يبدو لي ان قصة السيد نور السيد عزيز الياسري والشيخ ضاري المحمود الزوبعي والعلاقة بينهما في رحاب الوطن جديرة بالذكر؛ بيد أن الفصل الغائب بين الاثنين؛ اشترك فيه الجميع وليس للسيد نور ولا للشيخ ضاري ناقة ولا جمل لهما به. ولم يعلما او يفكرا به قط. ولا شك ان العاملين في حقل الثورة العراقية سواء أكانوا في مرحلتها التأسيسية او الاعداد او الاعلان؛ قد بذلوا قصارى جهودهم من اجل الحصول على مؤيدين وأنصار لهم في اناء الليل وأطراف النهار؛ ولم يفرطوا بأدنى جهد مهما كان حجمه؛ وربما حتى بجهود النملة لفلق الحبة ولكن حين نجعل من الحبة قبة؛ فذلك امر صعب بعد الثورة. ولابد من القول ان الفصل الغائب بين الاثنين (نور ـ ضاري) قد تمت صناعته في مختبرات الانقلابات العسكرية العراقية بعد انتهاء الحكم الملكي في العراق؛ ويكتب لتاريخ الثورة العراقية الكبرى فن التراجيديا المقلوب في ضمير الوطن العتيد واني ارى ان الذين صنعوا هذا الفصل هو محاولة منهم لوضع الصدأ على بريق جوانب وثيقة وطن.
ولعل الوقوف على اقوال الشيخ ضاري بحق السيد نور الياسري والثوار حين اشترك بالثورة الى العشائر المحيطة به؛ بعد قتله للكولونيل لجمن في ( 12 / 8 / 1920 ) في نقطة الخان ؛ وبعد ان انتصر الثوار في معارك عديدة كمعركة الرارنجية ( 25 /7 / 1920 ) وغيرها ؛ وقد كان اشتراكه متأخرا في الثورة لكنه لعب دورا مهما هو وعشيرته زوبع في الفلوجة وهذا نص قوله ؟
وازيدكم علما ويقينا اني تابع خطى عبدالواحد سكر والسيد نور الياسري؛ وانني مسلم وانتم مسلمون؛ فهلموا وقوموا معي لنقاوم اعداء الدين والبلاد. وان اشتراكه في معركة الرارنجية شيئ مبالغ فيه. وهو خلاف الى ما عرضه فيلم المسألة الكبرى. ومن الطريف ان فيلم المسألة الكبرى صور القائد العسكري البريطاني غير كفوءا وغير شجاعا في المعركة وهو ايضا ما يخالف المصادر البريطانية. ومجدوا بكلمته الأخيرة قبل موته في المعركة .
وقد جاء في الوثائق البريطانية عن مقتل الكولونيل لجمن؛ ان خميس بن الشيخ ضاري رئيس عشيرة زوبع قتل لجمن. وكتب لورنس الى مؤلف كتاب حياة لجمن لا تجعل لجمن بطلا.
ولكن لنقف عن الصحف الموالية للاحتلال فقد نشرت جريدة العراق عن منطقة الانبار للعمليات العسكرية
الدليم : قد أدى الخضوع كل من شيوخ الهيتاويين والقريشيين وفياض وصويلب وشورتان . وينقل ان الشيخ ضاري مع السيد نور الياسري. واما جريدة الاستقلال قالت في 3 تشرين الثاني 1920 لم يتقابل السيد نور مع الشيخ ضاري.
ربما يتساءل البعض لماذا قالت صحافة الثورة؛ لم يتقابل السيد نور مع ضاري؟ وقبل الاجابة؛ يلاحظ ان جريدة العراق ـ الجريدة الموالية للاحتلال ـ ذكرت ان الشيخ ضاري مع السيد نور ؛ بمعنى ان الخبر ليس بجديد على العاملين في حقل اعلام الثورة وزعماءها وكما ان السيد نور كان يتابع نشاط عشائر الدليم في الثورة أول بأول ؛ والجانب الاهم ان السيد نور كان المشرف الاول سياسيا وعسكريا واعلاميا على حامية الكوفة المحاصرة ؛ بعد سقوط رزمة من الارواق بيد الثوار بالخطأ التي رمتها الطائرة للمحاصرين في حامية الكوفة . والتي ذكرت ان الشيخ ضاري ذاهب الى السيد نور . ومن دون شك ان جريد ة الاستقلال أطلعت السيد نور بذلك الخبر قبل أن تنشر رأيها. وربما السبب الحقيقي؛ لما كتبته جريدة الاستقلال هي خشيتها على سلامة الشيخ ضاري من بطش الطائرات البريطانية او من جماعات الشبانة او شيوخ العشائر الموالين للاحتلال امثال فهد بن هذال وحسن السهيل العدو اللدود له وغيرهم.
و كانت العلاقة بين السيد نور والشيخ ضاري قبل الثورة وثيقة العرى . حيث كتب السيد نور السيد عزيز الياسري رسالة الى الشيخ ضاري يدعوه فيها الاشتراك في الثورة.
وقد ذكر السيد محسن ابو طبيخ حين وصل الشيخ ضاري الى كربلاء ومعه مجموعة من المجاهدين؛ قال الشيخ ضاري اني اريد ان اقاتل معكم؛ فقال له السيد محسن ابو طبيخ انكم ضيوف علينا. وقد حضر الشيخ ضاري احتفالي تنصيب السيد محسن أبو طبيخ محافظا على كربلاء.
واعتقد ان الشيخ ضاري لو وصل الى النجف لكان وجهه صوب الحجاز مع زعماء الثورة بدلا من الموصل. وكما ذكرت لم يقابل السيد نور الا نجله .
وجاء في وثائق المخابرات البريطانية؛ ان كل من علي السليمان ومشحن الحردان كتبا في مساء 27 آب 1920 الى الشيخ ضاري المحمود طلبا منه ان يخرج من الفلوجة والسقلاوية . فاتجه نحو البادية. أي بعد أسبوعين من اندلاع الثورة في الفلوجة ومقتل لجمن .
وجاء ايضاً ان الشيخ ضاري وأبنائه ذهبوا الى كربلاء لمقابلة السيد نور الياسري. وورد في كتاب حياة الكولونيل ان على السليمان الحليف القوي والمخلص الى لجمن.
والجدير بالذكر فقد ذكر الجنرال هولدن قائد الجيش البريطاني اثناء الثورة. ولحسن الحظ تم الاتفاق في هذا الوقت بعينه مع عشيرة الدليم وبموجبه تعهد الشيخ علي السليمان ان يحرس هيت لقاء قدر معلوم من المال حتى يعاد احتلالها من قبلنا. وما انفك هذا الرجل والشيخ فهد بك بن هذال شيخ عنزة وابنه محروث عن موالاتنا طول ايام الثورة ونالوا على ولائهم الجزاء الاوفر. إذ بمثل هذا العون الذي اسدوه لنا استطاعت قواتنا أن تبقى في الرمادي والفلوجة وان تموّن لأسابيع عدة في حالة الانقطاع بها كلياً.
ولقد استمرت العلاقة بين السيد نور والشيخ ضاري في معارضة الاحتلال البريطاني حتى ايامه الاخيرة؛ وورد في احد التقارير الشهرية لعام 1926 للاستخبارات البريطانية؛ ذكر تقرير ان رجلا من الدليم ـ اسمه مجهول ـ مر بأبي صخير لزيارة المشخاب؛ ويزعم انه عميل يجلب الرسائل التي يرسلها عجمي باشا بواسطة ضاري بن محمود الزوبعي الى السيد نور.
ولا يساورني ادنى شك ان السيد نور كان يدعم الشيخ ضاري ماليا؛ حيث كان مال السيد نور عونا للرجال الوطنيين العراقيين او العرب وملوك العرب ؛ وان يده مبسوطة كل البسط لهم في محنهم.
ملاحظة: نقل بتصرف من الفصل الغائب قبل الثورة.
من كتاب
جهاد السيد نور الياسري في ثورة العراق 1920 وصناعة الوطنية.
عادل الياسري ـ أمريكا.
جميع الحقوق محفوظة للناشر (يمنع نسخ أي فقرة او نشر المقال في صحيفة أو أي موقع إلا بإذن الناشر.)
Copyright ©2019 by Adel Alyasiry.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24