الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم

علي بنساعود

2006 / 5 / 22
المجتمع المدني



تعهد تلاميذ من الرشيدية ب"رفض التفرقة والتمييز، ونبذ الرأي الواحد، وكل أشكال التعصب والتزمت"، كما التزموا ب"الإيمان بالديمقراطية، وتجسيدها قولا وفكرا وممارسة، مع ما يعنيه ذلك من تبادل للرأي، وقبول للآخر، واحترام وجهة نظره، وممارسة النقد والنقد الذاتي"...

نظمت جمعية أصدقاء التلميذ القروي، يوم 14 ماي الحالي، يوما دراسيا حول موضوع "حقوق الإنسان بين المواثيق والواقع" لفائدة تلاميذ الأندية الحقوقية والبيئية العاملة بالمؤسسات التعليمية بمدينة الرشيدية وذلك بتنسيق مع الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

وحسب مريم بلغيتي رئيسة "جمعية أصدقاء التلميذ القروي"، فإن هذا اليوم، الذي عقد بمركز تكوين المعلمين والمعلمات، كان يستهدف جعل "المدرسة فضاء لإشاعة ثقافة حقوق الإنسان وترسيخها في أفق النهوض بهذه الأندية وتوسيعها وتحويلها إلى مشاتل حقيقية، مشاتل لأجيال أخرى، أجيال متشبعة بحقوق الإنسان فكرا وقولا وممارسة، أجيال تقطع مع بؤس الماضي وترددات الحاضر، وتؤسس لمغرب آخر، مغرب متعدد حر ديمقراطي حداثي متسامح..."
واعتبر ادريس أقراو رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن "هذا اليوم حقق نجاحا باهرا يفرض على الحركة الحقوقية والجمعوية بذل مجهود جبار لإشاعة ثقافة حقوق الإنسان وسط الشباب الذين أبانوا عن طاقة هائلة يجب استثمارها من أجل غرس قيم الكرامة والمساواة والتسامح"

ولأن هذا اليوم هو الأول من نوعه، فإن تلاميذ الأندية المشاركين فيه ومؤطريهم، والذين ناهز عددهم جميعا 100 مشارك من الجنسين، ثمنوا المبادرة، وأثنوا على أصحابها، محملينهم، في نفس الآن، مسؤولية التفكير في إرساء تقليد تنظيم الأيام الدراسية، والإكثار من اللقاءات التي تمكن هذه النخبة من التلاميذ من التعارف وتبادل الخبرات والتجارب...

وللإشارة، فإن المشاركين، وهم تلاميذ من مستويات مختلفة من أسلاك التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، أبانوا، وبمستوى راق من النقاش، عن درجة عالية من المسؤولية، وعن وعي عميق بواقعهم وإلمام لافت بمعطياته، كما أبانوا عن طموح جامح في تغيير هذا الواقع نحو الأفضل، وهي كلها أشياء تفند ادعاءات من يسعون إلى تبخيس قيمة هؤلاء الشباب، بترويج كليشيهات جاهزة عنهم، بغية الاستفراد بهم، وفرض الحجر والوصاية عليهم... لذلك، فإن هؤلاء الشباب، وانطلاقا من واقعهم المعيش، ومن تجربتهم في الأندية، ومما وقفوا عليه خلال هذا اليوم من مشاكل وعراقيل تعترض التطبيق السليم لحقوق الإنسان بمختلف أجيالها، حرصوا على أن يضمنوا الميثاق الذي صادقوا عليه في ختام أشغالهم، دعوة أنفسهم وزملائهم إلى "مواصلة الاهتمام بالشأن العام" محملين في ذات الآن النخبة المنتخبة التي اعتبروها "فاسدة، مصلحية، انتهازية"، مسؤولية تدهور الأوضاع بالمنطقة كما تعهدوا ب"العمل على تجسيد القيم والمثل النبيلة التي تأسست عليها الأندية الحقوقية والبيئية في الفكر والسلوك" وب"إشاعة روح المحبة والأخوة والتسامح بما يساهم في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان وترسيخها".

المشاركون التزموا أيضا ب"النضال، وتسخير قدراتهم، من أجل تحقيق أهداف الأندية الحقوقية والبيئية" وب"العمل على تشجيع الإبداع والخلق والابتكار والمبادرة في الميادين الثقافية والفنية، بما يخدم هدف الارتقاء بالإنسان، وتقدير قدراته وكفاءاته"، كما تعهدوا ب"الالتزام بمبادئ وقيم مواثيق حقوق الإنسان واعتبارها قيما أصيلة تحكم الأفكار والأفعال" وب"العمل على تجسيد مفهوم المواطنة بما يعنيه من حقوق وواجبات في الوسط المدرسي وخارجه، والمساهمة في الحفاظ على البيئة، والعمل على العناية بجمالية المؤسسات التعليمية، ونشر الوعي البيئي بالوسط المدرسي وخارجه، وبالمناسبة أعلنوا تشبثهم ب"مجانية التعليم" ودعوا إلى الارتقاء ب"جودته مع "رد الاعتبار للفلسفة وتفعيل المذكرات الوزارية القاضية بتعميم تدريس حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية"...


هذا، وبعد العرض الذي تقدم به الناشط المدني مصطفى هاشمي والذي استعرض فيه مفهوم حقوق الإنسان وأجيالها وسيرورتها التاريخية، توزع المشاركون على ثلاث ورشات، انكبت أولاها على الحقوق المدنية والسياسية ونشطها عبد الله العماري، والثانية على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ونشطها مجيد علاوي في حين انكبت الثالثة على الحقوق البيئية والتنموية ونشطها رشيد ناصري، وهي ورشات تميزت بخصوبة النقاش وغنى الإنتاج بحيث أسفرت عن عشرات التوصيات الهامة التي من شأن متابعتها وتفعيلها النهوض بأوضاع الشباب خصوصا والمنطقة عموما، وأهم هذه التوصيات: إنصاف المناطق المهمشة بالاعتناء بالبنية التحتية، وفك العزلة عن العالم القروي، وخلق مشاريع مدرة للدخل، وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وخلق هيئة محلية تعنى بقضايا الشباب، واحترام المجال الأخضر والعناية بالبيئة، وضمان توازنها الطبيعي، والرفع من جودة التعليم، وترسيخ البعد الجهوي للكتب والمقررات الدراسية، وخلق مراكز استماع داخل المؤسسات التعليمية، مع استبعاد العنف، وتوفير أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، ، والتصدي للخروقات وفضحها

المشاركون دعوا أيضا إلى فتح الأندية على محيطها وخلق إطارات مدنية تمثل التلاميذ، وتتحدث باسمهم، وإلى التنسيق بين قوى المجتمع المدني وتكتلها لتتحول إلى قوة اقتراحية ضاغطة، فهل تراها تستجيب...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة