الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إسرائيل الكردية- الكرد إنفصاليين وإن قالوا؛ لا نطالب بدولة كردية.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2019 / 10 / 28
القضية الكردية


إن إتهام الكرد عموماً ب"الانفصالية والانفصاليين" -ليس فقط من قبل النظام السوري وعلى طول العقود الماضية وكذلك المعارضة خلال الأزمة الحالية- بل أيضاً من قبل بعض الشخصيات والأحزاب التي يمكن أن نصنفها على القوى الوطنية الديمقراطية، تكشف عن أزمة حقيقية في الوعي السياسي لدى الإنسان العربي وبالأخص السوري بحيث باتت مفردة الكردي مرادفة لمفهوم الانفصال والتقسيم والتدمير للوطن والوطنية. وهكذا يبدو أن هذه الثقافة في "شيطنة" الآخر -هنا الكرد السوريين على وجه الخصوص- قد تجذرت في وعي الإنسان العربي من خلال منهجيات البعث -شاركتها الأحزاب اليسارية الشيوعية أيضاً- بحيث بات سماع كل حق يتعلق بالكرد يعني الذهاب إلى قضية الانفصال، كما قلنا وهذه بحد ذاتها تكشف عن هشاشة الوطنية السورية وإلا لما كل هذه الفوبيا أساساً حيث لو كنا نملك حقاً وطناً قائماً على الهوية الوطنية الصلبة ما كان هناك خوف من التهشيم بالأساس، كون ومن دون ذلك لا يمكن فهم هذا الموقف المقلوب للواقع بالنسبة لهؤلاء "الوطنيين الديمقراطيين" بحيث وعلى الرغم من كل تأكيدات الحركة الكردية وأحزابها على قضية "الوحدة الوطنية" في سوريا وعدم وجود أي طرح سياسي لمشروع إنفصالي من قبل أي فصيل كردي -وأولهم الإدارة الذاتية التي تتهم من قبل الكرد القوميين؛ بأنها لا تعمل لأجل الكرد وقضاياهم، بل يتهمونها بالعداء للمصالح الكردية- يأتي من يعتبر نفسه مثقفاً وطنياً ديمقراطياً ليقول؛ بأن الإدارة الذاتية تعمل على فصل جزء من الأراضي السورية وإنشاء كيان يسمية ب"إسرائيل الكردية" أو "إسرائيل الثانية".

للأسف رغم كل تأكيدات الإدارة الذاتية؛ بأن مشروعها ليس مشروعاً إنفصالياً تقسيماً للجغرافيا السورية، بل توزيعاً وتقسيماً للعمل السياسي والثروة الوطنية بعدالة اجتماعية بين كل مكوناتها وذلك عبر تحويل سوريا لدولة لامركزية ديمقراطية بحيث لا تبقى كل السلطات بيد المركز؛ دمشق -أو بالأحرى بيد فئة ومكون وحزب أيديولوجي أختصر كل سوريا بأهداف البعث والعروبة- ورغم ذلك ما زال صدى هؤلاء "الديمقراطيين" يتردد بين الحين والآخر ليُسمعوننا بأن؛ (الكرد انفصاليين)، متناسياً بأن ذلك من حق أي شعب وفق مبدأ حق تقرير المصير، لكن عندما لا يطالب بها الكرد -كحركة سياسية وإدارة ذاتية- فلإدراكها بأن الظروف الموضوعية ومصالح الدول الإقليمية والسيادية بالعالم والفاعلة في الملف السوري لا يساعدهم ولكونهم باتوا يدركون بأن اللعبة السياسية الدولية لا تساعد على تغيير الجغرافيات الحالية -على الأقل مرحلياً- وبالتالي فإن طرح الدولة الكردية ورغم مشروعيته الأخلاقية والسياسية، ليس إلا حلم مؤجل لمراحل قادمة ولا أعتقد بأن من حق أحد أن يحاكم الآخر على أحلامه أيضاً، بل ربما يحاكم سياسياً لما يطرحه من برامج ورؤى سياسية ولإدرك الأحزاب الكردية هذه الحقيقة فهم عموماً -وضمناً، بل وأولاً الإدارة الذاتية- يعملون وفق سياسة واقعية؛ بأن يكون الكرد شركاء حقيقيين في سوريا وليس كما كان سابقاً مواطنون من دون حقوق وطنية، فهل هناك إنفصالية لكي نسمع أصواتكم كلحن نشاذ في "سيمفونيتكم الوطنية" دائماً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت