الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القباقيبي ومجزرة التحضيري: خرافة التعليم المجاني

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 10 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


بعثرت وبدّدت ما تسمى بوزارة التعليم العالي، ورموزها، وأطاحت بآمال وأماني عشرات الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات بامتحانات الشهادة الدراسة الثانوية العامّة وممن حصلوا على مجموع عال من 230 وما فوق من أصل 240، أي تراوحت درجاتهم بين الـ231 درجة والـ239 درجة من أصل العلامة التامة وقدرها 240/240، بأن ألزمهم بممر قسري وإجباري تعجيزي هو إخضاعهم لدورة "اختبارية" لمعرفة سر ودرجة "تفوقهم" وعبقريتهم، أسموها "سنة التحضيري"، مهمتها اغتيال تلك العبقرية ووضع العصي في عجلاتها وتفشيل هؤلاء العباقرة، وتعقيدهم، والتنكيد عليهم، وفرملة صعودهم الأكاديمي، بدل تقديم المنح الدراسية والتسهيلات لهم وتوفير السبل المثلى لهم لتحقيق خياراتهم الشخصية، وحكماً، احتياجات البلد لهذه الكوادر والعقول النابغة والنادرة التي ترفع من شأن أي بلد من بلدان العالم.
هذا ربما جانب اعتيادي خبره السوريون تماماً في التعاطي والتعالي الرسمي مع شؤونهم والاستهتار بخياراتهم بشكل عام وإعادة فرض الحالة القسرية والقهرية التي يعيشونها في مختلف ميادين الحياة، لكن هناك جوانب ربحية وأخرى كيدية وثالثة نفعية للموضوع ورابعة وخامسة وووو....فأما الجانب التجاري فهو فتح باب الموازي والتسجيل بـ"الفلوس" عبر إخضاعهم لمفاضلة تعجيزية، والانتقال لمدن ثانية، وإجبارهم على التسجيل في معاهد خاصة يقال بأن للوزارة ورموزها ضلع فيها، ونسبة منها، ودفع رسوم خيالية عن "دورات" خاصة بالتحضيري يذهب ريعها لهذه المعاهد الخاصة ومن يمتلكها، ومعروف عادة من يمتلكها، أو من هو، بالأحرى، قادر على امتلاكها، وتداخلاته العنكبوتية، والالتحاق أيضاً بالجامعات الخاصة (وفهمكم كفاية)، وبكل ما يترتب في ذلك من أعباء وتكاليف مادية باهظة على أهالي الطلاب، وذهاب وإياب، وحضور بتلك المعاهد، ومع ذلك لا ينال الطالب مراده من خلال الآلية التعجيزية والأسئلة الخنفشارية بالتحضيري التي ترمي بالنهاية والمآل لتفشيل وتطفيش الطلاب وعدم حصولهم على رغباتهم ما سيؤدي لشغور بـ"الكراسي" التعليمية التي سيحتلها متنفذون وأقرباؤهم وأبناء الهيئة التدريسية، دون تمتعهم بأية كفاءة، والذين يحق لهم، ولأن هناك ريشة على رؤوسهم، التسجيل بأي فرع جامعي، وخاصة الفروع الدسمة التي ستؤول لهم بحق الوراثة الشرعي والرسمي وحرمان من هم أهل وأحق بتلك الكراسي (أعرف وبشكل شخصي طالبة عبقرية حصلت على مجموع عام قدره 238/240، وبالكاد استطاعت دخول الصيدلة وبمدينة حمص العدية وهي من سكان مدينة اللاذقية، (في أي بند يمكن تصنيف هذه الجريمة؟ سؤال أضعه برسم كل الهيئات والمراجع القضائية وتخيلوا كم كـلّفت ذويها بالثانوية العامة للحصول على هذا المجموع وهي تتنقل أسبوعياً كفتاة بين اللاذقية وحمص فهل يقبلها أي مسؤول ومتنفذ لبنت من بناته في هذه الظروف العصيبة؟)..
والأهم، تالياً، هذا سيقود الطالب للتسجيل في مدن ثانية بعيدة عن سكنه الأصلي، بناء على المفاضلة التعجيزية والبدعة الأعجوبة، وهذا سيرتب عليهم أعباء وتكاليف مادية باهظة جداً، من سكن ومواصلات، ومصروف شخصي ونفقات استثنائية وربما طبابة وشراء أثاث ومستلزمات شخصية إضافة لرسوم بدعة "الموازي" (أي التسجيل بالفرع المطلوب مقابل عائد مادي يعني عاملين مثل المنشار آكلين ناهبين طالع نازل وبكل ما في ذلك من انعدام للمهنية والأكاديمية والضمير والحس التربوي والإنساني والجانب الإبداعي حيث بات ينظر لقطاع التعليم كملاذ ومطرح ربحي واستثماري ريعي كالغاز والبطاطا وقطاع النقل وضعت المافيات يدها عليه هو الآخر ما جعل سوريا خارج التصنيف الأكاديمي الدولي)، وهذا كله يصب في هدف الخصخصة واحتكار التعليم و"مفيزته" والاتجار به واحتكاره لصالح متنفذين أكلوا بيضة البلد وقشرتها ولم يتركوا لفقرائها أي شيء.
والأنكى من ذلك كله أن يطلع لك معتوه، ومهرج، ومعاق استراتيجي، وخاصة إن كان من عصابة الاسترزاق الخارجي "القومجية" وو)، لضرب السوري البسيط العادي بهمروجة وكذبة التعليم المجاني الذي تتصدق به "القيادة" على الشعب الفقير، وتضربه به بمنية، وتقرعه به آناء الليل وأطراف النهار بإعلامها الرسمي وهو-أي المواطن- الذي لم يقبض منه أي شيء سوى الثرثرة والجعجعة والكلام الفارغ وقبض الريح...."اشبعوا كذاً وتعليماً مجانياً"...
القباقيبي: هو وزير التعليم بالبعثستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف