الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ساهم الشعراوي في تدمير الاقتصاد الوطني؟!

محمد سالم

2019 / 11 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما هو معلوم من القول المأثور للإمام مالك كل يأخذ منه ويرد الا صاحب هذا القبر يقصد النبي محمد وعلي حسب ماتقرر ووضعه فقهاء وعلماء الدين فان التشريع ومعرفة الحلال والحرام والواجب والمندوب يأخذ من القرأن ثم من السنة فان لم يوجد شئ في القرأن او السنة قاس المفتي علي الكتاب والسنه وافتي وان لم يوجد له شئ اجتهد رايه فالمجتهد أن كان مصيبا له اجران وان كان مخطأ له اجر لكن ماذا لو كان الاجتهاد متعلق تحريض علي القتل او ضرر بصحة مريض اوتسبب في اشعال فتنة او تميبزا ضد الاقليات والمرأة هل ممكن نسمي تلك الاضرار مجرد اجتهاد خاطئ ونغفل عن ماتثيره في الحياة العامة ولماذا الدين دائما يسبب كل هذه المتاعب في الحياة العامة هل المشكلة في المفتي والفقيه والمجتهد ام المشكلة انهم يقررون احكامهم وفق تشريعات لم تعد تناسب سياق العصر فهي خاصة لطبيعة زمن وبيئة معينة تم اقحمها اقحما في المجال العام فسببت هذا العنت والشقاء تابعنا ما اثارته مواقع التواصل الاجتماعي عن ما قالته اسما شريف منير عن تشدد الشيخ الشعراوي وكيف صاحب هذا هجوم عنيف علي اسماء والرد عليه بتجميع لقاءات سجلت للشيخ ومقتطفات من فتاويه يفتي بحرمة نقل الاعضاء وتشويه الاعضاء التناسلية للأنثى وقتل المرتد ويقول بان المرأة غير المحجبة لايضمن الرجل نسبة اولاده منها ويحرم عمل المرأة الي غيرها من الفتاوي والآراء الرجعية والمتشددة اقر فريق مؤيد للشيخ هذه الآراء المسجلة لكن قاله لا ينبغي أن نتصيد للشيخ بل نحكم علي مجمل ماقدم وانا معهم اننا لاينبغي أن نتجزأ اراء معينة للفرد بل نحكم علي كل اعماله واراءه لكن ماذا عن فرد كان له جماهرية واسعة مثل الشيخ الشعراوي ويصدر تلك الاراء علي انها احكام الدين الذي يشتبك مع كثير من مجالات الحياة فايفتي باسم الدين في الطب والسياسة والادب والفن والاقتصاد والدين هنا ليس مجرد شأن شخصي هو للمصدر الرئيسي في الدستور والدولة تشرع قوانينها علي حسب مايوافق شريعته هي ليس اراء خاصة بفرد هي احكام دينية لرجل له حيثية مستمدة من الدين ويفتي باشياء تتعلق بالمجال العام وتؤثر فيه ولنري اثر بسيط لاراء الشيخ الشعراوي وهو الاقتصاد موضيع بسيط من الممكن أن يحدث حروب عالمية وثورات ويصعد ديكتاتورية فاشية تحرق ملايين الابرياء الاقتصاد نحن نعلم أن الازمة المالية التي عصفت بالعالم عام ٢٠٠٨ كان من اثرها الربيع العربي بكل ما جال به من حروب اهلية وفوضي وتمدد وانتشار الارهاب كما كان سببا مباشرا في صعود الفاشية في المانيا التي اشعلت فتيل الحرب العالمية الثانية الاقتصاد الذي يقوم علي احداث توازن بين العرض والطلب حتي لايحدث تضخم او ركود وتلعب البنوك دورا عظيما في حيث توفر النقود اللازمة لتمويل اي سوق وخلق حالة الائتمان دون الحاجة الي طبع النقود لايمكن لاي اقتصاد أن يقوم دون وجود بنوك ومعلوم أن الراسماليه الصناعيه في مصر لم تنشأ الا بعد تأسيس بنك مصر الذي مول العديد من الصناعات المختلفة وقبلها كانت مصر مجرد سوق للمنتجات الاجنبيه لكن البنوك التي كثيرا من الشيوخ بحرمة عملها علي انها تقوم باعمال ربوية دون العلم باهمية دورها ولا الية عملها وتعقيداته وانه يختلف عن الحالة البدائية التي حرم فيها الاسلام الربا افتي علماء بحرمة البنوك ومنهم الشيخ الشعراوي وفي الثمانينات ظهر مايعرف بشركات توظيف الاموال وهم افراد يأخذون اموال المودعيين ليضاربوا بها في البورصات العالمية نظير ارباح بنسب مرتفعة لم يكونوا محتالين لم يكن الريان محتالا بقدر انهم تصوروا انهم يستطيعون أن يحلوا كأفراد محل البنوك بكل تعقيداتها فتعثروا هناك من يقول انهم لم يتعثروا كانوا يعطون موديعهم ارباحهم بانتظام من مضاربات البورصة في الخارج لكن اذا نظرنا الصورة بشكل كامل نجد إن الاموال اللازمة لتمويل السوق من البنوك قد تم سحبها لتكون في يد اشخاص لم يوجد تمويل للسوق لو كانت تركت شركات توظيف الاموال كان هذا سيتسبب في افلاس العديد من رؤوس الاموال وغلق كثير من الاعمال او تدخل الدولة وتطبع المزيد من النقود وبالتالي يكون المعروض من النقود اكبرمن الطلب مما قد كان سيسبب في تضخم بمعني ارتفاع اسعار السلع بنسب
خيالية وهبوط قيمة النقود وبين الركود والتضخم يكون زيادة نسبة الفقر والبطالة ومايتبعه من اضرار قاتلة لكن هل اكتفي الشعراوي بفتاويه فقط الخاصة بتحريم البنوك التي شجعت تلك الشركات علي العمل الذي يضر بالأمن القومي ؟! لا لم يكتفي بل شارك في الحملات الدعائية لتلك الشركات وكان هو اول الحضور في افتتاح مقراتها ويقال انه كان عضو مجلس اداره في احداها بل ذهب الي النيابة ضامن لاحدهم علي انه سيقوم بتسديد اموال موديعه هذا اثر بسيط من اثار اقحام احكام لاتنتمي الي هذا العصر فلم يكن ميكانيزم الاقتصاد معلوما في عهد النبي ولا عمل البنوك بسبب تدخل تلك الافكار القديمة التي كان يمثلها الشعراوي في الحياة كان من الممكن أن تتسبب في اضرار كبير وكبير جدا للامن القومي المشكلة اعمق من الشيخ الشعراوي وغيره المشكلة تكمن في ما الضرر الذي ممكن ان يسببه اقحام الدين باحكامه الزمنية التي لاتنتمي الي العصر في الحياة العامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي