الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلعقروز على خطى طه عبد الرحمن محاولا نقد أركون و الجابري ..

حمزة بلحاج صالح

2019 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملاحظات منهجية حول مقال بلعزروق متلمسا و متتبعا نقد " طه عبد الرحمن" للعقلانية العربية المعاصرة كما سماها

على المستوى المنهجي /

يحيل العنوان إلى مسائلة طهائية للعقلانية العربية لدى كل من " أركون " و " الجابري" و هو في تقديري تلخيص لموقف "طه عبد الرحمن" في كتابه الموسوم " تجديد المنهج في تقويم التراث "...

فالمقال يصح و يقترب أن يكون عرضا لكتاب "طه عبد الرحمن" منه إلى مناقشة فلسفية لأفكارالجابري و طه و التي تستحق أكثر من مقال ..

و الامر قريب من الذي فعل " محمد همام " في كتابه الموسوم " جدل الفلسفة العربية بين محمد عابد الجابري و طه عبد الرحمن - البحث اللغوي نموذجا " لكنني لا أراه قد وفق ..

بل كان عمله سطحيا و عرضا لعمل طه بدل معالجة مستقلة تستند أو تتوسل بطه من بين من تتوسل بهم سندا معرفيا...

دشن بلعقلوز المقال بملخص Abstract لا ينطبق في تقديري مع نص المقال و لا مع العنوان حيث جاء في الملخص أن المقال يدور حول" إشكالية العقلانية في الفكر العربي المعاصر " ...

و كأن الفكر العربي المعاصر يكفي أن يكون " الجابري" و أركون" عينتان تمثيليتان له تنسحبان على بقيته بالتعميم و المماثلة و المطابقة و هذا خطأ منهجي بالغ الأهمية...

أما على مستوى العنوان و المقال معا فهذا لا يستقيم لأن صاحب المقال أراد أن يستعرض النموذج العقلاني الطاهائي ناقدا أو "مسائلا " Interrogeant و الأصح أنه " ناقدا " لنموذجين " الأركوني" و "الجابري" ...

لذلك أشرت ابتداء بعدم تطابق العنوان مع المقال من جهة وعدم تطابق " المقال" مع " الملخص" فيفترض بالملخص أن يكون كما هو شائع سؤالا إشكاليا مدخلا للبحث أو بوابة صغيرة و نافذة نرى عبرها الدراسة و المقترب العلمي ..

و زاوية النظرl Angle Solide التي تشبه المخروط الذي يتسع شيئا فشيئا إلى أن يلتقط الدراسة كاملة من زاوية النظر هذه المحددة في الملخص و تمكن من مسح شامل لها في كلمات مفتاحية دلالية مختصرة تمنح للنص هوية معرفية و فلسفية و وجهة أو

إتجاها نقديا أو تحليليا أو تفكيكيا أو توصيفيا ....

و هو ما لم يبرز في الملخص فصاحب النص تدرج في الإلتباس و الغموض حتى لا أقول أخطأ في المنطلقات من العنوان إلى الملخص بل إلى نص المقال فانفصل القول في الملخص عن المقال ...

فأشار إلى أنماط ثلاث للعقلانية .. "عقلانية طه عبد الرحمن" التكاملية الملكات " " الأخلاقية المقصد " و ذكر في الملخص نقده ل " أركون" دون أدنى إشارة إلى " الجابري" فترى لماذا ضمنه عنوانه بارزا إن لم يكن محوريا في الدراسة ...

و هنا أقف عند توظيف مجموعة من العبارات لم تلحق بما يلزمها فاجتثت من حقلها الدلالي و فقدت قيمتها العلمية ...

أليس الأجدى و الأفضل و الأدق علميا أن نتحدث عن نقد "طه عبد الرحمن" ل "محمد عابد الجابري" بدل التحدث عن " العقلانية " توخيا للدقة ..

ذلك أن "طه عبد الرحمن" حدد أسس مقاربته و مرتكزاتها النظرية التي أخل بها "بلعقروز " و اختزلها فتحدث عن العقلانية التكاملية الملكات و الأخلاقية المقصد و التي لم أفهمها صراحة لا عند طه و لا عند مرددي مقولاته و المستلهم منه بلعقروز تعاريفه و

فهمه و نقده...

لا أجد سبيلا معرفيا لضبط دلالتها و لعل " بلعقروز" أراد أن يحدد لنا خصائص القراءة الطهائية للتراث و نقده لقراءة الجابري و أركون فعدها عقلانية ضد أخرى ...

و أراد أن يقدم لنا رؤية " طه عبد الرحمن " و هو يعمل على إبطال الرؤية التفاضلية التبجيلية الإجتزائية للتراث و غلبة الإشتغال بالمضامين على الاليات (التقريبية) حيث قدر أنها سبب تهافت نموذج الجابري ...

و دعا الى رؤية تكاملية للتراث تشتغل بالمضامين و الاليات و تقدم التداخل على التفاضل (هذا ان اكتفينا بالعرض لمنهج قراءة التراث عند "طه عبد الرحمن" و ماخذه على الجابري مثلا) ...

و ( إذا سلمنا جدلا ل " طه عبد الرحمن " بأن " محمد عابد الجابري " فعلا فضل و بجل و اجتزأ التراث و لم يتعاطى معه ككل و وحدة أي إن سلمنا فعلا بأن الجابري باعتماده التقسيم الثلاثي للأنظمة المعرفية لم يكن تقسيمه إجرائيا أداتيا و منهجيا و ليس نسقيا

و تكوينيا بنيويا يؤثر على نتائج القراءة تباعا ) ....

في كل الأحوال وجب التعاطي تحليلا و نقدا للأطروحات الثلاث المذكورة و معها ( محمد أركون - محمد عابد الجابري و طه عبد الرحمن) باعتبارها أعمالا رائدة بدل اجتزاء الطرح و اختزاله خاصة عند التحدث عن عقلانية تكاملية الملكة و مقصدية الأخلاق

أو أخلاقية المقصد بدل رؤية نقدية للتراث و " نقد نقد التراث " من طرف طه عبد الرحمن حتى لا نبخس الرجل قيمة مقاربته العلمية التي تدور أساسا حول اعتبار الأخلاق ناظما محوريا لا مجرد كماليات تأتي في إطار التحسينيات لما يتعلق الأمر بالمقاصد

الشرعية ...

فهو يرى الأخلاق ناظما للفقه و أصوله و للمقاصد الشرعية و غيرها من العلوم....

حاول " بلعقروز" أن يوغل في تعريف العقل و العقلانية و تطور و انزياح الدلالة المرتبطة بالمفهوم فترى هل أحاط بالموضوع...

قد نجد تباعا فرصة لاحقة لتناول كل المداخلة و يعود نقدي هذا إلى شهر أكتوبر من عام الفين و ستة عشر و هو يحتاج ربما إلى تحيين ...

للنص إحالات ومراجع عموما تم ذكر أغلبها في المقال...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب