الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة ضد الشيعة

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2019 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مايجب أن يدركه الجميع هو أن الفتنة التي يُراد للعراق أن يقع فيها ليست داعش والطائفية وليست حرباً اقليمية وهي كلها أهداف مرحلية يعملون على تحقيقها، فالفتنة الجديدة هي تدمير الشيعة بأيدي الشيعة نهجاً ومؤسسات مرجعية ومعتقدين.

فقد أدرك العدو بعد أن منيت مخططاته لإركاع الشيعة بفشل ذريع وشاهد بدلاً من ذلك قدراتهم في صد مشاريعه وصنائعه : داعش وأخواتها، أن الوسيلة الناجحة لتدمير الشيعة وإخضاعهم لمخططاته هي في غزو حصونهم من الداخل وتفتيت وحدتهم ولذلك ركز ومنذ استعادة الموصل على ثلاثة أهداف هي :
المرجعية والحشد الشعبي والعلاقة مع ايران..

بطرق مختلفة استهدف المحور الامريكي الاسرائيلي السعودي المرجعية الدينية وأوجد من أجل هذا الهدف عشرات القنوات القضائية والكثير منها مع الأسف قنوات شيعية تنشر التشيع على قاعدة الدين ضد الدين، وسعت الى تحويل الاجتهاد في هذه القنوات، وهو على مر الدهور عنصر قوةِ التشيع العلوي، الى فتنة وصراع مرجعيات، وصار اختلاف أمتي رحمة نقمة على المسلمين خاصة الشيعة.
وتم توظيف فساد الحكومات المتعاقبة التي شارك فيها السني والكردي والتركماني وغيرهم، في مهاجمة المرجعية وتحميلها مسؤولية فشل العملية السياسة ليسقطوها من أعين الناس حتى في صفوف مقلديها.

ولقد نال الحشد الشعبي القسط الأكبر من حملة الاستهداف وبُذلت جهود جبارة لشيطنته وإظهاره عبئاً على العراق والعراقيين بدلاً من مكافأته وتطوير قدراته القتالية ليكون رديفاً للجيش وباقي القوات الأمنية، فالمحور الامريكي السعودي الايراني يدرك جيداً أن عودة داعش والارهاب بشكل عام مرة أخرى الى العراق ماعاد ممكناً مع وجود حشد امتلك خبرات كبيرة، وهو مستعد للعطاء وتلبية نداء المرجعية كلما دعت الحاجة.

ولأن الجارة ايران كانت السباقة الى تقديم العون للعراق ليواجه داعش،ومهما كانت دوافعها فإن استمرار العلاقة معها يعني إخفاق المحور الامريكي السعودي الاسرائيلي في تكرار تجربة داعش أو تنظيم إرهابي آخر بديل، وهذا ما شدد عليه الاعلام في قبضة داعش والدول التي دعمت الاٍرهاب في العراق طوال السنوات الماضية.

ويكفي أن نشير الى ما نشره مؤخراً موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي ،الذي تحدث عن “العدو الشبح” الذي يهدد اسرئيل وقال ، إن الخطر الحقيقي الذي تواجهه الدولة العبرية ليس من ايران فهم أعداء مكشوفون لنا ، لكن الخطر المخيف يأتي من العراق وبالتحديد من مدينة النجف المقدسة عند المسلمين الشيعة .
وأضاف ، إن مؤسس الحشد الشعبي ومطلق فتوى ما يسمى “الجهاد الكفائي ” السيد السيستاني يمثل عقبة كبيرة أمام المصالح الاستراتيجية لاسرائيل وهو أخطر من خامنئي عليها .
وتابع الموقع إن السيد السيستاني يمارس دوراً أوسع من دور الولي الفقيه الذي يتمتع به السيد خامنئي في ايران ، لكن بشكل ناعم غير ملحوظ وهو يطبق نظرية “العدو الشبح ” .
وذكر أن السيد السيستاني حشد 4 ملايين مقاتل خلال أيام جاؤوا من أصقاع العالم تلبية لفتوى من كلمتين ، كما أن فتواه التزم بها مقلدون لمراجع دين كبار آخرين في مدينة النجف وكربلاء في العراق وقم ومشهد في طهران وكذلك مدن أخرى وهذا حدث نادر ، علماً إنه أنشأ مؤسسات تعليمية وخدمية ومالية تتجاوز في فعاليتها مؤسسات الحكومة العراقية بل إنها قدمت لها المساعدة في بعض الأوقات .

وعليه فإن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد لضرب الشيعة بالشيعة دون أن يطلق العدو طلقة واحدة.
إنها المرحلة الأخطر فهل من مدكر ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النور دائما يطرد الظلام
احمد الكربلائي ( 2019 / 10 / 21 - 17:30 )
الشيعي بفعل الضخ القسري للافكار الفارسيه المضلله يمنح ولاءا مطلقا لخارج بلده الذي تولاه بالرعايه والتعليم ويبقى يعيش حالة الفصام والعبوديه ولكن اليوم وبفضل التنوير والفكر التحرري يكسر قيود العمامة المجوسية وينطلق نحو افاق الحرية والنور .... ثورة العراق ولبنان واليمن وسوريا نموذج لتهاوي مشروع روزبه خميني بسنديده الهدام حيث داس المنتفضون الاحرار صورته وعمامته تحت اقدامهم


2 - عجمي حتى النخاع
وسام يوسف ( 2019 / 10 / 21 - 19:07 )
اذن كل ما حدث من تظاهرات ومئات القتلى و الجرحى كان لضرب الشيعة بالشيعة ، فلا فساد ينخر البلاد ولا عمائم نتنة تسرق الخيرات وتنادي بسيطرة الخرافة على العقول لالهاء الناس عن انعدام الخدمات ، ولا استيراد الكهرباء من ايران بثلاثة بلايين دولار سنويا؟
السستاني الذي تقول انه جمع بفتوى الجهاد العضروطي اربعة ملايين متطوع من العاطلين عن العمل ، لماذا اذن استمر ينبح عشر سنوات بضرورة عدم اعادة انتخاب الفاسدين ولكن لم يشتري احد فتواه بفلسين
السوء الأكبر في العراق هو هذا الفكر الشيعي الذي سيبقى البلاد متخلفة مطحونة فاسدة و تابعة لولاية الاعور


3 - مقال يوضح التخلف الديني والمذهبي في العراق
نور الحرية ( 2019 / 10 / 21 - 22:12 )
يا سيد نجاح
مقالك يوضح بصورة قاطعة حجم التخلف الفكري والديني الذي يعيشه العراق، والذي يغذيه امثالكم
اي مرجعية تتحدث عنها
الشعوب الحرة مرحعيتها حريتها، وليس مرجعيتها معمم ايراني يقول لهم موتوا اواحيوا حسب عواه
مع الأسف ان يسمح الحوار المتمدن لمثل هذه الكتابات بالنشر

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد