الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة اللاشرف تقرع أجراس الخطر …

حياة البدري

2006 / 5 / 23
المجتمع المدني


رغم كل ما يعرفه بلدنا وأولادنا من فقر وبطالة وتهميش ومظاهر اجتماعية دخيلة على رأسها التقليعة الأخيرة التي جعلت بلدنا الحبيب ذائع الصيت وأعطته شهرة وقفزة سياحية لم يحققها أبدا طيلة خروجه للوجود ... مازال هناك أمل في عالم تسوده الكرامة والرجولة والمواطنة والغيرة الكبرى على مواطنينا ورجالنا الذين امتهنوا التقليعة الأخيرة في عالم اللاشرف وجعلوها الدواء لكل داء ! ...

إنها يا سادة تقليعة بيع رجال وذكور بلادنا لأجساد هم ... وجعلها صورا رخيصة في عالم الانترنيت و...
فلقد كان هذا السلوك المقزز واللامغتفر، اللوحة الإشهارية الأكثر تبليغا والأكثر عطاء لبلادنا في عالم التسويق والاتجار ... الاتجار في كل شيء بما فيه شرف الرجال وماادراك الرجال ...

فلقد مل زبناؤنا الكرام من تجارة الرقيق اللطيف ومن حقهم أن يملوا ومن حقهم الاختيار فلدينا كل السلع وجميع الأنواع والأصناف ... اللينة والخشنة، الحريرية والصوفية ...ولدينا الجواري وأيضا بات عندنا الغلمان ... نعم فقد أصبح بلدنا الحبيب منافسا قويا في تجارة الغلمان ...

ولعمري هذا هو السلاح الذي سنحارب به التقهقر الاقتصادي وسنسير به في مصاف الدول المتقدمة وربما سنتساوى و الاقتصاد الأمريكي بفضل هذه التجارة المربحة السريعة المفعول في ظرفية جد وجيزة خصوصا إن اتبع باقي الرجال النصيحة وشربوا من نفس الكأس ... وتنازلوا عن داك الكبرياء الكاذب ... ورفضوا العيش على الخبز والشاي ...وفي أدنى المستويات…

ففي سبيل الربح السريع والعيش الرغيد وتداول الدولار والأورو... بين أصابع رجالنا، يجب على الجهة المنافسة عفوا الجهة السباقة لهذه التجارة ، الجنس اللطيف تغيير المهنة والبحث عن الرزق في مكان آخر فلربما تجد تقليعة أخرى مع أخد الحذر والحيطة هذه المرة والعمل على التسجيل والتحفيظ حتى لا تتعرض للسطو والتقليد ... من جديد...

لكن الكل يهون في سبيل ربح أخيها الرجل ونصفها الثاني ... المهم هو المنفعة والربح الوفير...
فأكيد فبركات هذه الماركة التجارية وهذا الصنف التجاري ، ستغزو الاقتصاد الوطني عامة وستحل جميع العراقيل والكل سيصبح يقبض من "كارديانات" وبوليس إلى أصحاب الفاكهة الجافة وأصحاب التاكسيات والمقاهي والرياضات الأصيلة والمشاريع السياحية الكبرى ... وستدور الحلقة ...والكل سياخد حقه…وقل "العام زين"...

وبذلك يجري القرش في جميع الأيادي وتقلص تلك الهوة الشاسعة بين أغنيائنا وفقرائنا ويعم الهدوء والسكينة والاطمئنان وتقل التفجيرات الذاتية وتلغى القنابل البشرية الموقوتة …

المهم الشاطر هو من يعرف مسايرة العصر ويعرف كيف يحل مشاكله المادية والأسرية… بدل الاتكالية والجلوس بالأزقة ورؤوس الدروب وسرقة حقائب النساء ... أو "التقرقيب" وشم"السيليسيون" وتناول اكبر ما يمكن من المخدرات …

فبعدما كنا نعاني ونتأفف من مشكل دعارة النساء واستفحالها وممارسة الكره والتعذيب في معظم الأحيان على بناتنا لإخراجهن لهذه الوظيفة الدنيئة ...وتقبلها غصبا عنهن كباقي الوظائف... أصبحنا أمام مشاكل عديدة أهمها التغرير بأطفالنا وبرجالنا ... رجالنا الدين خيبوا آمال عبد الكريم الخطابي وعذبوه في قبره... نتيجة هاته الأفعال اللامقبولة واللامعترف بها في قاموس الرجولة الحقيقية ...

فرغم كل ما وصلناه ورغم كل الأوحال التي علقت بالجلباب الوطني الناصع البياض، ورغم العديد من الويلات التي بدت تطفو على سطح بلدنا الحبيب مابين الفينة والأخرى… مازلنا نحلم بغذ أفضل ورجال ونساء بمعنى الكلمة ، أناس في مستوى القرار وتحمل المسؤولية ومجابهة كل العراقيل كيفما كان شكلها ولونها وحجمها… وأحزاب وهيئات سياسية وزعماء همهم الصالح العام وليس كم سيتقاضون هم وبعدهم الطوفان …

فالله اللطف ثم اللطف بهذه البلاد وبهؤلاء العباد… فاللهم إيقاف هذا النزيف البشري وهذا التقهقر الحضيضي… واللهم أيقظ كل ضمير حي في هده البلاد و حفز مخترعيها على اكتشاف تلقيح مقاومة هذا النوع التجاري وان يكون له مفعول قوي في يقظة الضمير وصحوته فهو حتما مخدر ولا يعرف ما يفعله…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to


.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو




.. العربية ترصد الاحتجاجات أمام جامعة السوربون بعد فض اعتصام مع


.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا




.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة