الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية

طه معروف

2006 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في 12ابريل من هذه السنة سلم (المجلس العلمي للسياسات الحكومية ،وهي هيئة متخصصة في لاهاي تقدم النصح للحكومة) تقريرا من 250 صفحة الى وزارة الخارجية الهولندية مفاده إن الأسلام لا يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان والقيم الهولندية اي النظام العلماني . وكان من اول منتقديه الناشطة السياسية النسوية أيان هيرسي علي المعروفة بانتقاداتها الشديدة للاسلاميين والتعدد الثقافي حيث وصفت التقرير، ليس بكونه خاطئا فحسب، ولكنه بالخطير و بافتقاده للمهنية و بانه يقوض حرية التعبير ويمجد الاسلام السياسي علنا ، الامر الذي اثار استياء الباحثين وقال احد اعضاء المجلس يان شوننيوم ،الذي اشرف على البحث ،"ان عددا اكبر من الحركات الاسلامية تتحرك بأتجاه الديمقراطية"!!!! ورفض بشدة موقف هيرسي واصفا أفكارها بالخطر المحتمل على المجتمع الهولندي وبكونه يشييد جدارا بينه، اي المجتمع الهولندي، وبين الاسلاميين .
فيما يبدو فان الحكومة الهولندية تتبنى التقرير المذكور واختارت هيرسي ، كإحدى الوجوه البارزة ضد التيارات الاسلامية، هدفا لحملتها، لتجسيد منهج التعدد الثقافي و التاكيد عليه ودعم الحركات الاسلامية،و مستغلة بوقاحة الموضوع التافه بشأن البيانات غير الصحيحة على خلفية طلب اللجؤ الذي قدمته هيرسي في 1992 حول اسم العائلة وسنتين من العمر رغم انها اوضحت هذه البيانات حتى قبل دخولها البرلمان عام 2002 إلا أن التآمر اكبر من ذلك ويهدف قمع الاصوات المعادية للتعدد الثقافي والاسلاميين في هولندا و اوضحت "هيرسي" في المؤتمر الصحفي، أنها قررت السفر قبل نشوب الجدل الأخير حول وضعها كمواطنة هولندية ـ والذي تفجر منذ أيام قليلة ـ في أحد البرامج الوثائقية التي عرضها التليفزيون الهولندي العام.
وفي محاولة أخرى تحاول الحكومة التخلي عن حمايتها هيرسي ،(وهي مهددة من قبل الاسلاميين منذ عام 2004 عندما كتبت سيناريو فلم ،الخضوع،وعرض في هولندا وفي العالم ونال اعجاب الملايين من الاحرار حول اثر الآيات القرآنية كبقعة دامغةعلى جسد المرأة في الاسلام وكان مخرجه التقدمي ثيو فان خوخ المعادي لإستغلال المرأة في الأسلام قتل على ايدي الاسلاميين في احد ساحات امستردام )، عن طريق استخدام احد الجيران بسبب شكاوى قدمها الى القضاء ادعوا فيها أن وجودها بجوارهم يهدد سلامتهم و يلزمها بمغادرة منزلها الحالي !!! اية حماية هذه إذا لن تراعي الحكومة أمن الآخرين؟ ولكن تبدو القصة غير ذكية لا يصدقها حتى اصحابها ناهيك عن المجتمع الهولندي .وهناك رواية اخرى يرددها الأئتلاف الحكومي يدعي بان خسارته في الانتخابات الاخيرة تعود الى عضوية هيرسي في الحزب الليبرالي المحافظ "في في دي" في الكتلة الأئتلافية الحكومية علما بان هذه الحكومة واجهت اكبر الاعتراضات والمظاهرات العمالية الصاخبة نتيجة فشل سياساتها الاقتصادية ولتباين الاجور بين الشباب والمسنين ومسألة الضمان الاجتماعي إلا أن" زميلتها" في الحزب الليبرالي المحافظ ووزيرة دائرة الهجرة"فيردونك" المعروفة بتشددها ضد الأجانب وصاحبة اقتراح قرار "منع التحدث بأية لغة غير الهولندية حتى في الشوارع " تقود هذه الحملة وتستغل مسألة طلب لجوء هيرسي" وبياناتها الخاطئة" رغم ان هذه (( البيانات جاءت عن حسن نية)) لإمرأة صومالية رفضت الخضوع للزواج الاجباري الاسلامي في الصومال واختارت الهروب من جحيم المجتمع الرجولي إلا أن فيردونك التي خدمت في دائرة الاستخبارات الهولندية في اول وظيفة لها تتحرك في اتجاه آخر ، نحو التحالف مع "المجلس العلمي للسياسات الحكومية" اي صانعو القرار السياسي الفعليين، بهدف قمع الاصوات المؤثرة المضادة للتعدد الثقافي الذي كان بمثابة ام الحركات الاسلامية والذي أدانته هيرسي مرارا خلال العشرات من المقابلات الاذاعية والتلفيزونية ووصفته بكونه عقبة امام اندماج المهاجرين وكوسيلة فعالة بايدي الاسلاميين.
كون هيرسي كامرأة ذاقت طعم وعذاب المجتمع الرجولي في عمرها الباكر ،حملت همومها وغضبها على الاسلام والقوانين الاسلامية واعتبرتها أشرس وسيلة لعبودية المرأة وبرزت كناشطة جريئة في هذا الميدان اقلقت الاسلاميين ودول المؤتمر الأسلامي الذين طالبوا الحكومة الهولندية مرارا بطردها من البرلمان او وضع حد لمعاداتها للحركات الاسلامية الرجعية علاوة على التهديدات المستمرة بقتلها وفي النهاية خضعت الحكومة الهولندية لهذه النداءات الرجعية واستغلت بطريقة عنصرية مسألة طلب لجؤ هيرسي لإبعادها عن الساحة السياسية لفسح المجال امام الهجوم على الاحرار ولإرضاء الاسلاميين .
ان جميع الروايات، "من بيانات خاطئة عن طلب اللجؤ" او التسبب في الفشل في الانتخابات و شكاوي الجيران ، ليست سوى غطاءا لتوجهات وسياسات رجعية في اطارالنطام الديمقراطي الغربي الذي لا يتحمل المساواة الحقيقية للمرأة ولكن يحتضن اشد التيارات الاسلامية الرجعية التي تخدم المصالح الراسمالية الهولندية فبالاضاقة الى فتح آلاف المساجد والمدارس الدينية تسخر ايضا شبكات اعلامية واسعة لنشر الاسلام والتركيز على التعدد الثقافي ويتم اجراء مقابلات منظمة معهم لنشر السموم الدينية بالطريقة الغربية فها هي ديمقراطيتهم تتحمل طلاب القرضاوي والسيستاني و البرلمان الشيعي في هولندا ويتآمرون على الناشطة النسوية هيرسي التي تمثل المرأة المضطهدة تحت وطأة الاسلام وقوانينه وشريعته البربرية .واخيرا، رغم وجود الانتقادات و المجادلات والمناقشات داخل البرلمان لحسم الامور بشأن جنسية هيرسي ،إلا أن نشر الادعائات الفارغة وغير الانسانية والتشهير غير الاخلاقي بحق هيرسي ليست سوى جريمة ترتكب بحق المجتمع الهولندي وكل الاحرار و هي لا تخدم سوى اشد التيارات الاسلامية الرجعية في هولندا هذه التيارات المتعطشة لدماء المناضلين الاحرار ومن ضمنهم المناضلة أيان هيرسي علي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah