الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية

سامى لبيب

2019 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فوقوا بقى - الإيمان عندما ينتهك عقولنا وإنسانيتنا (2) .

يروج الدينيون أن هناك حالة روحية تعتريهم يفتقدها الغير مؤمنين ليحدثوك عن الصفاء الروحى والسلام الداخلى والسمو الأخلاقى .. فى الحقيقة لا أستاء من هذه المزاعم بل أأمل أن تكون هناك هذه الحالة الوجدانية حقيقة وليس إدعاء مزيف يتم ترديده كتعويض الإنسان مقابل إنسحاقه للوهم , فبعض المعتقدات منحت بالفعل هذه الحالة الوجدانية والسمو الأخلاقى لمريديها ولنا فى البوذية مثالا بالرغم أنها ليست دين , أما الأديان التى تتشدق بأنها سمائية المنشأ والمحتكرة لفكرة الإله الواحد فيقيناً لم ترتقى بالحالة الوجدانية والروحية والأخلاقية لمعتنقيها كون أيدلوجيتها غير معتنية بهذا الأمر أساساً ,حيث الدين مشروع إجتماعي سياسي يقترب من هوية وإنتماء لا يستطيع أن يُحلق فى سماء أحاسيس روحية مُتوهمة كونه لا يمتلك جناحين وبدون أى فضاء .

- لقد فقد الدين معناه المُفترض كحالة وجدانية يتعايش داخلها الإنسان ليقتصر على كونه هوية وانتساب لجماعة بشرية بدون تلك الحالة المتوهمة لثراء وجدانى روحى وسمو أخلاقي ,فالإحساس الوجدانى هذا وهم كبير ولكننا نأمله فهو أفضل من البرمجة الإنسانية الخالية من الإحساس , فهذا يشبه مشاهدة تمثيلية والتعاطى معها كصور تتحرك فقط بلا إحساس وتفاعل معها ,لتفقد الحياة معناها وقيمتها عندما تتبرمج بدون مشاعر لتخلق شخصية جافة فارغة خاوية تتحرك فى إطار الأوامر والنهى والزجر لينتهى بها الحال كحالة بيولوجية بلا مشاعر .

- أعتبر تحضر وتخلف الإنسان من الثقافة التى ينتهجها ولا أعنى بالثقافة هنا حجم المعارف والعلوم التى يزحم بها رأسه , وإن كنا لن ننفي أهمية المعلومات ليبقى نوعية تلك المعارف هى القضية الجديرة بالإهتمام ومدى تأثيرها وتشكيلها للعقل والوجدان ,فالثقافة فى جوهرها أنماط وطرق ونهج تفكير ورؤية وتعاطى مع الحياة وليست سعة العقل لإستقبال وتخزين المعلومات أى أن الثقافة منهج فكر وطرق معالجات فكرية لمشاهد حياتية وفق ما يتوفر للإنسان من معارف متاحة .

- الثقافة الدينية باعثة للتخلف والجمود الإنسانى والتصحر الوجدانى ولم تعد تجدى نفعاً مع الإنسان الحديث لتصيبه بالشلل والجمود وهذا يرجع فى الأساس لكونها ثقافة دوغمائية لا تسمح ولا تقبل بوجود ثقافات أخرى فهى ترتعد خوفاً من أن تضع مفرداتها على المحك لتطلب التحصن والتفرد بتعنت , لذا فهى لا تكتفى بتصلدها وتعنتها بل تمارس دور الإقصاء لأى فكر آخر , ومن هنا يصبح الإنسان الدينى أسير لأطروحاتها نابذاً أى فكر مغاير ليأتى الإنغلاق والتشرنق والتعصب والجمود .
لا تكتفى الثقافة الدينية بفرض الإنغلاق والجمود الفكرى إنما تُمارس دور تخريبى للحالة الروحية والوجدانية والأخلاقية للإنسان بالرغم من زعمها أنها جاءت من أجل الإنسان ,لذا يأتى هذا البحث معتنياً بفضح حالة الزيف والتصحر الوجدانى والتبلد لدى المؤمن ليقوده فى النهاية إلى حالة من النمطية والزيف والتقولب لنحظى بحالة من التخلف والجمود والتصحر الوجدانى والإنحطاط الأخلاقى .

- رغم أنى أعتبر الأديان والمعتقدات والآلهة خرافة وهذيان إلا أن أن ظهور المعتقدات قديماً كان له أثر إيجابى فى نفوس معتقديها لتمنحهم حالة من الأمان والسلام النفسى المتوهم فى مواجهة الوجود والطبيعة والموت , فالإيمان حالة نفسية وليست ذهنية بمعنى أن الإنسان يبحث عن حالة إستقرار وسلام نفسى وإيفاء حاجاته النفسية بالإتكاء على الخرافة والصور التى إبتدعها ليتماهى فيها , لذا اعتبر سلسلة كتاباتى "لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" ذات أهمية لإدراك العوامل والحاجات النفسية التى شكلت الإيمان .

- الأديان فى الوقت الراهن أصبحت عبأ على الإنسان وبدلاً من أن تقدم له الطمأنينة والسلام الداخلى وتلك اللذة المنشودة المتوهمة بإثراء وجدانه وعلاقاته الإنسانية وروحانياته خربت وزيفت تكوينه النفسى والروحى لتصيبه بالخواء والجفاء والنفاق والازدواجية على مستوى شعوره وعلاقاته وسلوكياته لنحظى على كيان مُشوه يفتقد الإحساس الإنسانى الجميل .
هذا البحث يعتنى بالكشف عن جوهر الأديان عامة والإسلام خاصة بإعتباره الثقافة المهيمنة الشائعة فى بلادنا لنتلمس منهجية تخريب الإنسان على المستوى الوجدانى والفكرى ولتتأسس منهجية الزيف والإزدواجية والخواء والبلادة لتنتج إنسان نمطى مقولب فاقد الإحساس والوجدان .

- الدين ليس منظومة وجدانية أخلاقية بل منظومة خضوع وإنسحاق .
أذيل كثير من مقالاتى بمقولة الأديان بشرية الهوية وهى كذلك بالفعل فهى تعبير عن هوية جماعة بشرية محددة تطلب الحضور والهيمنة والتمايز لتنطلق من هذا النهج فجاجة الطرح بلا تزين , لنجد هذا الأمر فى اليهودية الذى أسر وإمتلك الإله ليُسخره مبدعو التراث العبرانى فى إطار خدمة مشروع إستيطانى فى مشاهد شديدة السذاجة والتهافت , كذلك فى الفكر الإسلامى لا يكون الإسلام فى معناه وغايته باحث عن تسليم المسلم أموره لله كما يتم الدعاية لذلك ولكن التسليم بمحمد والخضوع لمشروعه السياسى الرامى للغزو والتمدد .

- تعريف الإسلام .
فلنبدأ بتعريف معنى الإسلام , فعامة المسلمين يجهلون معنى كلمة إسلام ومسلم لتجد الكثيرون يتصورن إنها تعنى السلم والسلام , فلننظر إلى معنى كلمة إسلام فى المعجم الوسيط : الإسلام هو إظهار الخضوع والقبول لما أتى به محمد . كذلك معنى كلمة أسلم: إنقاد ولهذا عندما ينهزم الجيش للعدو يقال إستسلم وخضع .
وجاء في القرطبي : مَعْنَى " أَسْلَمَ " اِستسْلَمَ وَخَضَعَ , وجاء فى الطبرى : أَصل الإِسلام الإسْتِسلام مِنْ اسْتسلَمْت وخصعت لأمْرِهِ , أى خضوع البشر لمحمد حتى يحكمهم بإسم خالق الكون . وهو بهذا لم يختلف عن إدعاء كل الحكام عبر العصور من ملوك مصر القديمة إلى القياصرة إلى أمراء العصور الوسطى بأنهم يحكمون بالحق الإلهي أى أن الإله إختارهم لحكم البشر .
لو دققنا فى تعريف كلمة إسلام لوجدنا أنها لا تهتم بكونك مصدق لما يَدعي به محمد أم لا , فكما ذكرنا أن كلمة إسلام تعنى إظهار الخضوع والقبول لما أتى به محمد حتى لو لم تكن على يقين بما يدعيه كون ما جاء به فعلا من خالق الكون أم لا , فهذا كل ما يعتنى به محمد فهو لا يهتم بكونك صدقته أو لم تصدقه ولكن عليك أن تخضع له ولحكمه وسيضمك فورا لمنظومته لتعمل فى مشروع دولته .
حتى لا يكون قولنا هذا مجرد ملاحظات وإنطباعات أو بناء على تعريف المعجم الوسيط وقول القرطبى والطبري فلنا أن نستشهد بالنص القرآنى ( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ففى هذه الآية يقول محمد صراحة أنه لا يمانع أن يتبعه من هو غير مُصدق بما يدعيه ولكن المهم الخضوع لحكمه ومشروعه .

- يزعم المسلمون أن الاسلام دين الانسانية والمحبة والتسامح وهو الحل لكل مشاكل البشرية, ولمعرفه أهداف أي دين ما علينا إلا بقراءة أركانه وتلمس أعمدته التي يقوم عليها أولاً , فأركان الإسلام الخمسة كما حددها نبى الإسلام هى : "شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان". لنلاحظ ان هذه الأركان الخمسة الرئيسية لا تضيف للمسلم أى بعد روحى أو إنسانى أو حالة وجدانية فهذه الأمور خارج المعادلة .
أعمدة الإيمان هذه لتحقيق منظومة الخضوع والإنقياد دون أى اعتبار لفكرة ثراء روحى وجدانى ولو مُفترض , فما فائدة هذه الاركان الخمسة لخير الإنسان والبشرية .. ما فائدة شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله فهل ستتحسن أخلاق البشر وحياتهم وأحوالهم بمجرد نطق هذه الشهادة , فهانحن أمام مليار ونصف مسلم يقبعون في قاع السلم الانساني فى كل شئ , فما فائدة الشهادة الاسلامية ؟!
ما فائدة إقامة الصلاة سواء فى الاسلام أو فى أى دين آخر للإنسان المتدين , فهو فعل يقدمه كفرض عليه للإله فلا يضيف شئ أو يساهم فى تطوره ورقيه . كذلك حج البيت وصوم رمضان فرائض تعبدية للإله لن يجنى الإنسان من أدائها شئ بل هو مُجبر على أداء الصلوات وإلا حلت عليه النقمة والعذاب ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) فالصلاة وسيلة لتجنب غضب الله وليست علاقة روحية مُتخيلة بين الانسان والإله , كذا الحج لا يضيف للمسلم من أداءه لتلك الشعيرة أى شئ ليتبقى فعل الزكاة التى يمكن أن نعتبرها شئ طيب فى إطار دعم المجتمع الإنسانى وتكافله ولكن لاحظ أن هذا الأداء يتم كفريضة وليس كعمل طوعى .
خلاصة القول أن الإيمان من خلال تلك الفروض لا تقدم إضافة أو ثراء روحي وجداني للمسلم ولا تعمل على تطوير سلوكه وإسعاد حياته وعلاقاته الإنسانية فهى طقوس فاقدة لأى محتوى .

- "لا إله إلا الله " هذه الشهادة الإسلامية ليست في الحقيقة للإله لأن القرشيين واليهود والنصارى والصابئة أنفسهم كانوا يعرفون الله وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض سيقولون الله وهذا بإعتراف القرآن نفسه , لذا هذه الشهادة هي شهادة لمحمد الإنسان ومشروعه السياسى ليربط نفسه والإله في شهادة تطلب الإعتراف به فى الأساس والدليل على ذلك هذا الإيمان الإسلامى العجيب القائل " لا إله الله محمد رسول الله " , فلا معنى للإيمان بالله بدون الإيمان بمحمد ليصبح الله أسير محمد فلا يقبل إيمان أى إنسان به مالم يؤمن بالإنسان محمد كرسول وهذا الأمر لا يتفرد به الإسلام , ففى المسيحية لا يقبل الإيمان بالرب بدون الإيمان بالمسيح المخلص الفادى .. إذن الاعتراف بمحمد وبكل دعاواه هو الفيصل بين الإيمان والكفر فى الإسلام ولدى المسلمين فمن يتشكك أو يهمل كلام محمد سواء ذكر في القرآن أو لم يُذكر فهو في تصنيف الكافر بالرغم من تواتر الأحاديث والأخبار , فالإسلام لا يكتفي بإيمان شخص ما بالله ولكنه يطلب بإصرار الاعتراف بنبوة محمد .

- يأتى فى نفس السياق "أسلم تسلم" فهى لم تقل آمن بالله لتسلم بل فلتعترف وتخضع للمشروع المحمدى وإلا تُقتل لتؤكد معنى الإسلام كخضوع وإنقياد لمحمد ومشروعه , ليتم برمجة المسلم على ذلك من هذا التكرار المستمر لإسم محمد في الشهادة وفي الآذان وفي التحيات أثناء الصلاة وفي الصلاة علي النبي والأمر بالصلاة عليه عند سماع إسمه بل تزداد الامور محورية لتجلب معها الدهشة والتهافت عندما تصل الأمور إن الله والملائكة يصلون عليه أيضاً فهو الشفيع المُرتجي يوم القيامة .

- مشهد المؤلفة قلوبهم الذى صار فى نهج الإسلام وإحدى أسهم الزكاة تدعم رؤيتنا أن الإسلام إظهار الخضوع لمحمد والإنقياد له , فالمؤلفة قلوبهم تعتنى بإيمان و ولاء الذين يتم شراءه بالمال , ولكن هل تتصور أن الذى إنتسب للإسلام تحت الرغبة فى المال سيحمل إيماناً حقيقياً أم إيمان مدفوع الأجر بغية الإنضمام للمشروع الإسلامى المحمدى .

- المؤلفة قلوبهم جدير بالإهتمام فى الفكر والنهج الإيمانى الإسلامي البرجماتى الذى لا يعتنى بالصدق فى الإيمان والقناعة النفسية والفكرية , مما يخلق كيانات منافقة إحتيالية انتهازية, فالمسلم يعتمد نهج المؤلفة قلوبهم بالرغم إداركه أن الذى ينضم لأى فكرة تحت إغراء المال هو منافق وانتهازى ولكنه يحتفى به حال نافق وإنضم للاسلام كحال هذا اللاعب البرتغالى الذى يردد الشهادة ويخطأ مراراً فى ترديد اسم محمد , فهل تتصور انه قرأ سطرا واحدا أم إمتلأت جيوبه بالريالات ولكن فى النهاية هو مسلم وسيحظى على الحفاوة والإحتفاء ولا مانع أن تزوجه إبنتك فالمهم انه ردد الشهادتين , وهكذا يصبح الزيف والنفاق محترماً ولك أن تتأمل فى هكذا مشهد وما يخلقه من مفاهيم وسلوكيات مزيفة فى كافة مناحى الحياة فنحن نعتنى بالمظهر دون الجوهر وبالزيف دون الموضوعية .
https://www.youtube.com/watch?v=qLvBftU8GPM

-آية :(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )البقرة13:2.يفهمها أى دارس للأديان أنها تعنى البحث عن شخصية وهوية وحالة تمايزية للدين الجديد مفارقة عن الأديان الأخرى , وبالنسبة لدارس للتراث الإسلامى فسيدركها أنها قلب الطاولة بعد محاولة محمد إستمالة اليهود إليه بإعتباره إمتداد لنفس نهجهم العقائدى , فلما فشل قلب الطاولة وغير القبلة ولكن سيعنينا هنا نقطة محددة تبين أن القصة تعتنى بالخضوع والإنقياد للمشروع المحمدى فى الأساس ,فالله غير مكان القبلة ليعلم من يتبع الرسول ومن ينصرف عنه وفقاً للآية كفكرة غريبة من إله مُفترض فالتغيير يجب أن يكون رغبة وشأن إلهى خالص ولكن محمد رهن الله وقبلته بمن يتبعه أو ينقلب عليه !.

- الفروض كأعمال تنفذ رغما انفك .
هناك منهجية خطيرة فى تعبد المسلم أو الدينى عموماً عندما يمارس طقوسه كفرض وإلتزام لا يعتنى بقصة المعايشة الوجدانية ليصبح سلوك المؤمن أداء وظيفى مُبرمج عليه بعيد تماماً عن أى حالة روحية ومصداقية , فالمؤمن لابد أن يصلى ولا أهمية لحاله إذا كان يصلى شارداً أم لا فهو فرض عليه أن يؤديه رغماً عنه كذلك هو يصوم كفرض لازم الفعل فلا إعتناء بالصدق والوجدانية فى الصلاة والصوم .
المسلم يعتنى إعتناء شديد بالمظهر لينال صك الاعتماد ففى الصلاة يلزم الوضوء وكل ما يحيطه من طقس ونظام وتوجس ينتاب المسلم من إفساد وضوءه .. قد يقول قائل هل تريد أن يصلى المسلم وهو قذر غير نظيف , بالطبع لا نقول ذلك فالنظافة شئ جميل وجيد ومحترم ولكنى أشير أن نظافة الأطراف هو المُراد من هذا الفعل الطقسى ولا يعتنى على الاطلاق بنظافة القلب كحالة وجدانية مفترضة عند الإقدام على فعل الصلاة , فللمسلم أن يصلى متوضأًً ولا يهم ما يحمله فى قلبه من حقد وكراهية ولسانه من بذاءة وسلوكه من خصومة فهذا لا يدخل فى متطلبات الصلاة لنكون أمام فعل وسلوك شكلى يفتقد لأى درجة من المصداقية والتسامى الروحى .

- الإيمان قبل الأعمال .
الأديان مشروع هوية وإنتماء كما ذكرنا ولكى تتحقق هذه الهوية فهناك إعتناء بتقديم مفردات إيمانية طقسية فقط ولا أهمية لديها لترسيخ قيم مجتمع إنساني وحياة روحية فى هذا الخضم أى أن الدين يعتمد على الإيمان وتقديم صكوك الطاعة والولاء قبل الأعمال ,ففى سورة الأنبياء 94 (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنّا لَهُ كَاتِبُونَ) فهنا الإيمان أولا ليتم إعتماد الصالحات بعدها , كذلك آية سورة النساء 136( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِى نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِىَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً ) لنجد الإعتناء بالإيمان بالله ورسوله والكتاب ومن يكفر بهذا فقد ضل ضلالاً عظيماً ولا ذكر لفكرة أسبقية أعمال وسلوك الإنسان .
-آية الفرقان25: 68 ( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة .إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) هذه الآية تحدد من يكون له نصيب فى النعيم بالدعوة أولا للإيمان بالله كشرط أساسى وتُحرم أيضا القتل والزنا وهذا شئ طيب ولكن فلتلاحظ أنها لم تتخلص من فلسفة ومنهجية الإيمان أولا فمن آمن وتاب فقد تبددت أعماله الشريرة بل الغرابة أن الله سيبدل سيئاته حسنات كونه آمن وتاب ولا عزاء لمن أهدرت حقوقه على يد هؤلاء المؤمنين التائبين .
- فى الاحاديث تكون الأمور جلية ففي الحديث القدسي: ( وما تَقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَسَاءَتَه . فالإيمان بالله والخضوع والتسليم له وتقديم الفروض والنوافل يفتح الباب على مصراعيه للنعم والإعتناء الإلهي ولا إعتبار لأعمال المسلم وسلوكياته فهو تفانى فى تقديم النوافل , ويتأكد عدم أهمية الأعمال الصالحة وتقديم الإيمان عن أى أعمال حديث :" وأما الكافر فيطعم بحسناته فى الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له منها نصيب " .

- الحديث القنبلة .!
حديث رغم أنف أبي ذر أكبر إشارة لترسيخ فكرة أن الإيمان بديل عن الأعمال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض ، وهو نائم ، ثم أتيته وقد استيقظ ، فقال : ( ما من عبد قال : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ) . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق ) . قلت : (وإن زنى وإن سرق) ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق ) . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر ).الراوي: أبو ذر الغفاري خلاصة الدرجة: صحيح المحدث: البخاري المصدر: الجامع الصحيح .
يقول محمد بصراحة مؤكداً أن من قال بفمه : لا إله إلا الله دخل الجنة, حتى وإن زنى و إن سرق , وفي رواية أخرى و إن شرب الخمر يعني إرتكاب الشرور ليؤكدها ثلاث مرات وفى حديث آخر لا يقل وضوحاً يقول من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة ..أي أن قول القلب واللسان كاف لدخول الجنة حتى ولو لم يعمل القائل خيرا قط . وهذا قول المرجئة والجهمية قالوا : لو صدق بقلبه أو عرف الله فذلك كاف في دخول الجنة، ولو لم ينطق بالشهادة، ولو لم يعمل خيرا قط، قالوا : لا يضر مع الإيمان ذنب , ولا تنفع مع الكفر طاعة .

- يمكن فهم أحاديث محمد من منطلق أنه يعتنى بالمنضمين والمنخرطين فى مشروعه لييسر لهم الأمور ولا يعنى هذا أنه يقدم رخصة مفتوحة للزنا والسرقة , فدخول الجنه بناء على مقولة لا إله إلا الله فقط وليس على عمل الخير , ولكن فكرة النجاة بالإيمان وحده نزعت من المسلم أى نزعة روحية وأصابته بالغرور والعنجهية فهو مميز بالإنتساب لإيمان عن الآخرين فلا يكون متميزاً بخلقه وإنسانيته بل لكونه يردد لا إله الا الله محمد رسول الله , ليبلغ الغرور ببعضهم بالقول أن أينشاتين وباستير وفلمنج والأم تريز فى الجحيم كونهم لا يؤمنون بالاسلام ولا يهم ماذا قدموا للإنسانية .
يعني إرتكاب الشرور في الإسلام ليس بأهمية تصديق وجود إله خرافي يعيش في السماء السابعة, فالأخلاق والإنسانية ليست بذات أهمية , فالإيمان يمكن أن يحل محلها و يستبدلها, و ليس الإيمان حتى بل إعلان الإيمان أو القول بأن الشخص مؤمن .. الإيمان فى الإسلام الفضيلة الرئيسية التي تسفه كل الفضائل الأخرى وتجعلها بلا معنى, فالمسلم يستطيع أن يكون أسوأ الناس في أخلاقه وسلوكه ولكنه يضمن الجنة لمجرد أنه مسلم . وهذا يفسر لنا غياب الأخلاق وإنعدام الضمير في الشعوب الاسلامية فالكثيرون يغشون ويسرقون و ينهبون و يرتشون و يكذبون ويستبدون ولا محبة ولا إحترام للكبير ولا للمرأة وليسود الإهمال فى البيت والشارع وكل الوطن , فالكل متورط في فساد أخلاقي شائع وسائد وكل هذا رغم أن الأمم الإسلامية الأكثر تديناً في العالم , بينما فى الدول العلمانية نجد العكس تماماً من إحترام آدمية وإنسانية وكرامة وحرية الإنسان وإحترام العمل فما هو الرابط بين التدين وإنعدام الضمير وفساد الأخلاق .. السبب قابع في التعاليم الإسلامية ذاتها وفي جوهر مفهومها للأخلاق , فالإيمان بالله أصبح بديلاً للأخلاق بل وممارسة بعض الطقوس الخالية من أي معنى أصبح بديلاً للأخلاق بالإضافة للتشبه الشكلي بمحمد والحرص على شكليات السلوك بوجه عام حتى صار الناس جميعا منافقين يحيون على أرض النفاق المقدسة.

- فى المسيحية ذات الموضوع وهو الإيمان بالمسيح قبل الأعمال وإن تسربت بعض الآيات التى تعتنى بالأعمال ففى إنجيل يوحنا ٣: كل من يؤمن بيسوع سوف تكون له الحياة الأبدية . وفى رسالة بولس إلى أهل رومية : البشارة هي قدرة الله لخلاص كل مؤمن. وفى رسالة بولس إلى أهل رومية :قد بررنا بالإيمان الذي به بلغنا إلى النعمة . وفى رسالة بولس إلى أهل أفسس : قد نلنا الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان. ولكن فى رسالة يعقوب يُبرر الإنسان بالأعمال لا بالإيمان وحده : أبوسع الإيمان من غير أعمال أن يخلص؟ لا، هذا الإيمان هو إيمان ميت ".

- فكرة الإيمان قبل الأعمال متواجدة فى الإسلام والمسيحية ولا يعنى ذلك أنها أباحت الشرور والخطايا والذنوب بل هناك نهى وزجر لذلك بالفعل ولكنها همشتها , ولم تضع فى المقدمة الأخلاق والمحبة والتعايش السلمى بين البشر , فكل الأمور سيتم علاجها كالمغفرة وتبديل السيئات بالحسنات ليبقى المهم الإيمان أولا وهذا سيترك مردوده على فكر وسلوكيات المؤمن ,فالمهم أن يردد ويؤكد إيمانه ولا يهم الإعتناء بالعلاقات الإنسانية مع الآخرين أى إلتزامه بالمنظومة الإيمانية , ولا معنى للمشاعر الوجدانية والتعايش السلمى فهذه علاجها بطلب المغفرة والتوبة .

الطقوس كبديل .
- الصلاة والطقوس كفعل روتينى يبغى تسديد ديون وفواتير وليس كفعل روحي وحالة تمنح الاشباع النفسى والوجدانى فى ممارستها ليعتنى المسلم بما سيغفر له من ذنبوبه المتقدمة والمتأخرة وما سيضاف له فى رصيده البنكى السمائى .
(وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )هود/114 لهذه الآية مظهر حسن وغالباً ما يقرأها المسلم ويمر عليها كآية عادية تدعو إلى الصلاة ولكن لو تتبعنا سبب النزول كما رواه الواحدي لوجدنا في هذه الآية معاني خطيرة فهى ترمى بالخطايا والذنوب جانبا كحال "رغم أنف أبى ذر" فداء ممارسة طقس الصلاة فهو كفيل أن يصرف الإنتباه عن الحماقات والشرور فلا تكون الخطايا والذنوب ذات شأن أمام ممارسة روتينية للصلاة , فعن ابن عباس أن رجلاً أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل شيء إلا الجماع فقال : ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قلت: أجل قال: ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها مغيب في سبيل الله فقال: نعم فسكت عنه ونزل القرآن: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " فقال الرجل: أألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال : لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر.

- من فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين عن النبي انه قال :( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه - فقوله "إيماناً واحتساباً" يعني إيماناً بالله, وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها, واحتساباً للأجر وطلب الثواب فيكفى القيام ليلة القدر لتغفر له ذنوبه ليست السابقة فحسب بل اللاحقة .!

- عن يحيى بن أبي سفيان بن سعيد بن الأخنس عن جدته حكيمة أنها سمعت أم سلمة تقول : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من أهل بالحج و العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و وجبت له الجنة). مسند احمد- أى أن ممارسة طقس كفيل بمغفرة الذنوب السابقة واللاحقة ولا معنى لحضور الدين فى إرتقاء حياة وعلاقات البشر .

- عن الحسن عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من صام رمضان إيماناً و احتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .). مسند احمد
كذلك من حج لبيت الله أو صام رمضان أو حتى ليلة القدر فقط غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, يعني المسلم يسرق و يزني و يقتل و يرتكب الموبقات و المعاصي و يصوم ليلة القدر فيرجع وكأنه طفل صغير بلا معاصي !.

- هناك إغراق لا مثيل له فى التراث الإسلامى بالإعتناء بممارسة الطقوس ليصاحبها المقابل السخى لتصل الأمور إلى ما يشبه تسعيرة الأسواق التجارية فبمجرد أن تتفوه ببعض الكلمات أو تؤدى بعض الصلوات فلك كذا وكذا ولن يسع هذا البحث إيراد مافى التراث لنكتفى ببعضها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ). صحيح الجامع حديث رقم : 3838 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها و قيامها ). صحيح الجامع حديث رقم : 6405
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ). صحيح الجامع حديث رقم : 3872 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية و السنة المستقبلة ) . صحيح الجامع حديث رقم : 3805 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات ) صحيح الجامع حديث رقم : 6359 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر) . صحيح الجامع حديث رقم : 6327 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر و هي أيام البيض : صبيحة ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة . صحيح الجامع حديث رقم : 3849 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ " قل هو الله أحد " عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ) . صحيح الجامع حديث رقم : 6472 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال : سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة في الجنة ) . صحيح الجامع حديث رقم : 6429 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة و يحط عنه بها ألف خطيئة ) . صحيح الجامع حديث رقم : 2665 .
تلك التعاليم الشكلية التي تستبدل الأخلاق ببعض الطقوس الفارغة لن تمنح أصحابها شيئا سوى النفاق وفراغ المحتوى , فنيل الجوائز والمغفرة هى فى تأدية طقوس وترديد بعض التمتمات ولا يهم بعد ذلك ما سيحل من فراغ وخواء روحى وأخلاقيات متدنية .. لقد أراد محمد أن يستميل مريديه لمشروعه والرضوخ له فلا مانع من الإسراف فى الهدايا والمنح ذات الإشتراطات السهلة ولكن النتيجة ستكون بلا شك خواء المحتوى .

- شكليات الفضيلة والتمظهر الفارغ .
هذه الحالة من الخواء الروحى وإقتصار الأمور على الإعلان عن الإيمان أفرز بالضرورة حالة من الشكليات والتمظهرات الفارغة التى تعلن عن الإيمان والإنسحاق فجاءت شكليات الفضيلة متمثلة فى الحجاب والنقاب للنساء واللحية والزبيبة وتقصير الثوب للرجال .
شاع الحجاب بين النساء المسلمات تحت مسمى أنه فرض بالرغم الجدل فى هذا الشأن وأنه لا يخص الحرائر , لينتصر أصحاب أنه فرض وفريضة لتتحجب النساء باحثة عن صك العفة والفضيلة فى البداية ولكن بعد شيوعه فقد هذا الصك معناه ليقتصر على كونه فريضة أو زى شعبى مفروض , ولكن هل منح الحجاب العفة والمصداقية للفتاة كما يشاع فأليست الأخلاق والفضيلة والعفة ليس لها أى علاقة بقطعة القماش هذه..أليس هو تقليد وفرض يطلب التحقق فقط ولا يهم إطفاء وإكتساب أى معنى من هذا التمظهر .

- ذقن وزبيبة .
يدعم الإسلام التشبه الشكلي بمحمد وهو مظهر آخر من مظاهر الفضيلة الشكلية . فلا أحد يهتم بالتشبه بصفات حميدة كون الإسلام دين يُعظم من الشكل وإظهار الخضوع والإمتثال ,ففي الإسلام يعتبر تقليد النبي محمد في شكله ومأكلة ومشربه وتبوله ونكاحه وكلامه ومظهره فضائل أخلاقية, يعني إطلاق اللحية وحف الشارب والملبس القصير وغيرها من تفاهات لا تثرى الإنسان تصير ذات شأن ونلمح هذا المفهوم فى سورة الفتح 29 ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) لتعتنى بها مجتمعاتنا المزيفة التى تتمرغ فى السطحية والمظهرية لتجد إحترام وتقدير لكل من أطلق لحيته وتحلى بزبيبة كبيرة وتلك المنقبة التى تغطى وجهها أفضل من المحجبة وإن كانت هذه الظواهر فى سبيلها للانحسار بعد ان أثبتت التجارب الحياتية أن هذا لا يعنى الاخلاق والسلوك القويم .. كل هذا يسطح الأخلاق في الإسلام ويجعله بلا قيمة وبالتالي يُعلم الناس الزيف وممارسة النفاق دون خجل .
المعتقدات الدينية تُنتج مجتمعات بشرية مختلة وجوديًا ,كوجود غير متوافق مع الماهية .. إنسان خائف منافق أو دُمية بشرية وذلك لأنها لا تهتم بقناعة الإنسان بأطروحاتها ولا بصفاء الإنسان ورقيه بل الإهتمام بقبوله وإنسحاقه وخضوعه لها!

- يرهب الاسلام المسلمين من التفكير في ذات الله, يجرمهم عند تخيل هيئته رغم ما ثبت في كتبهم من تجسيد الله في بعض من صفاته كالوجه والساق واليد وخلق آدم على هيئته كذلك حركاته كالنزول الى السماء الدنيا والإستواء على العرش ..ولكن الطبيعة البشرية ترغم الإنسان على التخيل في مثل هذه الحالة فتكون النتيجة صراع ذهني و نفسي ينتهى عند الجمود والتحجر الذى يخلق ذهنية جوفاء متصحرة من هذا التعنت الشديد .
يجب على المؤمن أن يراقب نفسه في كل شيء فهو مُرغم ألا يتخيل, ومُرغم أن يَقبر كل بصيص فكرة مهما كانت منطقية طالما أنها نهج السلف, عليه أن ينكر نفسه ويلعن أفكاره وتخيلاته وخواطره وحتى ابتكاراته ويسميها وساوس بينما نجد الأديان التى سمحت بهامش من الحرية فى التخيل ومنحت تابعيها فسحة من الخيال إستطاعت أن تحظى على قبولهم لها بالرغم أن تلك الأديان مُثقلة بالمثيولوجيات الخرافية .

- تحريم الإسلام للفنون وخاصة الفن التشكيلى قتل فى نفوس المسلمين الحياة والروح والجمال والتفاعل , فالفن التشكيلى ليس عملاً إبداعياً فنياً فحسب بل ثراء انسانى ووعى بالحياة والجمال من خلال الخط واللون وتصدير واستقبال المشاعر والإحساس بصورة ترتقى بالإنسان وتخلق أمامه مجال فسيح من التواصل والتأمل والتفاعل , فالإنسان إمتلك الوعى من الصورة وتركيبات الصور بل كل الأساطير الدينية هى تركيبات لصور .

- إن معاداة الفكر الدينى للموسيقى والغناء وتحريم بعض الذبذبات الصوتية كون الموسيقى والغناء ترقرق مشاعرنا وتمنحنا السلام والسعادة ومتعة وجمال الحياة ,أما الدين فهو منظومة تعتمد على التذكير بالموت وحضوره فمنها يستطيع أن يؤثر ويُهيمن ويُمرر خرافاته لذا يريد الفكر الدينى عسكرة الإنسان فى معسكر الموت وتجييش وجدانه فى منظومتها ومشروعها العسكرى ومن هنا ينتفض رجال الدين عند تصاعد أى منظومة داعية للحياة كشئ يقوض من منظومتهم .

- فلسفة العصا والجزرة هى الخوف والرشوة ولا معنى ولا قيمة للأخلاق فى ذاتها , فالمؤمن يفعل الخير ليس لقيمة الخير فى ذاته ولا يُقدم على الشر من قبح الشر بل خوفاً من الإنتقام والعذاب مما يخلق سلوكيات مزيفة منافقة ذات منحى برجماتى صِرف لا تتم عن وعى وإقتناع , بينما اللادينى والملحد يمارسا الأخلاق عن قناعة بقيمة الأخلاق والانسان فأنا أرفض السرقة ليس لأن هناك إله يعد شواية لى فى جهنم بل من منطلق أننى عندما أسرق فيعنى هذا إغتصاب أمان وسلام الآخرين فقد أسرق مال أحدهم كان ينوى ان يقدم به طعام وهدية جميلة لإبنه أو زوجته لأجهض فرحة وحلم وأغتصب أمان وأمنيات .. لا أعرف هل هذا الكلام سيقنع المتدينيين الذين يعتقد شديدى الغباء منهم أن الملحد إنسان ليس لديه قيمة يحافظ عليها طالما لفظ الإله وعصاه .

- المسلم لا يفعل الخير من أجل الآخرين بل من أجل أن يرضى عنه الله ويمنحه الجنه والمتعة ويقيه عذاب النار فهو لا يساعد الفقير تعاطفاً مع إنسان يحتاج للدعم بل لو تسلل فى قناعاته أنه يعمل الخير للمحتاج ليراضى هذا الإنسان فهنا فقد ثواب عمله!فالمفروض أن يكون فعله لمراضاة الله فقط ( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) سورة البقرة 265 - ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) سورة التوبة 104- ( وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ) سورة البقرة 272..هذا الإيمان الغريب الشاذ الأناني ينزع من المسلم أى مشاعر إنسانية ليحل مكانها أداء باهت روتينى يرمى للزيف ويبغى المصلحة فقط فهو ينظر لمراضاة الله وما يضاف إلى رصيده البنكى السمائى .

- الإسلام يخاطب النزعات الإنتقامية الثأرية فى الإنسان ليتفرد بهذه النزعة الموغلة فى القسوة التى تحقق الإنتقام والثأر وإشفاء الغليل بالإنتقام القاسى فلا يكون الدين هنا ذو منهجية لبث الهدوء والسلام بل تجعل تابعيه فى حالة هياج تبحث عن إشفاء الغليل ولتعلم أن كل المؤيدين لحضور المشروع الإسلامى هم باحثون عن الوحشية والقسوة والرغبة فى الإنتقام والثأر لتجدهم يرددون دوما شرع الله الداعى القصاص والإنتقام العلنى من المخالفين بتلك الحدود الموغلة فى القسوة ويهللون لمقولة رحماء بينهم أشداء على الكفار ..يمكنك تلمس فكرة الإنتقام والثأر فى الكثير من النصوص الإسلامية التى تدعو إلى إشفاء قلوب المؤمنين وعدم الرحمة مع المخالفين والخارجين عن المشروع من قوله ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم ).

- لن نعرف إنسانية وتحضر ورقىّ إلا بتوقف قوى وجرئ أمام الموروث والثقافة الدينية والإنتباه لكل القيم والمفاهيم التى يتم تصديرها .

دمتم بخير وعذرا على الإطالة .
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ سامي لبيب المحترم
nasha ( 2019 / 10 / 20 - 21:10 )
تقول:
,فالإحساس الوجدانى هذا وهم كبير ولكننا نأمله فهو أفضل من البرمجة الإنسانية الخالية من الإحساس , فهذا يشبه مشاهدة تمثيلية والتعاطى معها كصور تتحرك فقط بلا إحساس وتفاعل معها ,لتفقد الحياة معناها وقيمتها عندما تتبرمج بدون مشاعر لتخلق شخصية جافة فارغة خاوية تتحرك فى إطار الأوامر والنهى والزجر لينتهى بها الحال كحالة بيولوجية بلا مشاعر

قولك هذا ينطبق عليك تماما أليس كذلك؟؟؟
هذأ تناقض واضح !!! من جهة تقول الإحساس الوجداني وهم ومن جهة ثانية تقول الحياة بلا إحساس تفقد معهناها وقيمتها!!!!!
سؤال:
هل وجدانك واحساسك بالحياة وهم أم حقيقة له معنى ويعطي قيمة للحياة؟ ممكن من فضلك تجاوب على السؤال وترسو على رأي واحد؟ هذا ازدواج يا استاذ!
تحياتي


2 - الحجاب و الإسلام السياسي
بارباروسا آكيم ( 2019 / 10 / 20 - 21:32 )
إقتباس ..

شاع الحجاب بين النساء المسلمات تحت مسمى أنه فرض بالرغم الجدل فى هذا الشأن وأنه لا يخص الحرائر , لينتصر أصحاب أنه فرض وفريضة لتتحجب النساء باحثة عن صك العفة والفضيلة


العكس هو الصحيح

فالحجاب كان فرضاً على الحرائر أما الإماء فكان يمنع عنها الحجاب و تضرب على رأسها و المسلمون سنة و شيعة متفقين على ذلك

لذلك حينما يأتي حثالات الأرض في الإسلام السياسي سنة و شيعة و يفرضون الحجاب قهراً على النساء تحت عنوان أنه مقياس للفضيلة
فهذه أكبر كذبة في التاريخ

و أنا أتحداهم و أتحدى خالقهم أن يأتوني بنص يقول بأن الحجاب تم تشريعه لأنه علامة لعفة المرأة

و التحدي مفتوح للجميع من ابو بكر البغدادي و خامنئي إلى أصغر صبي يتعلم في زوايا الكتاتيب في قندهار

تحياتي و تقديري


3 - أحترم مصداقية المشاعر بغض النظر عن صحتها أو خطأها
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 20 - 22:09 )
أهلا أخ ناشا
ترى أن هناك تناقض فى قولى الإحساس الوجداني وهم,وقولى الحياة بلا إحساس تفقد معناها وقيمتها.
لا تناقض فأنا أرى مايقال عنه إحساس وجدانى فى الحالة الإيمانية هو وهم وتهيؤات وحالة نفسية ملتبسة غير مفهومة لدى المؤمن فهو يخلق راحة نفسية وينسبها للحالة الإيمانية لذا وصفتها بالوهم ولكنى لا أنفى وجود هذه الحالة الوجدانية كحال المسيحية التى تعيش أجواء أن العذراءتجلت لها فهى تحكى عن حالة وجدانية إنتابتها وهذا لايعنى صحتها ولكن لايعنى هذا عدم إحترامى لمن تنتابهم بعض الحالات الوجدانية والصوفية عند الصلاة او زيارة الأمكان المقدسة مثلا بالرغم كونها أوهام إلا أنهم صادقين مع أنفسهم وهذا ما يهمنى.
أنا أتحدث ياناشا عن المصداقية لأتذكر قرارى التوقف عن الصلاة وأنا صبى لأننى كنت كالريكورد بلا مصداقية ولا تركيز ولا وجدان بالرغم أننى كنت أرى بالفعل من يعيشون أجواءوجدانية لأشك فى نفسى أن الشيطان يلتبسنى كما قال أبى .
أقول أننى أحترم المشاعر الوجدانية حتى لو كانت خطأ شريطة أن تعبر عن مصداقية الإنسان.
تسأل عن وجدانى وإحساسى بالحياة لأقول أننى من أخلق أحاسيسى ووجدانى لأجعل للحياة معنى فالحياة بلا معنى


4 - أعتذر فقد أخطأت فى الكتابة
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 20 - 22:47 )
أهلا أستاذ بارباروسا
تتوقف أمام قولى :(شاع الحجاب بين النساء المسلمات تحت مسمى أنه فرض بالرغم الجدل فى هذا الشأن وأنه لا يخص الحرائر , لينتصر أصحاب أنه فرض وفريضة لتتحجب النساء باحثة عن صك العفة والفضيلة)
ترى خطأ قولى أن الحجاب لا يخص الحرائر , وقولك صحيح وهذا خطأ منى فى الكتابة أعترف به وأعتذر عنه , فالحجاب كان يخص الحرائر وليس الأماء وقد تناولت هذا فى إحدى مقالاتى التى كانت تخوض فى أصل الحجاب لأذكر الآية وتفسيرها وأسباب تنزيلها وفق كتب التراث بأن النساء الحرائر كن يتعرضن للتحرش فى الخلاء عند قضائهن الحاجة , فجاءت فكرة الحجاب حتى لا يتعرضن للإيذاء من الشباب الصعاليك , ولأضيف أن عمر بن الخطاب كان يضرب الأماء التى تتحجبن وينزع الحجاب عن رؤوسهن , فكما ذكرت حضرتك أن الحجاب ليس للعفة ولا يحزنون بل لتمايز الحرائر عن ألأماء ,
أعتذر مرة ثانية عن خطئي.


5 - رغم أنف ابي ذر
nasha ( 2019 / 10 / 20 - 22:48 )
تقول:
أقول أننى أحترم المشاعر الوجدانية حتى لو كانت خطأ شريطة أن تعبر عن مصداقية الإنسان.

حتى لو كانت خطأ !!!!
هل يوجد شرط واستثناء في الخطأ؟
هذا معناه أن الإنسان الصادق حتى لو كان مجرم وظالم انت تحترمه !
يا استاذ سامي صدقني انت نفسك لا تعرف ماذا تريد !!
مرة أخرى تعريفاتك للمفاهيم مشوشة وغير دقيقة.
احترم إنسانيتك واعرف جيدا انت انسان تحب الخير للجميع ولكن دعوتك للخير والتنوير مهزوزة لانها لا تستند على معيار او أساس منطقي مقبول.

ما هو معيار الخطأ والصواب عندك؟ انت لا تملك اي معيار. احساسك الذاتي غير مقبول كمعيار لأنك لا تملك سلطة موضوعية.
تحياتي مجددا


6 - أحترم خطأ المشاعر والأفكار من باب حرية الإنسان
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 20 - 23:17 )
أهلا بالمشاكس الكبير ناشا ولكن المشاكسة لا تعنى إنتقاء الكلمات كحال لاتقربوا الصلاة بل من فهم الموضوع إجمالا.
تتوقف عند قولى :(أننى أحترم المشاعر الوجدانية حتى لو كانت خطأ شريطة أن تعبر عن مصداقية الإنسان)لتستنكر قولى حتى لو كانت خطأ.
ياأخى لن تجد تسامح إنسانى وفكرى إلا لدى الملحد فأنا أرى مصداقيتك فى التضرع أمام أيقونة العذراء وما تعبر به عن مشاعر وجدانية..أنا أحترم مصداقيتك إذا كنت صادق فى تعبيراتك ولست ممثلا أو مُدعيا لأحتفظ فى نفسى بأنها خاطئة ووهم.
ثم تعالى هنا فأنت بإستنكارك لقولى حتى لو كانت خطأ جعلت من كل إنسان هو المقياس والمعيار للخطأ والحقيقة!
شوف ياعم ناشا أنا أنقد الإيمان والأديان بقوة وضراوة كما تعلم ولكنى على إستعداد للدفاع بقوة عن حق كل إنسان دينى فى الحفاظ على إيمانه ,ومستعد أيضا للدفاع عن كل دينى يضطهد دينه ,فماذا تفهم من ذلك؟هل مفاهيمى مشوشة أم أن أفكارى واضحة وجلية ولكن أؤمن بحرية الفكر والإعتقاد حتى لو كان خاطئ..أظن الأمور بسيطة عندما تتعامل معها بفكر إنسانى ولكن للأسف الدينيين يفتقدون هذا الحس فهم أصحاب الحقيقة المطلقة ليتعاملوا بمفاهيم الإقصاء والعزل والتمايز.


7 - تحت الاختبار
على سالم ( 2019 / 10 / 21 - 02:09 )
اهلا استاذ سامى ومقال اسلامى اخر فى الغويط , انا كنت لما اقرأ ( ان الله وملائكته يصلون على النبى , يايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) كنت احس بالغيظ والقرف من هذا الاله الضعيف الذى يحس بالرعب والخوف من محمد ودائما يتقى شره , المعروف جيدا ان المدعو ابو ذر الغفارى كان صعلوك كبير ولص محترف بل هو كان رئيس عصابه الصعاليك المتوحشه لذلك نرى ان الذى كان يسمى نفسه رسول الله كان يقول عنه دائما الصحابى الجليل ابو ذر رضى الله عنه وارضاه ؟ كنت فى مرحله المراهقه فى حاله شك كبيره فى محتويات الاسلام كعقيده بدويه مخربطه , فى مره قرأت فى احدى كتب الفقه الاسلامى ان من يقرأ سوره الفاتحه الف مره اكيد سوف يظهر له محمد فى المنام فى تلك الليله, فى احدى الليالى قررت ان اختبر هذا الاله الماكر واقرأ سوره الفاتحه الف مره مهما كان هذا شاق , وقد كان وربما اخذت منى القرأه الف مره مايقرب من ست ساعات متصله سوداء , بعدها ذهبت لكى انام لكى ارى الرسول فى المنام , حقيقه استيقظت فى الصباح ولم ارى وجه هذا المحمد الاغبر ابدا بل كانت ليله مزعجه كلها كوابيس , بعد هذا الاختبار الصعب عرفت كميه العك فى هذا الدين البدوى


8 - الي سامي وبارباروسا 1
محمد البدري ( 2019 / 10 / 21 - 06:57 )
اخي العزيز سامي
الكثير ان لم يكن كل ما في الاسلام يسطح الأخلاق ويجعل الانسان بلا قيمة لان الزيف المضلل في فكرة وجود خالق يعفي الانسان من انسانيته حيث يكفية ممارسة الطاعة والتسليم لينال رضا ذلك الخالق. اليس هذا هو لب فكرة الاستبداد بكافة اشكاله قديما وحديثا؟
نقد الدين خاصة الاسلام، ونقد فكرة الله عامة، هو بداية التحرر لتحقق ملكييه الانسان لذاته وليس فقط لعوائد السوق كما يحصرها الاخوة الماركسيين بناءا علي قول ماركس الذي مللنا من تكراره.
انها المسؤولية التي تخلت عنها الانسانية عندما ظهرت فكرة الله الواحد الاحد المدمرة.
اخي العزيز بارباروسا
عندما رافض ابن الخطاب غطاءا يستر الامة وحصره فقط في الحرة كان ذلك مدعاه لان يثور عليه اهل الجزيرة العربية ويقتلوه لو انهم اصحاب شرف ونخوة، لان ابن الخطاب كان مدلسا ومضللا وجعل من مفاهيم السوق التجارية شريعة. لكن المجتمع ذاك وقت ذاك كان برجماتيا تخجل منها برجماتية العالم الراسمالي الحالي وتجاريا بافدح من اي تجارة.
ابن الخطاب اصدر تعاليمه تنشيطا لسوق الجواري لان العري سيكشف مفاتن من سيتعرين من الاماء كسلعة في السوق. سلعة متجولة تتبختر ذهابا .. يستكمل


9 - الي سامي وبارباروسا 2
محمد البدري ( 2019 / 10 / 21 - 06:57 )
وايابا امام زبائنها في السوق الاسلامي. اليس السوق مصدر الهام لكل ايات القرآن، ولان السوق يحتم اقتناص السلعة بافضل سعر مرجحا القدرة المالية لحيازتها فقد اصبحت القدرة بالقوة والسلاح وسيلة لاقتناص كل منتاجات الارض، اينما وصل اليها البدوي، لهذا كان الغزو عندما نضبت اسواق قريش ويثرب مما يشبع اهلها.
انها ثقافة وعرف مجتمعات بدائية ادعت ان صاحبها جاء ليتمم مكارم الاخلاق بينما كان الرجل يضع لبنات الانحطاط ونرسيخ قيم الجهل والعبودية والتسليم بقيم السوق الغير متكافئ مدعيا بان نصوصه تحمل ما لن يضل بعدها احدا، ولهذا انا لا استشهد او احاور الاسلاميين بتحديهم ان ياتوا بما يثبت وجه نظري انما اقيس اقوالهم وافعالهم باطلاق في ضوء المعرفة الحديثة التي ضلل الاسلام البشرية بل وضللت الديانات العبرانية كافة الانسانية بها.

تحياتي لكما واعتزازي بصداقتكما وكم انا سعيد بما تكتبانه


10 - إذا كان تسامحك وانسانيتك اوهام فما قيمتها؟
nasha ( 2019 / 10 / 21 - 08:39 )
تقول:
ياأخى لن تجد تسامح إنسانى وفكرى إلا لدى الملحد
يا سلام هههههههه
ومن أين جئت بهذا التسامح الإنساني ؟ ما هي المبررات المنطقية لهذا التسامح والانسانية؟
الست انت القائل أعلاه
فالإحساس الوجدانى هذا وهم كبير:
تقول ايضا:
ثم تعالى هنا فأنت بإستنكارك لقولى حتى لو كانت خطأ جعلت من كل إنسان هو المقياس والمعيار
للخطأ والحقيقة!
قولك هذا ينطبق عليك تماما ... انت لا تعترف بموضوعية الإحساس الوجداني
فإذا كان الإحساس الوجداني وهم و غير موضوعي كيف تفسر احساسك الوجداني أن لم يكن مقياس نسبي يتبع أهوائك الذاتية والتي تصفها انت بذاتك( بالوهم الكبير.
انت متناقض يا اخ سامي كتاباتك غير منطقية بالمرة.
تقول ايضا:
أهلا بالمشاكس الكبير ناشا ولكن المشاكسة لا تعنى إنتقاء الكلمات كحال لاتقربوا الصلاة بل من فهم الموضوع إجمالا
اذا كان موضوعك كله مبني على مغالطة فلسفية منطقية فما قيمة باقي الكلام؟
إذا كنت تعتبر الإحساس الوجداني والشعور الإنساني وهم فما معنى كتاباتك
هل أنت تبيع اوهام وخداع لقرائك؟
تحياتي


11 - الأيمان و الأعمال ثنائية الطوائف المسيحية
بارباروسا آكيم ( 2019 / 10 / 21 - 12:11 )
بالنسبة للإيمان و الأعمال
يجب أن أوضح نقطة بالنسبة لتقديم مارتن لوثر للأيمان على الأعمال
توجه البروتستانت للإيمان دون الأعمال له ظروفه الموضوعية بالإضافة الى النصوص لأنه كان لابد من الثورة على الكنيسة الكاثوليكية ، و لذلك فأنت تجد بأن النبلاء و الفلاحين سواء بسواء قد ساروا خلفه
فالقبول ولو بحد الأدنى من قاعدة الإيمان و الأعمال كان يعني بشكل أو بآخر الإعتراف بشرعية الكنيسة

الأستاذ حامد عبد الصمد يشرح الأوضاع في ألمانيا في العصور الوسطى

https://youtu.be/aRNGEnyUXmk


أما بالنسبة للأرثوذكس فهم يقولون بثنائية الإيمان و الأعمال

و هناك كتاب ألفه شخص مصري إسمه عوض سمعان
يشرح فيه ثنائية الأيمان و الأعمال

ملاحظة : كان لظهور البروتستانتية ثلاث خصال إقتصادية
1. إنتهى العمل غير المأجور ( السخرة )
2 . بداية النهاية لعصر الإقطاع و ظهور الرأسمالية
3 . بداية التخلص من نظام العبودية

وهذه الثلاثية الإقتصادية شكلت الملامح الأخلاقية للفكر الأوربي الحديث و المعاصر
و بالتالي هيئت الفرصة للثورة البرجوازية

تحياتي و تقديري


12 - سأبوح لكم بسر هذا المقال , فهل أنا على خطأ ؟
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 21 - 12:22 )
دعنى أخاطبك بالصديق أستاذ على سالم فهناك أشياء كثيرة تجعلنى أحس بصداقتك.
حسنا فصداقتك تجعلنى أبوح بسر هذا المقال..فأنا كنت فى حيرة من أمرى فقد ودعت فضح الإسلام من مدة معتنيا بتقديم قضايا فكرية وفلسفية مقتصرا نقد الدين على إنتهاكه لإنسانيتنا ولكن هناك ما إستدعى إستحضار كتاباتى القديمة الفاضحة للإسلام ودهاليزه وسراديبه..إنه المدعو بشاراة أحمد فقد إستفزنى بشدة فى مداخلاته بالفيس فى مقالى السابق من أطنان السب والإساءة والإزدراء لشخصى فلم يخلو سطر واحد من سبه وكراهيته المقيتة,لتنال أنت والأستاذ سيد مدبولى قسطا من السب والإساءة,لأقرر الإنتقام منه بطريقتى فلن أنزل لمستواه لأبادله السب بل سأؤلمه بشدة عندما أستحضر كتاباتى التى تفضح إسلامه ومن هنا قررت أن أعيد كتابة مقالات تجعله يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه.
لقد كان لى تعامل بهذا النهج معه سابقا عندما أعدت تجميع كتاباتى عن تناقضات القرآن لأنشرها ثانية خصيصا له فلم يستطع هذا القذر الرد ببنت شفه ليخرس ويبتعد,وفى هذه المرة أجهز له مجموعة مقالات هتعقده فى عيشته وعيشة أهله.
ينتابنى إحساس بخطأ ما سأقدم عليه فهو إعطاء قيمة لمن لا قيمة له ولكنه إنتقامى .


13 - الأخ محمد البدري المحترم
بارباروسا آكيم ( 2019 / 10 / 21 - 13:41 )
الأخ محمد البدري
النقاب بحد ذاته ليس إختراعاً إسلامياً بل كان أشبه ما يكون بزي شعبي فرضته ظروف المناخ الصحراوي
من شمس حارقة و عواصف ترابية

فها هو الشاعر
المُثقِّب العَبدِي
وهو من البحرين و عاش في فترة قريبة جداً من ظهور الإسلام
يقول :
ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وسَدَلْنَ أُخْرَى ●-;-●-;-●-;- وثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ لِلْعُيُونِ

الوَصْوَصُ: ثقبٌ في السِتر ونحوه على مقدار العين يُنْظَرُ منه. والوَصْواصُ: البُرقعُ الصغيرُ.

يعني النقاب كان معروف في الجزيرة قبل الإسلام

و لكن فيما بعد جعله محمد زياً خاصاً بالحرائر
أما الإماء فكما قلت أنت بأنها ( سلعة )
و بالمناسبة كتب الفقه تسمي الأمة و العبد سلعة
و لذلك فالسلعة و البضاعة يجب أن تكون منظورة للمشتري
فجعلوا عورة الأمة بين ساقيها فقط

تحياتي و تقديري


14 - هناك ترويض ومكيجة للإسلام , فهل نكف عن النقد ؟
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 21 - 16:29 )
أهلا أستاذ محمد البدري
دوما مداخلاتك قوية ثرية تجلد وتصفع العقول الغافلة لذا إما يسبك الدينيين أو يهربون من أمام وجهك.
تناولت حضرتك قصة الحجاب لتعرى التراث الإسلامى من مكياجه فالأولون لا يعرفون قصة العفة والفضيلة فالموضوع تمايز ولتبقى الاماء عرايا للشارين.
أود طرح موضوع حيوى للنقاش فأنا أرى أن المسلمين روضوا الكثير من تراثهم أو قل وضعوا له مفاهيم مغايرة,فغالبية المسلمين مثلا لايعرفون قصة الحجاب للتمايز ليرتبط فى أذهانهم بالعفة والفضيلة التى إختلقها المحدثون فهل نكف عن نقد التراث.
كذا لم نعد نجد مسلمين يتكلمون عن الشريعة ولا قتال الكافرين أينما وجدوا بل غالبية المسلمين لايعرفون شيئا عن الشريعة وفقه وفرض الجهاد فهل ننقد التراث بالرغم من عدم حضوره فى الفهم والوعى وتجاوز حداثة العصر تلك المفاهيم والسلوكيات القديمة؟
نعم هناك ثمة ترويض للإسلام أو قل للدقة هناك تزييف واضح لخلق إسلام غير متصادم فهل هذا يعفينا من النقد.
أرى أهمية النقد لأن الإرث القديم مازال حاضرا بواسطة السلفيين كذا لابد من فضح الزيف والغش وإختلاق مفاهيم مراوغة بغية التجميل كقصة أن الحجاب للعفة والفضيلة مثلا .فما رأيك؟
تحياتى


15 - أحاسيسى تستند لواقع موضوعى بينما أحاسيسك وهم
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 21 - 21:06 )
الأخ ناشا
لا أجد ماأضيفه فقد أوضحت رؤيتى ومواقفى فى مداخلاتى السابقة ولكن هناك إصرار على العودة لنقطة الصفر.
لتنتبه فقولى أن الإحساس الوجدانى وهم كبير فهذا الكلام يخص الأحاسيس الدينية فلا تعمم.
بالطبع أحاسيسى ومشاعرى نسبية وذات زاوية رؤية وتجربة محددة وتتأثر بالظروف الموضوعية المادية المحيطة بل البيئة المادية هى التى تشكلها وتنحتها لذا لا يمكن القول بأنها وهم لأن لها أساس وجودى فى وجودها فلا تخلط وتعمم الأمور ,فإحساسك بالعذراء وهم بينما أحاسيسى هى نتاج واقع موضوعى فلا معنى لكلامك أنى أصدر أوهامى وأخدع قرائى فأنا أعبر عن أفكار ورؤى وإحساس يستند لواقع وعقل ومنطق وعلم بينما حضرتك كونك دينى فأنت مازلت تصدر الوهم فما تقدمه من فكر وإحساس ووجدان ليس له واقع ولا وجود إلا فى مخيلتك ووهمك.
تقول:(إذا كنت تعتبر الإحساس الوجداني والشعور الإنساني وهم فما معنى كتاباتك)للمرة الألف أقول:ألإحساس والشعور الإنسانى وهم فى الحالة الإيمانية لتكون لكتاباتى معنى فى فضح هذا الخداع,عليك أن تثبت أن إحساسك ليس وهم
تسأل من أين جئت بتسماحى الإنسانى لأقول من تجربة إنسانية طويلة من حقوق الإنسان وحرية الفكر والإعتقاد.


16 - حرية الفكر عندك ادعاء اجوف
nasha ( 2019 / 10 / 22 - 00:52 )
هذه تبريرات ترقيعية وانت تعرف ذلك جيدا ، بدلا من الاعتراف بالخطأ الذي ترتكبه دائما تمتطي العلم وتهاجم المثالية لتغطية تناقضاتك.
شئت أم ابيت الإحساس الوجداني والشعور بالانسانيةحقيقة قائمة لدى كل إنسان بغض النظر عن انتمائه الفكري ، وليست وهما كبيرا كما تزعم دائما.

تناقضاتك فضيحة بكل المقاييس ولا تستطيع تبريرها بفكرك المادي الجاف القاحل.

كتاباتك كلها كتابات سياسية لا تمت للعلم وللفلسفة بأي صلة. انت تكتب باندفاع عاطفي لفئتك وانتمائك السياسي.
وبنفس الوقت تقول:

- لقد فقد الدين معناه المُفترض كحالة وجدانية يتعايش داخلها الإنسان ليقتصر على كونه هوية وانتساب لجماعة بشرية بدون تلك الحالة المتوهمة لثراء وجدانى روحى وسمو

والواقع يقول:
المسيحية سمو أخلاقي وثراء وجداني ولم تفقد معناها كما تدعي زورا وبهتانا
تحياتي


17 - نداء عاجل للاخ ايدن
محمد البدري ( 2019 / 10 / 22 - 06:42 )
اين انت يا ايدن، لقد طال انبطاح nasha علي الكنبة الخلفية في الاوتوبيس
ولم يعد من حل سوي حضورك المنتصب بافكار تريح الاخ ناشا من لوثته


18 - الي nasha مرة اخري
محمد البدري ( 2019 / 10 / 22 - 07:33 )
اعتقد ان علي nasha البحث عمن يمكنه وضع حد لحالة الهياجان المازوشي عنده فالاستاذ ايدن لم يعد له مارب في التعامل مع nasha.
فحسب مقالته الاخيرة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=653156
اصبح nasha وكانه بانبطاحه علي الكنبة الخلفية في الاوتوبيس يشبه من هم في انتظار جودو


19 - الأخ ناشا المحترم
بارباروسا آكيم ( 2019 / 10 / 22 - 12:09 )
الأخ ناشا

طبعاً هناك ثنائية العامل الأخلاقي و الإقتصاد أو الإقتصاد و العامل الأخلاقي

لكن بالنسبة للسيد المسيح و حينما بدأ يصبح نبياً بدأ يفقد أخلاقه تدريجياً

و الحمد لله إنه مات قبل أن يفقد أخلاقه كلياً
و إلا لكنا سننتهي بكارثة شبيهة بكارثة رسول الإنسانية عليه الصلاة و السلام و كان راح يطلع عين الي خلفونا أكثر مما هي طالعة اليوم

لاحظ إن المسيح قبل أن يصبح نبياً كان نجاراً يعيل نفسه و عائلته و لكنه حينما أصبح نبياً صار عالة على المجتمع
لا يعمل و يعيش على التبرعات

إذن العامل الإقتصادي له دور في تشكيل الأخلاق

تحياتي و تقديري


20 - رأي شخصي في المسيح
بارباروسا آكيم ( 2019 / 10 / 22 - 12:28 )
للعلم يا إخوان

أنا أحب السيد المسيح و أحترمه
لأنني أعرف بأن الرجل قدم أكثر ما يمكنه في مجتمع ظالم

و هذا الكلام لا أقوله تملقاً لأحد و لكن بقراءة واقعية للوسط الإجتماعي و المحيط الثقافي

صدقاً أقولها .. الرجل قدم أفضل ما يملك

و لكن حياته أيضاً يجب أن تكون خاضعة لدراسة نقدية كما حصل في الغرب
و ليس تسليم إيماني على قاعدة سمعنا و أطعنا
تحياتي و إلى الملتقى


21 - للمرة الألف إحساسك الإيمانى وهم يستحيل إثبات وجوده
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 22 - 13:03 )
الأخ ناشا
لن أقول أريد إنهاء هذا الحوار العبثى الذى أراه يعبر عن موقف حاد تجاهي يبغى التقليل والتشويه,فيكفى القول ما شأنك بأرائى فلك أن تنتقد موضوعى الذى لم تقترب منه,ولكن لا بأس فأنا لا أخجل ولا أواري شئ فقد أوضحت أفكارى وأرائى جيدا وعدة مرات ولم ترد عليها لتلجأ للتكرار واللف والدوران فمثلا تقول:(شئت أم ابيت الإحساس الوجداني والشعور بالانسانيةحقيقة قائمة لدى كل إنسان بغض النظر عن انتمائه الفكري،وليست وهما كبيرا كما تزعم دائما)
أقولك ثور تقول نحلبه,فللمرة الألف أقول أن قولى أن إحساسك الإيمانى وهم خاص بالحالة الإيمانية فلا تعمم,فإحساسك بحلول العذراء أو بركة الزيت المقدس أو التناول ألخ مثلا هو وهم إختلقته فى ذهنك فهل تستطيع إثبات أن إحساسك هذا له واقع موضوعى مُدرك ملموس يمكن معاينته وتجربته؟
أنت تلعب فى ملعب ليس ملعبك فستخسر كثيرا,فما تقدمه من فذلكة لن تجدى لإثبات أن الإيمان حالة وجدانية حقيقية,فألف باء إيمان هو عزل العقل والمنطق والعلم عنه والتصديق فقط والإيحاء الوجدانى المزيف بديلا.
أنا مستعد للحوار معك للعام القادم شريطة أن تقدم فكر موضوعى ذو ملامح وأن تكف عن السخرية والإزدراء.
سلامى


22 - أحترم مصداقيتك وموضوعيتك وثقافتك ونزاهتك
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 22 - 17:27 )
تحياتى أستاذ بارباروسا مجددا
فى كل مرة يزداد إحترامى وتقديرى لموضوعيتك ومصداقيتك وثقافتك ونزاهتك الفكرية لأشهد حالة تطوريةمتسارعة مذ يوم ما عرفتك وهذا شئ يحسب لك كونك تطور نفسك بجهدك الخاص.
هناك فرق كبير بينك وبين ناشا وسامى سيمو بالرغم أن الخلفية المسيحية تجمعكم,فهما يطوعان معرفتهما للتلفيق وليبقى الوضع كما هو عليه بدون أى محاولة للتطوير.
عرضت جزئية الإيمان والأعمال فى الإسلام والمسيحية لأسجل مواقف مذاهب مسيحية فى التعاطى مع هذه الجزئية أى هناك فكر متواجد أصلا ولم أخترع رؤى,فيهمل ناشا هذه الجزئية ويرفض سيمو أى مساس لتقدم حضرتك بموضوعية هذا الخلاف العقائدى وتخوض فى أسباب نشوءه وآثاره.
بالنسبة لى فأرى أهمية عضوية الإيمان والأعمال,لذا لاأتفق مع أصحاب الإيمان فى أهمية الإيمان فقط فهذا يعنى رخصة للتمايز منزوع منه العمل الإنسانى الخير.
تتناول ثنائية العامل الأخلاقي والإقتصاد لتعرج على تقييم مرحلة حراك المسيح لأتفق معك بداية على جدلية الأخلاق والظروف البيئية التى تنتج وتشكل الحالةالأخلاقية والسلوكية كما أنضم لك فى أننى لاأعادى شخصية المسيح فهو قدم ثورة على التوراة وإن أغرق نفسه فى المثالية.


23 - الأخ بابربروسا المحترم
nasha ( 2019 / 10 / 23 - 00:36 )
يا أخي قليلا من الحيادية ونكران الذات لا تضر.
هل من المعقول أن تستخدم فرضية تاريخية خيالية من قبل 2000 سنه لكي يتطابق ذلك التاريخ مع آرائك اليوم ؟ هل تريد أن تفرض تاريخ لم يحصل لكي يتطابق مع ما تتمناه او ما تعتقد أنه يتطابق مع رايك؟
فكرة المسيحية الأساسية هي( نكران الذات). وهذا تماما عكس ما فعتله في تعليقك 20 وما يفعله الكاتب دائما.
نكران الذات هو قمة الإنسانية وقمة الاخلاق
نكران الذات هو الأساس لبناء مجتمع متصالح متقدم إنساني اخلاقي
مقارنة الإسلام مع المسيحية هي مقارنة بين فكرتين متعاكستين تماما.
الإسلام عقيدة تعلم الأنانية واستغلال الغير للمصلحة الذاتية عكس المسيحية التي تعلم نكران الذات والتضحية لأجل الغير.
قليلا من الإنصاف يا بربروسا.
تحياتي


24 - الاستاذ سامي لبيب المحترم
nasha ( 2019 / 10 / 23 - 01:01 )
يا استاذ سامي انا طلبت جواب على سؤال واحد فقط ولم احصل على إجابة إلى الآن.
السؤال هو: ما هي المبررات وما هي الدوافع المادية( الفيزيائية ) التي تجعل منك انسان ذو حس إنساني وحس اخلاقي؟ بس لا غير

أما قولك في تعليق 23:
هناك فرق كبير بينك وبين ناشا وسامى سيمو بالرغم أن الخلفية المسيحية تجمعكم......الخ
قولك هذا دليل دامغ على انعدام فكرة نكران الذات عندك وإثبات قاطع بأنك انسان تحب نفسك.

انت تضع نفسك معيار ثابت تقيس عليه أفكار غيرك؟ كيف لك ان تثبت انك انت دائما الصح ومعارضيك دائما على درجات من الخطأ.
إلا يجب عليك أنت أيضا أن تتغير ؟ هل انت تملك مفاتيح المعرفة كلها ؟ هل انت خالي من التلفيقات التي اتهمت بها معارضيك؟
تحياتي


25 - أى إنسان يضع فكره لقياس الأفكار ولا يعنى هذا صحتها
سامى لبيب ( 2019 / 10 / 23 - 12:42 )
مازلت باحثا فى ذهنية ودماغ سامى لبيب أخ ناشا بالرغم أننى قدمت توضيحات وتفسيرات فى مداخلاتى السابقة لم تعقب عليها.
تسأل:(ما هي المبررات وما هي الدوافع المادية(الفيزيائية)التي تجعل منك انسان ذو حس إنساني وحس اخلاقي)
هذا السؤال أجبت عليه فى مداخلة الأخ بارباروسا,فالدوافع المادية تشكل حس وسلوك البشر متمثلة فى تطور العلاقات الإنتاج والتقنية والإقتصاد ووسائل الإتصال ومنجزات العلم الحديثة فكلها تشكل وترسم الأخلاق وملامح الإنسانية لتجد هذا التموذج جليا فى الغرب الرأسمالى.
تستنكر قولى:(هناك فرق كبير بينك وبين ناشا وسامى سيمو بالرغم أن الخلفية المسيحية تجمعكم..الخ)قائلا:(هذا دليل دامغ على انعدام فكرة نكران الذات عندك وإثبات قاطع بأنك انسان تحب نفسك)
غريب قولك هذا فأنا أقيم وأقدم رؤيتى لفكرك أنت وسامى سيمو مقارنة ببارباروسا فماذا حشر وصفك إنعدام نكران ذاتى وأنى إنسان أحب نفسى لأرى هذا إنفعال منك ومحاولة للتشوية فلا توجد أى علاقة بين تقييمى لفكرك وأنانيتى!
تقول:(تضع نفسك معيار ثابت تقيس عليه أفكار غيرك)من الطبيعى أن يضع أى إنسان نفسه وقناعاته لقياس اى فكرة ولكن لايعنى هذا حصانة الفكرة أو صحتها.