الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يدور في رأس الله الآن؟

بسام البغدادي

2019 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا يدور في رأس الله؟
من حق الإنسان أن يفهم سر هذه الصدفة الكونية التي جعلت الله الهاً وجعلت الإنسان كائن خاضع لقوة عليا لايراها ولايسمعها يسميها الله، ومع ذلك تعطي هذه القوة الكونية لنفسها الحق التدخل في كل تفاصل حياة هذا الكائن المسكين المدعو إنسان.

ماذا كان يدور في رأسهِ عندما خلق الكون؟ هل كان يشعر بالوحدة الكونية؟ هل يمتلك غريزة الخلق كما ان البشر يمتلك غريزة التكاثر وفي عمر النضوج خلق الله الكون؟ ماذا كان يدور في رأس الله عندما خلق الإنسان؟ هل كانت حاجة ملحة أن يخلق كائن ضعيف كالإنسان يلد بمشقة ويعيش بشق الانفس ويموت بآلام وأوجاع ويترك خلفهُ هوة خاوية بين اهلهِ وناسه؟

أو.. ربما يعاني الله من نفس هذه الآلام والمشقة والاوجاع وكي لايترك الكون فارغاً بعد موتهِ خلق الإنسان كي يكون إلهاً جديداً فوق الكون؟

الاسئلة الكونية تحتاج صراحة بحجمها... نحن لا نعرف إن كان الله موجوداً بالاساس. ولا نعرف إن كان الله موجوداً بانهُ مازال موجوداً أو بأنهُ سيبقى موجوداً. ربما ذلك الصمت الازلي التي يطبق على طبقات السماء ليس سوى صدى من جلسة عزاء سماوية فوق جثمان الله البارد منذ قرون. فمن يدري... ربما لفظ نفسهُ الاخير قبل 1400 سنة ومات.

والإ... ماذا يدور في رأس الله وهو يرى المظاهرات في العراق ولبنان والمذابح في سوريا وليبيا؟ ماذا يدور في رأس الله وهو يرى طفلة بعمر تسعة سنين يتم تزويجها لشيخ بعمر جدها في أحد تلك البلدان المنكوبة بعرف زواج القاصرات؟ ماذا يدور في رأس الله وهو يرى إنسانة بريئة تذبح لغسل عار شرف الذكور الذين ماكانوا يوماً ذكوراً ولا كان يوماً لديهم شرف؟ ماذا يدور في رأس الله وهو يرى أطفال اليمن جياع في صراع طائفي قذر عمرة 1400 سنة بين دولة شيعية ودولة سنية؟

لو كان الله موجوداً الآن... ويرى كل هذه الاشياء... على عرشهِ في السماء يهمهم... يدمدم ويردد بعض الآيات ويستغفر نفسهِ من نفسهِ ويتوكل على نفسهِ. لكنهُ في الختام يختار أن يستمر في صمتهِ. فما الفائدة منه اساساً؟ من الفكرة من عبادة من وجودهِ اليوم مثل عدمهِ.

فهمت الآن ما الذي يدور في رأس الله. الله في قرارة نفسهِ يقول... ما انا سوى صورة هلامية ومزركشة لغرور الانسان الابدي واعتقادهِ الجازم بانه يختلف عن كل الكائنات الاخرى. لولا هذه المرآة السحرية الخادعة التي ينظر الانسان فيها ومن خلالها لنفسهِ لما كنتُ يوماً هناك في قرارة رأسهِ. أنا غرور الانسان وهو يعبدني لانهُ أكثر الكائنات غروراً بوجودهِ وشبقاً بذلهِ ومتناقض في نفسهِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبه
طلعت خيري ( 2019 / 10 / 25 - 17:46 )
الله خلقك لتعبد هذا

https://www.youtube.com/watch?v=DULsNeOKyis

اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا