الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدعياء الوطنية الزائفة

راغب الركابي

2019 / 10 / 22
المجتمع المدني


 
عند الكلام عن الوطنية  يجب التمييز دائماً  بين الشرفاء والأدعياء   ، فالشرفاء  لا يحسبون  الوطن  منافع ومصالح  وأمتيازات  ولا يتخذونه أخدان   ،  على عكس الأدعياء  المضللين  ناشري الفتنة والرياء والحقد الطائفي البغيض   .
إن  التظاهر من أجل الوطن الجامع  سمة يمتاز بها  الشرفاء  من الكادحين  والعاملين  المؤمنين بالحق والعدل والحرية ،  وهؤلاء  لا يرون الوطن ضيعة أو مغانم  يجب تقاسمها  أو إقتطاعها  ،  في كل حال  وإن سبب ذلك وجعاً وألماً كبيرين للغير  ،   إن الأدعياء يتظاهرون  لا حباً ولا إيماناً  في التظاهر بل من أجل التخريب  وزيادة المعاناة  على كاهل الوطن والمواطن  لغرض  في نفوسهم  المريضة   ، أو يكون التظاهر من أولئك الذين لم يحصلوا على نصيب من السرقات أو من بعض الحانقين  والمرجفين   ، ولهذا   ترآنا نؤكد ونقول :  خذوا الحيطة والحذر من المتلاعبين  وممن في قلبهم  مرض  ، فعندنا التظاهر ليس فسحة  بل هو وسيلة لتحقيق هدف نبيل  في البدء وفي المنتهى  .
والوطنية  ليست شعارا يتلحف به  من غير المؤمنين بها  ،  إنما هي قيمة ومعنى  ولهذا كنا على الدوام نرفض الزج بالمسميات الوطنية  في التنابز  الطائفي  ،  سواء في الكسب أو التأييد أو  التأثير على الناس  وخديعتهم   ،  وحين نقول  ذلك :  فنحن لا نلغي  إنتماءات الناس  وتوجهاتهم  الفكرية  بل هي عندنا  في المجمل محترمة ومُصانة  ، والمواطن الشيعي  كما هو المواطن السني المنتفض لا يعبر في إنتفاضته  عن رفض للسنة أو الشيعة   ، فثمة فرق بين التظاهر المطلبي والحقوقي  وبين الإنتماء العقيدي  والشرعي  فهذه غير تلك .
ويجب  على المتظاهرين  عدم إلزام أنفسهم  بشعارات  أكبر من الواقع  (  أعني مستحيلة )   ،  و لا يجب  التركيز  على دول الجوار مدحاً  أو ذماً  فهذا  لا ينفع  ولا يجدي   في ساحة البحث عن العدالة والحرية والسلام  ، والتغيير المنشود  يستهدف  القضاء  على  الفساد والمفسدين وهذه لها آليات عمل يجب إتباعها بدقة وصرامة  والتركيز عليها  ،   لا الإنشغال  في الهوامش  والجزئيات  التي هي غالبا  للشيطان   ،  وحرفة  الفساد  هي  طبيعة  أو جبلة  نفسية  لا ترى إلاَّ مصالحها ومنافعها على حساب الغير   ، وهذه  الفئة  هي من  فرهدت العراق وباعته  للمحتل  وأنحنت  أمام عساكره وجحفله  ،  وهي من  خربت  على أهل العراق  ، وهؤلاء  هم بعض أهله ممن غرهم الشيطان فأملى لهم ، ولهذا لا يجب تحميل أخطائنا للغير مهما كان هذا الغير قريباً  كان أو بعيداً   ، والحكمة تقول  (  فلا تلوموني ولوموا أنفسكم  )   ،   من وحي (  كل نفس بما كسبت رهينة )  .
كما لا يجب خديعة الناس وخلط الأوراق عليهم ، وهذا يعني تصحيح المسار من خلال تصحيح الرؤية ليكون الشعار مرتبطا بالواقع  ، والحراك الشعبي هذا يجب ان يكون بريئاً غير مدنس بأنفاس الحاقدين أو المهزومين  ، فعودة العقارب إلى الوراء تعد من المستحيلات ، إنما التركيز على التغيير في الإطار الحضاري المنتمي للوطنية النزيهة البعيدة عن شعارات القوم من هنا وهناك .
إن الموقف من دول الجوار يجب أن يكون إيجابياً ، لأننا لا نستطيع الخروج عن الواقع وعن القدر ، نعم كان للجوار دورا سيئا في أحايين كثيرة لكننا لا ننظر إلى الوراء ولا يجب أن نتابع الزلات ، إنما يجب النظر إلى المستقبل ، ما يهمنا بناء إنساننا العراقي ذاك الذي ضاق ذرعاً ، من عهد صدام وحروبه العبثية السخيفة إلى عصر النكبة في ظل حكم الطوائف والملل .
إن موقفنا وتأييدنا للحراك الشعبي في أصله إجتماعي وإقتصادي وسياسي وثقافي ، لكننا أبداً لا نريد أن يتحطم العراق أو أن تزول الدولة  ، فنحن ضد العبث وضد الفوضى ودائماً مع النظام والقانون ، ولهذا ندعوا لملاحقة المفسدين حيثما كانوا وفي أي المراتب ، كما ندعوا ليكون الجميع شركاء في صناعة العراق الواحد تحت رآية الحرية والديمقراطية الصحيحة ، وسنظل أوفياء لهذا النهج مدفوعين بحرص وإيمان شديدين على وحدة العراق أرضاً وشعباً  ، هكذا كنا وهكذا نكون بإذن الله ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24


.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن




.. استمرار الاحتجاجات في جامعات أميركية عدة رغم اعتقال المئات م