الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


, وعد بالفور -1

بهاء الدين محمد الصالحى

2019 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صدر وعد بالفور فى 2/11/1917 وكان الاعلان التأسيسى لقيام الدولة اليهودية فى فلسطين ، ولكننا مطالبين بقراءة تحليلية للمشهد وقتذاك لبيان فكر المؤامرة وقدرته على صياغة المشهد الحالى :
1- الظروف التاريخية لإصدار التصريح كان مرتبطا بالمساهمة الفعلية لليهود فى الحرب العالمية الاولى وذلك بالمشاركة بالجند علاوة على المشاركة العلمية بقدرة الدكتور حاييم وايزمان عالم الكيمياء الذى ساهم فى صنع المتفجرات التى ساهمت فى إنهاء الحرب لصالح بريطانيا ، علاوة على وجود يهود اتركيا كرؤؤس اسهم لتقديم المعلومات للمخابرات الانجليزية تلك المعلومات التى ساهمت فى ذلك الانتصار الذى اسفر عن عصبة الامم والتى ادارت العالم حتى وجود الامم المتحدة مع نظام الفيتو الخاص بالدول الخمس التى انشأت تنظيم الامم المتحدة كتنظيم دولى يدير العالم حتى الان .
2- المساهمة الاقتصادية اليهودية والتى ساهمت فى سيطرة بريطانيا على منطقة الشرق الاوسط والعالم ولعل ابرز دليل على ذلك مساهمة المالى اليهودى روتشيلد من خلال دزرائيلى رئيس الوزراء اليهودى الذى قاد بريطانيا لصفقة شراء اسهم مصر فى قناة السويس 1875 كحل لازمة المديونية التى خلقها بيوت المال اليهودية لمصر من خلال ارتفاع نسبة الفائدة والتلاعب بالتقارير التى تصدرها لجان المراقبة التى تجئ من الغرب لرصد أحوال الاقتصاد المصرى .
3- غياب مفهوم الامة العربية بحكم كون فلسطين جزء من الدولة العلية وهى دولة تم استلابها منذ 1847 مع الامتيازات الاجنبية التى تم اقرارها فى الدولة العثمانية وتغلغلت فى جميع انحاء دول الخلافة كالسم ادى لنقص المناعة الطبيعية فى الدول العربية ومن هنا كانت نهبا للأستغلال والتقسيم الدولى ، والدليل على ذلك ان التصريح قد صدر خلال المفاوضات التى قادها الثلاثة بيكو وسايكس وزاخاروف لتقسيم العالم العربى والاسلامى ، وبالتالى فأن الظرف العام كان مهيأ لذلك الامر .
4- الظروف الموضوعية لخلق مفهوم الامة العربية لم تكن متحققة وذلك لإختفاء مفهوم الامة العربية لصالح مفهوم الامة الاسلامية والخلافة ، وفى هذه الاحوال كانت الخلافة كائن متحلل على الرغم من الحديث حول نقاء ومواقف السلطان عبد الحميد الثانى ،وحتى مع افتراض ملائكيته فإن الظرف الموضوعى دوليا وقدرة البنية الصلبة للدولة التركية على مقاومة التغلغل الاوربى وكذلك ضعف بنية الخطاب الدينى لصالح تعليمات الخليفة ، ذلك الضعف الذى أدى لهدر دماء المسلمين تحت ستار الفهم السلطوى للدين .
ومن هنا فأن الظرف الموضوعى لإصدار هذا التصريح كانت مؤدية بالضرورة لذلك ، ولكن السؤال المهم ماهى الطبيعة النوعية لرد الفعل وقدرة الفاعلين الرئيسيين على ارساء قواعد بديلة لإرادة الغرب فى تشكيل العالم وفق قواعد التخلص من القومية اليهودية التى تؤدى الى إثارة القلاقل بحكم عقلية الجيتو التى تؤدى للتناقض مع مفهوم الاندماج بحكم المصلحة والرؤية التى وضعها مترنيخ لأوربا ، كما وضع هنرى كيسنجر قواعد الحياة السياسية فى العالم العربى منذ تخلت مصر عن دورها بعد حرب 1973 وهو امر له عودة
اما طبيعة رد الفعل والفلسفة المنظمة له فذلك فى مقالنا القادم ان شاء الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah