الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فخلف كل سفاح يموت سفاح جديد …

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2019 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا هو ديدن التاريخ البشري والاسلامي بالخصوص سلسلة متتالية من السفاحين والقتلة المجرمين تنبتهم ارض سبخة ملعونة ، والبداية من اول سفاح عرفته البشرية … هابيل عندما قتل اخوه قابيل اول ضحية لسفاح من بني البشر … وهكذا زُرعت اول بذرة شر في النفس الانسانية ، ومن اراد ان ينميها ينميها ويتحول الى قاتل سفاح ومن اراد ان يهذبها او يوءدها فيتحول الى انسان طبيعي مسالم …
البعض يتصور ان السفاحين على مر التاريخ يمتازون بالشجاعة المفرطة وهي التي تخلق منهم سفاحين قساة اجلاف دون النظر الى ان الشجاع والفارس الحقيقي يجب ان يتحلى ويلتزم بقيم الفروسية وهي قيم صارمة عادلة وواحدة عند كل البشر تحِّد من السلوك السئ للفارس وتبعده عن القيام بالفضائع التي تربطه بالاوغاد الملاعين …
اضف الى ذلك ان الانسان تأريخ ، وهذه حقيقة مهمة يغفلها ايضا البعض ، بمعنى ان ما يقوم به الانسان يسجل في سجل شرفه وتقييمه الى الابد ونحن نسميها ( السمعة ) ، وقد تسبب حادثة قذرة ما لفارس او بطل تاريخي الى تدمير سجله وتحشره في خانة الاشرار الملعونين في التاريخ بعد ان كان ايقونةً للبطولة والفروسية … فلو اخذنا على سبيل المثال لا الحصر ما فعله خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة من عمل مقزز لاينم الا عن نفس مريضة حاقدة وبعيدة كل البعد عن شيم وقيم الفروسية الحقة التي كان يتمتع بها الفرسان العرب قبل الاسلام ، نلاحظ جميعاً ان هذه الحادثة قد دمرت سمعة خالد ووصمته بالخزي والعار الى الابد …
والفارس الرجل اولا وقبل كل شئ يجب ان يحترم عدوه او خصمه ولا يحتقره ولايغدر ولا يظلم ولا يعتدي على امرأة او رجل ضعيف او اعزل ولا يبارز او ينازل من لا يحمل سلاحاً ابداً ، ففرسان العرب التاريخيين مثلا يأبون قتل الاعزل لانه ليس من شيم الرجولة عندهم ان يقتل من لايحمل السلاح فتعتبر منقصة في رجولته وفروسيته ووصمة عار ستلازمه الى الابد ، فعندما يسقط سيف الخصم ارضاً اثناء المبارزة يفسح له المجال لالتقاطه ولا يغدر به لانه يأبى ان يقتله غير شاهرٍ سيفه وهكذا هي قيم الشجاعة والفروسية المفقودة عند البعض …
حتى في الغرب الامريكي عندما كنا نشاهد افلام الويسترن بالاسود والابيض يتقابل فيها البطل النموذج الشجاع مع خصمه لايبارزه الا اذا تاكد من حمله للسلاح واذا سقط منه لسبب ما يامره ان يلتقطه لان رجولته تأبى ان يقتل انسان اعزل … وكثيراً ما نرى في التلفزيون افلام عن الحروب العالمية الاولى والثانية ان الضابط المنتصر ياخذ تحية للضابط الاسير الاعلى رتبة منه او حتى بمستوى رتبته من الجيش المهزوم حتى لا يشعره بذل الهزيمة وغرور الانتصار لان قيم وشرف العسكرية تحتم عليه احترام خصمه او عدوه ولا يحتقره ولا يذله … وهكذا هي قيم الشرف والفروسية وقبلها الانسانية واحدة عند كل الرجال الشرفاء الشجعان على مر التاريخ الانساني والقصص كثيرة لا يسع المجال للسرد لانه ليس هدفنا هنا !
اما ان تُقيِّد عشرة او مائة اواكثر او اقل امام وغد جبان من نفايات داعش الاوغاد فيقوم بقتلهم او ذبحهم بدم بارد ويمثل باجسادهم او يقطع الرؤوس ويجمعها امامه ليلتقط له سافل آخر من نفس البالوعة صورة تذكارية يخلد فيها شجاعته ورجولته المنقوصة فهذه لا يمكن ان يقال عنها سوى انها من شيم الجبناء السفلة المنحطين وما اكثرهم في التاريخ الاسلامي من قاطعي الاعناق ومغتصبي النساء !
فالسفاح الاول في هذا القرن خليفة المسلمين البغدادي قتل وذبح وسبى واغتصب … الى آخر قائمة الغدر والخسة ، وعندما واجه الموت مرعوباً كقطة أقبل نحوها كلب …استقبله بالبكاء والعويل كبكاء الحريم وعويل الضباع لانه لم يكن في حقيقته شجاعاً الا على العزل والضعفاء ممن رمتهم الاقدار تحت رحمته المنزوع الرحمة والرجولة ! مات كحشرة وذهب الى مزابل التاريخ مع الحقراء والمتعوسين من نفس الفصيل غير مأسوف عليه مثله مثل السيجارة أولها في الفم وآخرها تحت الحذاء …
وعندما يمسك واحد من سفلة داعش ويلقي خطبة تافهه محشوة بنصوص الحقد والكراهية وكل الامراض النفسية على طريقة اسلافه الانذال ثم يذبح ضحيته المربوطة امامه كالشاة وكأنه قد قام بعمل بطولي على النموذج الاسلامي المتوحش دون ان يدرك ان الاستإساد على الضعفاء لاتمت للرجولة بشئ وهو هنا احط من الساقطة من النساء … والغريب ان باعث الدين والاهه يوصف بانه رحمن رحيم واتباعه يرددون كلمة الرحمة هذه عشرات بل مئات المرات يومياً دون ان يرقوا الى مستوى المفردة ومعناها ، مصرين ان يبقوا من منزوعي الرحمة ، وفاقد الشئ لا يعطيه …
ومن جانب مشرق آخر يخاطب البطل الاسطوري سبارتكوس شعبه وهو على عمود المشنقة ، رجل قاتل الطغاة بشرف ورجولة من اجل الحرية والعدالة ، ولم يظلم ولم يذبح ولم يغتصب ولم يعتدي : لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد وخلف كل ثائر يموت احزان بلا جدوى ودمعة سدى …
نرى كم قدَّرهُ التاريخ ومجدته الايام واستقر بطلا خالداً في الذاكرة الانسانية يحظى بكل الاحترام والتقدير واستحال ايقونةً ورمزاً للحرية … وهكذا فالرجال مواقف ، والخزي وكل العار للاوغاد الوحوش من قاطعي الاعناق قتلة الضعفاء ومغتصبي الحرائر وناهبي خيرات المحرومين والمجد كل المجد للشرفاء على صفحات التاريخ البيضاء وطوبى لهم ولامجادهم الخالدة على مر العصور والازمان !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري