الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اسرة ال محمد حرج الوائلي ونشاطهم الاجتماعي والثقافي والسياسي في العراق
سلمان رشيد محمد الهلالي
2019 / 10 / 23دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اسرة ال محمد حرج الوائلي ونشاطهم الاجتماعي والثقافي والسياسي في العراق
تعد اسرة الشيخ محمد حرج الوائلي من اهم الاسر العلمية التي سكنت في شمال الناصرية . وتنقلت بين موطنها الاصلي في الاهوار وبين مستقر العائلة الجديد في النجف الاشرف , كما اصبح لها حضور لافت في اماكن اخرى استقروا فيها لاحقا لاسباب اجتماعية ودينية كالبصرة وبغداد . وقد تنوعت اهتمامات هذه الاسرة بين العمل السياسي (الوطني والجهادي) من جانب وبين النشاط الديني والتوجيهي من جانب اخر , فضلا عن الادوار الثقافية والادبية الاخرى . فقد ظهر فيها رجال دين ومبلغين وخطباء وشعراء وموسوعيين واكاديميين جامعيين ومصلحيين اجتماعيين ومجاهديين ضد الظلم والاستبداد .
اولا : الاصل التاريخي والاجتماعي لاسرة ال حرج .
تنتسب اسرة ال حرج الوائلي الى عشيرة ال حطيط في الناصرية . وال حطيط يرجعون بالنسب الى جدهم الاكبر عنزة بن وائل(1) , ومن اجل ذلك حملوا لقب الوائلي(2) . وكان موطن قبيلة عنزة الاصلي في الحجاز في الجزيرة العربية, الا انهم هاجروا الى العراق عن طريق البصرة في عهد شيخهم ريحان بن فرج الله العنزي , واستقروا في ضواحي هور الحمار في البطائح التي تعرف انذاك بالمستنقعات الكلدانية , وعرفت العشيرة بعد ذلك محليا باسم ال حطيط نسبة الى جدهم (حطيط بن جشم بن منبه بن منصور بن ثقيف العنزي)(3) . لكن هناك راي يقول ان ال حطيط ليسوا من قبيلة عنزة الوائلية , وانما هم من عشائر حجام العدنانية , فيما ارجعهم اخر الى بني مالك الساكنين مع عشائر بني خيكان الحميرية في سوق الشيوخ , وان لقب الوائلي جاء من نخوتهم (وائل) او (ولاد وائل)(4) , الا ان هذا الراي لايصمد امام القول الراجح عند النسابين والباحثين في انهم يرجعون الى بني عنزة , ويبدو ان استقرارهم الطويل في هذه المنطقة , والتماهي مع عاداتها وتقاليدها , واتخاذهم المسيميات الجغرافية المحلية التي يسكنون فيها , جعلت البعض يتصور انهم من عشائر الاهوار الاصلية وليسوا نازحين اليها من الجزيرة العربية , حتى ان الديرة التي سكنوا فيها اطلق عليها اراضي بني حطيط , فيما سمى النهر الذي يغذي تلك الاراضي بنهر ابي سدرة نسبة الى احدى فروعهم المعروفة العشائرية بهذا الاسم(5) .
يتفرع بنو حطيط الى فروع عديدة اهمها :
1 . فرع ال فرج الله : وهم رؤساء بنو حطيط , ويراسهم حاليا الشيخ عبد الحسين ال فرج الله .
2 . فرع ال سدرة : ويراسهم علي ال عبد الحسين , ويتفرعون ايضا الى فروع عدة اهمها ال حرج الوائلي(6) .
ثانيا : ال حرج الوائلي واعلامهم :
في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي (الثاني عشر الهجري) هاجر احد افراد عشيرة ال حطيط ويدعى (حرج بن مصبح بن مروح بن حاتم الوائلي) الى مدينة النجف الاشرف , والسبب الاساس في تلك الهجرة هو حدوث معارك بين عشيرة ال حطيط من جانب وبين رؤساء المنتفك من ال سعدون من جانب اخر , الذين سيطروا على المنطقة والاراضي الزراعية الخصبة فيها بالتحالف مع الدولة العثمانية(7) . وبهذه الهجرة فان حدثا مفصليا قد حصل لهذه الاسرة , حيث دخل الكثير من ابنائها المعترك الديني والثقافي والاجتماعي في النجف, واصبحت من الاسر العلمية البارزة والمعروفة بهذا المجال . وكان لهم مجلس علمي وادبي يعقد صباح ومساء كل يوم , يحضره العديد من رجال الدين والفقهاء والشعراء يطرحون فيه الاشكالات الفلسفية والدينية والادبية واللغوية , تنقلت ادراته بين شخصيات عدة من ال حرج كان اخرها ادارة علي بن الشيخ محسن ال حرج الوائلي(8) .
اعقب الشيخ حرج بن مصبح الوائلي ولدين هما (علي ومحمد) . واصبح للشيخ علي ثلاث اولاد هم (محسن ومحمد وحسين) . فيما اعقب الشيخ محمد ولدا واحدا هو الشيخ عبد الحسين حرج الوائلي المعروف بابي ذر زمانه , الذي اعقب بدوره خمسة اولاد هم (محمد علي ومحمد حسن ومحمد امين وعلي ومحمد)(9) وتنقل الشيخ عبد الحسين بين اماكن عدة في العراق , واستقر به المقام في قرية (ابو هاون) شمال الناصرية في ناحية النصر مع ابنه الشيخ محمد حرج الوائلي (موضوع الدراسة).
وقد برز من اسرة ال حرج في النجف الاشرف العديد من الشخصيات والاعلام الثقافية والدينية والاجتماعية اهمهم :
1 . الشيخ محمد بن حرج الوائلي : وصفته المصادر بالرجل الشجاع , والسبب هو وقوفه ضد الاعتداءات والتجاوزات التي كان يقوم بها بعض الرعاع والشقاوات على الزوار واهل العلم بين النجف وكربلاء , حتى استطاع قتل زعيمهم المعروف باسم (عباس حويجة) والمشهور بمصارع السباع(10) .
2 . الشيخ عبد الحسين بن محمد حرج الوائلي المتوفي عام 1930 / 1349 : المعروف بابي ذر زمانه . وقد اعتبر من الزهاد والعباد الكبار المتميزين , حتى وضعه البعض في خانة الابدال والعرفاء الكبار(11) .
3 . الشيخ محمد بن علي حرج الوائلي : وكان له دورا فاعلا في المساهمة بثورة العراق الكبرى المعروفة بثورة العشرين , حيث شارك تحديدا بمعارك الرارنجية في الحلة , واسندت اليه حراسة الاسرى الانكليز البالغ عددهم (160) جنديا وضابطا وايصالهم الى مركز القيادة في النجف الاشرف(12) .
4 . الشيخ محسن بن علي حرج الوائلي المتوفي عام 1917/ 1336 : وقد وصف بانه عالم فاضل ورجل دين ورع(13) .
5 . الرحالة باقر الشيخ محسن حرج الوائلي : وقد تنقل بين ارجاء الجزيرة العربية ودول جنوب شرق اسيا حتى وافته المنية في الهند , ودفن في مدينة بومبي عام 1935/ 1354 وقد وصف بانه من اهل العلم والصلاح(14) .
6 . الشيخ علي بن محسن الوائلي : وهو احد علماء النجف الاشرف الافاضل ومن اهل الوعظ والخطابة والارشاد(15) .
ثالثا : اسرة ال محمد حرج الوائلي في الناصرية :
الشيخ محمد حرج الوائلي
ولد الشيخ حجة الاسلام والمسلمين محمد حرج في مدينة النجف الاشرف عام 1880/1298 ودرس المقدمات على ايدي علماء زمانه , وكان اولهم والده الفقية الشيخ عبد الحسين حرج الوائلي . وتدرج بالدراسات العلمية حتى حضر البحث الخارج للعلماء محمد كاظم الخرساني والسيد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الاصفهاني(16) , الا انه لم يستطع اكمال مسيرته العلمية لضيق اليد , فهاجر الى البصرة وعين وكيلا للعلماء ومبعوثا من قبل المراجع هناك , ولكن صلته بالمجتمع النجفي ومحافله العلمية والدينية لم تنقطع كليا , فقد كان يبقى فيها اشهر عدة للدراسة والتواصل المعرفي والثقافي . وكان له فيها مجلسا ادبيا واجتماعيا عامرا يرتاده العلماء والفضلاء(17) , وله الكلمة النافذة في الاعتدال والمصالحة والتقارب بين افراد المجتمع هناك . فقد ذكرت المصادر بان المرجع الاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني قد اصدر فتوى بعدم جواز سماع محاضرات الخطيب السيد صالح الحلي بسبب تجاوزه على العلماء حول قضية الاصلاح الديني لبعض ممارسات العامة في عاشوراء والتي اطلقها السيد محسن الامين العاملي في الشام وايدها المرجع ابو الحسن الاصفهاني وعارضها الخطيب صالح الحلي , فاخذ الشيخ محمد حرج بالدعوة الى مسامحته وتقريبه , والطلب من العلماء والمراجع الموافقة على سماع محاضراته , وكان اهم من وافق على تلك الدعوة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء , ونجح في ذلك نجاحا باهرا(18) .
كانت اولى مساهمات الشيخ محمد حرج الوائلي الجهادية هو مشاركته بحركة الجهاد ضد الانكليز التي اطلقها مراجع الدين في النجف وكربلاء والكاظمية بعد احتلال البصرة عام 1914 (19), والتي قادها لاحقا المرجع السيد محمد سعيد الحبوبي , الا ان تلك المواجهة لم يكتب لها النجاح بسبب عدم تكافوء القوتين والاسلحة الحديثة التي استخدمها الانكليز , رغم التضحيات والخسائر الكبيرة التي تعرض لها المجاهدون . وبعد اعلان حركة الجهاد الثانية عام 1920 والمعروفة بثورة العشرين , كان الشيخ محمد حرج الوائلي في حينها مستقرا في قرية ال بو هاون التي تقع في شمال الناصرية والتي شهدت حراكا كبيرا نحو الثورة وضرورة المساهمة فيها والمتمثل بانعقاد بمؤتمر المصيفي , والذي كان من اهم بنوده ( المطالبة باستقلال العراق والمحافظة على المؤسسات الحكومية واتباع مايامر به العلماء المجتهدون والمحافظة على الامن في المناطق العامة وتشكيل لجنة محلية مهمتها ادارة الامن والحماية)(20). وقد وصلت طلائع الثورة الى مدينة قلعة سكر التي تحررت من قبل الثوار(21), واستعد الغرافيون للثورة والنهضة, الا ان التحولات السياسية والاشكالات العشائرية وتخاذل بعض شيوخ العشائر عن مقررات مؤتمر المصيفي , قد حالت دون امتداد الثورة الى جميع منطقة نهر الغراف , عدا بعض المحاولات والغارات التي قامت بها بعض العشائر على مدينة الناصرية التي كانت مقرا للحاكم العسكري في المنتفك . وكان للشيخ محمد حرج دورا فاعلا في التحريض على الثورة في منطقة الغراف والحث عليها , ويبدو ان هذا السبب الذي جعله يترك هذه المنطقة والذهاب الى السماوة للمشاركة بفتوى الجهاد بعد تاكده من حالة العجز والتخاذل في الغراف , وقد القى الانكليز القبض عليه في الرميثة بتهمة التحريض على الثورة هناك مع الشيخ محمد الاعسم والد الدكتور في كلية الاداب/ جامعة بغداد عبد الامير الاعسم(22).
تزوج الشيخ محمد حرج ثلاث نساء : الاولى من البصرة وولدت ابنه البكر الشيخ قاسم (جاسم) حرج . وبعد وفاتها تزوج اختها وولدت له ثلاث اولاد هم (الاديب ابراهيم الوائلي وعبد المهدي الخطيب وحليم) وقد توفيت عام 1944 . والثالثة الاخيرة هى من قرية ابو هاون التي تقع بين النصر والرفاعي , وولدت له الشيخ مرتضى اصغر اولاده . كما توفى له خمسة من الاولاد في حياته وهم (بعمر الورود) . وقد وصف الشيخ محمد حرج (بانه كثير العيال ويجد صعوبة في التوفيق بين كثرة العيال وقلة الدخل , الا انه كان صابرا لايشكو ومطمئنا لايتبرم وقانعا لايطمع , صادقا مع نفسه ومع الناس , تهمه كلمة الحق ان يقولها او يسمعها)(23) .
في عقد الثلاثينات كف بصر الشيخ محمد حرج وهو في العقد الخمسين من عمره, وكان قد استقر خلال تلك الفترة في قرية ابو هاون على الضفة اليسرى من نهر الغراف , وكان والده الشيخ عبد الحسين حرج هو اول من ارسى وجود العائلة في هذه القرية , وذلك بعد عودته من حركة الجهاد التي اطلقها المراجع بعد احتلال الانكليز للبصرة عام 1914 (24). وكانت قرية ابو هاون قد استمدت شهرتها وازدهارها كمركز اجتماعي واقتصادي وسياسي من مؤسسها السيد عبد المهدي السيد حسن ال شبر المعروف بالمنتفكي الذي انتقل اليها من مسكن والده في الشطرة , واتخذها كمركز للسكن والاستقرار في الربع الاول من القرن العشرين(25) .
بعد تاسيس مدينة الغازية (النصر حاليا) عام 1937 والتطور الاقتصادي الذي حصل فيها وهجرة اغلب اهالي القرى اليها , فضلا عن اضمحلال قرية ابو هاون وتراجعها تجاريا واجتماعيا بعد انتقال السيد عبد المهدي للسكن والاستقرار في بغداد اثر تسنمه العديد من المناصب العليا في العهد الملكي , انتقل الشيخ محمد حرج في الاربعينات للسكن في مدينة الغازية التي تقع على الجانب الايمن من نهر الغراف , وسكن في منزل وهبه له الوجيه والتاجر عبد الحسن العيسى قرب جامع المدينة الذي اسسه الحاج طاهر اليوسف عام 1938. وقد اخذ الشيخ بالصلاة الجامعة والوعظ والارشاد في هذا الجامع . فضلا عن مهمته كمبعوث المراجع ووكيلهم في المنطقة , سيما المرجع السيد ابو الحسن الاصفهاني الذي عاصره في اواخر اعوامه . وكان له ايضا في هذه المدينة مجلسا اجتماعيا وثقافيا ودينيا يحضره اغلب فئات وطبقات المجتمع من الوجهاء والمتعلمين والشعراء والكسبة والفقراء(26) .
توفى الشيخ محمد حرج الوائلي في الغازية عام 1956/1376 . وقالت المصادر انه دفن في الصحن العلوي الشريف في النجف الاشرف(27) , فيما ان الصحيح انه دفن في مقبرة العائلة (28) في المقبرة القديمة , وقد رثاه ابنه الشاعر ابراهيم الوائلي بقصيدة مطلعها :
ابتاه ذاب اللحن في شفتي دما فابى على الحزن ان اترنما
تلك المقاطع وهى اعذب ماالتقت فيه الشفاه وقد استحالت علقما
والملهمات الطير انغام الضحى فكانها الق الضحى مبتسما
الفيتها بين الجفون عصارة حمراء تلتهم الجفون تضرما
ماكان قيثاري ليرقد صامتا فوق الرمال وان يبيت محطما
لولا يد مست جناحك فانطوى ظل وصوح وارف وتجهما
انت الذي مهد الطريق لصاعد ما اجتاز لولا نبض كفك سلما
غذيتني الفصحي لسان ابوه حفظت ربيعة في الخيام وقشعما(29)
كما اقيم حفل تابيني بمناسبة اربعينية الشيخ محمد حرج في جامع النصر الكبير باشراف وادارة ابنه الاديب ابراهيم الوائلي , القيت فيه كلمات الرثاء وقصائد المديح من الشعراء والادباء , ومنهم الحاج خير الله جبر القره غولي المعروف عند العامة باسم (حجي خوير) الذي القى قصيدة ردها لي شخصيا في نهاية عقد التسعينات مطلعها :
اظلم الكون لنجم قد افل اي رزء ليت شعري قد نزل
لو تراني مذ اتاني نعيه اخرس الروع لساني فاعتقل
يالها من فاجعة مؤلمة تحرق الاكباد منها والمقل(30)
الشيخ قاسم (او جاسم) محمد حرج الوائلي
وهو اكبر اولاد الشيخ محمد حرج . وتذكره المصادر تارة باسم قاسم وتارة اخرى باسم جاسم . ولد في مدينة النجف عام 1901 / 1319 ودرس على يد ابيه وجده الشيخ عبد الحسين حرج الفقه والاصول والعقائد . كما درس الفلسفة والمنطق على يد السيد محمد حسين الكيشوان والشيخ عبد الحسين الحلي , ودرس العروض على يد السيد رضا الهندي وعلم الكلام عند حسين الحمامي , حتى وصل الى مراتب عالية من العلم , حضر خلالها بحث الخارج عند الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ومحمد رضا ال ياسين , فاجيز من هؤلاء الاعلام باجازات علمية . وقد وصفته المصادر بانه عالما فاضلا واديبا متمرسا(31) .
عرف عن الشيخ قاسم حرج نزوعه نحو التجديد والعصرنة والحداثة بالفكر والثقافة , وكانت مكتبته – كما ذكر اخيه الاصغر ابراهيم الوائلي - تضم فضلا عن الكتب الادبية والتراثية والفقهية التقليدية , العديد من الكتب العصرية لمؤلفين مصريين (ليبراليين واشتراكيين) من قبيل سلامة موسى ونقولا حداد , فضلا عن كتب فلاسفة اليونان ارسطو وافلاطون(32) . كما عرف عنه بنزعته الاصلاحية ومواجهة العوائل الاقطاعية والحكومات الاستبدادية , وتبنى النزعات الاستقلالية السائدة في عصره - وفي مدينته النجف الاشرف تحديدا - رغم حداثة سنه . كما ساهم مع السيد عيسى كمال الدين في الدعوة الى تاسيس جامعة النجف , وانضم الى جمعية الرابطة الادبية التي تاسست في الثلاثينات(33) .
سكن الشيخ قاسم حرج فترة من الزمن في مدينة الغازية (النصر حاليا) واتخذ منزلا تابعا للوجية هويدي العيسى مسكنا له , ويقع حاليا امام مصرف الرافدين في المدينة . وكانت له صلات مع شيوخ عشائر الغراف , ومنهم الشيخ كاظم الفشاخ شيخ عشائر القره غول , الذي كان يساهم بمساعدته واعطاء الحقوق الشرعية(34) , فقد كان كثير العيال , وصل عددهم الى عشرة من الاولاد - عدا الاناث - وهم (الدكتور فيصل وعلوان وحسن وحسين ومحمد وغازي ومنذر زعباس وسعيد وزهير)(35) .
عين الشيخ قاسم حرج الوائلي ممثلا عن المرجعية الدينية في الخمسينات من القرن الماضي في قضاء الزبير في محافظة البصرة , واصبح وكيلا عن المراجع ابو الحسن الاصفهاني ومحسن الحكيم وابو القاسم الخوئي , واتخذ من جامع الشويلي في ذلك القضاء مقرا له . وقد تعرض للمضايقات والابتزاز والاستهداف خلال الحقبة البعثية , سيما بعد اعدام الشويلي عام 1970 بتهمة التعاون والتجسس لصالح ايران(36) . وقد ذكر ابنه سعيد حرج الوائلي الذي يسكن حاليا في امريكا : ان والده قد اغتيل بالسم من قبل السلطات الحاكمة عام 1981 / 1402 اثناء استدعائه الى ديوان المحافظة لانه رفض التعاون معها , او مجاراتها في خطابها الطائفي والاستبدادي خلال مرحلة الحرب العراقية الايرانية . كما توفى بنفس الطريقة بعد عام واحد فقط ابنه الاكبر الدكتور فيصل الوائلي(37) .
للشيخ قاسم حرج الوائلي مؤلفات مخطوطة عده اهمها (مختصر الاغاني) (لم يكتمل) و(منظومة في المنطق) (لم يكتمل). كما نشرنشر العديد من دراساته ومقالاته في مجلة العرفان اللبنانية , وفي المجالات النجفية كالاعتدال والغري والهدى والحكمة وغيرها. كما كتب مقدمة لكتاب (الحفلة التابينية لفيصل الاول ) تاليف الشبيبة الروحية في النجف عام 1933/1352 وله ايضا ديوان شعر مخطوط, ونشر علي الخاقاني قسما من قصائده في كتابه (شعراء الغري). ويغلب على شعره موضوعات الرثاء والمراسلات والمساجلات والغزل . فضلا عن الاخوانيات مع اصدقائه من اعضاء الرابطة الادبية(38). كتب عنه محمد جمال الهاشمي في كتابه الادب الجديد (شاعر قومي يتجه بشعره نحو الشعر العباسي. جميل الوصف بديع الخيال)(39).
وللشيخ قاسم حرج قصائد عديدة اهمها :
لاح لي نصف وجهها
ورد الخدود
شعرات بعارضي
وصف الطبيعة
ومن قصيدته (لاح لي نصف وجهها) :
لاح لي نصف وجهها من بعيد فتخيلتها هلال العيد
زين الخال انه المسك نثرا فوق خد يزدان بالتوريد
والغواني اذا زهاها جمال في خدود رفعن ستر الخدود
اقبلت بين نسوة يتضاحكن ويمشين مثل مشي الجنود
ووجوه مثل الاهلة لكن في غصون من القدود الميد
علقت نظرة لها بفؤاد فارغ من صبابة المعمود
ومن قصيدته ايضا بعنوان (ورد الخدود) :
ورد الخدود مراتع الاحداق فعلام عن خديك طرفك واق
ما ان تجنى شقائق روضة حفت بنهر طافح رقراق
نثرت بها العشاق حب قلوبها افهل على العشاق من اشفاق
وباقحوان الثغر لؤلؤ ادمع نظمته كف محاجر وماق
وماابرقت خداك في غسق الدجى الا وقد ارعدت بالابراق
ومن قصيدته (شعرات بعارضي) :
شعرات بعارضي وراسي ذكرتني وكنت ناسي نفسي
طلعت في سواد شعري بيضا كمصابيح في منازل بؤس
كلما رمت سترعن بقص عدن يلمعن كالنجوم بنحس
راع عرسي بياضهن فابدت قسوة بعد لين القول عرسي
صبغ الغيظ جسمها بشحوب وغدت ترتدي بصبغة ورس(40)
ابراهيم الشيخ محد حرج الوائلي
الابن الثاني للشيخ محمد حرج الوائلي . ولد في جزيرة الصقر التابعة لناحية شط العرب الواقعة على الضفة الشرقية المقابلة لكرمة علي في البصرة عام 1914 / 1332 , ويدخل في حساب الجمل السائد عند العوائل العلمية في النجف الاشرف وغيرها بعبارة (ابراهيم البليغ)(41) .عاش خمسة وعشرين عاما من عمره بين ابويه واخوته واسرته بين قرى الفلاحين في ريف البصرة , حيث يقيم بعض اعمامه واخواله . كما استقر فترة من الزمن في شمال الناصرية في قرية ابو هاون مقر جده وابيه , وذكر ان جده الفقية الشيخ عبد الحسين حرج كان يساله ويدرسه النحو والاعراب في هذه القرية(42) , وقد استرجع تلك الذكريات عام 1943 على ضفاف نهر الغراف في ابو هاون شعرا بقوله :
مهد الجمال وملتقى الالاف كم صفحة لك في صميم شغافي
طار الخيال اليك بي مسترجعا عهدا من العيش الرغيد الصافي
واعاد لي صور الطبيعة عضة في جانبيك ندية الاطراف
حلم اطل على الجفون وطاف بي في الشاطي المسحور خير مطاف
حلم الشباب وماارق حديثه ايام صفو العيش في الغراف
وختم قصيدته :
ياموطن الاجداد لست بمنكر دنيا حفلت بها كطيف الغافي
تلك البيوت الفارهات تناثرت في جانبيك رحيبة الاكناف
تستقبل السارين غب عشية وتعج بالوفاد والاضياف
عذرا اذا رف الخيال مجنحا او طاف بي واطال في التطواف
فالقوم اصرتي وان بعدوا وهم في الضفتين وان ناؤا اسلافي(43)
لم تكن في جزيرة الصقر التي ولد فيها ابراهيم الوائلي مدرسة لتلقي التعليم الابتدائي والاولي , لذلك كلف والده الشيخ محمد حرج أحد قراء القرآن الكريم يدعى عمران الحلو لتعليمه المبادىء الاولية للقراءة والكتابة ، وختم ابراهيم الوائلي القرآن الكريم في ستة اشهر , بعدها رحل بصحبه ابيه الى النجف الاشرف بالسفن الشراعية عام 1919 وقبل ثورة العشرين باشهر قليلة(44) . وفي النجف تتلمذ على يد ابيه الذي كان مدرسته الاولي في الدراسات الدينية والنحوية ، وكان يقرأ العبارة ويفسرها , واذا اخطأ في قراءة كلمة او جملة , صحح له الخطأ . فدرس على يديه النحو في الاجرومية ، و(قطر الندي، والالفية ومغني اللبيب) ، وقرأ علم المنطق (الحاشية) و(الشمسية)، وعلم البيان(المطول) للتفتازاني و(المختصر) وعلم الاصول والفقه في (التبصرة) للعلامة الحلي و(الشرائع) للمحقق الحلي ، وغيرها من كتب اللغة والتفسير والمنطق(45) .
في اوائل الثلاثينات فتحت في الجزيرة مدرسة ابتدائية , وقبلته فيها طالبا في الصف الخامس الابتدائي , الا أن والده سرعان ما اخرجه منها , لانه كان يريد له ان يكون رجل دين لا موظفا في الدوائر الدولة . لذا قضى شطرا من شبابه في الحوزة العلمية في النجف للدراسة في معاهدها الدينية , وحل في حلقة علمية من الحلقات الدراسية التي يشرف عليها المرجع العلامة عبد الكريم الجزائري، وعرف يومئذ بأسم (ابراهيم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الحسين حرج) ، و تلقب بهذا اللقب في بداية نشره في صحف النجف , وابدله فيما بعد الي لقب الوائلي في اواخر الثلاثينات , وهو اول شخص في عشيرته تلقب بلقب الوائلي (46). وعاود حلقات الدراسة في النجف . فكان يحضر البحث الخارجي تحت منبر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء مع الزملاء اللبنانيان العامليان محمد شرارة وحسين مروة , وظل يتنقل بين البصرة والنجف والناصرية حتى عام 1940 , اذ استقر بعدها في بغداد(47).
في الثلاثينات اتصل الوائلي في النجف وبحكم البيئة بكثير من الادباء والشعراء من خلال جمعية الرابطة التي تاسست عام 1933 وجمعية منتدى النشر التي تاسست عام 1935 والتي انتمى اليها في ذلك الوقت بطلب من ادارتها . اثناء هذه الحقبة اقبل الوائلي على دراسة العروض وحفظ الشعر حتى أنه حفظ اغلب شعر المتنبي , واكثر من نصف حماسة ابي تمام. فبدأ بنظم الشعر في تلك الفترة , حتى اذا ما توفى الملك فيصل الاول عام 1933 انشد قصيدة في حفل تابينه الذي اقيم في النجف الاشرف على هيئة رباعيات مطلعها :
كم لهذا الزمان من عشرات ولكم للمنون من فتكات (48)
واما اول اتصاله بالصحافة فكان عام 1934 , حيث نشر في جريدة (الراعي) النجفية التي كان يصدرها القاص والكاتب المعروف جعفر الخليلي قصيدة في الوصف مطلعها:
نغمات الطيور في الاوكار علمتني روائع الاشعار
لي قلب ارق من دمعة الصب واصفى من الزلال الجاري
......................................................................
ديني الصدق وكم قيل : في الصدق النجاة
فهو في عقلي نور وهو في قلبي صلاة (49)
الا ان والده الشيخ محمد حرج لم يكن يرضي له بأقتناء اي ديوان من دواوين الشعر , او حتى اي ميل الي نظم الشعر , لان ذلك في ميزانه - وميزان الاكثرية من رجال الدين - يصرفه عن الدراسة الفقهية التي قطع فيها شوطاً بعيداً , ولكنه في الاخير تركه وشأنه حين رأي قصائده تنشر في امهات الصحف النجفية . كما درس خلال تلك المرحلة اصول علم المنطق علي الشيخ محمد رضا المظفر، وفصولاً من علم الكلام عند مرجعية الشيخ عبد الكريم الجزائري , وفصولاً في الفلسفة علي يد الشيخ جواد الجزائري . وهؤلاء كلهم منحوه الاجازة العلمية التي سهلت له الطريق للدراسة في القاهرة(50).
كان خلال تلك المرحلة ايضا منهمكا في جمع المصادر في مكتبة الشخصية , وضم اليها بعض كتب ابيه منها :(شرح ابن ابي الحديد) و(معجم البلدان) لياقوت الحموي و(المحاسن والمساوئ) للبيهقي و(المناقب) لابن شهر اشوب , ثم ذهب الي كتب اخيه (الشيخ قاسم) - الذي علمه أوزان الشعر - فلم يجد فيها غير ديوان ابي العتاهية - ولم يكن يعجبه - فأشتري مجموعة (العراقيات) وهي طائفة من الشعر للسيد محمد سعيد الحبوبي والسيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي والاخرس وعبد الباقي العمري والكاظمي وجواد الشبيبي وكاظم الارزي وعباس الملا علي وغيرهم(51) .
غادر بعدها مدينة النجف واستقر به المقام في بغداد عام 1940 وعينته وزارة المعارف مدرسا للادب واللغة العربية في الثانويات الاهلية ببغداد , ونزع خلالها - ولاول مرة - لباسه الديني (العمامة والجبة) واستبدلهما بالسترة والبنطلون والسدارة الفيصلية . والتحق بعدها بجامعة القاهرة طالبا سنة 1945 وتخرج من كلية العلوم عام 1949 , وحصل على (الليسانس) بتقدير جيد جدا , وعاد الى بغداد وعين مدرسا مرة اخرى في الاعدادية المركزية للبنين(52). وفي سنة 1956 عاد الى القاهرة لتكملة دراسته العليا , وحصل على الماجستير في اللغة العربية وادابها من كلية العلوم عن رسالته التي طبعت لاحقا (الشعر السياسي في العراق في القرن التاسع عشر) وسجل اطروحة للدكتوراه عن (التطور والتجديد في الشعر العراقي 1900 – 1939) لكنه لم يكملها , وعاد الى بغداد بسبب الاشكالات السياسية بين العراق ومصر انذاك . وخلال شهور تعرف الوائلي علي معالم القاهرة الثقافية . ففي بداية عام 1946 ارسل اول قصيدة له الي مجلة (الرسالة) فنشرت من غير تأخير , ومن سنة 1947 الي 1952 كانت قصائده ومقالاته تنشر تباعاً في مجلة (الرسالة), وربما تتوالي الاعداد واسمه لاينفصل عن اي عدد منها، ثم نشر في مجلة (الثقافة) وفي (العالم العربي) و(الفجر الجديد) و(الفكر الجديد) وكان الوائلي قد دخل مع الكتاب المصريين في نقاش نقدي كان اهمها :
1. هاجم العقاد في مجلة (الفكر الجديد) التي اصدرها سيد قطب ورد عليه العقاد رداً عنيفاً.
2. كتب مقالة جرت فيها مناقشة بينه وبين الدكتور زكي مبارك في جريدة (البلاغ) واستمرت المناقشة في اكثر من عدد(53).
في عام 1958 عين ابراهيم الوائلي استاذا في كلية الاداب بجامعة بغداد , وتدرج في المسار العلمي الاكاديمي حتى وصل الى مرتبة الاستاذية (البروفسورية) . وحاضر لاحقا في في قسم الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) واشرف خلالها على رسائل عدة في النحو واللغة والادب , وشارك في مناقشة رسائل جامعية كثيرة , وتخرج على يديه الالاف من الطلبة , اصبح الكثير منهم مدرسون في الجامعات العراقية . كما حاضر في في الجامعة المستنصرية وفي كلية اصول الدين وكلية الشريعة وكلية اللغات والتربية واحيل على التقاعد عام 1983(54).
في منتصف نيسان من عام 1988 / 1408 توفى ابراهيم الوائلي بعد صراع طويل مع المرض , واقيم مجلس العزاء له في جامع براثا في بغداد . اعقب ثلاث اولاد هم (رياض ووائل وعبد الاله)(55) .
كتب عن شاعريته عدد كبير من الادباء والكتاب والنقاد منهم : علي الخاقاني في الجزء الاول من كتابه (شعراء الغري) ومحمد حسين الصغير في كتابه (فلسطين في الشعر النجفي) وباقر امين الورد في كتابه (اعلام العراق الحديث) وجعفر باقر ال محبوبة في كتابه (ماضي النجف وحاضرها)(الجزء الاول) ومحمد هادي الاميني في كتابه (معجم رجال الفكر والادب في النجف الاشرف خلال الف عام) وعلي عباس علوان في كتابه (تطور الشعر في العراق) وعبد الكريم الدجيلي في كتابه (الشعر الحديث في العراق) وابراهيم العريض في كتابه (قضية الشعر) وعثمان سعدي في كتابه (الشعر العراقي والثورة الجزائرية)(56) .
من مؤلفاته المطبوعة :
1- ثورة العشرين في الشعر العراقي (بغداد 1968).
2- الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر (الطبعة الاولى بغداد 1961 والثانية – مطبعة المعارف بغداد 1978).
3- اضطراب الكلم عند الزهاوي دراسة نقدية لغوية (1970).
4- ديوان الوائلي – في قسمين – منشورات وزارة الثقافة والاعلام (دار الخلود للطباعة والنشر بيروت – لبنان 1981). والقسم الثاث مخطوط لم يطبع .
5 – تحقيق ديوان الشاعر الشيخ علي الشرقي (نشرته وزارة الاعلام)
6 – لغة الشعر العراقي في القرن التاسع عشر .
واما البحوث المنشوره فاهمها :
1 - حرب طرابلس واثرها في الشعر العراقي
2 – الشعر العراقي في القرن التاسع عشر ومنزلته من الشعر في مصر والشام في القرن التسع عشر.
3 – من لقيط الى اليازجي شاعران وقصيدة (بغداد 1968).
4 – الزهاوي وعصر السلطان عبد الحميد
5 – شعر البصير السياسي قبل ثورة العشرين
6 – التجديد في الادب معناه وتطوره
وللوائلي ايضا العديد من المؤلفات المخطوطة والبحوث التي لم يحالفها الحظ للطبع وهى :
1 – الراحلون .... سير شخصية لادباء اتصل بهم الشاعر
2 – بين الفصيحة والدارجة في ريف البصرة – دراسة لغوية
3 – اثر التراث في شعر القرن التاسع عشر
4 – الزهاوي وشعره السياسي
5 – اطروحته للدكتوراه التي لم تناقش وهى بعنوان (التطور والتجديد في الشعر العراقي 1900 - 1939)
6 – محاضرات في البلاغة العربية
7 – محاضرات في علم العروض
8 – الاصوات اللغوية في التراث
9 – النحو وسيلة لاغاية
10 – ضباب في الاثير (نقد لغوي لاخطاء المذيعين والصحفيين)
11– هوامش على الاحداث (ويتناول بعض الاحداث العربية ومايجب ان يقال فيها من راي)(57)
الشيخ مرتضى محمد حرج الوائلي
اصغر ابناء الشيخ محمد حرج الوائلي . ولد في محلة الحويش في النجف الاشرف عام 1927 / 1346 (فيما يقال انه ولد في قرية ابو هاون) ودرس مبادىء القراءة والكتابة هناك , ثم انضم الى الحلقات العلمية في الحوزة العلمية , ودرس المقدمات على يد نخبة من العلماء الاعلام , الا ان اغلب مسارت تعليمه الفقهية والاصولية والعقائدية استلهمها من والده حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد حرج الوائلي في قرية ابو هاون وناحية النصر لاحقا بعد الاستقرار فيها (58) .
تحمل الشيخ مرتضى حرج مسؤولية الوعظ والارشاد في مدينة النصر بعد وفاة والده عام 1956 وهو بعمر يقارب العشرين عاما , وهو الامر الذي لم يجعله ان يكمل دراسته العلمية والحوزوية , فكان خطيب المدينة ومبعوث المراجع فيها طيلة عشرين عاما حتى وفاته عام 1977 / 1397 وهو بعمر خمسين عاما فقط(59) . وقد شكلت وفاته صدمة في الاوساط الاجتماعية والدينية في المنطقة , فقد شيع تشييعا مهيبا هو الاكبر في تاريخ مدينة النصر , حيث اغلقت الاسواق وعطلت المدارس , حضر مجلس عزائه في جامع المدينة العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية , كان اهمها الخطيب الشيخ احمد الوائلي والشيخ محمد باقر الناصري واخيه الاديب ابراهيم الوائلي وابن اخيه الدكتور فيصل الوائلي , ودفن في مقبرة العائلة في النجف بعد ان صلى عليه في المرقد العلوي الشريف المرجع السيد ابو القاسم الخوئي(60) . وقد ارخ تاريخ وفاته شعرا المعلم انذاك والدكتور في الادب واللغة لاحقا الاستاذ علي كاظم المشري (المتوفي عام 2014) بقوله :
ابو زكي باشتياق مضى ارخوه توفى المرتضى
ترك الشيخ مرتضى اربعة اولاد هم (زكي وتوفيق وناظم وحافظ) (61)
ذكره الكاتب والمؤرخ علي الحيدري في كتابه (المدخل الى الغراف تاريخا وحضارة) وحيدر المرجاني في كتابه (النجف الاشرف قديما وحديثا)(62) والكاتب والمنظر الماركسي عزيز السيد جاسم في روايته (الزهر الشقي) الذي ذكره بالقول (فيما بعد منتصف الليل , ومن بين طيات السكون , اتسمع الصوت القراني القادم من مئذنة بعيدة , فتصيبني رعدة الوجد والشوق وطلب الغفران . وقد ابكي مذكرا صوت الشيخ مرتضى الذي مات مبكرا بدون وداع , كان يجود ويرتل ايات القران الكريم بصوت الهي , ومع ان الشيخ بيننا , الا صوته كان ياتي من الاعالي السماوية شجيا متموجا , هادرا تارة وخافتا اخرى ...... ثم لم اسمع بعد ذلك مثل صوت الشيخ مرتضى ابدا . لقد ابتعدت عني الابدية والتصقت بالاشياء)(63) .
الدكتور فيصل الشيخ قاسم حرج الوائلي
اكبر احفاد الشيخ محمد حرج الوائلي . ولد في مدينة النجف الاشرف عام 1922 / 1341 . مؤرخ واثاري وكاتب واديب ومحقق . درس في مدارسها الابتدائية والثانوية , وكتب الشعر وهو في المرحلة الثانوية متاثرا بالموروث الادبي والثقافي لعائلته . عين معلما فترة من الزمن في المدرسة الشكبانية (الاستقلال حاليا) في مدينة النصر(64) . اوفدته الحكومة الملكية الى جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية لاكمال دراسته العليا بالاثار القديمة , حصل خلالها على شهادة الدكتوراه عام 1955 , وعين استاذا في دار المعلمين العالية (كلية التربية / جامعة بغداد حاليا)(65) .
تبنى الدكتور فيصل الوائلي التوجهات القومية الناصرية في الخمسينات سواء خلال مرحلة الدراسة الجامعية او بعدها , وكان متاثرا بالزعيم المصري جمال عبد الناصر وشارك مع اكثر من خمسين من زملائه في رفع عرائض الاحتجاج الى الملك فيصل الثاني مطالبين بالديمقراطية الحقيقية واقالة وزارة نوري السعيد القائمة . وانتقدوا موقف السلطة الحاكمة من ازمة السويس عام 1956 الامر الذي ادى الى فصله من التدريس في دار المعلمين العالية مع ثمانية من زملائه , ابرزهم الدكتور عبد الرحمن البزاز عميد كلية الحقوق والدكتور جابر عمر والدكتور عبد القادر احمد . كما احيل اخرون الى المجلس العرفي الذي حكم عليهم بالنفي والنقل الى مناطق نائية او بعيدة(66) .
بعد ثورة تموز 1958 انساق الدكتور فيصل الوائلي مع التوجهات القومية المعارضة لحكم الزعيم عبد الكريم قاسم , واتخذ مع العشرات من القوميين العراقيين من القاهرة مقرا لهم , واسسوا (التجمع القومي العراقي) عام 1959 الذي ضم - فضلا عن الدكتور فيصل الوائلي - كلا من فؤاد الركابي وفائق السامرائي واحمد الحبوبي وعبد الرحمن البزاز وعدنان الراوي وهلال ناجي وبتول الخطيب وغيرهم . وتشكلت هيئته الادارية برئاسة فائق السامرائي , وضمت ممثلين عن حزب الاستقلال وحركة القوميين العرب وحزب البعث والقوميين المستقلين . واخذ التجمع يعد الخطب الاذاعية والصحفية في التحريض على حكومة عبد الكريم قاسم , واستمر قائما حتى انقلاب شباط عام 1963 , اذ حل بعد عودة اغلب القوميين الى العراق و انتفاء مبررات وجودهم في الخارج(67) .
خلال تلك المرحلة من حياته كان للدكتور فيصل الوائلي محطات سياسية وثقافية واجتماعية عدة ذكرتها الوثائق الحكومية الامنية السرية ونشرها كتاب (علي الوردي في ملفه الامني) المطبوع من قبل دار سطور عام 2016 ضمن سياق عرض نشاطات الدكتور علي الوردي الاجتماعية والثقافية والسياسية هى :
1 . ذكر اسمه من ضمن اساتذة جامعة بغداد الذين رفعوا عريضة الى الملك فيصل الثاني في تشرين الثاني عام 1956 التي احتوت مطالب تربوية وثقافية وسياسية عدة .
2 . ادراج اسمه ضمن امناء الهيئة المؤسسة لجامعة الكوفة الاهلية والتي نشرتها جريدة البلد في ايار 1967 ومدون امام اسمه (مدير الاثار العام) والتي تراسها وطرحها المهندس الدكتور محمد مكية .
3 . طرح اسمه من ضمن امناء الهيئة المؤسسة لجامعة الكوفة الاهلية من قبل وزارة الداخلية – مديرية الامن العامة في كتاب سري الى مديرية امن لواء كربلاء في تشرين الثاني عام 1966 من اجل طلب معلومات عنهم . وقد ادرج اسمه باسم (فيصل جاسم الوائلي مدير الاثار العام الداوودي 56 /3 ) .
عين فيصل الوائلي مديرا للاثار العامة , ورأس تحرير مجلة سومر الآثارية الرائدة وكتب لها افتتاحياتها للمدة من 1963 وحتى 1965 . طبع من كتبه (من أدب العراق القديم) طبعتين في بغداد الأولى سنة 1964 والثانية سنة 1967 . كما نشر كتاب (آثار العراق ومشاريع الري) طبعه في القاهرة سنة 1965 . وله أيضا (الكاشيون في العراق) ولم يظهر عليه تاريخ النشر .. . وقد قام الوائلي بترجمة (ملحمة كلكامش) من النص البابلي وقارن الترجمة بثلاث ترجمات في اللغة الإنكليزية , الا انه ترك هذا النص مخطوطا ...كما ترجم كتاب(السومريون : تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم) ، تأليف عالم السومريات المعروف صموئيل نوح كريمر ، وقد طبعته دار غريب للطباعة في القاهرة سنة 1973(68) .
ومن دراساته المنشورة :
1. تاريخ العراق القديم في النصوص الآشورية 853 ـ630 ق.م : الذكرى والتاريخ ، 1978 .
2. منطقة الدلتا في بلاد ما بين النهرين : إعادة النظر في (دراسة ليس وفالكون) تأليف كيرتس أي لارسين ، وقد نشرته مجلة الآداب والتربية في الكويت عام 1979 .
كما شارك الدكتور فيصل الوائلي خلال العقد الأول من عمر مجلة (الاقلام) العراقية والممتد من 1964 حتى 1975 في هيئة تحريرها وإدارتها مع نخبة من الأساتذة والباحثين أمثال الدكتور احمد مطلوب والدكتور جميل سعيد والشاعر سعدي يوسف والباحث عامر رشيد السامرائي والكاتب عبد الحميد العلوجي والدكتور عبدالرحمن خالد القيسي والفنان مدحت الجادر والكاتب عبد الكريم فرحان والشاعر عبدالوهاب البياتي والقاص عبدالرحمن مجيد الربيعي والعلامة الدكتور مصطفى جواد وآخرين(69) .
بعد تسلم صدام حسين السلطة عام 1979 حصلت مضايقات للدكتور فيصل الوائلي على اعتبار انه كان محسوبا على التوجه القومي الناصري , وخير بين الانضمام الى صفوف حزب البعث او تقديم استقالته من العمل الجامعي الحكومي , فاختار الاستقالة وغادر العراق للعمل في جامعة الكويت , الا انه لم يسلم من المضايقات من اجهزة المخابرات العراقية هناك , اذ جرت محاولة لاختطافه هناك , انقذته منها الحكومة الكويتية باعجوبة , ثم عملت السلطة عام 1982/ 1402 على زرقه بابرة ملوثة بسرطان الدم نقل على اثرها الى لندن للعلاج , لكنه توفى بعدها بستة اشهر عن عمر قارب الستين عاما (وكان ذلك بعد عام تقربا من وفاة والده الشيخ قاسم حرج بنفس الطريقة ايضا في البصرة) , وقد طلبت عائلته من الحكومة العراقية الموافقة على دفنه في مقبرة العائلة في النجف الاشرف , الا انها رفضت ذلك , فاضطرت زوجته الى دفنه في داره في لندن . ومازال حتى الان يرقد بعيدا عن اهله واقاربه(70) . وقد ترك الدكتور فيصل الوائلي ثلاث اولاد هم (فريد وتميم ورافد)(71) .
رثاه الشيخ الخطيب احمد الوائلي بقصيدة طويلة جدا بعنوان (دمعة وفاء في رثاء الدكتور فيصل الوائلي) مطلعها :
اغروبا رايته ام شروقا يشهد الافق ماعرفت الفروقا
لاترى العين حينما لاترى الروح ويبقى ابصارها تحديقا
..............................................................
يالهول الردى لقد صرعته وهو مازال فارعا ممشوقا
فبكيت الروح الوفي دهاه نفر لايجيد الا العقوقا
وشجتني ابا فريد عظام اثرت مرقدا بعيدا سحيقا
ايها النائم الغريب بكمبردج لسانا ومحتدا وفريقا
انسيت الديار بعد رحيل ام تناسيت روحها المخنوقا
اتعبتنا همومها يوم عشنا نتساقى صبوحها والغبوقا
انكرتنا ابا فريد ديار ذيد عنها من كان فيها عريقا
من بناها دما وكدحا فعاشت وهى تروى زفيرة والشهيقا (72)
زكي الشيخ مرتضى حرج الوائلي
الابن الاكبر للشيخ مرتضى حرج الوائلي . ولد عام 1948 في مدينة النصر . ودرس في مدارسها الابتدائية والثانوية , واكمل دراسته الجامعية في بغداد حتى تخرجه من كلية الادارة والاقتصاد عام 1973 وعين موظفا في دائرة الاحصاء . اشرف على جامع مدينة النصر بعد وفاة والده عام 1977(73) , وتزعم قيادة الانتفاضة الشعبانية ضد السلطة البعثية الحاكمة في الناحية عام 1991 متخذا من الجامع مقرا للادارة والاشراف . الا ان القسوة في قمع الانتفاضة والتنكيل بها جعلته يلتجا الى الجمهورية الاسلامية في ايران حتى وفاته هناك في مدينة قم عام 1992 , ودفن في مدينة مشهد قرب المرقد الرضوي الشريف (74).
تعرضت عائلة الشيخ مرتضى حرج الوائلي للتنكيل والملاحقة من قبل السلطات البعثية الحاكمة , بسبب مشاركتهم الفاعلة في قيادة الانتفاضة الشعبانية المجيدة في ناحية النصر عام 1991 , فقد اعتقل زوج ابنتهم في مدينة الشطرة واعدم لاحقا , وتعرض منزلهم للنهب من قبل الاجهزة الامنية القمعية وسرقة مكتبة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد حرج القيمة من قبل الرفاق البعثيين والتي كانت تضم كتبا دينية وادبية وتاريخية نادرة , وبقى منزلهم مهجورا من عام 1991 وحتى عودة ابنهم الشيخ ناظم الوائلي من ايران في عام 2003 (75).
توفيق الشيخ مرتضى حرج الوائلي (شاعر القباب الذهبية)
الشاعر والكاتب توفيق الشيخ مرتضى حرج الوائلي من مواليد النجف الاشرف 1952 . تخرج في معهد المهن الصحية العالي في بغداد عام 1975 , وعين في منطقة الاهوار موظفا صحيا هناك . بعد ذلك استقر في مدينة كربلاء , ودرس في كلية التربية هناك وتخرج منها عام2000 بكالوريوس لغة عربية(76) 000 والشيخ توفيق حرج الوائلي (واحدا من المع الشعراء الذين برزوا على الساحة الكربلائية التي تعد في ضوء تاريخها الأدبي والفكري والحضاري واحدة من أهم البيئات الشعرية في الأدب العراقي والعربي)(77) 0
حصل الوائلي على عضوية اتحاد الأدباء العرب واتحاد أدباء العراق واتحاد أدباء كربلاء . وله ديوان شعر بعنوان (فتاوى الشعر) وديوان اخر بعنوان (منابع الضياء) . شارك في اغلب المناسبات الدينية والوطنية داخل مدينة كربلا وخارجها , وفي العديد من المهرجانات المحلية . نشرت له قصائد في الصحف المحلية كجريدة كربلاء والجمهورية وبابل والبيعة والعراق ومجلة الكوثر التي تصدر في النجف الاشرف حينذاك . صدرت له دراسة بعنوان (إيليا الفتال يحل طلاسم إيليا أبي ماضي) , ودراسة بعنوان (قصور الظاهرة الباراسايكولوجية أمام المعجز في القرآن الكريم) , ودراسة بعنوان (سيناريو محتمل لطوفان مؤجل) مستوحى من قصة طوفان النبي نوح . وله كتيب بعنوان (دروس في فن التقطيع الشعري) , ودراسة بعنوان (انشقاق القمر) , ودراسة بعنوان (سيناريو المتنبي في امتحان العقيدة) . وصدرت له بحوث عدة منها استدراك على باب العقد عند الجاحظ , وبحث في التشكيك في مصداقية عمى بشار بن برد, وبحث في شجاعة حسان بن ثابت , وبحث في الحاد المتنبي والمعري(78) .
عاد الشيخ توفيق حرج الوائلي الى مدينتة النصر (موطن الاهل والاجداد) بعد عام 2003 واتخذ من الرابطة الثقافية في المدينة مقرا اجتماعيا وادبيا له , وساهم بالحراك الثقافي والسياسي هناك , ونشر قصائده في مجلاتها ونشراتها . توفى اثر عارض صحي مفاجىء في شباط 2008 / 1428 عن عمر ناهز الستة والخمسين عاما , وترك ثلاث بنات , واقيم حفل تابيني بمناسبة اربعينيته يوم 15/3/2008 في ديوان الحاج ارزيج المحسن , حضره اصدقاء الشاعر وزملائه ومحبيه , القيت فيه قصائد الرثاء والاستذكار والمديح لشخصيته الثقافية والادبية(79) .
وصف توفيق الوائلي بشاعر القباب الذهبية لان اغلب قصائده قد اتخذت هذا المنحى في مدح اهل البيت عليهم السلام . وكانت كربلاء حاضرة دائما في وجدان الشاعر وذكرها في قصائد عدة منها :
كربلا قرة عين النــاظرين ادخلوهـا بسـلام آمـنين
من هنا العباس نبراس الوفا وهنـا قبة مولاي الحسـين
سعف النخل انحنى ثم اعتلى قائلا مرحى بركب الزائرين
هي درس خالــد لاينتـهي من دروس الله رب العالمين
كلمـا داهمهـا ليـل الردى سطعت شمسا أمام السائرين
طاب من طاف بها مبتهـلا في رياض الطيبين الطاهرين
ضـارعا لله أن يحفـظها من شرور الكافرين الملحدين
ومن قصائده ايضا في وصف الموت والنهاية المحتومة للانسان , وكيف يكون العمل الصالح هو بقيته وشفيعه :
نهر من الشعر نبض القلب لايقف حتى اوارى بأرض اسمها النجف
او ربمـا رحـت في قبري اتمتمها حتى المعـاد بأني شـاعر ثقف
رحمـاك يالائمي فالشـعر مملكتي وذكر ربك فيها القصد والهدف
حب العراق وآل المصطفى هدفـي من دونه الشعر لاعز ولاشرف .
ومن قصائده ايضا في رثاء الامام الحسين بعنوان (دمعة في خاتمة المقل) نشرت في مجلة الكوثر :
اوشك الصبر ان يقول خذوني لتراب يضمني وادفوني
غاب ظل الاباء كيف بقائي وماعزائي بوحشتي وسكوني
ايها المجد لاارى لك معنى انت دون الحسين بالمضمون
فدماء الاباء فيها ضياء يقذف الشك في ظلام الظنون
يستمر الشعاع منها سطوعا فيه سر الوجود والتكوين
.....................................................................
انكروا الدين انكروا ماتبقى من بقايا الحياء واستذكروني
مالهذا الرضيع سيف ببدر لا ولاللنساء في صفين
فاجابوا بوابل من سهام ثارنا فيك يابن ذاك البطين (80)
ملاحظة : ان هذه العائلة الادبية والثقافية ودورها الاجتماعي والسياسي تستحق ان تكون موضوعا تاريخيا مهما لرسالة الماجستير في احدى الجامعات العراقية ويفضل ان تكون في جامعة ذي قار او جامعة الكوفة مكان سكن العائلة . الدكتور سلمان الهلالي /الناصرية
المصادر والهوامش
(1) وهناك من يرجعهم الى بكر بن وائل من ربيعة عدنان وليس الى عنزة بن وائل . علما ان العشائر التي تحمل لقب (الوائلي) في العراق تزيد على العشرة واهمهم (الليثيين) الذي يرجع اليهم الشيخ الخطيب احمد الوائلي.
(2) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، الدرر البهية في انساب عشائر النجف العربية، ج2، مطبعة الغري الحديثة، النجف، 1990، ص328.
(3) جبار عبد الله الجويبراوي، عشائر الفرات الاوسط والجنوبي، مطبعة الاديب، بغداد، 1992، ص148.
(4) ويذكر عبد الجليل الطاهر في كتابه (العشائر العراقية) ان ال حطيط من اهل الجزائر (الجبايش) كانوا يؤلفون فرعا من بني اسد، وتوجد في ديارهم سوق كبيرة لانها كانت عبارة عن ملتقى للسفن التي تنقل البضائع في هور الحمار مقابل كرمة بني سعيد التي تقابل ال حطيط، ولقد استولى على اراضيهم حمود السعدون بسبب علاقته مع الدولة العثمانية. ينظر: عبد الجليل الطاهر، العشائر العراقية، ج1، دار لبنان، بيروت، 1972، ص121.
(5) عباس العزاوي، عشائر العراق، ج3، مطبعة بغداد، بغداد، 1952، ص133.
(6) جبار عبد الله الجويبراوي، المصدر السابق، ص148. وذكر ان قسما كبيرا من افراد هذه العشيرة يسكن في بغداد والبصرة والناصرية وغيرها.
(7) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص328.
(8) حيدر المرجاني، النجف قديما وحديثا، مطبعة دار السلام، بغداد، 1986، ص134.
(9) المصدر نفسه، ص133.
(10) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص329.
(11) المصدر نفسه
(13) عبدالرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1992، ص244.
(13) حيدر المرجاني، المصدر السابق، ص134.
(14) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص329.
(15) عباس محمد الدجيلي، تاريخ الاسر النجفية، ال حرج الوائلي، جريدة الولاء، النجف،العدد 122، 2007، ص8.
(16) المصدر نفسه.
(17) المصدر نفسه
(18) حميد المطبعي، ابر اهيم الوائلي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1988، ص43. وحول دعوة السيد محسن الامين الاصلاحية ينظر: هادي فضل الله ، السيد محسن الامين المناحي الفكرية والمواقف الاصلاحية، دار البلاغة، بيروت، 1993، ص195 وما يليها.
(19) عباس محمد الدجيلي، المصدر السابق، ص8.
(20) عدنان عبد غركان، تاريخ مدينة الرفاعي، مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي، بغداد، 2010، ص45.
(21) علي الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج5، دار الراشد، بيروت، 2005، ص101.
(22) ابراهيم الوائلي، ثورة العشرين في الشعر العراقي، مطبعة الارشاد، بغداد، 1968، ص33.
(23) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص40؛ ابراهيم الوائلي، ديوان الوائلي، دار الخلود للطباعة، بغداد، 1981، ص9.
(24) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، تاريخ مدينة النصر، كتاب مخطوط بحوزة المؤلف، 2003، ص72.
(25) مؤيد شاكر كاظم الطائي، السيد عبد المهدي ودوره السياسي في العراق، رسالة ماجستير، كلية التربية (ابن رشد) ، جامعة بغداد، 2000، ص7-10.
(26) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72.
(27) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص45.
(28) مقابلة مع طالب السيد رشيد ال بوهلاله، ناحية النصر، 2017.
(29) ينظر القصيدة في: حميد المطبعي، المصدر السابق، ص45.
(30) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72. وقد ذكر لي الشيخ خير الله جعازجبر القره غولي هذه القصيدة عام 1999 وقال انها حازت على اعجاب عريف الحفل الشاعر ابراهيم الوائلي. وقد اتصلت باولاد الشيخ خوير رحمه الله من اجل الحصول على القصيدة الكاملة الا انه لم يعثر عليها للاسف .
(31) علي الخاقاني، شعراء الغري، ج7، المطبعة الحيدرية، النجف، 1954، ص99. علما ان المصادر تذكره باسم قاسم وتارة تذكره باسم جاسم محمد حرج وهو الاسم الرسمي في الوثائق الحكومية.
(32) ابراهيم الوائلي، المصدر السابق، ص10.
(33) محمد علي جعفر التميمي، مشهد الامام، ج3، المطبعة الحيدرية، النجف، 1957، ص103.
(34) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص73.
(35) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص48. (مشجر العائلة) .
(36) عباس محمد الدجيلي، المصدر السابق، ص8.
(37) مقابلة سعيد الشيخ جاسم محمد حرج الوائلي مع وكالة سبعة ايام العراقية للانباء. موقع: http://www.7dn-ig.com
(38) محمد هادي الاميني، معجم رجال الفكر والادب في النجف خلال الف عام، مطبعة الاداب، النجف الاشرف، 1964، ص480.
(39) محمد جمال الهاشمي، الادب الجديد، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1938، ص177.
(40) ينظر القصائد في: علي الخاقاني، المصدر السابق، ص99 وما يليها .
(41) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص15.
(42) باقر امين الورد، اعلام العراق الحديث، ج1، بغداد، 1978، ص51؛ سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72.
(43) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص150.
(44) المصدر نفسه، ص17.
(45) المصدر نفسه، ص45.
(46) المصدر نفسه، ص49.
(47) ينظر التفاصيل: خضر الولي، ابراهيم الوائلي، مجلة الكوثر، النجف، العدد 57، تموز 2000 ، ص36.
(48) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص42.
(49) المصدر نفسه، ص43.
(50) حيدر المرجاني، النجف الاشرف قديما وحديثا، ج2، مطبعة دار السلام، بغداد، 1988، ص117.
(51) حميد المطبعي، المصدر السابق، ص46.
(52) جعفر صادق حمودي التميمي، معجم الشعراء العراقيين، شركة المعرفة للنشر والتوزيع، بغداد، 1991، ص26.
(53) خضر الولي، المصدر السابق، ص16.
(54) المصدر نفسه، ص16.
(55) جعفر صادق حمودي التميمي، المصدر السابق، ص27.
(56) خضر الولي، المصدر السابق، ص16.
(57) ينظر التفاصيل: حميد المطبعي، المصدر السابق، ص77.
(58) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72.
(59) مقابلة مع حافظ الشيخ مرتضى حرج الوائلي، النصر، 2017.
(60) مقابلة مع الشيخ خيرالله جعاز جبر القره غولي، ناحية النصر، 1999.
(61) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72.
(62) علي الحيدري، المدخل الى حوض الغراف تاريخا وحضارة، دار الكتب العلمية، بغداد، 2006، ص73؛ حيدر المرجاني، المصدر السابق، ج1، ص134.
(63) عزيز السيد جاسم، الزهر الشقي، مكتبة اليقظة العربية، بغداد، 1986، ص24-25.
(64) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص330؛ سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص72.
(65) حميد المطبعي، موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين، ج2، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1996، ص183.
(66) جعفر عباس حميدي، التطورات والاتجاهات السياسية الداخلية في العراق 1953-1958 ، دار الاداب، النجف، 1980، ص168. وحول العريضة التي رفعت للملك فيصل الثاني ينظر : سعدون هليل (اعداد وتقديم ) , علي الوردي في ملفه الامني , دار سطور للنشر والتوزيع , بغداد , 2016 , ص111 – 158 .
(67) هادي حسن عليوي، الاحزاب السياسية في العراق السرية والعلنية، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، 2001، ص184.
(68) محمد علي جعفر التميمي، المصدر السابق، ص94.
(69) ابراهيم العلاف، الدكتور فيصل الوائلي ودراسات التاريخ القديم في العراق، مدونة الدكتور ابراهيم العلاف على الانترنت ، 2018.
(70) مقابلة سعيد الشيخ جاسم حرج الوائلي مع وكالة سبعة ايام العراقية للانباء، المصدر السابق.
(71) عباس محمد الزبيدي الدجيلي، المصدر السابق، ص48. (مشجر العائلة).
(72) احمد الوائلي، ديوان الشيخ احمد الوائلي، ج2، مطبعة التبليغات الاسلامية، ايران، 2006، ص106.
(73) مقابلة مع امير الحاج ذياب طاهر اليوسف، ناحية النصر، 2017.
(74) مقابلة مع ناظم مرتضى حرج الوائلي، ناحية النصر، 2017.
(75) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص73.
(76) المصدر نفسه
(77) محمد حديد الجحيشي، شاعر القباب الذهبية توفيق الشيخ مرتضى الوائلي، مجلة صدى كربلاء، العدد 22، 2009، ص6.
(78) المصدر نفسه.
(79) سلمان السيد رشيد ال احمد هلاله، المصدر السابق، ص73.
(80) مجلة الكوثر، النجف الاشرف، العدد 29، نيسان 2001، ص25.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع
.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب
.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟
.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل
.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان